بوتين: الحلول الوسط بين إيران وإسرائيل ممكنة لكن من الصعب تحقيقها

رحب بإجراء محادثات مع أوكرانيا بوساطة سعودية

بوتين يحضر اجتماعاً مع رؤساء وسائل الإعلام الرائدة من دول مجموعة «بريكس» في موسكو (رويترز)
بوتين يحضر اجتماعاً مع رؤساء وسائل الإعلام الرائدة من دول مجموعة «بريكس» في موسكو (رويترز)
TT

بوتين: الحلول الوسط بين إيران وإسرائيل ممكنة لكن من الصعب تحقيقها

بوتين يحضر اجتماعاً مع رؤساء وسائل الإعلام الرائدة من دول مجموعة «بريكس» في موسكو (رويترز)
بوتين يحضر اجتماعاً مع رؤساء وسائل الإعلام الرائدة من دول مجموعة «بريكس» في موسكو (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إن التوصل إلى حلول وسط بين إسرائيل وإيران أمر ممكن، لكن سيكون من الصعب تحقيقه، وذلك في تعليقه على المخاوف بشأن احتمال اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران.

وأضاف بوتن للصحافيين «نحن على اتصال بإسرائيل، وعلى اتصال بإيران. لدينا علاقات قائمة على الثقة. ونود كثيرا أن يتوقف هذا التبادل المستمر للضربات في وقت ما. و(نأمل في) التوصل إلى سبل لحل الموقف بشكل يرضي الجانبين».

ومضى قائلا: «الإجابة على هذه المسألة تكمن دائما في البحث عن حلول وسط. فهل هي (الحلول الوسط) ممكنة في هذا الموقف أم لا؟ أعتقد ذلك. بغض النظر عن مدى الصعوبة ولكنها، في رأيي، ممكنة».

وقال بوتين إن روسيا مستعدة للمشاركة في أي محادثات بين الجانبين إذا أبديا اهتماما.وأوضح «إذا كان هذا مطلوبا، فنحن مستعدون لبذل كل ما في وسعنا في الاتصال بالجانبين للمساعدة في التوصل إلى هذه الحلول الوسط».

وتابع بوتين: «يحدوني أمل في أن نتجنب التصعيد في صراع الشرق الأوسط، ولا أعتقد أن أحداً مهتم بتصعيد هذا الصراع».

وجاء عرض بوتين، بعدما وجّه نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف رسالة تحذير إلى إسرائيل من حتى التفكير في توجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية.

وبعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ثارت تكهنات بأن إسرائيل قد تضرب منشآت نووية إيرانية، كما هددت منذ فترة طويلة. ونقلت وكالة «تاس» عن ريابكوف قوله: «لقد حذرنا مراراً ونواصل التحذير، تحذير (إسرائيل) من حتى التفكير افتراضياً في إمكانية توجيه ضربة لمنشآت نووية (إيرانية) وبنية تحتية نووية». وأضاف: «سيكون ذلك تطوراً كارثياً وإنكاراً تاماً لجميع المبادئ القائمة في مجال ضمان السلامة النووية».

ولم يتبيّن، على الفور، في أي سياق بعثت موسكو مثل هذه الرسالة لإسرائيل.

بوتين يحضر اجتماعاً مع رؤساء وسائل الإعلام الرائدة من دول مجموعة «بريكس» في موسكو (رويترز)

محادثات محتملة مع كييف

في سياق آخر، رحب بوتين بإجراء محادثات مع أوكرانيا بوساطة سعودية.

وقال بوتين خلال إجابته عن سؤال حول وجود محادثات سلام مع أوكرانيا في المملكة: «نحن نعتبر السعودية بلداً صديقاً، ولدي علاقة طيبة مع الملك، وتربطني علاقة شخصية قوية مع ولي العهد، أنا مؤمن بصدق السعودية (في الوساطة مع أوكرانيا)، وإذا تم عقد مؤتمر في السعودية طبعاً المكان بحد ذاته بالنسبة لنا يعد مريحاً».

وأضاف بوتين أن كييف يتعين عليها أن تُنهي الحظر على إجراء محادثات مع موسكو، وأكد أن روسيا مستعدة للحوار مع أوكرانيا، ولكن على أساس ما جرى الاتفاق عليه بالفعل.

بريكس

وقال الرئيس الروسي إن موسكو وجّهت الدعوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، للمشاركة في قمة «بريكس»، المقررة في قازان، الأسبوع المقبل. وأكد بوتين أيضاً دعم روسيا حل الدولتين في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال إن هذه القضية ستجري مناقشتها في القمة.

واستبعد بوتين طرح عملة موحدة لمجموعة «بريكس»، قائلاً إنها خطوة سابقة لأوانها في الوقت الحالي؛ لأنها تتطلب مستوى عالياً من التكامل بين الدول الأعضاء. وأوضح أن دول «بريكس» يتعين عليها أن تتخذ خطوات تدريجية، مضيفاً أن روسيا تعتزم تدعيم البنك الجديد التابع للمجموعة. ويحرص بوتين على بناء مجموعة «بريكس» لتتحول إلى كيان قوي ينافس الغرب في السياسة والتجارة على الصعيد العالمي. وتوسعت المجموعة لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات، إضافة إلى أعضائها؛ البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تطلب من أميركا بطارية ثانية من نظام «ثاد» المُضاد للصواريخ

شؤون إقليمية تستعد قوات أميركية لشحن نظام «ثاد» على متن طائرة «بوينغ سي 17 غلوب ماستر» من قاعدة «فورت بليس» بولاية تكساس في فبراير 2019 (أ.ب)

إسرائيل تطلب من أميركا بطارية ثانية من نظام «ثاد» المُضاد للصواريخ

طلبت تل أبيب من واشنطن إرسال بطارية ثانية من منظومة «ثاد»، لحماية البلاد في حالة ردّ فعل إيراني على هجوم انتقامي إسرائيلي متوقع، حسبما ذكرت قناة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية الرئيس إيمانويل ماكرون بمعية الرئيس الأميركي والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني في برلين الجمعة (إ.ب.أ)

ماكرون يحمّل إيران مسؤولية ضرب الاستقرار في الشرق الأوسط

الرئيس الفرنسي يهاجم إيران ويحملها مسؤولية ضرب الاستقرار بالشرق الأوسط ويكشف دور باريس في مساعدة إسرائيل للتصدي للصواريخ أو للقيام بعمليات «مستهدفة» ضد «حماس».

ميشال أبونجم (باريس)
المشرق العربي متظاهرون مؤيدون لجماعة «الحوثي» في اليمن يرفعون أسلحة وصور زعيم «حماس» يحيى السنوار في صنعاء (رويترز)

إسرائيل و«حزب الله» و«حماس» تتوعد بمواصلة القتال بعد مقتل السنوار

توعدت إسرائيل وحركة «حماس» وجماعة «حزب الله» اللبنانية بمواصلة القتال في غزة ولبنان وهو ما بدد الآمال في أن يساعد موت يحيى السنوار على إنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا ترى الحرب بين إسرائيل وإيران «احتمالاً كبيراً»

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الحرب المحتملة بين إسرائيل وإيران يجب تقييمها على أنها «احتمال كبير» في ظل الأزمات الإقليمية المستمرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة التقطتها الطائرة المسيّرة ليحيى السنوار وهو مغطى الوجه (تايمز أوف إسرائيل)

إيران تقارن بين نهاية السنوار ونهاية صدام

أجرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة مقارنة بين نهاية السنوار الذي قُتل أثناء «مواجهة العدو»، ونهاية صدام حسين الذي «أُخرج من حفرة على يد القوات الأميركية».

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)

نتنياهو يرى وفاة السنوار «فرصة لنهاية الحرب»... فهل يعني تصعيد القتال أم التوصل لاتفاق؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

نتنياهو يرى وفاة السنوار «فرصة لنهاية الحرب»... فهل يعني تصعيد القتال أم التوصل لاتفاق؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مقتل زعيم حركة «حماس»، يحيى السنوار، «بالصدفة»، الأربعاء، يمكن أن يمثل «بداية النهاية» للحرب في قطاع غزة. لكن، ليس من الواضح تماماً ما الذي كان يقصده نتنياهو بـ«تصريحه الجريء»، وفق وصف صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وترى الصحيفة العبرية أن القضاء على «الشخصية الأكثر هيمنة في (حماس)» قد يفتح نافذة صغيرة من الفرص لتحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية بعيدة المنال كإنهاء حُكم «حماس» واستعادة الرهائن، والتي لم يتم تحقيق أي منها حتى الآن.

وأشار كبار المسؤولين الأميركيين - بمن في ذلك وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن - إلى أنهم يرون فرصة لإنهاء الحرب في المستقبل القريب، كما صرّح العديد من قادة العالم بالشعور نفسه بعد مقتل السنوار.

«أمل يائس»

لكن السؤال الأهم هو: ما مدى تأثير موت السنوار على عمليات «حماس» في هذه المرحلة من الحرب؟ فلقد تم تقسيم غزة إلى قسمين - أو أكثر - خلال معظم فترات الحرب، وكان على خلايا «حماس» أن تعمل بشكل مستقل (دون تنسيق مع القيادة) ضد قوات الجيش الإسرائيلي.

ومع ذلك، فإن «رؤية صور زعيمهم مُلقى وسط أنقاض المنطقة التي حكمها ذات يوم» يُمكن أن تُحبط معنويات هؤلاء المقاتلين الذين ما زالوا متمسكين بـ«الأمل اليائس» بأن لديه خطة لإخراجهم من الحرب أحياء، ولا يزالون في السلطة. ويشير عدم رد الحركة بأي «وابل صاروخي» في أعقاب مقتل السنوار إلى أن «حماس» لا تتصرف بوصفها منظمة متماسكة حالياً بأي شكل من الأشكال، وفق «تايمز أوف إسرائيل».

ولاستغلال تفوقه في غزة بينما لا تزال لديه الفرصة، سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى زيادة الضغط العسكري مؤقتاً على «حماس» في جميع أنحاء القطاع، وليس فقط في جباليا، حيث كان يعمل مؤخراً؛ إذ يمكن أن تدفع القوة العسكرية «غير المتوقعة» في أعقاب وفاة السنوار على الأقل بعض القادة المتبقين إلى إلقاء أسلحتهم أو محاولة الفرار إلى المناطق الإنسانية.

وتُمثّل «حماس المحبطة بلا قيادة» أيضاً فرصة مواتية لتعيين شخص آخر لتوزيع المساعدات الإنسانية، والتي تقول إسرائيل إنها عنصر أساسي في تقويض الحُكم المدني للحركة في القطاع.

الرهائن

وفيما يتعلق بالرهائن الذين احتجزتهم «حماس» خلال هجومها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أشعل شرارة الحرب، يبدو أن وفاة السنوار تفتح المجال أمام فرصة استعادتهم أيضاً. ولعدة أشهر، أعرب المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون عن إحباطهم إزاء عدم رغبة السنوار في التزحزح عن مطالبه الأساسية للوصول إلى هدنة.

وهناك تحديات محتملة جديدة أمام التوصل إلى صفقة الرهائن، فمن الممكن أن تتحول «حماس»، المنقسمة جغرافياً لمدة عام تقريباً، إلى «قطاعات» يديرها قادة محليون، تحتجز كل منها عدة رهائن، وتقدم مجموعة من المطالب الخاصة بها. وفي حين أن ذلك من شأنه أن يوفر فرصة للإفراج عن بعض الرهائن في صفقات أصغر، فإن مثل هذه الديناميكية من شأنها أن تجعل التوصل إلى اتفاق شامل أقرب إلى المستحيل.

صفقة

ومع حرص حلفاء إسرائيل على إيجاد طريقة لإنهاء القتال قبل أن يتوسع أكثر، يمكن لنتنياهو أن يختار التوصل إلى اتفاق كبير الآن، يربط بين جبهات غزة ولبنان وإيران.

ستبدأ الأمطار بتحويل تربة لبنان إلى طين قريباً، مما يجعل المناورات البرية للجيش الإسرائيلي أكثر صعوبة. وسوف تشكل المدرعات الإسرائيلية «المتعثرة» أهدافاً مغرية لـ«حزب الله»، وهو يحاول استعادة سمعته بعد تعرضه لضربات مدمرة.

كما لم ترد إسرائيل حتى الآن على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، وهو أمر يعمل البيت الأبيض جاهداً للحد منه. ومن خلال واشنطن، يستطيع نتنياهو أن يبعث برسالة إلى إيران مفادها أنها سوف تقلل من ردها إذا وافق «حزب الله» على شروط إسرائيل في لبنان، واستسلمت «حماس» في غزة.

ومن شأن مثل هذه الصفقة أن تخدم أيضاً مصالح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وتمنع المزيد من التوسع في الحرب، وارتفاع محتمل في أسعار النفط قبل انتخابات رئاسية أميركية تبدو محفوفة بالمخاطر.

ومع ذلك، فإن نتنياهو يسير بخطى حثيثة، ويبدو أنه مصمم على نحو متزايد على مواصلة القتال في غزة، والتصعيد ضد «حزب الله». فهل سيعمل نتنياهو على حشد الدعم الدولي لإنهاء الحرب مع تحقيق أهداف إسرائيل فيها أم أنه سيضاعف الضغوط العسكرية؟ وهو النهج الذي بدأ يؤتي ثماره في الآونة الأخيرة.