مباحثات تركية - أميركية تتناول التطورات في سوريا

وسط تصاعد التوتر مع «قسد» واحتجاجات على التطبيع مع دمشق

جانب من المباحثات التركية - الأميركية حول سوريا (الخارجية التركية)
جانب من المباحثات التركية - الأميركية حول سوريا (الخارجية التركية)
TT

مباحثات تركية - أميركية تتناول التطورات في سوريا

جانب من المباحثات التركية - الأميركية حول سوريا (الخارجية التركية)
جانب من المباحثات التركية - الأميركية حول سوريا (الخارجية التركية)

عقد الجانبان التركي والأميركي محادثات حول التطورات في سوريا، وسط تصعيد عسكري مستمر بين القوات التركية و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، المدعومة من جانب الولايات المتحدة.

وذكرت وزارة الخارجية التركية، أن المحادثات جرت في أنقرة بين وفدي البلدين برئاسة نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماظ، ونائب وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية جون باس، وناقشت التطورات المتعلقة بسوريا.

ويشكل الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قسد»، التي تعدها تركيا امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» في سوريا، المصنف إرهابياً من أنقرة وواشنطن، نقطة خلاف بين الجانبين.

نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماظ ونائب وكيل الخارجية الأميركية للشؤون السياسية جون باس (الخارجية التركية)

وتمكنت تركيا من خلال اتصالاتها مع الولايات المتحدة وروسيا والأطراف الفاعلة، من تعليق انتخابات محلية كانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تعتزم إجراءها في أغسطس (آب) الماضي في مناطق سيطرة «قسد».

وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك جملة من القضايا ركزت عليها المحادثات، منها «ملف الدعم الأميركي المستمر لـ(قسد) عسكرياً ولوجستياً، وخطورة ذلك على أمن تركيا، وما يمكن أن يكون عليه الوضع حال الانسحاب الأميركي من شمال شرقي سوريا، وما يتعلق بمساعي تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق والموقف الأميركي الرافض لها».

الدعم الأميركي لـ«قسد» نقطة خلاف مع أنقرة (أرشيفية)

في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، مقتل اثنين من عناصر «وحدات حماية الشعب» على يد القوات التركية بعد رصدهما في منطقة «نبع السلام» الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال شرقي سوريا. وأكدت الوزارة، في بيان مقتضب، أن «الجيش التركي يواصل عملياته، بلا هوادة، ضد الإرهابيين في شمال سوريا».

كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات التركية المتمركزة في قواعدها ضمن منطقة «نبع السلام»، قصفت قرى البوبي و«دادا عبدال» وأم حرملة بالمدفعية الثقيلة. كما قصفت بالمدفعية الثقيلة، القرى الواقعة في شمال غربي عين عيسى في ريف محافظة الرقة، ما أسفر عن إصابة مدنيَين في قرية الهشة تم نقلهما إلى المستشفى للعلاج.

وتشهد المنطقة توتراً منذ استهداف قوات «قسد»، في 10 سبتمبر (أيلول) الحالي، قاعدة «المكسورة» التركية في ريف تل أبيض الغربي بـ4 صواريخ، ما دفع «الجيش الوطني» الموالي لتركيا إلى إعلان حالة الاستنفار.

قصف تركي على مواقع لـ«قسد» غرب الرقة (أرشيفية)

في سياق متصل، أمرت محكمة الجنايات في إسطنبول، الأربعاء، بحبس مواطن سوري ينتمي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، بعد القبض عليه عقب دخوله الأراضي التركية بهوية فلسطينية مزورة.

وقالت مصادر أمنية تركية: «التحقيقات كشفت عن أنه كان يتولى مناصب قيادية في صفوف التنظيم الإرهابي (الوحدات الكردية)، بمدينة القامشلي بمحافظة الحسكة السورية».

وفي سياق متصل، قال «المرصد السوري» إن الشرطة العسكرية التابعة للقوات التركية نفذت حملة اعتقالات واسعة في قرى ناحية جنديرس بريف عفرين الغربي، الواقعة ضمن منطقة «غصن الزيتون»، التي تسيطر عليها، تم خلالها القبض على 11 شخصاً، ونقلهم إلى سجن معراته «سيئ السمعة»، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية (الكردية) سابقاً.

وعلى صعيد آخر، استمرت مظاهرات أهالي مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، احتجاجاً على مساعي التطبيع بين أنقرة ودمشق، ورفضاً لفتح «معبر أبو الزندين»، الذي يفصل بين مناطق سيطرة الجيش السوري، وفصائل «الجيش الوطني» الموالي لتركيا.


مقالات ذات صلة

هل يمنح عفو الرئيس السوري عن الهاربين تركيا فرصة للتطبيع وعودة اللاجئين؟

شؤون إقليمية العفو الرئاسي السوري هل سيحل مشكلة اللاجئين في تركيا؟ (أرشيفية)

هل يمنح عفو الرئيس السوري عن الهاربين تركيا فرصة للتطبيع وعودة اللاجئين؟

رأت أوساط تركية أن قرار العفو الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد بشأن الفارين داخل البلاد وخارجها، يشكل فرصة لدفع التطبيع وعودة اللاجئين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مؤتمر صحافي لإردوغان والأسد في دمشق قبل عام 2011 (أرشيفية)

​لماذا تتحرك تركيا لإحياء مسار الحل السياسي في سوريا بالتوازي مع التطبيع؟

تكثف تركيا من تحركاتها لإعادة تفعيل المسار السياسي لحل الأزمة السورية في الوقت الذي تواصل فيه مساعيها لتطبيع العلاقات مع دمشق

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مظاهرة حاشدة في عفرين احتجاجاً على خطوات التطبيع بين أنقرة ودمشق (إكس)

استمرار الاحتجاجات في شمال سوريا على التطبيع بين أنقرة ودمشق

تشهد مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة احتجاجات مستمرة على خطوات التطبيع مع دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي من اجتماع قائد «قسد» مظلوم عبدي مع قادة ومسؤولين من محافظتي حلب وإدلب (الشرق الأوسط)

قائد «قسد» يبحث مستجدات شمال سوريا وإدلب مع مسؤولين عسكريين

عقدَ قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، اجتماعاً عاجلاً مع قيادات عسكرية من محافظتي إدلب وحلب، للبحث في آخر التطورات الميدانية.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية إردوغان والأسد (أرشيفية)

تركيا: جاهزون لعقد اللقاء بين إردوغان والأسد

أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تركيا جاهزة لعقد لقاء بين الرئيس رجب طيب إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط مخطط إلكتروني لـ«حزب الله» لجمع معلومات استخباراتية

قوات أمن إسرائيلية ورجال إطفاء يتجمعون بالقرب من منزل تضرر جراء صاروخ أُطلق من جانب «حزب الله» في لبنان (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية ورجال إطفاء يتجمعون بالقرب من منزل تضرر جراء صاروخ أُطلق من جانب «حزب الله» في لبنان (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط مخطط إلكتروني لـ«حزب الله» لجمع معلومات استخباراتية

قوات أمن إسرائيلية ورجال إطفاء يتجمعون بالقرب من منزل تضرر جراء صاروخ أُطلق من جانب «حزب الله» في لبنان (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية ورجال إطفاء يتجمعون بالقرب من منزل تضرر جراء صاروخ أُطلق من جانب «حزب الله» في لبنان (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، عن اكتشافه حسابات مزيفة على الإنترنت استخدمتها عناصر تابعة لـ«حزب الله» اللبناني لجمع معلومات استخباراتية حول انتشار قوات الجيش الإسرائيلي من خلال التواصل مع الجنود، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها على الإنترنت (واي نت) عن الجيش قوله إنهم «أحياناً يعرّفون أنفسهم كأفراد في الجيش الإسرائيلي ويقومون بإجراء اتصالات ومراسلات شخصية مع جنود الجيش، بما في ذلك محادثات مسجلة معهم».

ويأتي هذا الإعلان إثر دعوة دول عدّة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل و«حزب الله»، بعد أن أثار التصعيد الأخير مخاوف من حرب شاملة في الشرق الأوسط.

ومنذ الاثنين، خلّفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 600 قتيل في لبنان، بينهم كثير من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.