نتنياهو يدفع بمشروع «مضاعفة الاقتحامات» اليهودية لباحات «الأقصى»

صحيفة اليهود الحريديم صدرت بمانشيت بالعربية والعبرية يحرّم الزيارة

وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى برفقة متطرفين من اليهود مايو 2023 (إ.ب.أ)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى برفقة متطرفين من اليهود مايو 2023 (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو يدفع بمشروع «مضاعفة الاقتحامات» اليهودية لباحات «الأقصى»

وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى برفقة متطرفين من اليهود مايو 2023 (إ.ب.أ)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى برفقة متطرفين من اليهود مايو 2023 (إ.ب.أ)

بعد يوم من إعلان وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير، أنه يسعى لإقامة معبد يهودي في باحة المسجد الأقصى، كشفت مصادر سياسية أن وزير التراث اليهودي عميحاي إلياهو، قرّر مضاعفة عدد اليهود الذين يقتحمون باحات الحرم القدسي ويقيمون الصلاة من خلال تنظيم رحلات على حساب الحكومة، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صادَق على القرار وعلى تخصيص ميزانية خاصة له.

وقال عميحاي، الذي ينتمي إلى حزب بن غفير، «عوتسما يهوديت»، وهو نفسه الوزير الذي اقترح إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن وزارته وضعت خطة تقضي «بتسيير جولات برفقة مرشدين تعيّنهم الدولة في منطقة جبل الهيكل لغرض التعرف على التراث الحقيقي للشعب اليهودي في مقدساته». والتسمية «جبل الهيكل»، هي التي يستخدمها اليهود لتكريس الادعاء بأن المسجد الأقصى، بني على حطام هيكل سليمان، خصوصاً مسجد عمر (قبة الصخرة). والمتطرفون من المستوطنين يطالبون بهدم قبة الصخرة وإعادة بناء الهيكل مكانها.

احتج اليهود المتشددون ضد محاولات تجنيدهم خارج مكتب التجنيد العسكري في القدس 21 أغسطس (رويترز)

وتفيد مصادر في الوزارة بأن عدد اليهود الذين يزورون باحات الحرم لا يتجاوز بضعة ألوف في الشهر، وسيدفع القرار الجديد إلى زيادة عددهم إلى عشرات الآلاف. علماً بأن الجولات الحكومية المنظمة ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة؛ استعداداً لفترة الأعياد اليهودية.

ونقلت قناة «كان 11» عن الوزارة، أن الغرض من هذه الزيارات هو «ترسيخ الوجود اليهودي وتدعيمه في البلدة القديمة». ومن المقرر أن تشمل الإرشادات والمضامين التي سيتم تمريرها خلال هذه الاقتحامات، وفقاً للوزارة، «استعراضاً للتراث اليهودي في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، بطرح تاريخي نقي خالٍ من الحقائق البديلة»، بحسب المسؤولين.

وكشفت «كان 11» أن المدير العام لوزارة التراث، إيتي غرنك، توجّه إلى المدير العام لمكتب بن غفير للحصول على موافقة الشرطة لتنظيم الاقتحامات للحرم القدسي الشريف. ورداً على ذلك؛ أكد نائب قائد منطقة القدس، موافقة الشرطة على الاقتحامات الممولة من الحكومة.

عامل في ممر فندق «أميركان كولوني» في القدس الشرقية... حيث اضطر الفندق الشهير إلى تسريح العمال ويفكر في خفض الأجور في ظل معاناة الاقتصاد الإسرائيلي من الحرب (أ.ب)

في تعليقها، قالت وزارة التراث الإسرائيلية، إنها «تعتزم تنظيم جولات إرشادية في جبل الهيكل، تتيح لأول مرة لآلاف اليهود والسياح الذين يزورون المكان سنوياً، سماع معلومات عن التراث اليهودي للحرم بنسخة تاريخية دقيقة خالية من الحقائق البديلة والسرديات الكاذبة التي كُتبت بهدف تعزيز أجندة معادية للسامية».

بدورها، قالت الشرطة التي تتبع لوزارة بن غفير، إنه «سيتم تنظيم هذه الزيارات في إطار الزيارات المعتادة التي تُجرى في منطقة جبل الهيكل، ووفقاً للقواعد السارية للزيارة في الموقع».

تجمُّع المصلين المسلمين قبل صلاة الجمعة خلال شهر رمضان الماضي في المسجد الأقصى 22 مارس (رويترز)

هذا، وقد رأى الفلسطينيون القرار، تصعيداً في المساس بالأقصى وتمهيداً لاعتداءات جديدة عليه. وأكد مصدر في دائرة الأوقاف التي تدير المسجد الأقصى، أن إسرائيل تسعى بشكل علني إلى تزوير تاريخ القدس المحتلة والمسجد الأقصى والترويج للأساطير اليهودية، ضاربين عرض الحائط بالمشاعر الدينية للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي.

صحيفة «ييتد نئمان» الناطقة باسم حزب «ديغل هتوراة» الحريدي صدرت الثلاثاء بعنوان بالعبرية والعربية يؤكد تحريم زيارة الأقصى

المعروف أن الحريديم، اليهود المتدينين المتشددين دينياً، يحرّمون زيارات اليهود للأقصى ويرونها تدنيساً لقدسية المكان. وقد أصدر رؤساؤهم الروحيون، وهم من كبار رجال الدين اليهود، فتوى رسمية بهذا الخصوص، أكدوا فيها أن المكان مقدس عند اليهود؛ لذلك لا يجوز الدوس عليه بالأقدام. مضيفين أن اقتحامه يتسبب في توتر قد يتحول صداماً يُسفك فيه دم يهودي.

صحيفة «ييتد نئمان» الناطقة باسم حزب «ديغل هتوراة» الحريدي، صدرت الثلاثاء، بعنوان باللغتين العبرية والعربية، جاء فيه أنه «يمنع منعاً باتاً صعود اليهود لجبل الهيكل – باحة الأقصى – هذا هو رأي (فتوى) كل رجال الفقه والإفتاء اليهود على مر العصور، ولم يتغير ولا يزال ساري المفعول حتى الآن».

وهاجمت الصحيفة بن غفير بقولها، إن «المريض بإشعال الحرائق السياسية يشعل المنطقة»، وأن «الوزير بن غفير يشكل خطراً على يهود الأرض المقدسة».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

وكان رئيس حزب شاس الحريدي، إريه درعي، قد توجّه إلى نتنياهو طالباً لجم بن غفير ورفاقه في الحزب، ومنع الصلاة اليهودية في الأقصى. فأبلغه نتنياهو بأنه «لا تغيير في الوضع الراهن في جبل الهيكل»، لكنه من جهة ثانية يمول مشروعاً ضخماً لزيادة الاقتحامات. وفي الوقت ذاته يعلن بن غفير أن سياسته ستغير الوضع الراهن بالسماح لليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى من الصلاة فيه، وقال أمس إنه يريد تطوير هذا النهج بحيث يتم بناء كنيس في باحات المسجد، وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ احتلال إسرائيل مدينة القدس سنة 1967.


مقالات ذات صلة

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

الولايات المتحدة​ دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز)

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

انتزع ترمب الفوز من منافسته الديمقراطية، معتمداً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية.

رنا أبتر (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

مسؤول إسرائيلي يوضّح كيف تسبب نتنياهو في قرار «الجنائية الدولية»

قال مسؤول إسرائيلي كبير إن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أمرَيْ اعتقال ضد نتنياهو وغالانت كان من الممكن تجنبه لو سمح نتنياهو بأمر واحد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية إيتمار بن غفير (إ.ب.أ)

وسط دعوات لإقالة بن غفير... إسرائيل إلى أزمة دستورية

تسببت عريضة قدمتها مجموعة من المنظمات غير الحكومية للمحكمة العليا بإسرائيل مطالبة فيها بإصدار أمر إقالة لوزير الأمن الوطني المنتمي لليمين المتطرف إيتمار بن غفير

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً الخميس إلى الكونغرس التشيلي بمناسبة زيارته الرسمية إلى سانتياغو (د.ب.أ)

تحليل إخباري الأسباب التي تدفع إسرائيل لإبعاد فرنسا من لجنة الإشراف على وقف النار مع «حزب الله»

لبنان: الأوراق المتاحة لفرنسا للرد على إسرائيل لإزاحتها من مساعي الحل ولجنة الإشراف على وقف النار .

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية أظهر استطلاع رأي (الجمعة) ارتفاع شعبية بنيامين نتنياهو بمقعدين في الكنيست المقبل (رويترز)

استطلاع رأي يعزز وضع نتنياهو في إنقاذ حكمه

أظهر استطلاع رأي ارتفاع شعبية بنيامين نتنياهو بمقعدين اثنين في الكنيست المقبل، لكنه يظل بعيداً جداً عن القدرة على تشكيل حكومة.

نظير مجلي (تل ابيب)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
TT

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)
كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان. ومثل كليتشدار أوغلو (75 عاماً) أمام القاضي في الجلسة الأولى من القضية التي يواجه فيها حكماً بالسجن 11 سنة و8 أشهر، وحظر نشاطه السياسي لمدة 5 سنوات.

وقرأ كيليتشدار أوغلو، دفاعه المكون من 25 صفحة، أمام قاضي الدائرة 57 للمحكمة الجنائية الابتدائية في أنقرة، واستهله قائلاً: «لم آتِ للدفاع عن نفسي بسبب جريمة، ولكن لتسجيل الجرائم المرتكبة وللمطالبة بالمحاسبة، ولتسجيل ملاحظة في التاريخ».

كليتشدار أوغلو وإلى جانبه رئيس «الشعب الجمهوري» ورئيس بلدية أنقرة وعدد من الشخصيات الذين جاءوا لمساندته في قاعة المحكمة (حزب الشعب الجمهوري)

وأضاف: «من حسن حظي أنه لم يجرِ تقديمي أمامكم بجريمة سرقة واختلاس حقوق الأيتام، ومرة أخرى، أنا محظوظ لأنني لم أمثُل أمامكم بتهمة الخيانة». وحيا كل الأبطال الوطنيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل بقاء الدولة وسيادة الوطن، وللملازمين الشباب الذين طردوا من الخدمة عقب تخرجهم مباشرة بسبب أداء قسم الولاء لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في حفل تخرجهم في أغسطس (آب) الماضي».

دعم واسع

تَجَمَّعَ مئات من أنصار كليتشدار أوغلو و«الشعب الجمهوري» وأحزاب المعارضة أمام المحكمة مطالبين بالعدالة، حيث نمكن من الوصول إلى قاعة المحكمة بصعوبة بالغة.

وحضر رئيس «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزلل، ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ورئيس حزب «البلد» محرم إينجه، ورئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ، وعائلة كليتشدار أوغلو، وعائشة أتيش زوجة رئيس منظمة «الذئاب الرمادية» سنان أتيش، الذي اغتيل في أنقرة قبل عامين، فضلاً عن ممثلي أحزاب معارضة ورؤساء بلديات من أنحاء تركيا، بينما غاب رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بسبب حضوره مؤتمراً في ألمانيا.

تجمع حاشد حول كليتشدار أوغلو أثناء دخوله المحكمة (حزب الشعب الجمهوري)

وقال كليتشدار أوغلو إنه حضر إلى المحكمة ليقول مجدداً للص إنه لص، وليعيد التذكير بقضية الـ128 مليار دولار التي أهدرها إردوغان من احتياطي البنك المركزي لصالح «عصابة المقاولين الخمسة». وأضاف: «إذا كان الرجل الذي قال ليس لديَّ سوى خاتم واحد، إذا أصبحت غنياً، فاعلموا أنني سرقت، (في إشارة إلى إردوغان)، أصبح ثرياً، فإنني أقولها مرة أخرى هو لص».

وطلب من القاضي أن يسمح له بالابتعاد عن موضوع القضية، مشيراً إلى أن إردوغان زج بتركيا في مشروع الشرق الأوسط الكبير من أجل تأسيس حكم الرجل الواحد في تركيا، الذي جُعلت كل السلطات في يده، كما يواصل الآن سياسته من أجل البقاء عبر تقديم تنازلات في قبرص وبحر إيجه. وأضاف: «لقد كانت هذه هي الحال دائماً في التاريخ الحديث، فنظام ضعف اقتصاده أو حتى انهار، ولا يستطيع حماية حدوده، حيث نظام العدالة مرتبط برجل واحد، وحيث جرى تدمير آلية الرقابة، وحيث لا توجد شفافية ومحاسبة، وحيث التعيين في مناصب الدولة وليس على أساس الجدارة والكفاءة، لن يدوم».

وتطرق كليتشدار أوغلو إلى مسيرته المهنية حيث كان مسؤولاً عن مؤسسة التأمين الاجتماعي، قائلاً إنه كان يدير أموال آلاف المواطنين، ولم يأخذ قرشاً واحداً من أموال الدولة إلى بيته، ولم يصبح من الأثرياء، ولا يملك سوى البيت الذي يعيش فيه أنقرة، مع أنه ظل أيضاً رئيسا لـ«الشعب الجمهوري» 13 عاماً.

كمال كليتشدار أوغلو (من حسابه في إكس)

ولفت إلى أنه تعرض للطعن في الظهر في الانتخابات الرئاسية، العام الماضي، من جانب من كانوا يقولون: «إننا وطنيون قوميون، وسنكتبك في وصية عائلتنا»، في إشارة إلى الرئيسة السابقة لحزب «الجيد»، ميرال أكشنار، لنكتشف لاحقاً أنهم كانوا يتعاونون مع إردوغان من أجل إدامة نظام الرجل الواحد الذي تَسَبَّبَ في معاناة البلاد بسبب الفساد والرشوة وتدهور الاقتصاد.

جدل واتهامات

وعُقدت الجلسة الأولى من محاكمة كليتشدار أوغلو وسط جدل واسع وتراشق مع وزير العدل الذي أدلى بتصريحات، الخميس عشية الجلسة، قال فيها إن هناك حالياً 9 قضايا و5 تحقيقات جارية تتعلق بالزعيم السابق لـ«الشعب الجمهوري»، وجرى فتح تحقيق بسبب تصريحاته. وأضاف تونتش: «أقول للسياسيين من (الشعب الجمهوري) إنهم إذا استمروا على السياسة ذلتها فسينتهي بهم الأمر مثل رئيسهم السابق».

كليتشدار أوغلو خلال أحد التجمعات قبل الانتخابات الرئاسية عام 2023 (من حسابه في إكس)

ورد كليتشدار أوغلو على تونتش في كلمة مصورة عبر حسابه في «إكس»، قائلاً: «إذا كانت لديك الشجاعة، فتعال إلى المحكمة غداً، واستمع إلى ما سأقوله لسيدك، ربما تتعلم درساً». واستنكرت قيادات «الشعب الجمهوري» تصريحات وزير العدل مؤكدين أنها جاءت قبل المحاكمة بيوم واحد، توجيهاً أو «أمراً» للقاضي لإدانة كليتشدار أوغلو، وحظر نشاطه السياسي.