إسرائيل ترسل إخطارات تجنيد لمزيد من اليهود «المتدينين»https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5082455-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D8%B3%D9%84-%D8%A5%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AC%D9%86%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%85%D8%B2%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%86
إسرائيل ترسل إخطارات تجنيد لمزيد من اليهود «المتدينين»
يهود متدينون يصطفون في مكتب تجنيد إسرائيلي لمعالجة إعفاءاتهم من الخدمة العسكرية الإلزامية في قاعدة تجنيد في كريات أونو بإسرائيل في 28 مارس 2024 (رويترز)
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
إسرائيل ترسل إخطارات تجنيد لمزيد من اليهود «المتدينين»
يهود متدينون يصطفون في مكتب تجنيد إسرائيلي لمعالجة إعفاءاتهم من الخدمة العسكرية الإلزامية في قاعدة تجنيد في كريات أونو بإسرائيل في 28 مارس 2024 (رويترز)
أصدر الجيش الإسرائيلي إخطارات استدعاء للتجنيد لمزيد من «المتزمتين دينياً» دينياً اليوم الأحد لتعزيز قواته أثناء القتال على الحدود الجنوبية والشمالية، وهي الخطوة التي قد تزيد من تأجيج التوتر بين الإسرائيليين.
وقضت المحكمة العليا في يونيو (حزيران) بأن وزارة الدفاع لم تعد قادرة على منح إعفاءات شاملة لطلاب المعاهد الدينية اليهودية من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو ترتيب قائم منذ قرابة وقت قيام دولة إسرائيل في عام 1948 عندما كان عدد اليهود المتزمتين دينياً، أو الحريديم، ضئيلاً، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وفي الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل حربين ضد حركة «حماس» في قطاع غزة وجماعة «حزب الله» في لبنان، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الجمعة إن سبعة آلاف من المنتمين للطائفة سيتلقون إخطارات تدريجياً، بدءاً من اليوم الأحد.
وذكر بيان من وزارة الدفاع أنها ستعمل مع قادة هذه الطائفة لضمان تمكن الجنود من «المتزمتين دينياً» من الحفاظ على أنماط حياتهم الدينية أثناء الخدمة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت (يمين) مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين في الكنيست 2009 (غيتي)
في الوقت الذي تهبّ فيه إسرائيل بقضّها وقضيضها ضد ما تعدّه «مذبحة ينفّذها العرب والمسلمون في هولندا ضد اليهود»، وتقف فيه الحكومة مع المعارضة صفاً واحداً وتتهم العالم بـ«العداء للسامية»، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، صرخة مصارحة يدعو فيها إلى الصحوة وقراءة الواقع كما هو.
وقال أولمرت، في صحيفة «هآرتس» العبرية، الأحد، إن ما يحصل هو «أعمال شغب خطيرة» تجب معالجتها بشكل حثيث وقوي، لكنها ناجمة عن الممارسات الوحشية التي نقوم بها في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، ورأى أن المجتمع الإسرائيلي أحب فكرة الظهور كضحية للكراهية.
وكانت أعمال عنف واشتباكات شهدتها مدينة أمستردام الهولندية في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، شهدت نزع مشجعي فريق «مكابي تل أبيب» الإسرائيلي لأعلام فلسطينية في المدينة والهتاف ضد العرب بشوارعها، وأعقب ذلك قيام مجموعة من شباب هولنديين، أصولهم عربية أو مسلمة، بالاشتباك مع الإسرائيليين وملاحقتهم.
وفنّد أولمرت تلك الأعمال في هولندا، ورأى في مقاله أنها «ليست ظاهرة عنيفة من اللاسامية؛ فقد كانت بالأساس مظهراً من مظاهر كراهية معظم المسلمين لدولة إسرائيل ومواطنيها، بسبب ما حدث ويحدث في المنطقة، وليس استمراراً للاسامية التاريخية التي تكمن مصادرها في التعصب الديني المسيحي». وعدّ أن «هذه الكراهية آخذة في الاتساع، وهي تهدد بعزل إسرائيل بشكل سيهدد مكانتها ونمط حياتها».
«نظرية العالم ضدنا»
وقال أولمرت إن «محاولة المقارنة بين أعمال الشغب في أمستردام وكارثة المحرقة (النازية) هي في المقام الأول الدليل على فقدان الاتزان النفسي».
وأضاف: «نحن نعيش منذ سنوات غير قليلة في أجواء ترعى فيها حكومة إسرائيل وتشجع على نظرية أن كل العالم ضدنا، وأن الجميع يحاولون القضاء عليها، وأن الإسرائيلي الذي يعارض سياسة الحكومة أو جزءاً من عملياتها العسكرية في السنة الأخيرة يعدّ حسب من يؤيدون الحكومة وبعض أعضائها أنه من (حماس) ويتعاون مع قتلة الإسرائيليين، حتى ربما قام بالتنسيق للهجوم القاتل في أكتوبر (تشرين الأول) في 2023 مع يحيى السنوار (زعيم حركة «حماس» الراحل)».
واستكمل: «من ينتقد خطوات الحكومة خارج الدولة، أو ينتقد الأحداث في ساحات الحرب، فهو بشكل تلقائي عدو الشعب ومؤيد لـ(حماس). في هذا المناخ، قمنا بتحويل الرئيس الأميركي جو بايدن، الصديق الكبير لإسرائيل، الذي هبّ لمساعدتها بشكل لم يفعله أي رئيس أميركي آخر في أي يوم، إلى عدو ومؤيد لـ(حماس). بايدن أرسل جيشه إلى الشرق الأوسط، وأرسل حاملات الطائرات والغواصات. كما أن الطائرات القتالية الأكثر تقدماً شاركت بالفعل في الدفاع عن المدن والمستوطنات من صواريخ إيران. لكن تأخيراً صغيراً في تزويدنا بعدد من القنابل - على ضوء الاستخفاف الفظّ من قبل الحكومة، وبالأساس رئيس الحكومة، بتوصيات الإدارة الأميركية في مواضيع تتعلق بالمسّ الشديد بمئات آلاف الفلسطينيين الذين ليسوا إرهابيين في غزة - كان من شأنه أن يعرض بايدن كعدو».
«غضب مما نفعله»
يضيف أولمرت أن الحادث في أمستردام هو «في المقام الأول تعبير عن الغضب المتزايد على ما نفعله، وما نقوله، وكيف نظهر في نظر كثيرين، ليس لهم إرث تاريخي في كراهية اليهود. إن ما يشكل الوعي في أرجاء أوروبا وفي أميركا الشمالية والجنوبية ودول كثيرة في آسيا هو صور الدمار في غزة».
وزاد: «كثيرون تماهوا مع ألمنا بسبب المذبحة الإجرامية التي ارتكبها (جناة حماس) في 7 أكتوبر، لكنهم يبالون أيضاً بالمشاهد المتواصلة التي تبثها وسائل الإعلام في أرجاء العالم عن أكثر من مليون من الفلسطينيين الذين يسيرون وهم يحملون أكياس البلاستيك في أرجاء غزة، مرة من الشمال إلى الجنوب، وأحياناً من الجنوب إلى الشمال، بعد تدمير بيوتهم بالكامل، كثيرون في العالم لا يمكنهم التسليم بتحويل غزة إلى أنقاض».
أولمرت حذّر كذلك من أن «إعادة غزة أو الأحياء السكنية في بيروت (ليس الضاحية وحدها) إلى العصر الحجري كما وعد بعض الزعماء لدينا، ليس بالضبط الشعار الذي يحسّن سمعة دولة إسرائيل، ويعزز مكانتها في العالم... وحتى الآن لم نقل أي شيء عما يفعله الإسرائيليون في الضفة الغربية، حيث انفلات هناك، وقتل وتمييز وتدمير ممتلكات، ونشاطات منهجية، تستهدف سحق حقوق الإنسان لدى كثيرين، وربما (للأسف) لا تجد تغطية كافية لها في وسائل الإعلام في إسرائيل، لكنهم في أوروبا يشاهدون ويسمعون ويفقدون الصبر علينا».
استحواذ مرضي
ويستنتج أولمرت أنه «لا مناص من الاعتراف بأن المجتمع الإسرائيلي أحبّ الظهور كضحية للكراهية، واللاسامية، التي تأخذ تعبيرات عنيفة في أماكن مختلفة في العالم». محذراً من أن «هذه المظاهر، هذه المرة خلافاً لأحداث أخرى في التاريخ الدموي للشعب اليهودي، ترتبط بالتجربة المعاصرة لأعمال العنف والوحشية، وأحياناً القاتلة، التي نحن أنفسنا المسؤولون عنها».
وقال أولمرت: «ما يحدث في هذه الفترة في غزة ليس حرباً وجودية لنا، وليس تعبيراً عن حاجة مبررة للدفاع عن أنفسنا، بل هو استمرار دون أي مبرر لعنف ليس له هدف أو اتجاه واضح، عنف يساهم بشكل حاسم في تقليص احتمالية إنقاذ المخطوفين، كما أنه يتعلق بموت كثير من الجنود في أحداث لا تؤدي إلى أي نتيجة مناسبة. وأيضاً، يجب الاعتراف بنزاهة، أن ذلك يؤدي إلى موت كثير من سكان غزة غير المشاركين في الإرهاب، والادعاء الكاذب بأن جميع سكان غزة هم مؤيدون لـ(حماس)، وبناء على ذلك فقد تم حسم مصيرهم، هو بالضبط ما يثير غضب كثيرين في أرجاء العالم، ويشجع المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وأميركا على التظاهر ضدنا، وأحياناً استخدام العنف».
وأضاف: «الاستحواذ المَرَضيّ لدينا كي نشعر بالكراهية ضدنا، يجد التشجيع الحقير من حكومة إسرائيل. وهو يستهدف تبرير مواصلة المعركة العسكرية وتعزيز تضامن الضحايا بين السكان الإسرائيليين وإثبات الادعاء بأنه لا يجوز لنا تقديم أي تنازل قد يؤدي الى إنهاء الحرب وإنقاذ المخطوفين، الذين بقوا على قيد الحياة، وجثث الموتى. في نفس الوقت، لعب دور الضحية يدفعنا إلى التورط بلا حاجة إلى استمرار القتال في لبنان، الذي يجني أيضاً عدداً كبيراً من الضحايا في أوساط مواطني شمال البلاد، وفي أوساط الجنود أيضاً».
ويختتم: «سنواصل أعمال الشغب، والوحشية تجاه الناس الذين يعيشون في مناطق القتال، رغم أنهم ليسوا إرهابيين، إضافة إلى جميع الأثمان التي ندفعها مقابل القتال... وهم سيواصلون التظاهر ضدنا في أرجاء العالم، والتنديد بنا في وسائل الإعلام العالمية، وسيواصلون أيضاً كراهية أفعالنا، وكراهية من يتماهى مع هذه الأفعال». مضيفاً: «انفصال دولة إسرائيل عن العالم سيتواصل، لن يأتوا إلينا، ونحن لن نسافر، وستتم مقاطعتنا في المطارات والموانئ والتصويت ضدنا في الأمم المتحدة. ويمكننا القول برضا وبقدر كبير من الشفقة على الذات: الجميع يكرهوننا!».