«ضبط النفس لن يطول»... إيران «مستعدة» لهجوم إسرائيلي

«الحرس الثوري» يهدد مجدداً بتدمير البنى التحتية في تل أبيب

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أ.ب)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أ.ب)
TT
20

«ضبط النفس لن يطول»... إيران «مستعدة» لهجوم إسرائيلي

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أ.ب)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أ.ب)

قالت إيران إنها التزمت «ضبط النفس» طيلة الفترة الماضية أمام التهديدات الإسرائيلية، لكنها «مستعدة، وسترد بقوة إذا ما تعرّضت لهجوم».

وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الأربعاء: «إن إسرائيل إذا أخطأت وقامت بعمل ضد طهران، فسوف تتلقى ردّاً حازماً وغير معقول».

وكذلك، هدّد قادة في «الحرس الثوري» والجيش الإيراني بـ«تدمير البنى التحتية» في إسرائيل.

وتتزامن التصريحات الإيرانية مع تصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط، والتي جاءت بعد يوم من محاولة أميركية لإقناع تل أبيب بتأجيل ردّها على إيران. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارة جنود في قاعدة عسكرية، اليوم: «بعد أن نهاجم إيران، سيفهم الجميع قوتكم».

«كنا نأمل وقف النار»

وقال بزشكيان، خلال لقائه رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، إن إسرائيل «خرّبت» يومه الأول في منصب الرئاسة، بعدما اغتالت رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في طهران.

وطبقاً لكلام بزشكيان، الذي نقلته وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، فإن «إيران مارست ضبط النفس، على أمل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، لكن توسع الحرب إلى لبنان يُجبر طهران على الرد». وقال: «إذا أخطأت إسرائيل، وقامت بعمل ضد إيران، فسوف تتلقى ردّاً حاسماً وغير معقول».

مع ذلك كرر الرئيس الإيراني عبارات كانت ترد على لسان مسؤولين إيرانيين خلال الأسابيع الماضية: «لا نرغب في نشر الصراع والتوتر في المنطقة بأي شكل من الأشكال، ونرحب بأي عمل في اتجاه السلام والهدوء، لكن تصرفات تل أبيب تتم بهدف محدد، وهو إشعال النار في المنطقة بأكملها».

ودعا بزشكيان الدول الغربية إلى «ضبط الاعتداءات الإسرائيلية»، على حد تعبيره.

وعلّق رئيس الوزراء الأثيوبي، خلال لقائه بزشكيان، بالقول: «نتابع التطورات في منطقتكم بقلق، ونعرف أن إيران دولة قوية ومستقلة».

إيرانيون يحرقون علماً إسرائيلياً في مظاهرة وسط طهران 18 أكتوبر 2024 (رويترز)
إيرانيون يحرقون علماً إسرائيلياً في مظاهرة وسط طهران 18 أكتوبر 2024 (رويترز)

الدفاع الجوي الإيراني

في الداخل الإيراني، تصاعدت مرة أخرى التصريحات التحذيرية من تداعيات الرد الإسرائيلي، وشدّد مستشار قائد القوات البرية للجيش، العميد سياوش ميهن دوست، على أن «أي طائرة حربية لا تجرؤ على الاقتراب من حدود إيران»، وفقاً لما نقلته وكالة «تسنيم».

وقال ميهن دوست: «الدفاع الجوي للجيش مستعد وجاهز للغاية، بحيث لا تستطيع أي طائرة من دون طيار أو طائرة أخرى دخول المجال الجوي لإيران وتنفيذ أي عملية». وتابع: «لا يجرؤ أي أحد على الاقتراب من الحدود (...) بالتأكيد، إسرائيل لن تستطيع انتهاك المجال الجوي، بعد نشر نظام قوي مضاد للصواريخ».

بدوره، قال العميد علي فدوي، نائب قائد «الحرس الثوري»: «إن جميع دول المنطقة أكدت لطهران أنها لن تسمح باستخدام أجوائها لضرب إيران».

وتابع: «مع ذلك، إذا أقدمت إسرائيل على ضرب إيران، فسوف ينتظرها رد أكبر من (الوعد الصادق 2)، يمكن أن يدمر بناهم التحتية».

وتطلق إيران تسمية «الوعد الصادق» على هجومين شنتهما على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي، وأكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بصواريخ باليستية، لكن تأثيرها الحقيقي غامض حتى اليوم.

وقال قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري»، العميد علي رضا تنكسيري: «إنه في حال حدوث أي عدوان على البلاد سيكون ردنا جاهزاً وحاسماً، وسنرد بقوة كبيرة».

جانب من فيديو نشره إعلام «الحرس الثوري» للدفاعات الجوية في محيط منشأة «نطنز» في أكتوبر الماضي
جانب من فيديو نشره إعلام «الحرس الثوري» للدفاعات الجوية في محيط منشأة «نطنز» في أكتوبر الماضي

حماية «النووي» الإيراني

من جهته، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية، محمد سلامي: «إن القدرات الدفاعية والأمنية الإيرانية في مستوى يسمح لها بالتعامل مع أي تهديد بيقظة».

ونقلت وكالة «نور نيوز» الإيرانية، عن سلامي، أن «الدفاعات الإيرانية يقظة للغاية لحماية المنشآت النووية من أي تهديد».

وليس من الواضح إن كانت إسرائيل ستُقدم على ضرب «النووي الإيراني». وكان نتنياهو قد تلقّى تحذيرات من الرئيس الأميركي، جو بايدن، من استهداف أي منشآت نفطية أو نووية في إيران، في إطار الرد الذي تُجهز له إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، قبيل مغادرته تل أبيب: «إن إسرائيل يجب أن ترد على هجوم إيران، بطرق لا تؤدي لتصعيد أكبر».


مقالات ذات صلة

إيران: اتفقنا مع «الذرية الدولية» على تفعيل آليات الضمانات

شؤون إقليمية صورة نشرها موقع المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية من مباحثات كمالوندي ووفد «الذرية الدولية» في طهران اليوم

إيران: اتفقنا مع «الذرية الدولية» على تفعيل آليات الضمانات

أعلنت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية عن توصلها إلى تفاهم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على متابعة الآليات المتعلقة بالقضايا العالقة بين الطرفين.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
تحليل إخباري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان في لقاء سابق بالقاهرة ديسمبر الماضي (الرئاسة المصرية)

تحليل إخباري اتصالات عقب كل جولة... ماذا تنتظر مصر من مفاوضات أميركا وإيران؟

تحرص القاهرة على إجراء اتصالات مع أطراف المفاوضات الأميركية - الإيرانية الجارية برعاية عمانية عقب كل جولة تفاوض، فماذا تستهدف مصر؟

هشام المياني (القاهرة)
شؤون إقليمية علييف وبزشكيان يتحدثان خلال مؤتمر صحافي مشترك في باكو (الرئاسة الإيرانية)

«خطة استراتيجية» لتعميق التعاون بين أذربيجان وإيران

اتفق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف على وضع خطة استراتيجية شاملة، لتعزيز التعاون الثنائي، بعد سنوات من التوترات بين البلدين.

شؤون إقليمية المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال مؤتمر صحافي اليوم (موقع الحكومة)

إيران تستبعد عقد لقاء على مستوى أعلى من مفاوضات عراقجي - ويتكوف

استبعدتْ طهران حدوث لقاء على مستوى أعلى من المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية مروحية إيرانية تساعد في مكافحة الحريق الذي شبّ بميناء «رجائي» بإيران (إ.ب.أ) play-circle 00:35

إيران: «الإهمال» وراء انفجار «ميناء رجائي»

أعلن وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني، الاثنين، أن الانفجار الذي وقع يوم السبت في أكبر ميناء تجاري في البلاد سببه «الإهمال» وعدم احترام الإجراءات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

جريمة «تجويع غزة» أمام «العدل الدولية»

امرأة وفتاة فلسطينيتان تحصلان على حصص طعام في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
امرأة وفتاة فلسطينيتان تحصلان على حصص طعام في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
TT
20

جريمة «تجويع غزة» أمام «العدل الدولية»

امرأة وفتاة فلسطينيتان تحصلان على حصص طعام في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
امرأة وفتاة فلسطينيتان تحصلان على حصص طعام في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)

افتتحت «محكمة العدل الدولية»، أمس، أسبوع جلسات حافلاً بالمرافعات بشأن منع إسرائيل وصول المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، وما ترتب عليه من جريمة «تجويع».

وقال مسؤول فلسطيني رفيع للمحكمة، في لاهاي، إن إسرائيل تستخدم منع وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة «سلاح حرب». وأوضح عمار حجازي للقضاة: «نحن أمام عملية تجويع. تستخدم المساعدات الإنسانية سلاح حرب».

وأمام هيئة مؤلفة من 15 قاضياً، تقدم 38 دولة مرافعاتها، خلال الأسبوع، بما في ذلك السعودية، والولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وروسيا، فضلاً عن جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي.

لكن إسرائيل قاطعت الجلسات، وزعم وزير خارجيتها جدعون ساعر أن الجلسات المخصصة لمناقشة «الالتزامات الإنسانية» تجاه الفلسطينيين ما هي إلا جزء من «اضطهاد ممنهج» ضد بلاده.

والآراء الاستشارية لـ«العدل الدولية» ليست ملزمةً قانوناً، لكن من شأنها أن تُزيد الضغط الدبلوماسي على إسرائيل.

وبالتزامن، دعت الحكومة الفرنسية، إسرائيل، إلى وقف «المذبحة» التي تجري في غزة، بينما وقع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي مع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى، أمس، مذكرة تفاهم «تاريخية» تُكرّس الالتزام بتعزيز الدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين.