كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مستويات الوقود النووي في إيران ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.
وقالت الوكالة إن إيران تواصل توسيع برنامجها النووي، رغم أنها تنفي نيتّها امتلاك قنبلة ذرية. وأظهر تقرير للوكالة -نشر الخميس- أن إنتاج إيران من اليورانيوم عالي التخصيب مستمر، وأكدت أنها «لم تتعاون مع الوكالة بشكل أفضل، رغم قرار يطالب بذلك صادر عن أحدث اجتماع لمجلس إدارة الوكالة».
ونقلت «رويترز» و«الصحافة الفرنسية»، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أرسلت تقريرين فصليين عن إيران إلى الدول الأعضاء.
وأشارت تقديرات الوكالة الدولية إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المائة، زاد بمقدار 22.6 كيلوغرام، ليصل إلى 164.7 كيلوغرام.
4 قنابل نووية
ووفقاً لمقياس الوكالة، تقل تلك الكمية بنحو كيلوغرامين عن نظيرتها التي تكفي من الناحية النظرية لصنع 4 قنابل نووية حال زيادة درجة التخصيب.
وأشار تقرير الوكالة إلى أن «آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع غير معلنة في إيران ظلّت دون تفسير».
ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، عن أمله بالتوجه قريباً إلى إيران للقاء رئيسها الجديد مسعود بزشكيان. وبعد أعوام من العلاقات المتدهورة مع طهران، أبدى غروسي في التقرير «أمله في زيارة مقبلة لإيران، بهدف إجراء حوار مرن وبنّاء يفضي إلى نتائج ملموسة».
وكان تقدير الوكالة الدولية حتى 11 مايو (أيار)، قد أظهر أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة -أي ما يقرب من درجة النقاء الصالحة لصنع الأسلحة، وهي 90 في المائة- ارتفع إلى 142.1 كيلوغرام، بواقع زيادة 20.6 كيلوغرام خلال الشهور الثلاثة، قبل أن تُخفّف نسبة النقاء 5.9 كيلوغرام.
وبلغت المخزونات الإيرانية من اليورانيوم 6201.3 كيلوغرام في 11 مايو، مقارنةً بـ5525.5 كيلوغرام في فبراير (شباط)، أي أكثر بـ30 ضعفاً من الحد المسموح به بموجب الاتفاق الدولي المبرَم عام 2015.
وقبل ساعات من صدور تقرير الوكالة، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، أن إيران «اكتسبت القوة ومزيداً من الموارد، بعد فشل محاولات العدو تعطيل وتقويض الصناعة النووية الإيرانية».
ونقلت وكالة «مهر» الحكومية، عن إسلامي أن «الصناعة النووية الإيرانية تصنع منتوجات لتحقيق التقدم للبلاد، بعد اجتياز طريق صعبة للوصول إلى هذه المكانة».
وتابع إسلامي: «حققنا الاكتفاء الذاتي في المعرفة النووية، بما في ذلك الماء الثقيل».
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قد صرح بأن حكومته ستبذل «قصارى الجهد» لإزالة العقوبات المفروضة على البلاد بـ«الحوار وحسن الجوار».
من جهته، أكد عباس عراقجي، وزير خارجية إيران، أن «الخارجية الإيرانية تسعى إلى فتح الطريق أمام إزالة العقوبات الاقتصادية»، حسبما نقلت وكالة «مهر» الحكومية.
وأوضح عراقجي أن تخفيف العقوبات سيتطلب أن تقدم إيران تنازلات بشأن أنشطتها النووية، مثلما حدث يوم وقّعت اتفاقاً عام 2015.
لكن واشنطن لا تنوي إعادة التفاوض على الاتفاق النووي مع طهران في الوقت الحالي، وفق متحدث باسم الخارجية الأميركية.