خامنئي: تصور أميركا وإسرائيل بشأن نهاية المقاومة خاطئ

مسؤول في حوزة «قم» يتحدث عن إمكانية إقامة العلاقات مع سوريا

صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من الإيرانيات الثلاثاء
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من الإيرانيات الثلاثاء
TT

خامنئي: تصور أميركا وإسرائيل بشأن نهاية المقاومة خاطئ

صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من الإيرانيات الثلاثاء
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام مجموعة من الإيرانيات الثلاثاء

قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن «الأعداء» يتصورون أن قضية «المقاومة» انتهت مع سقوط بشار الأسد، مكرراً تهديداته بمحو «إسرائيل»، في وقت تحدث مسؤول كبير في حوزة قم العلمية عن إمكانية إقامة العلاقة مع حكام سوريا الجدد بهدف تأمين مصالح طهران.

ونقل موقع خامنئي الرسمي قوله، الثلاثاء، لمجموعة من الإيرانيات: «من خلال التحرك الذي حدث في سوريا، والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني وأميركا، والمساعدات التي يقدمها البعض لهم، ظنوا أن قضية (المقاومة) قد انتهت في المنطقة». وصرح: «مخطئون بشدة».

وعلى خلاف خطابه السابق حول التطورات السورية الذي تجاوز 50 دقيقة، تطرق خامنئي هذه المرة بشكل مقتضب إلى الأحداث في المنطقة، خصوصاً تداعيات نهاية حكم الأسد.

وأشار خامنئي إلى مقتل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله ورئيس حركة «حماس» يحيى السنوار. وقال: «انظروا كيف تتعرض غزة للهجوم يومياً ويستشهد أبناؤها. هم صامدون، ولا يزالون يقاومون. لبنان يقاوم».

ممر سوريا

وأضاف: «بالطبع، يعتقد النظام الصهيوني أنه يعدّ نفسه عبر سوريا لمحاصرة (حزب الله)، لكن من سيُمحى في النهاية هو إسرائيل».

وكان خامنئي قد قال الأربعاء الماضي، إن «خطة أميركية - إسرائيلية»، بالإضافة إلى دولة جارة، وضعف الجيش السوري، وراء سقوط بشار الأسد. ونفى في خطابه تراجع دور إيران و«محور المقاومة» وتوعد بطرد القوات الأميركية من المنطقة.

كما أقرّ خامنئي في خطابه الأسبوع الماضي بقطع الطريق على الأسلحة والمساعدات الإيرانية، قائلاً: «في الأيام الأخيرة، كان من المقرر إرسال بعض المساعدات والموارد إلى سوريا، لكن الصهاينة أغلقوا جميع الطرق البرية، ومنعت الطائرات الأميركية والصهيونية من خلال الطيران الواسع نقل هذه المساعدات جوياً. إذا لم يكونوا أصحاب القضية ولا يقاتلون سوريا من وراء مجموعات إرهابية أو مسلحة، فلماذا منعوا المساعدات عن الشعب السوري؟».

وقال خامنئي في كلمته أيضاً إن «محور المقاومة» الذي تقوده إيران «سيكتسب قوة في أنحاء المنطقة بأكملها» وأضاف: «إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى».

وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف إن سقوط نظام الحكم في سوريا «سيؤدي إلى اختلال في العمق الاستراتيجي للقوى المرتبطة بالجمهورية الإسلامية»، لكنه توقع أن يتمكن «حزب الله» من التكيف مع الظروف الجديدة.

والأحد الماضي، عدّ قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، انهيار الجيش السوري وسقوط بشار الأسد وما تبعهما من ضربات إسرائيلية لمواقع عسكرية في سوريا، «درساً مريراً لإيران»، داعياً إلى استخلاص العبر.

وقال: «الآن ندرك أنه إذا لم يصمد الجيش ولم تقاوم القوات المسلحة، فإن البلاد بأكملها قد تُحتل في لحظة»، وأعرب عن اعتقاده بأن «الناس في دمشق يفهمون قيمة رجال (المقاومة)، ويدركون كم هم أعزاء عندما يكونون موجودين، وكيف ستكون الكارثة إذا غابوا».

وقال سلامي دفاعاً عن حضور قواته في سوريا: «لم نذهب لضم جزء من أراضي سوريا إلى أراضينا، ولم نذهب لنجعلها ميداناً لتحقيق مصالحنا الطموحة».

ونفى أن تكون إيران خسرت «أذرعها» الإقليمية. وقال إن «البعض في الأوساط السياسية والنخبوية وبين عامة الناس يروجون لفكرة أن النظام الإيراني قد فقد أذرعه الإقليمية، لكن هذا غير صحيح، النظام لم يفقد أذرعه».

وتجنب المسؤولون الإيرانيون التعليق على تأييد «حماس» لسقوط الأسد.

الأسد يلتقي علي لاريجاني مبعوث المرشد الإيراني في دمشق الشهر الماضي (أ.ف.ب)

الاستقرار في سوريا

من جانبه، استبعد عضو اللجنة العليا لحوزة قم العلمية، محمد غروي أن تتمكن المعارضة السورية «من تحقيق الاستقرار في سوريا».

وقال غروي في حديث لموقع «إيران أوبزرفر» الإخباري إن جماعة «تحرير الشام» يربطها «تقارب فكري» مع «(طالبان) و(القاعدة)، لكنهم يظهرون تصريحات مغايرة؛ من أجل تعزيز مواقفهم وإظهار بعض الواقعية، مثل عدم تهديد الجيران واحترام الأماكن الشيعية».

وتعكس أقوال غروي، نظرة المؤسسة الدينية الأكثر نفوذاً في قم، التي تربطها صلات وثيقة بصاحب كلمة الفصل في البلاد، علي خامنئي.

وتوقع المسؤول الإيراني استمرار النزاعات الداخلية في سوريا، قائلاً: «إذا تمكنت الفصائل المسلحة التي تسيطر على دمشق من تشكيل حكومة مركزية، فمن غير المرجح أن تتمكن هذه الفصائل من إقناع العلويين والأكراد وبقية الأقليات بقبول حكمهم من دون صراع».

وهوّن غروي من الوعود التي أطلقها الحكام الجدد في سوريا بشأن عدم تهديد دول الجوار. وقال: «يبدو أن هذه الفصائل لن تتمكن من تحقيق الاستقرار في سوريا وإنهاء الصراعات العسكرية القائمة؛ مما قد يسبب مشاكل لدول المنطقة الأخرى».

ولفت إلى أن بعض الدول خصوصاً تركيا وإسرائيل «تسعى لتحقيق مصالحها في سوريا»، معرباً عن أمله بأن تتحرك «الجماعات الشيعية والعلوية، ومجموعات المقاومة في الوقت المناسب لاستعادة السيطرة على البلاد».

وقال: «رغم الأضرار التي لحقت بـ(جبهة المقاومة) في المعركة الأخيرة مع إسرائيل، لا يزال هناك احتمال بأن تلعب هذه الجماعات دوراً في التطورات المستقبلية في سوريا».

ملصقات ممزقة لحسن نصر الله وقاسم سليماني على جدار السفارة الإيرانية لدى سوريا (رويترز)

العلاقات ممكنة

مع ذلك، قال غروي بأن «المجموعات المسلحة التي تسيطر على دمشق حالياً كانت ضد إيران ولديها مواقف عدائية، لكن إيران تحاول التزام الحذر وتسمح لهم باكتساب الخبرة في حال تولوا السلطة»، وأضاف: «يمكننا إقامة علاقة مع هذه المجموعات».

وأشار غروي إلى أن العلاقة المستقبلية مع هذه المجموعات «ستكون مشابهة لعلاقات إيران مع بعض دول المنطقة، ولن تكون قوية، لكن من أجل حماية المصالح الوطنية». لكنه أضاف: «يبدو أن حكام دمشق الحاليين غير موثوقين لإقامة علاقة حسنة».

وكرّر غروي الرواية الرسمية الإيرانية بأن «طهران عرضت دعمها لبشار الأسد في الأحداث الأخيرة، لكنه رفض»، مؤكداً أنه لا يمكن التدخل في سوريا دون طلب رسمي من الحكومة السورية. وأضاف: «السبب وراء هذا القرار من الرئيس السوري السابق ليس واضحاً تماماً».


مقالات ذات صلة

مسؤول: إيران توقف تنفيذ إجراءات لقانون جديد أكثر صرامة خاص بحجاب المرأة

شؤون إقليمية يفرض القانون الجديد عقوبات أشد على النساء اللاتي يرفضن ارتداء الحجاب (إ.ب.أ)

مسؤول: إيران توقف تنفيذ إجراءات لقانون جديد أكثر صرامة خاص بحجاب المرأة

قال مسؤول إن إيران أوقفت مؤقتاً عملية تنفيذ إجراءات خاصة بقانون جديد أكثر صرامة بشأن الحجاب الإلزامي للمرأة.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية في مطار طهران الدولي (أرشيفية - رويترز)

إيران تنفي إغلاق مجالها الجوي

نفت منظمة الطيران المدني الإيرانية، اليوم (الاثنين)، إغلاق المجال الجوي للبلاد وفرض أي قيود على حركة الطيران بسبب أنشطة عسكرية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية قوات الأمن الإسرائيلية تجري دورية في مكان وقوع إطلاق نار بالقرب من نقطة تفتيش (أ.ف.ب)

متورط بمخطط لتنفيذ هجوم... اعتقال إسرائيلي في القدس تجسس لصالح إيران

كشفت قوات الأمن الإسرائيلية اليوم أنها اعتقلت إسرائيلياً مقيماً بالقدس للاشتباه في أنه على اتصال بعملاء للمخابرات الإيرانية في إطار مخطط لتنفيذ هجوم.

«الشرق الأوسط» (القدس)
تحليل إخباري الصمت يسود فضاء الفصائل العراقية المسلّحة

تحليل إخباري الصمت يسود فضاء الفصائل العراقية المسلّحة

خلافاً للصوت العالي الصادر عن الفصائل المسلحة العراقية الذي كان يُسمع كل يوم تقريباً خلال الأشهر الماضية، يسود هذه الأيام صمت كبير داخل أوساط هذه الجماعات.

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية لافتة للجنرال الإيراني قاسم سليماني بمدخل السفارة الإيرانية في دمشق (أ.ب)

طهران: وجودنا في سوريا كان لمكافحة الإرهاب وليس لدعم شخص

قالت الخارجية الإيرانية إن وجود قواتها في سوريا «كان لمكافحة الإرهاب وليس لدعم أي شخص» معلنة أن إعادة فتح السفارة في دمشق يتطلب «ظروفاً أمنية مناسبة»

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

مسؤول: إيران توقف تنفيذ إجراءات لقانون جديد أكثر صرامة خاص بحجاب المرأة

يفرض القانون الجديد عقوبات أشد على النساء اللاتي يرفضن ارتداء الحجاب (إ.ب.أ)
يفرض القانون الجديد عقوبات أشد على النساء اللاتي يرفضن ارتداء الحجاب (إ.ب.أ)
TT

مسؤول: إيران توقف تنفيذ إجراءات لقانون جديد أكثر صرامة خاص بحجاب المرأة

يفرض القانون الجديد عقوبات أشد على النساء اللاتي يرفضن ارتداء الحجاب (إ.ب.أ)
يفرض القانون الجديد عقوبات أشد على النساء اللاتي يرفضن ارتداء الحجاب (إ.ب.أ)

قال مسؤول إن إيران أوقفت مؤقتاً عملية تنفيذ إجراءات خاصة بقانون جديد أكثر صرامة بشأن الحجاب الإلزامي للمرأة، وهو مشروع قانون يعتقد الكثيرون أنه كان من الممكن أن يشعل الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد بعد وفاة مهسا أميني عام 2022.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، لن يتم إرسال القانون المثير للجدل، الذي وافق عليه البرلمان في سبتمبر (أيلول) 2023، إلى الحكومة كما كان مخططاً هذا الأسبوع، وفقاً لأحد نواب رئيس البلاد.

ويعني هذا التطور فعلياً أن إيران أوقفت سن التشريع.

ويفرض القانون عقوبات أشد على النساء اللاتي يرفضن ارتداء الحجاب وعلى الشركات التي يعملن بها، وهي عقوبات سبق أن رفضها الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان، في الوقت الذي يحاول فيه استئناف المحادثات مع الغرب بشأن العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي.

وقال شهرام دبيري، نائب الرئيس المسؤول عن الشؤون البرلمانية، في مقابلة مع صحيفة «هام ميهان» الإصلاحية: «وفقاً للمناقشات التي جرت، تقرر عدم إحالة البرلمان لهذا القانون إلى الحكومة في الوقت الحالي».