إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

أكد أن سعي بلاده للانضمام لـ«بريكس» و«آسيان» لا يتعارض مع وجودها بـ«الناتو»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وستتخذ خطواتها وفقاً لنتيجة الانتخابات.

وأضاف إردوغان أن «هناك مشاكل معروفة في العلاقات بين تركيا وأميركا، وعلى وجه الخصوص، فإن دعمها للمنظمة الإرهابية (وحدات الشعب الكردية - ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا) مستمر دون انقطاع».

وتابع إردوغان، في تصريحات لصحافيين أتراك في نيويورك، ليل الخميس إلى الجمعة، قبل مغادرته عائداً إلى تركيا عقب مشاركته في اجتماعات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة: «في هذه المرحلة، يتغير الرؤساء، لكن المواقف التي لا تناسب التحالف بين بلدينا لا تتغير».

جانب من لقاء إردوغان وممثلي مؤسسات فكرية أميركية في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (الرئاسة التركية)

وتطرق إردوغان إلى مسألة استبعاد بلاده في عام 2019 من برنامج تصنيع مقاتلات «إف - 35» الأميركية تحت إشراف حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب اقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400»، قائلاً إن «تركيا لديها مستحقات بقيمة 1.45 مليار دولار ضمن البرنامج، وستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لتحصيلها».

وزاد: «خيبة أملنا حيال برنامج مقاتلات (إف - 35) لم تكن في عهد الرئيس دونالد ترمب، بل جميعهم خيبوا آمالنا، الجمهوريون والديمقراطيون أيضاً. الآن، سنرى في المرحلة الجديدة ما إذا كان هذا سيستمر أم لا؟».

وكان إردوغان انتقد العقوبات والقيود الأميركية على الصناعات الدفاعية في بلاده بسبب اقتناء المنظومة الدفاعية الروسية «إس - 400»، قائلاً إنها لا تتناسب وروح التحالف في إطار «الناتو».

وشدد الرئيس التركي على أن بلاده حليفٌ موثوقٌ به داخل «الناتو»، وتدرك التزاماتها ومسؤولياتها وتفي بها على أكمل وجه. وانتقد في هذا السياق موقف الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا قائلاً: «نرى أن أوروبا تعرف مدى أهمية تركيا بالنسبة للحلف، لكنها تتجاهل ذلك من وقت لآخر».

ولفت إلى تصريحات الأمين العام لـ«الناتو»، المنتهية ولايته، ينس ستولتنبرغ، في خطابه الوداعي، الأسبوع الماضي، الذي أكد فيه أن على أوروبا أن تدرك أن أمنها مرتبطٌ بوجود تركيا في الحلف الغربي.

أميركا استبعدت تركيا من مشروع مقاتلات «إف - 35» وفرضت عليها عقوبات دفاعية لحصولها على منظمومة «إس - 400» الروسية (أرشيفية)

وعن مساعي تركيا للانضمام إلى مجموعة «بريكس»، قال إردوغان إن تركيا «لا يمكن أن تقطع علاقاتها مع العالمين التركي والإسلامي لمجرد أنها عضو في (الناتو)، وإن منظمات مثل (بريكس) ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) هي هياكل توفر الفرص لتطوير تعاوننا الاقتصادي، والانضمام إليها لا يعني الاستغناء عن (الناتو)».

وعد أن انضمام تركيا إلى «بريكس» و«آسيان» سيغير المعادلات الإقليمية ويؤدي إلى بناء هيكل جديد ومختلف، مضيفاً أن «الذين يدعوننا لعدم الانضمام إلى (بريكس) أو أي هيكل آخر هم أنفسهم الذين تركونا ننتظر لسنوات على باب الاتحاد الأوروبي». ولفت إلى أن المنظمات والتحالفات الدولية التي تبتعد عن قيمها التأسيسية ولا تستطيع حمايتها سوف تتدهور، وإذا لم تتمكن من إصلاح هذا الخلل الأساسي، فلن تكون قادرة حتى على أداء واجباتها الرئيسية.

جانب من مشاركة إردوغان في القمة 75 للناتو في واشنطن في يوليو الماضي (الرئاسة التركية)

من ناحية أخرى، جدد إردوغان الحديث عن الدستور الجديد، المقرر طرحه على البرلمان بعد عودته من العطلة الصيفية في بداية أكتوبر (تشرين الأول)، قائلاً إنه لا يمكن إعداد تركيا للمستقبل دون وضع دستور جديد مدني وشامل وليبرالي، ولافتاً إلى أن تركيا تتغير بسرعة، ولا يمكن مواكبة هذا التغيير بدستور كُتب منذ أكثر من 40 عاماً (عام 1982)، وتحول إلى «حزمة مرقّعة».

وأضاف: «نحن بحاجة إلى التحرك نحو المستقبل بدستور جديد نابض بالحياة، وليست لدينا أي مشكلة مع المواد الأربع الأولى من الدستور غير القابلة للتغيير، ونحتاج إلى دستور يبني مستقبل شباب بلادنا ويعدهم للتنافس مع العالم، وسوف نفعل هذا».


مقالات ذات صلة

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

الولايات المتحدة​ هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

استغلّ كل من ترمب وهاريس وجود قادة العالم في نيويورك لإثبات أهليتهما على صعيد السياسة الخارجية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)

الولايات المتحدة توجه اتهامات لـ 3 إيرانيين بالقرصنة والتدخل في الانتخابات

كشفت الولايات المتحدة عن لائحة اتهام بحق 3 إيرانيين على خلفية القرصنة الإلكترونية التي تعرضت لها حملة ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (يسار) ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس (أ.ب)

هاريس تدفع بسياسات ضبط الهجرة من الحدود مع المكسيك

تدفع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بسياساتها للحدّ من الهجرة غير القانونية، خلال زيارة تقوم بها إلى الحدود الأميركية - المكسيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)

واشنطن تفرض عقوبات على طهران بدعوى التدخل في الانتخابات الأميركية

قالت وزارة الخزانة الأميركية إن واشنطن فرضت، الجمعة، عقوبات جديدة مرتبطة بإيران بسبب ما قالت إنه تدخل في الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرضت حملتا هاريس وترمب لمحاولات اختراق أجنبية (أ.ف.ب)

تحذير أميركي من تكثيف محاولات التدخل الأجنبي في الانتخابات الأميركية

تُواجه الحملات الانتخابية الأميركية «أكثر التهديدات السيبرانية تعقيداً» وفق تقييم الأجهزة الأمنية، مع تكثيف روسيا والصين وإيران أنشطة التضليل الإلكتروني.

إيلي يوسف (واشنطن)

غموض حول مصير نصر الله وتقديرات إسرائيلية بمقتله

أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله (أ.ب)
أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله (أ.ب)
TT

غموض حول مصير نصر الله وتقديرات إسرائيلية بمقتله

أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله (أ.ب)
أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله (أ.ب)

استمر تضارب الأنباء ليلاً حول مصير أمين عام «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله. ففيما قالت مصادر لبنانية إنه «نجا من الاغتيال»، بعد استهداف إسرائيل لمقرّ القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت، تحدث إعلام إسرائيلي عن تقديرات باحتمال مقتله.

وقال مصدر مقرب من «حزب الله» إن «نصر الله على قيد الحياة»، وكذلك الحال بالنسبة للقيادي هاشم صفي الدين، وفقاً لما نقلته «رويترز». لكن المكتب الإعلامي في «حزب الله» إن كل التصريحات بشأن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت «لا صحة لها».

وكانت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني نقلت قبل ذلك تأكيدات من مصادر لبنانية أن «أياً من قادة (حزب الله) لم يقتل في الضربة»، وشددت على أن «نصر الله وصفي الدين على قيد الحياة».

ووفقاً للوكالة الإيرانية، فإن «العملية التي شنّها الجيش الإسرائيلي على ضاحية بيروت باءت بالفشل».

وقالت سفارة إيران في بيروت إن «الضربة الإسرائيلية بمثابة تصعيد خطير يغير قواعد اللعبة»، وفقاً لـ«رويترز».

في المقابل، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر وصفتها بـ«الموثوقة»، أن الجيش الإسرائيلي «نجح في اغتيال نصر الله».

وقالت مصادر أيضاً إن نصر الله أصيب على الأرجح في الغارة الجوية، مشيرة إلى صعوبة نجاة أي شخص كان في الموقع المستهدف بالغارات.

وقُتل شخصان، وأُصيب 76 آخرون بجروح في الغارات الإسرائيلية، في حصيلة أولية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن تنفيذ غارات جديدة ضد أهداف تابعة لـ«حزب الله»، في جنوب لبنان، بعد دقائق من خطاب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي أكد فيه أن العمليات العسكرية ستتواصل.

وقال الجيش، في بيان، إنه «يضرب حالياً (...) أهدافاً تابعة لـ(حزب الله) الإرهابي في جنوب بيروت».

من جهة أخرى، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان، أن طائرات إسرائيلية شنّت سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت؛ معقل «حزب الله»، تردَّد صداها في العاصمة ومحيطها، وفق صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية».