نتنياهو يشكر ترمب وبايدن بعد التوصل لاتفاق غزة

 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

نتنياهو يشكر ترمب وبايدن بعد التوصل لاتفاق غزة

 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن رئيس الوزراء وجه الشكر للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في مكالمة هاتفية، اليوم (الأربعاء)، على ضمان التوصل لاتفاق لإعادة الرهائن ووضع «نهاية لمعاناة العشرات من الرهائن وعائلاتهم».

وأضاف البيان أن نتنياهو اتفق على مقابلة ترمب قريبا في واشنطن، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي شكر أيضا الرئيس الأميركي جو بايدن على مساعدته في صفقة الرهائن في مكالمة هاتفية.

وأعلن الرئيس بايدن ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، السوم، التوصل رسمياً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، على أن يبدأ تنفيذه الأحد المقبل.

وأشار بايدن إلى أن «الأميركيين سيكونون جزءاً من المرحلة الأولى لإطلاق سراح الرهائن». وتابع: «الفلسطينيون سيتمكنون من العودة إلى أحيائهم في جميع مناطق غزة... والاتفاق يقضي بأن يستمر وقف إطلاق النار ما دامت المفاوضات مستمرة».

وكشف الرئيس الأميركي عن أن إسرائيل ستتفاوض على المرحلة الثانية من الاتفاق خلال الأسابيع الستة المقبلة.


مقالات ذات صلة

تهديد حوثي باستمرار الهجمات ضد إسرائيل إذا لم تلتزم بالهدنة

العالم العربي مسلحون متحالفون مع الحوثيين في الضواحي الشمالية لصنعاء (رويترز)

تهديد حوثي باستمرار الهجمات ضد إسرائيل إذا لم تلتزم بالهدنة

هدّد الحوثيين، الخميس، بأنّهم سيواصلون شنّ هجمات على إسرائيل إذا لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المفترض أن يبدأ سريانه الأحد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي فلسطينيون يحتفلون في وسط قطاع غزة بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار (أ.ب)

مصادر فلسطينية: توقيع اتفاق وقف النار مساء اليوم

أفادت شبكة «قدس»، الخميس، نقلا عن مصدر فلسطيني بأنه تم حل الخلافات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن تفاصيل فنية في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

«هدنة غزة» الثانية... اتفاق بعد «مخاض عسير»

بعد جولات عدّة على مدار أكثر من عام، أسفرت محادثات الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة عن إبرام هدنة جديدة في قطاع غزة، هي الثانية بالقطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يطلب من نتنياهو «عدم إفساد صفقة» غزة

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤولون في إدارة الرئيس جو بايدن أنهم «واثقون» ببدء تنفيذ وقف القتال في غزة وإطلاق الرهائن والأسرى بين إسرائيل و«حماس»

علي بردى (واشنطن)
تحليل إخباري إسرائيليون يقطعون طريقاً في القدس مطالبين بتنفيذ الاتفاق واستعادة الرهائن (أ.ف.ب)

تحليل إخباري الاتفاق بين إسرائيل و«حماس» كالجبنة السويسرية مليء بالثقوب

«الشرق الأوسط» تستعرض بنود الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»؛ إذ يبدو كالجبنة السويسرية، مليئا بالثغرات، ولكل من الطرفين تفسيره لها؛ ما يهدد بـ«تفجيره قبل تنفيذه».

نظير مجلي (تل أبيب)

الإسرائيليون لا يصدقون نتنياهو في تأخير الصفقة

TT

الإسرائيليون لا يصدقون نتنياهو في تأخير الصفقة

إسرائيليون يتظاهرون في القدس مطالبين بإطلاق الرهائن (أ.ف.ب)
إسرائيليون يتظاهرون في القدس مطالبين بإطلاق الرهائن (أ.ف.ب)

أقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على تأجيل اجتماعات الحكومة والكابينت اللذين كانا سيصادقان على صفقة وقف النار وتبادل الأسرى مع «حماس».

ومع أنه أدعى أنه فعل ذلك لأن «(حماس) تراجعت عن بعض البنود في اللحظة الأخيرة»، إلا أن غالبية المتحدثين الإسرائيليين في الإعلام لم يصدقوه. واعتبروا تصرفه واحداً من الألاعيب السياسية التي يقوم بها للتظاهر بالصلابة والقوة. وتبيَّن أن التأجيل يُستخدم لممارسة الضغوط على وزير المالية بتسليل سموترتش، كي يبقى في الحكومة.

ثمن باهظ

وقد خرج أحد قادة منتدى عائلات الرهائن الإسرائيلية، يوتام كوهن، شقيق الرهينة نمرود، بهجوم شديد على نتنياهو وحكومته. وقال في حديث إذاعي إن «كل يوم تأجيل كهذا يكلف إسرائيل ثمناً باهظاً، ويمكن أن تستيقظ فيه وتجد رهينة أو جنوداً وضباطاً يُقتلون في المعركة، لذلك أنا أعتبرها حكومة قتلة».

وأضاف: «لا يمكن تصوُّر ما يفعلونه بنا وبالرهائن. أناس بلا رحمة وبلا قلب هم الذين يحكموننا. في سبيل مصالحهم الشخصية والحزبية مستعدون للتضحية بأبنائنا، في الأسر أو في أرض المعركة. بل يديرون حرباً، حرباً زائدة لا حاجة بها ولا طعم لها ولا جدوى منها».

وتوجَّه كوهن بنداء استغاثة إلى الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب لكي يتدخل مرة أخرى ويمارس الضغوط على نتنياهو حتى يمرر الصفقة. وقال: «نحن لا نثق بنتنياهو ووزرائه. إنما نثق بك (ترمب)، وبنياتك الطيبة لإعادة الأبناء وحقن الدماء. ونثق بالوسطاء الذين يعملون معكم من مصر وقطر. ونتوسل إليك ألا تالو جهداً لإنقاذنا من ساستنا البائسين».

المعروف أن الفريق الإسرائيلي للمفاوضات، وبتوجيه من نتنياهو، وقَّع في الدوحة على اتفاق الصفقة، مساء الأربعاء. وبقي الفريق هناك لإتمام بعض الرتوش التقنية للتنفيذ. وقام نتنياهو بدعوة الكابينت (المجلس الوزاري المصغر) إلى الاجتماع في الحادية عشرة قبيل الظهر، والهيئة العامة للحكومة، لأجل المصادقة على الاتفاق.

أغلبية مضمونة

وبدا واضحاً أن هناك أغلبية مضمونة (28 من مجموع 34 وزيراً) تؤيد الصفقة. ولا يعارضها سوى 6 وزراء؛ 3 من حزب «عوتسما يهوديت»، برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، و3 من حزب «الصهيونية الدينية»، بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وقد أعلن بن غفير أنه سينسحب من الحكومة أيضاً، ولكنه لم يقدم على خطوة فعلية. ثم أعلن سموترتش أنه يدرس احتمال الانسحاب من الحكومة، إلا إذا وافق نتنياهو على التعهُّد علناً باستئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، أي بعد 42 يوماً. وقد خطط نتنياهو لأن يستفيد من هذه الأيام الطويلة لكي يقنع سموترتش بالبقاء معه في الحكومة.

ألاعيب نتنياهو

لكن وبشكل مفاجئ، نشر مكتب نتنياهو بياناً، صباح الخميس، يقول فيه إن «حماس» تراجعت، ولذلك يؤجل اجتماعي «الكابينت» والحكومة. وقد ردَّت «حماس» فوراً تنفي أنها تراجعت عن شيء، وأكدت أنها وافقت على الصفقة بالكامل. وفنَّدت أقوال نتنياهو. وفي إسرائيل أكد قادة المعارضة ومعظم المعلقين وجميع الناطقين بلسان عائلات الرهائن أن نتنياهو يقدم مرة أخرى على الاعيب سياسية تشتم منها رائحة حزبية وشخصية وأنه يريد أن يظهر أمام جمهوره كرجل قوي لا يهمه شيء سوى مصالح إسرائيل الأمنية. وسرب مساعدوه للصحافة أنه رفض مطلب «حماس» بإطلاق سراح عدد من الأسرى الكبار.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن نتنياهو قام بالتأجيل فقط بسبب سموترتش. وقالت «معاريف» إن هذه ثاني ألعوبة يقدم عليها نتنياهو في غضون 24 ساعة. وأضافت أنه «في مساء الأربعاء، ولمدة ساعة ونصف الساعة، اهتم بتضخيم أزمة اللحظة الأخيرة مع (حماس) حول تفسير بند الوجود في محور فيلادلفيا. فقال إن الجيش الإسرائيلي لن ينحسب من هذا المحور في المرحلة الأولى، مع أنه مسجّل بكلمات واضحة في الصفقة أنه سيغادره بالتدريج، وسيتركه تماماً بعد 50 يوماً من بدء تنفيذ الاتفاق، وقد بدأ الجيش فعلاً ينسحب من بعض المواقع فيه، حتى قبل إقرار الاتفاق».

وأضافت الصحيفة: «هذا لن يغير أي شيء في صيغة الاتفاق النهائي، لكنه مكَّن رئيس الحكومة من خلق للحظة الانطباع بأنه يستمر في الوقوف بتصلُّب من أجل تحقيق طلباته. الخوف الذي سببه هذا الأمر لأبناء عائلات المخطوفين بالتأكيد لم يهمه بأي شكل من الأشكال».

التخلي عن المخطوفين

وفي مقال افتتاحي كتبت صحيفة «هآرتس»، اليوم: «نتنياهو يفهم جيداً أنه لا يوجد سبب حقيقي لعرقلة المرحلة الثانية، غير التهديدات الائتلافية عديمة المسؤولية من شركائه السياسيين. لو كانت حاجة لتجسيد عمق التهكُّم لهؤلاء الشركاء، فقد كان هذا هو وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي كرر أمس أيضاً القول الذي لا يمكن استيعابه من يوم أول من أمس، وجاء فيه أنه (من خلال قوتنا في الحكومة منعنا اتفاقات سائبة).

محتجون إسرائيليون يقطعون طريقاً في القدس مطالبين بإتمام الصفقة (رويترز)

بمعنى أن تهديداته وتهديدات بتسلئيل سموتريتش لتفكيك الحكومة هي ما أدَّت إلى تواصل التخلي عن المخطوفين في أسر (حماس). هذه جريمة بكل معنى الكلمة، من شأنها أن تكرر نفسها مع تنفيذ المرحلة الثانية. الحقيقة البسيطة أن الحرب انتهت. عملياً أصبحت بلا جدوى منذ قبل بضعة أشهر، والجنود الذين قُتِلوا في هذه الفترة سقطوا بسبب اعتبارات سياسية وليس أمنية.

ترقُّب الساعات المقبلة

وبالتالي لا يوجد سبب حقيقي حتى لا نواصل الصفقة التي يُفترض أن تكون الموافقة الإسرائيلية على وقف الحرب وانسحاب الجيش من قطاع غزة. الصفقة الكاملة يجب أن تتحقق أيضاً كي يتوقف القتل الجماعي والدمار الهائل في غزة. فعودة عموم المخطوفين واجب أخلاقي أعلى.

ويقدر المراقبون في تل أبيب أن تنتهي هذه المشكلة في الساعات المقبلة، وتتم الصفقة لأن الرئيس الأميركي المنتخب لن يتساهل مع ألاعيب كهذه».

مظاهرات في القدس

وفي القدس، وضع المتظاهرون، من ذوي الرهائن، المطالبون بإتمام الصفقة، نعوشاً وصوراً للجنود الذين قتلوا في الأشهر الأخيرة خلال المعارك في غزة، أمام مقر المحكمة العليا.
كما تجمع حشد من المعارضين لوقف إطلاق النار، العديد منهم من اليهود المتدينين المتشددين.

إسرائيليون يتظاهرون في القدس مطالبين بإطلاق الرهائن (رويترز)

وبين الأعلام الإسرائيلية، حمل أعضاء في حركات اليمين المتطرف لافتات، وسار آخرون وهم يحملون صورة أقرباء متوفين.
وقبل ساعات قليلة، كانت جموع قد توجهت إلى جنوب إسرائيل، مكان «مجزرة مهرجان نوفا»، حيث قُتل أكثر من 370 شخصا في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.

ومنذ بداية الحرب، يتظاهر سكان تل أبيب للمطالبة بأن تتوصل الحكومة إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وتغطي مصابيح الشوارع والمقاعد العامة ملصقات تخليداً لذكرى الجنود الذين قتلوا أو الذين لا يزالون محتجزين في غزة. وينتشر الشريط الأصفر، رمز الرهائن، في كل مكان.

والأربعاء، مع انتشار خبر الإعلان عن اتفاق في إسرائيل، توافد المتظاهرون إلى الساحة، بعضهم يحمل المشاعل وبعضهم يضع قطعة من الشريط اللاصق على أفواههم.