طهران تشيّع نيلفروشان... وقاآني يظهر «بعد طول غياب»

حكومة بزشكيان ترحب بـ«مبادرات السلام»... وعسكريون يتحدثون عن تنسيق «متماسك» بين الميدان والدبلوماسية

TT

طهران تشيّع نيلفروشان... وقاآني يظهر «بعد طول غياب»

جنود من «الحرس الثوري» الإيراني يحملون الجنرال عباس نيلفروشان على أيديهم خلال تشييعه في طهران (إ.ب.أ)
جنود من «الحرس الثوري» الإيراني يحملون الجنرال عباس نيلفروشان على أيديهم خلال تشييعه في طهران (إ.ب.أ)

حشد «الحرس الثوري» أنصارَه لتشييع القيادي عباس نيلفروشان، الذي قُتل في هجوم إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، وذلك بحضور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وقادة القوات المسلحة، على رأسهم إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس»، الذي ظهر علناً بعد اختفاء دامٍ أسابيع.

وبدأت مراسم تشييع جثة نيلفروشان في ساحة «الإمام الحسين»، وسط طهران، صباح الثلاثاء. وحسب المشاهد التي نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني، في بث مباشر، رفعت العديد من أعلام «الحرس الثوري» والجماعات المسلحة المرتبطة به في الخارج، وسط هتافات «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا».

وصلت جثة نيلفروشان إلى بغداد من بيروت، مساء الاثنين، وبعد تشييعه في كربلاء والنجف، نُقلت إلى طهران. ووجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رسالةً إلى إسرائيل قائلاً: «سنقف حتى النهاية».

وسيؤم المرشد علي خامنئي صلاة الجنازة على جثة نيلفروشان، وسيُدفن يوم الخميس في مسقط رأسه بأصفهان، بعد مراسم تشييع في المدينة الواقعة وسط البلاد.

كان نيلفروشان، نائب غرفة العمليات في «الحرس الثوري»، قد قُتل مع الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، في ضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي.

بعد وصول جثة نيلفروشان إلى مطار «مهر آباد» في غرب العاصمة طهران، بثت قناة «خبر» الإيرانية لقطات مباشرة أظهرت إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، وهو يبكي مرتدياً ملابس مدنية سوداء.

قاآني والقيادي في «الحرس الثوري» حسين علايي يرددان هتافات في تشييع نيلفروشان (أ.ف.ب)

وفي وقت لاحق، شارك قاآني في مراسم التشييع مرتدياً الزي الرسمي لقوات «الحرس الثوري»، وكان يرافقه رئيس جهاز استخبارات «الحرس الثوري»، مجيد خادمي، ونائب قائد وحدة «ثار الله» المسؤول عن أمن طهران، حسين نجات، والقيادي حسين علايي، ومبعوث الحوثيين إلى طهران، إبراهيم محمد الديلمي. كما حضر قائد «الحرس» حسين سلامي، وقائد القوات البرية محمد باكبور، بالإضافة إلى قائد «الحرس» السابق، محمد علي جعفري.

اختفى قاآني قبل أسابيع، وتناقلت بعض وسائل الإعلام شائعات تفيد بأنه قُتل في غارة إسرائيلية على لبنان، وهذا هو ظهوره الأول بعد حضوره في مكتب «حزب الله» بطهران في 29 سبتمبر الماضي لتقديم التعازي إلى ممثل الحزب بمقتل حسن نصر الله.

الدبلوماسية والميدان

قبل ساعات من التشييع، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، أن طهران ستستخدم «كل إمكاناتها» لمحاسبة إسرائيل على مقتل نيلفروشان، وأشارت إلى أن «اغتيال هذا المسؤول العسكري الرفيع في إيران من قبل الكيان الصهيوني هو فعل غير قانوني وجريمة لا تُغتفر».

وتنخرط إيران منذ أيام في محادثات دبلوماسية عالية المستوى تهدف إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في لبنان وغزة، كما تبحث سبل منع اتساع رقعة النزاع في أنحاء المنطقة.

وقال المتحدث باسم الحكومة، فاطمة مهاجري، في مؤتمر صحافي دوري، إن «الجمهورية الإسلامية تدعم أي مبادرة سلام من شأنها تحسين الوضع في المنطقة، وإيران ستبذل جهوداً فعالة لتحقيق السلام بالتأكيد».

جانب من تشييع القيادي في «الحرس الثوري» عباس نيلفروشان في ميدان «إمام حسين» وسط طهران (إ.ب.أ)

وصرح نائب قائد «الحرس الثوري» علي فدوي بأن «التنسيق بين الميدان والدبلوماسية أصبح أكثر تماسكاً ووضوحاً»، مضيفاً أن «هذا التناغم بات جلياً الآن، ومع ذلك فقد حافظنا دائماً على نهجنا، ولن نغلق أي طريق لتحقيق النصر على جبهة الكفر، المتمثلة في أميركا وحلفائها»، حسبما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».

وترمز تسمية «الميدان» في قاموس المسؤولين الإيرانيين إلى الأنشطة الإقليمية لـ«الحرس الثوري» الإيرانية، المتمثلة بذراعه الخارجية «فيلق القدس».

وأوضح فدوي أن «جبهتي الميدان والدبلوماسية ظلتا دائماً مفتوحتين». وأعرب عن ارتياحه لتعدد جبهات الصراع مع إسرائيل، مشيراً إلى أن «أداء جبهة المقاومة لا نظير له، فما تحقق خلال العام الماضي كان استثنائياً، إذ تشكلت جبهة واسعة ومتماسكة»، وفقاً لما نقلته وكالة «إيسنا» الحكومية.

وقال فدوي: «الأراضي المحتلة بحجم إحدى المحافظات الصغيرة في إيران، وإذا أردنا، يمكننا القضاء على جميع الصهاينة».

وأشار إلى مشاركة خامنئي في صلاة الجمعة بعد أسبوع من مقتل نصر الله، وهي أول مشاركة له بعد أكثر من أربع سنوات. وأوضح أن صلاة الجمعة المقبلة «ستكون في القدس الشريف والمسجد الأقصى، بحضور الملايين من المقاتلين».

قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي يردد هتافات في تشييع نيلفروشان اليوم (أ.ف.ب)

ووصف فدوي نتيجة الحرب بأنها «واضحة»، متوقعاً أن يكون «النصر حليف جبهة المقاومة». وذهب إلى وصف إيران بـ«أم القرى للثورة»، مشيراً إلى أن «منذ البداية وحتى الآن، ندافع بقوة وفقاً لتوجيهات المرشد، التي ينفذها (الحرس الثوري) باعتباره ذراع ولاية الفقيه».

كما أقر بدور إيران في دعم الجماعات المسلحة، قائلاً: «لقد قمنا بتزويد كل من يرغب في مقاومة ظلم الأميركيين والصهاينة بالقدرات اللازمة». وأكد أن «أميركا عاجزة أمام قوة جبهة الثورة الإسلامية، وأن هذه المواجهة ستقود بالتأكيد إلى نصر سيشهده العالم بأسره».

وأضاف: «كان الأعداء يظنون أننا منتشرون بشكل متفرق في مناطق مختلفة، لكن الواقع أن المقاومة أصبحت شاملة في كل المنطقة. عندما تعمل إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن كيد واحدة، فهذا يعني أننا نتقدم بسرعة كبيرة».

من جانبه، قال الناطق باسم «الحرس الثوري»، علي محمد نائيني، إن «جبهة لبنان و(حزب الله) أصبحا أقوى بعد اغتيال حسن نصر الله». وأشار إلى أن «العمليات التي نفذت بعد ذلك كانت غير مسبوقة».

بدوره، قال عبد الله حاجي صادقي، ممثل المرشد الإيراني في «الحرس الثوري»، خلال مراسم التشييع، إن نيلفروشان «كان رفيقاً وحامل راية» أمين عام «حزب الله». وأضاف: «كان ممن حضروا إلى الميدان بدعم من المرشد لمساندة حسن نصر الله، وكان حاضراً في ذروة المعارك»، مضيفاً أنه «بقي معه حتى مقتله».

وأضاف: «على العدو أن يعلم أنه كلما قتل منا، يزداد نهج المقاومة قوة. اليوم تواصل جبهة المقاومة مسيرتها بقوة أكبر، ولن تتراجع لحظة حتى القضاء على العدو».

بزشكيان يتوسط مدير مكتبه، محسن حاجي ميرزايي، ورئيس القضاء غلام حسين محسني إجئي (أ.ف.ب)

«معادلة»

قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، النائب علي خضري، إن «العمليات الأخيرة لـ(حزب الله) أثبتت أنه لا يزال متماسكاً وقوياً رغم فقدانه العديد من القادة، وقد حل اليوم الأسود بالصهاينة». وأضاف أن «عمليات (حزب الله) في الأيام الأخيرة تشير إلى أنه استعاد معادلة ضاحية بيروت - حيفا، وبيروت - تل أبيب، مما يعني أنه في حال تعرض الضاحية لهجوم، سيتم الرد عليه بهجوم على حيفا، وعندما تتعرض بيروت لهجوم، ستتعرض عاصمة الكيان الصهيوني للاستهداف».

من جهته، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، محمد جواد جمالي، إن المشاورات الإقليمية لبلاده «تحظى بأهمية كبيرة، وتظهر أن الدبلوماسية نشطة جنباً إلى جنب مع الميدان»، لافتاً إلى أن الوضع الإقليمي «قد أصبح معقداً، وكان من الضروري أن تكون إيران، كمحور للمقاومة، نشطة في كل من الميدان والدبلوماسية».

وقال: «لحسن الحظ، نشطت الدبلوماسية، حيث زار رئيس جمهوريتنا قطر بعد رد إيران على إسرائيل... من جهة أخرى، كانت زيارة وزير الخارجية ورئيس البرلمان إلى بيروت تحمل رسالة مهمة للعدو ومحور المقاومة».

قال النائب السابق، محمد حسن آصفري، إن «رسالة التحركات الدبلوماسية الإيرانية هي أننا نسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، ولكننا أيضاً مستعدون للرد على العدو». وأضاف: «يمكن أن تؤثر الدبلوماسية بشكل كبير على تقليل التوترات الإقليمية. كلما زادت تحركاتنا الدبلوماسية، يمكننا تقليل مستوى الخصومة. رحلات وزير الخارجية إلى دول المنطقة والخليج تهدف إلى تقليل التوتر ومحاولة إرساء وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع مقتل الأبرياء».


مقالات ذات صلة

اتهام ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي وزوجته بالتجسس لصالح إيران

شؤون إقليمية صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)

اتهام ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي وزوجته بالتجسس لصالح إيران

قدمت النيابة العامة الإسرائيلية اتهامات لضابط في سلاح الجو بنقل صور ومعلومات عن مواقع ومنشآت إسرائيلية «حساسة» إلى الاستخبارات الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية خرازي يلقي كلمة في منتدى طهران للحوار الذي تنظمه وزارة الخارجية الإيرانية الأحد (جماران)

خرازي مخاطباً ترمب: لن نستسلم... يجب إجراء مفاوضات حقيقية مع إيران

قال كمال خرازي، كبير مستشاري المرشد الإيراني في السياسة الخارجية، إن بلاده «لن تستسلم أبداً»، داعياً الولايات المتحدة إلى إجراء مفاوضات حقيقية مع طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية إسلامي يتحدث خلال «منتدى طهران للحوار» الأحد (أ.ب)

طهران تهدد بمراجعة علاقاتها مع «الوكالة الذرية» إذا أصدرت قراراً ضدها

قال نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، إن طهران ستجري مراجعة شاملة في علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا صدر قرار ضدها.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية عناصر من الشرطة الإسرائيلية (أرشيفية - رويترز)

توجيه الاتهام لإسرائيلي نقل معلومات عن مواقع استراتيجية لعملاء إيرانيين

وجّهت النيابة العامة في إسرائيل اتهاماتٍ لرجلٍ بأنه سلّم معلوماتٍ لعملاء إيرانيين عن مواقع استراتيجية في إسرائيل، بما في ذلك قواعد عسكرية وجوية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع عراقجي الرسمي من حديثه أمام مؤتمر بمركز أبحاث الوزارة الخارجية الإيرانية في طهران اليوم

عراقجي: الدعوات للتفاوض مع إيران بدأت من جديد

أعلن وزير الخارجية الإيراني أن «الدعوات لاستئناف التفاوض مع إيران قد بدأت من جديد»، مشدداً على أن بلاده «باتت أقوى دفاعياً» بعد حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

اتهام ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي وزوجته بالتجسس لصالح إيران

صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)
صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)
TT

اتهام ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي وزوجته بالتجسس لصالح إيران

صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)
صورة نشرتها الشرطة الإسرائيلية لاعتقال رجل بشبهة التجسُّس لصالح إيران في 9 ديسمبر 2024 (أرشيفية)

قدمت النيابة العامة الإسرائيلية، اليوم الأحد، لائحة اتهام إلى المحكمة المركزية في حيفا ضد شمعون أزرزر (27 عاماً)، من سكان «كريات يام» في خليج حيفا، تتهمه فيها بنقل صور ومعلومات عن مواقع ومنشآت إسرائيلية «حساسة» إلى الاستخبارات الإيرانية.

وبحسب بيان مشترك للشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، فإن أزرزر وزوجته - وهما مواطنان يهوديان - اعتقلا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بشبهة التخابر مع الاستخبارات الإيرانية وتنفيذ مهام أمنية بتوجيه مباشر منها.

وجاء في البيان أن التحقيق كشف أن المتهم كان على اتصال مباشر مع عناصر في الاستخبارات الإيرانية منذ أكثر من عام، ونفذ لصالحها عدة مهام، بينها تصوير مواقع حساسة داخل إسرائيل ونقل إحداثياتها، كما عرض تقديم معلومات من داخل قواعد للجيش الإسرائيلي.

وأضاف البيان أن أزرزر استغل خدمة زوجته في قوات الاحتياط بإحدى قواعد سلاح الجو للحصول على معلومات عن الجيش وقواعده ومواقعها.

وأشار البيان إلى أن المتهم تلقى مقابلاً مالياً لقاء هذه الأنشطة عبر تحويلات بعملات رقمية.

أما الزوجة، وهي ممرضة في الجيش، فقد اعتقلت أيضاً بالتهمة نفسها، إلا أن لائحة الاتهام بحقها لم تستكمل بعد. وتصر على أنها لم تكن تعلم بتجنيد زوجها من قبل الاستخبارات الإيرانية، وأن ما عرفه منها جاء من أحاديث زوجية عادية وليس بنية تسريب معلومات.

وتعد هذه القضية خامس لائحة اتهام خلال الشهر الحالي ضد مواطنين إسرائيليين بتهمة التجسس لصالح إيران، وغالبيتهم، وفق الجهات الأمنية، انخرطوا في التجسس بدافع المال. وينضم هؤلاء إلى نحو 40 متهماً آخرين اعتقلوا بالتهم ذاتها، خصص لهم قسم داخل سجن «الدامون» المعروف باستيعابه معتقلين أمنيين فلسطينيين.

وفي المقابل، تعتقل إيران أيضاً عدداً من مواطنيها بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وقد أعلنت قبل أيام عن ضبط خلية تجسس تضم سبعة أشخاص.


إيران تعلن عن «عمليات تلقيح سحب» مع بدء تساقط الأمطار والثلوج

سد الأمير الكبير على مجرى نهر كرج وتظهر أمامه مستويات منخفضة لمياه النهر (إ.ب.أ)
سد الأمير الكبير على مجرى نهر كرج وتظهر أمامه مستويات منخفضة لمياه النهر (إ.ب.أ)
TT

إيران تعلن عن «عمليات تلقيح سحب» مع بدء تساقط الأمطار والثلوج

سد الأمير الكبير على مجرى نهر كرج وتظهر أمامه مستويات منخفضة لمياه النهر (إ.ب.أ)
سد الأمير الكبير على مجرى نهر كرج وتظهر أمامه مستويات منخفضة لمياه النهر (إ.ب.أ)

باشرت السلطات الإيرانية في نهاية الأسبوع عمليات تلقيح للسحب، في ظل موجة جفاف هي من الأسوأ في البلاد منذ عقود، على ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي.

وجاء الإعلان بعدما أفادت وكالة «أرنا» الرسمية السبت، بهطول الأمطار على مناطق عدة في غرب البلاد وشمال غربها.

وبثّت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو عديدة تُظهر هطول أمطار غزيرة في الأحواز وتستر (جنوب غربي)، وكذلك في سلماس وأورمية (شمال غربي)، وأبدانان (غرب). وفي بعض المناطق تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات.

كما انتشرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل من تساقط الثلوج للمرة الأولى هذا الموسم في محافظة ألبرز ومنتجع توجال للتزلج شمال طهران.

ومع بدء تساقط الثلوج في عدة مناطق شمالية، أوردت وكالة «إرنا»، ليل السبت: «أجريت اليوم عملية لتلقيح السحب في حوض بحيرة أرومية لأول مرة في السنة الهيدرولوجية»، التي تبدأ في سبتمبر (أيلول).

وبدأ منسوب بحيرة أرومية، الأكبر في إيران والواقعة في المناطق الجبلية بشمال غربي البلاد، بالانحسار منذ عام 1995 بسبب الجفاف.

وأفادت «إرنا» بأن عمليات أخرى ستجري لاحقاً في محافظتي أذربيجان الشرقية والغربية.

وتقوم هذه التقنية على الاستمطار من خلال تلقيح السحب بمواد كيميائية مثل يوديد الفضة. وأعلنت طهران العام الماضي أنها طورت تقنيتها الخاصة بهذا المجال.

وتعاني إيران منذ سنوات من الجفاف وموجات حر متتالية يتوقع أن تتفاقم على وقع التغير المناخي.

وذكرت الوكالة أن البلاد تشهد حالياً «فصل الخريف الأكثر جفافاً منذ خمسين عاماً»، ونقلت عن الأرصاد الجوية الوطنية أن المتساقطات هذه السنة أدنى بـ89 في المائة من المتوسط الطويل الأجل.

وبحسب السلطات المحلية، فإن المتساقطات في العاصمة الإيرانية هي في أدنى مستوياتها منذ قرن، ونصف المحافظات لم تشهد قطرة مطر منذ أشهر.

وتراجع منسوب المياه في السدود التي تغذي العديد من المحافظات إلى أدنى مستوياته التاريخية.

وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، حذر الرئيس مسعود بزشكيان من أنّه قد يتحتم إجلاء سكان طهران بسبب نقص المياه إذا لم تهطل الأمطار قبل نهاية السنة.

وأوضحت الحكومة لاحقاً أن هذا التصريح يهدف إلى تحذير السكان حيال خطورة الوضع، وليس الإعلان عن خطة عملية فعلية.


خرازي مخاطباً ترمب: لن نستسلم... يجب إجراء مفاوضات حقيقية مع إيران

خرازي يلقي كلمة في منتدى طهران للحوار الذي تنظمه وزارة الخارجية الإيرانية الأحد (جماران)
خرازي يلقي كلمة في منتدى طهران للحوار الذي تنظمه وزارة الخارجية الإيرانية الأحد (جماران)
TT

خرازي مخاطباً ترمب: لن نستسلم... يجب إجراء مفاوضات حقيقية مع إيران

خرازي يلقي كلمة في منتدى طهران للحوار الذي تنظمه وزارة الخارجية الإيرانية الأحد (جماران)
خرازي يلقي كلمة في منتدى طهران للحوار الذي تنظمه وزارة الخارجية الإيرانية الأحد (جماران)

قال كمال خرازي، كبير مستشاري المرشد الإيراني في السياسة الخارجية، إن بلاده «لن تستسلم أبداً»، داعياً الولايات المتحدة إلى إجراء مفاوضات حقيقية مع طهران.

وخاطب خرازي، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلاً: «تعالوا إلى مفاوضة حقيقية مع إيران؛ مفاوضة تقوم على الاحترام المتبادل ومبدأ المساواة. نحن لا نهرب من التفاوض، لكن لن ندخل مفاوضات تُفرض بالقوة أو الحرب».

وبدأت إيران والولايات المتحدة، في أبريل (نيسان) الماضي، مفاوضات غير مباشرة بوساطة سلطنة عُمان حول البرنامج النووي الإيراني، لكنها توقفت قبل الجولة السادسة، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران في 13 يونيو (حزيران) الماضي.

وكان ترمب قد حذر من أنه سيأمر بشن هجمات جديدة على المواقع النووية الإيرانية إذا حاولت طهران إعادة تشغيل المنشآت التي قصفتها الولايات المتحدة في يونيو.

ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي، الشهر الماضي، عرض ترمب استئناف المفاوضات، قائلاً: «ترمب يدّعي أنه صانع صفقات، لكن الصفقات القائمة على الإكراه ليست سوى فرض واستقواء».

وكان خرازي يتحدث، الأحد، خلال مشاركة في منتدى طهران للحوار الذي ينظمه سنوياً مركز الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية الإيرانية.

ويترأس خرازي «المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية»، الخاضع لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي يقدم استشارات تساهم في رسم السياسية الخارجية للبلاد.

ونقل التلفزيون الرسمي عن خرازي قوله: «للأسف، رغم كل الجهود المبذولة، تحول حكم القانون في الساحة الدولية إلى حكم القوة، خصوصاً مع مجيء ترمب الذي لا يؤمن أصلاً بالقانون الدولي».

وأشار خرازي إلى حرب الـ12 يوماً التي شنتها إسرائيل على إيران، وبدأت بضرب منشآت نووية وعسكرية إيرانية. وقال: «أراد الأعداء إحداث انهيار في البلاد، لكن الإيرانيين في الداخل والخارج أظهروا وحدتهم ورفضهم للعدو».

وانتقد خرازي موقف الأمم المتحدة خلال الحرب الأخيرة، قائلاً: «الأمم المتحدة لم تقدّم أي مساعدة لإيران، وكل ما فعله الأمين العام هو الدعوة إلى ضبط النفس. لم تلعب المنظمة الدور الذي كان ينبغي أن تقوم به».

وقال خرازي: «أثبتت هذه التطورات أن الإيرانيين لا يقبلون بالإذلال، ويقفون أمام القوة، ولا يساومون على استقلالهم. فهم يعتمدون على أنفسهم، وفي الوقت نفسه أهل للحوار والتفاوض، وقد أظهروا ذلك مراراً». وأضاف: «على عكس دول تضع استقلالها في المزاد، إيران لا تستسلم أبداً».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال ترمب في مؤتمر صحافي، إنه كان «المسؤول والمشرف» على الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في 12 يونيو الماضي، واصفاً الهجوم بأنه «قوي للغاية»، مضيفاً أن «الخسائر في اليوم الأول كانت تعادل خسائر جميع الأيام التالية».

وقُتِل في اليوم الأول من الهجوم عدد كبير من قادة «الحرس الثوري»، ومسؤولون بارزون في البرنامج النووي الإيراني، كما بدأت إسرائيل بشن ضربات على المنشآت النووية وقواعد صاروخية تابعة لـ«الحرس الثوري».

وقال خرازي: «اعترف الرئيس الأميركي مؤخراً بمسؤوليته عن الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على إيران. وبناءً على هذا الاعتراف، يجب على الولايات المتحدة تحمل المسؤولية القانونية، ومن حق إيران المطالبة بالتعويضات المالية والبشرية والنفسية عن هذا العدوان».

وأضاف: «على الأميركيين والغربيين أن يدركوا أن السلام لا يتحقق بالقوة. إيران ستقف دائماً في وجه الاستبداد».

وتابع: «لطالما أكدنا استعدادنا لمفاوضات تقوم على المساواة والاحترام، لكن الأميركيين غير مستعدين لذلك. هم يريدون فرض مطالبهم وتحقيق أهدافهم بالضغط العسكري والاقتصادي. هذه الطريقة فاشلة، والإيرانيون لن يقبلوها».

وقبل تعرض منشآتها النووية للهجوم، كانت إيران تخصب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة القريبة من مستوى 90 في المائة المطلوب للاستخدامات العسكرية.

وتقول الدول الغربية إنه لا حاجة مدنية لإنتاج اليورانيوم بنسبة 60 في المائة. وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على السلاح النووي التي تخصب اليورانيوم عند مستوى 60 في المائة.