رئيس وحدة مخابرات بالجيش الإسرائيلي يقدم استقالته بسبب هجوم 7 أكتوبر

رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي (وسائل إعلام إسرائيلية)
رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي (وسائل إعلام إسرائيلية)
TT

رئيس وحدة مخابرات بالجيش الإسرائيلي يقدم استقالته بسبب هجوم 7 أكتوبر

رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي (وسائل إعلام إسرائيلية)
رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي (وسائل إعلام إسرائيلية)

أعلن قائد وحدة نخبة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية استقالته، اليوم (الخميس)، بعد فشل جهازه في منع هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وأعلن الجيش، في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «قائد الوحدة 8200، الجنرال يوسي ساريئيل أبلغ رؤساءه نيته الاستقالة». وهذه الوحدة مسؤولة عن فك الرموز وتحليل المعلومات التي يحصل عليها جهاز الاستخبارات.

وشهد جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) المتهم بالإخفاق في منع هجوم «حماس»، أزمة غير مسبوقة وكان قائده الجنرال آرون هاليفا أول ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي يستقيل في أبريل (نيسان) 2024.

وأعلن الجيش حينها أن الجنرال هاليفا طلب إقالته من منصبه، مؤكداً أنه يتحمل «مسؤولية» فشل جهازه في منع وقوع هجوم 7 أكتوبر. ووافقت هيئة الأركان على أن «يتقاعد (...) بمجرد تعيين خلف له» بحسب الجيش.

وفي نسخة من رسالة الجنرال ساريئيل نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، الخميس، يطلب الضابط «مسامحتي لعدم إنجاز المهمة الموكلة إليَّ في 7 أكتوبر».

وفي يونيو (حزيران) كشف تلفزيون «كان» العام عن وجود تقرير صادر عن الوحدة 8200 بتاريخ 19 سبتمبر (أيلول) يتضمن تفاصيل عن التدريبات التي قامت بها وحدات النخبة في حركة «حماس» على شن هجمات على مواقع عسكرية وكيبوتسات في جنوب إسرائيل، أي قبل أقل من ثلاثة أسابيع من شن الهجوم الدامي.

ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضاً باتاً فتح تحقيق رسمي في هجوم السابع من أكتوبر قبل انتهاء الحرب الدائرة في غزة.


مقالات ذات صلة

تقرير إسرائيلي يكشف أسباب فشل سلاح الجو في مواجهة هجوم «حماس»

المشرق العربي رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي وخلفه طائرة «إف 35» إسرائيلية (آدير) بإحدى القواعد الجوية (موقع الجيش الإسرائيلي)

تقرير إسرائيلي يكشف أسباب فشل سلاح الجو في مواجهة هجوم «حماس»

كشف تحقيق لقناة كان الإسرائيلية عن أسباب فشل سلاح الجو الإسرائيلي في صد الهجوم غير المسبوق لحركة حماس يوم 7 أكتوبر رغم أنه مجهز ببعض أكثر الأسلحة تقدماً

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي آثار الغارة الجوية على المواصي (أ.ف.ب)

تنديد دولي بمقتل موظفين أمميين في غارة إسرائيلية في قطاع غزة

نددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، الخميس، بمقتل موظفين من الأمم المتحدة في ضربة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في قطاع غزة أسفرت عن مقتل 18 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي مناصرون لـ«حزب الله» يرفعون لافتات تحمل صورة الأمين العام حسن نصر الله (إ.ب.أ)

«حزب الله» اللبناني يستهدف قاعدة نحال غيرشوم الإسرائيلية بأسراب من الطائرات الانقضاضية

أعلن «حزب الله» اللبناني في بيان أن عناصره استهدفوا اليوم الخميس، قاعدة نحال غيرشوم الإسرائيلية بأسراب من الطائرات الانقضاضية رداً على اعتداءات العدو على الجنوب

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (إ.ب.أ)

بوريل: نتخوف من التصعيد الإقليمي بسبب حرب غزة

أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم (الخميس)، عن تخوفه من مزيد من التصعيد الإقليمي؛ بسبب الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي أهل غزة: لجأنا لحرق البلاستيك في ظل شح ونقص مواد البترول (رويترز)

في عملية لا تخلو من المخاطر... سكان غزة ينتجون الوقود بحرق البلاستيك

وسط منع إسرائيل دخول الوقود كله تقريباً إلى قطاع غزة؛ حتى لا يستخدمه مسلحو «حماس»، لجأ بعض الفلسطينيين في شمال غزة إلى استخدام النفايات البلاستيكية لصنع الوقود.

«الشرق الأوسط» (بيت لاهيا (غزة))

إعلام عبري: «الحرس الثوري» قرر سيناريو الانتقام لهنية

الإعلام العبري يتوقع هجمات إيرانية ضد أهداف خارج إسرائيل (إ.ب.أ)
الإعلام العبري يتوقع هجمات إيرانية ضد أهداف خارج إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

إعلام عبري: «الحرس الثوري» قرر سيناريو الانتقام لهنية

الإعلام العبري يتوقع هجمات إيرانية ضد أهداف خارج إسرائيل (إ.ب.أ)
الإعلام العبري يتوقع هجمات إيرانية ضد أهداف خارج إسرائيل (إ.ب.أ)

تشير تقديرات إسرائيلية جديدة إلى أن «الحرس الثوري» الإيراني اتخذ قراراً باستهداف مؤسسات إسرائيلية ويهودية في الخارج، رداً على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، وفؤاد شكر، القائد العسكري في «حزب الله» اللبناني.

ونقلت تقارير عبرية عن مصادر أن «الانتقام (الإيراني) سيتركز على أهداف خارج إسرائيل، مثل السفارات والبعثات الرسمية الإسرائيلية، ورجال أعمال وسياح إسرائيليين، ومواقع سياحية شعبية ومعابد يهودية ومراكز جمعية (حاباد) الدينية وغيرها من مؤسسات الجاليات اليهودية، ورجال الأعمال اليهود المعروفين بعلاقاتهم بإسرائيل».

ورجحت التقارير أن «يكون هذا السيناريو مفضلاً لدى طهران، لتجنب مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وحتى تحافظ على حيز للإنكار».

ووفقاً للتقارير، فإن «الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقدر بأن الحرس الثوري الإيراني اتخذ قراره بالانتقام من خلال التعاون مع منظمات الجريمة المحلية في بلدان مختلفة»، وأشارت إلى «تدابير إيرانية لتفادي اتهامها المباشر بهذه العمليات وبالتالي فرض عقوبات دولية عليها».

ويتخوف مراقبون من طريقة وحجم الرد الإيراني، وما قد يترتب عليهما من انفلات الحرب الدائرة في غزة، لتتحول إلى حرب إقليمية.

جندي يقف بجانب لافتة عليها صورة إسماعيل هنية في صنعاء باليمن (إ.ب.أ)

سجل هجمات

في السنوات الماضية، زادت إيران من نشاطها الإرهابي الدولي، وكانت مسؤولة عن عشرات الهجمات في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وأفريقيا وأستراليا وآسيا.

وأوضحت التقارير الإسرائيلية أن «فيلق القدس وجهاز المخابرات التابعين لـ(الحرس الثوري) ووزارة الاستخبارات الإيرانية هي الهيئات المسؤولة عن توجيه وتنفيذ العمليات الإرهابية ضد معارضي طهران، وكبار المسؤولين الحكوميين في الدول الغربية وأهداف في الدول العربية، فضلاً عن أهداف إسرائيلية ويهودية».

وذهبت التقارير إلى أن «الهجمات الإرهابية التي يقوم بها عملاء الحرس الثوري ومنظماته حول العالم جزء من أساليب عمل إيران، المصممة لتعزيز مصالح النظام ضد الخصوم المحليين والأجانب، دون ضوابط تأخذ في الاعتبار انتهاك السيادة الأجنبية أو الانحراف عن الأعراف المقبولة في العلاقات الدولية».

ووفقاً للتقارير، فإن إيران نفذت 10 عمليات خلال عام 2021 في دول أفريقية وأوروبية، فيما نفذت 9 عمليات مشابهة عام 2022 في الكونغو وألمانيا وأذربيجان وجورجيا وتنزانيا وتركيا وبريطانيا.

وفي عام 2023، نفذت 9 عمليات في الهند وقبرص والبرازيل وإسرائيل وأذربيجان واليونان، بينما شهد العام الحالي شن هجمات في بلجيكا والسويد وبيرو.

ولفتت التقارير إلى أن «هذه الهجمات نفذت في بلدان كان ينظر إليها في الماضي على أنها أكثر حصانة، وأن طهران لم تكن ترغب في الدخول في صراع دبلوماسي معها».

ومع ذلك، أكدت التقارير أن «طهران –على العكس- لم تتردد في العمل ضد أهداف غربية وضد المنفيين من المعارضة الإيرانية، إلى جانب نشاطها ضد أهداف ترتبط بإسرائيل».

ضباط في «الحرس الثوري» يردّدون شعارات خلال لقاء سابق مع المرشد الإيراني (موقع خامنئي)

عصابات الجريمة المنظمة

ونقلت التقارير العبرية عن يورام شفايتسر، وهو باحث في معهد دراسات الأمن القومي، ورئيس برنامج الإرهاب والحرب فيه، أن «أبرز سمات الحركة الإرهابية الدولية الحالية هي الارتباط بين المخابرات الإيرانية وعصابات الجريمة المنظمة».

وقال شفايتسر إن «الحرس الثوري الإيراني على اتصال منتظم بعصابات الجريمة المنظمة ويسعى إلى تطوير وتوسيع نطاق التعاون معها». وتابع: «هذه المجموعات تقتل من أجل المال، ولديها قدرات للاستجابة إلى مطالب إيران في جمع المعلومات المفيدة لتنفيذ العمليات».

ويمنح التعامل مع هذه المجموعات فرصة لإيران لـ«التملص من المسؤولية وإنكار صلتها، إلى جانب تحويل النشاط الإرهابي إلى مجرد أعمال إجرامية بحتة».

هكذا استخدمت إيران خدمات «ملائكة الجحيم» في ألمانيا في محاولة لشن هجمات ضد الجالية اليهودية في مدن مختلفة في البلاد، والمنظمة الإجرامية السويدية «فوكستروت» في هجوم على السفارة الإسرائيلية في البلاد في يناير (كانون الثاني) 2024، وفقاً للتقارير.

وأشارت التقارير إلى أن صلة «الحرس الثوري» بعصابات الجريمة المنظمة لا تحظى بتغطية إعلامية واسعة، ما يفسر عدم اتخاذ إجراءات عقابية قانونية ودبلوماسية محلية ودولية للحد من تلك العمليات، كما أنها زادت من جرأة طهران لتوسيع جهودها في الإرهاب الدولي بشكل عام وضد أهداف إسرائيلية ويهودية بشكل خاص.

قناة عمل خارجية

على هذا الأساس، رجحت التقارير أن «تختار طهران هذا المسار كجزء من ردها على اغتيال إسماعيل هنية».

ووفقاً لعنات شابيرا، الباحثة في برنامج الإرهاب والحرب منخفضة الحدة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، فإن «إيران فرضت ضبط النفس على أجهزتها الأمنية، مؤقتاً على الأقل، في تنفيذ الرد القاسي الذي وعدت به بعد اغتيال هنية، وهي تفضل قناة عمل خارج ساحة الصراع المباشر في الشرق الأوسط».

وبهذه الطريقة، ستتمكن إيران من الإضرار بالمصالح المرتبطة بإسرائيل و«تنفيذ واجبها مرة أخرى بإرسال رسالة ردع إلى إسرائيل، وفي الوقت نفسه، تجنب الذهاب إلى حرب إقليمية».