إيران ترفض الربط بين «مفاوضات الهدنة» و«حق الرد» على إسرائيل

المتحدث باسم خارجيتها شكك في النيات الأميركية

لافتة تحمل صورة الرئيس الجديد لحركة «حماس» يحيى السنوار على مقر «جمعية الدفاع عن فلسطين» الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني وسط طهران (إ.ب.أ)
لافتة تحمل صورة الرئيس الجديد لحركة «حماس» يحيى السنوار على مقر «جمعية الدفاع عن فلسطين» الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني وسط طهران (إ.ب.أ)
TT

إيران ترفض الربط بين «مفاوضات الهدنة» و«حق الرد» على إسرائيل

لافتة تحمل صورة الرئيس الجديد لحركة «حماس» يحيى السنوار على مقر «جمعية الدفاع عن فلسطين» الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني وسط طهران (إ.ب.أ)
لافتة تحمل صورة الرئيس الجديد لحركة «حماس» يحيى السنوار على مقر «جمعية الدفاع عن فلسطين» الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني وسط طهران (إ.ب.أ)

رفضت طهران مجدداً الربط بين المفاوضات الرامية إلى التوصل لهدنة في حرب غزة، والرد على إسرائيل بعد اغتيال رئيس حركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحافي، إنه «لا شك في ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة»، ملقياً باللوم على المجتمع الدولي لعدم التحرك لوقف «الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني».

ونفى كنعاني حضور إيران في المفاوضات، أو أي خطة لحضورها. وقال: «أحد أطراف المفاوضات إسرائيل، ونحن لا نشارك في أي إطار يكونون طرفاً فيه». ولفت إلى أن بلاده «ترحب بكل جهد صادق لوقف إطلاق النار»، لكنه أبدى شكوكاً في نيات الولايات المتحدة، قائلاً إنها «غير مؤهلة للتعامل مع موضوع وقف إطلاق النار»، وأضاف: «أثبتت أميركا من خلال تصرفاتها أنها طرف في النزاع وليست طرفاً في السلام أو وقف إطلاق النار».

وقال كنعاني: «دعمنا المفاوضات، ونتشاور وأطراف إقليمية، رغم أن لدينا انتقادات لأفعال الأميركيين». وأضاف في السياق نفسه: «حتى الآن، أثبت النظام الإسرائيلي أنه لا يرغب في وقف إطلاق النار، والردود التي نراها من هذا النظام بعد المفاوضات تدل على ذلك».

وألقى بالكرة في ملعب الأميركيين والإسرائيليين على حد سواء، قائلاً: «يجب على الحكومة الأميركية أن تُظهر ما إذا كان هدفها من المفاوضات هو المناورة للحصول على مكاسب سياسية، وشراء الوقت للنظام الإسرائيلي لمواصلة القتل، أم إنها تسعى فعلاً لتحقيق وقف إطلاق النار». وصرح بأن بلاده «تقيّم تصرفات الأميركيين في هذا الشأن».

ومع ذلك، فقد قال كنعاني، في إشارة إلى حركة «حماس»، إن «الطرف الفلسطيني لا ينظر بشكل إيجابي إلى هذه المفاوضات وأداء أميركا فيها».

وقلل كنعاني من تقارير أشارت إلى أن إيران قد تتخلى عن حقها في الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية في طهران بعد ساعات من حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قبل 3 أسابيع.

وقال كنعاني للصحافيين إن «هذه المسالة لا علاقة مباشرة لها بالحق المشروع لإيران في معاقبة المعتدي والرد على العدوان، فهاتان مسألتان منفصلتان، وليست بينهما علاقة مباشرة»، مضيفاً: «تؤكد الجمهورية الإسلامية على حقها المشروع في معاقبة المعتدي... إننا لا نسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة (...) ونؤكد في الوقت نفسه على حق إيران الطبيعي في استيفاء حقوقها ومعاقبة المعتدي، وسنستخدمه في الوقت المناسب».

وازدادت أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ظل مخاوف من اتساع الصراع إلى حرب شاملة في المنطقة. وتهدد إيران بالثأر من إسرائيل بعد اغتيال هنية.

ومارست القوى الغربية ضغوطاً غير مسبوقة على إيران منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، لتفادي ثاني هجوم مباشر من الأراضي الإيرانية على إسرائيل، بعد هجوم منتصف أبريل (نيسان) الماضي، عندما أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة رداً على قصف قنصليتها في دمشق.

لافتة مناهضة لإسرائيل في «ميدان ولي عصر» وسط طهران اليوم (إ.ب.أ)

والأحد، قال مسؤول الشؤون العسكرية في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، النائب إسماعيل كوثري: «بناءً على توجيهات المرشد، فسيكون الثأر لإسماعيل هنية حتمياً، لكن يجب ألا نتعجل مطلقاً في تنفيذ عمليات قد تكون كبيرة جداً، بل تجب متابعة جميع أعمالنا بناءً على تحليل دقيق وتدابير حكيمة في الوقت المناسب».

والأسبوع الماضي، حذرت الولايات المتحدة بأن إيران ستواجه تداعيات «كارثية» وستعرقل الزخم نحو اتفاق هدنة في غزة إذا هاجمت إسرائيل، وذلك بعدما أرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية وغواصات وطائرات حربية إلى المنطقة للدفاع عن إسرائيل وردع أي هجوم محتمل.

واتهم المرشد الإيراني، علي خامنئي، القوى الغربية بشن حرب نفسية ضد طهران في المجال العسكري لإرغامها على التراجع... وقال: «أي تراجع غير تكتيكي في أي مجال؛ سواء أكان عسكرياً أم سياسياً أم دعائياً أم اقتصادياً، يجلب غضب الله».

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بعد لقائه نظيريه؛ الفرنسي ستيفان سيجورنيه، والبريطاني ديفيد لامي، الجمعة: «إذا هاجمت إيران، فإننا نتوقع أن ينضم التحالف إلى إسرائيل ليس فقط في الدفاع، ولكن أيضاً في مهاجمة أهداف مهمة في إيران».


مقالات ذات صلة

مرشح «الدفاع» الإيرانية يعد بإنتاج السلاح لبلوغ «الردع الفعال»

شؤون إقليمية نصیرزاده قبل إلقائه خطابه أمام النواب اليوم (البرلمان الإيراني)

مرشح «الدفاع» الإيرانية يعد بإنتاج السلاح لبلوغ «الردع الفعال»

تعهد مرشح وزارة الدفاع الإيرانية بصناعة الأسلحة في زمن السلم لبلوغ الردع الفعال، مؤكداً أن طهران ستمضي قدماً في تعزيز جماعات «محور المقاومة».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة من فيديو نشرته «يديعوت أحرونوت» لتزود مقاتلات إسرائيلية بالوقود جواً

في رسالة لإيران... سلاح الجو الإسرائيلي يتدرب على التزود بالوقود

أجرت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي تدريبات على تزويد الطائرات الحربية بالوقود في الجو، لغرض تمكينها من القيام بمهمات قتالية بعيدة، في رسالة إلى إيران.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

مسيّرة لـ«حزب الله» فوق بيت نتنياهو

كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، الأحد، عن شبهات بأن يكون «حزب الله» قد أطلق طائرة مسيّرة للاستطلاع في أجواء مدينة قيسارية الساحلية، يوم الجمعة الماضي، بهدف…

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية النائب إسماعيل كوثري مسؤول الشؤون العسكرية في لجنة الأمن القومي البرلمانية (أرشيفية - إرنا)

نائب إيراني بارز: سنرد على إسرائيل حتى لو تم التوصل لهدنة

قال عضو بازر في برلمان إيران إن بلاده سترد على إسرائيل، نافياً أي تراجع "تكتيكي"، حتى لو تم التوصل لهدنة في غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية أشخاص يمشون أمام صور تذكارية لرهائن إسرائيل بيد «حماس» منذ هجوم 7 أكتوبر (رويترز) play-circle 04:21

إسرائيل تكشف عن عمليات إلكترونية إيرانية للتأثير على الرأي العام

كشفت مصادر استخبارية إسرائيلية أن طهران تقوم بتنظيم حملات «تأثير قوية» لتأجيج الصراعات الداخلية في إسرائيل بين مختلف الفئات من خلال هجمات إلكترونية.

نظير مجلي (تل أبيب)

مرشح «الدفاع» الإيرانية يعد بإنتاج السلاح لبلوغ «الردع الفعال»

نصیرزاده يلقي خطاباً أمام البرلمان اليوم (إيسنا)
نصیرزاده يلقي خطاباً أمام البرلمان اليوم (إيسنا)
TT

مرشح «الدفاع» الإيرانية يعد بإنتاج السلاح لبلوغ «الردع الفعال»

نصیرزاده يلقي خطاباً أمام البرلمان اليوم (إيسنا)
نصیرزاده يلقي خطاباً أمام البرلمان اليوم (إيسنا)

في ثالث أيام مناقشة حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمام البرلمان، تمسك مرشحُ وزارة الدفاع، الجنرال عزيز نصيرزاده، بصناعة الأسلحة في زمن السلم لبلوغ الردع الفعال، مؤكداً في الوقت نفسه أن طهران ستمضي قدماً في تعزيز جماعات «محور المقاومة»، قائلاً إنها «جزء من قواتنا المسلحة».

وبدأ نصيرزاده خطابه أمام البرلمان بمهاجمة الولايات المتحدة، وعدّ إيران قوة صاعدة «في النظام العالمي الجديد»، قائلاً إن «المنطقة والعالم رفضا النظام أحادي القطبية بقيادة أميركا، ويسعيان الآن إلى تشكيل نظام جديد بظهور قُوى جديدة مثل الجمهورية الإسلامية». وأشار إلى تغيّر الظروف الإقليمية والعالمية بسرعة في مختلف مجالات القوة، خصوصاً في مجال الأمن والدفاع، متحدثاً عن «ظهور تقنيات جديدة ومفاجئة تجعل معادلات النظام والأمن الإقليميين أكثر تعقيداً واضطراباً».

ويحمل نصيرزاده، طيار المقاتلة «إف14»، في سجله قيادة القوات الجوية في الجيش الإيراني، قبل أن يسميه المرشد الإيراني علي خامنئي نائباً لرئيس هيئة الأركان.

وقال نصيرزاده: «زادت الضغوط التي يمارسها الاستكبار العالمي وأعوانه الإقليميون، على مختلف الأبعاد العسكرية والسياسية والنفسية والثقافية والاقتصادية، على (جبهة المقاومة) والجمهورية الإسلامية».

وتدل تسمية «جبهة المقاومة» أو «محور المقاومة» في قاموس المسؤولين الإيرانيين على الجماعات المسلحة التي تدين بالولاء الآيديولوجي لنظام الحكم في طهران، أو على جماعات حليفة مثل حركة «حماس» الفلسطينية.

اغتيال هنية

وفي جزء من كلامه، اتهم نصيرزاده الولايات المتحدة بالسعي إلى تعزيز الردع الإسرائيلي، بعدما شنت بلاده هجوماً مباشراً على الأراضي الإسرائيلية في منتصف أبريل (نيسان) الماضي رداً على قصف مقر قنصليتها في دمشق. وتقول إسرائيل إنها تمكنت بمساعدة حلفائها من إحباط نحو 99 في المائة من الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران.

وقال نصيرزاده إن إسرائيل «تجاوزت الخطوط الحمر» باغتيال إسماعيل هنية في طهران. وأضاف: «لقد أظهرنا أن الأمن هو أهم موضوع لدينا... في أمننا توجد خطوط حمر، وأي شخص يتجاوزها فلن نغفر له، ولكن في هذا المسار؛ العقلانية هي السائدة».

نصیرزاده قبل إلقائه خطابه أمام النواب اليوم (البرلمان الإيراني)

وبشأن الرد على إسرائيل، قال: «بالتأكيد سيتم تنفيذ هذا العمل، ولا داعي للقلق... القطاع الدفاعي والأمني لن يتسامح بأي شكل من الأشكال مع العدو في هذا المجال، وإن شاء الله أعدكم بأن الأمور ستسير كما ترغبون».

وجاءت تعليقات نصيرزاده عن اغتيال هنية في رد على سؤال من النائب ياسر سليماني الذي قال: «لماذا وجب أن يتم اغتيال إسماعيل هنية في طهران؟ نحن نطالب بأن يكون الرد قوياً وحاسماً».

ورأى نصيرزاده أن «مجموعة الظروف الاستراتيجية مكنت الجمهورية الإسلامية من تحقيق موقع متميز على الساحة الدولية، خصوصاً في غرب آسيا، وتعزيز أسس المقاومة»، في إشارة إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين.

«إنتاج القوة»

وأضاف في السياق نفسه: «بينما تسعى الدول إلى تشكيل تحالفات وتعاون ضدنا، تسعى الجمهورية الإسلامية إلى بناء شبكة قوية وتوسيع طابعها القوي، وقد عززت (جبهة المقاومة)». وأوضح: «اكتساب القدرات الاستراتيجية، وتحديث المعدات والبنى التحتية، وزيادة جاهزية القوات المسلحة و(جبهة المقاومة)... تتطلب ابتكاراً وتحولات متعددة في مجال الدعم الدفاعي»

وعن برنامجه، قال نصيرزاده إنه سيواكب أحدث تقنيات الحرب، مشدداً على ضرورة إنتاج السلاح في زمن السلم، واستند إلى أبيات شعر فارسية، تقول: «لا جدوى من بناء السد بعدما يغمرك الفيضان».

نصیرزاده يلقي خطاباً أمام البرلمان اليوم (إيسنا)

وأعرب عن اعتقاده أن «العمل الرئيسي لوزارة الدفاع (...) هو تعظيم إنتاج القوة»، لافتاً إلى ركيزتين لتحقيقها: «ناعمة وصلبة، بما يشمل استخدام البرمجيات والذكاء الاصطناعي».

وعدّ نصيرزاده هذه الأعمال مهمة «للوصول إلى نقطة الردع الفعال بوصفه هدفاً نهائياً». وقال: «لو لم نكن نمتلك الردع الفعال، لكان العدو قد هاجم بلدنا دون شك»، مضيفاً: «الردع والقوة هما ما يمنعان العدو من التجرؤ».

وتعهد بتنشيط الدبلوماسية في المنطقة، بالإضافة إلى تبادل الخبراء مع دول مجموعتَي «بريكس» و«شنغهاي» خلال السنوات الأربع المقبلة، مع «الحفاظ على السيادة واستخدام القدرات المتاحة».

«جبهة المقاومة»

كما تعهد بدعم «جبهة المقاومة». وقال: «(جبهة المقاومة) ليست مفصولة عنا، عندما نقول (القوات المسلحة) فهذا يعني أن (جبهة المقاومة) جزء منها». وأضاف: «سندعم هذه الجبهة سراً وعلناً».

ووعد نصيرزاده بـ«زيادة حماية الأنظمة والمنتجات الدفاعية لمنع الأعمال التخريبية الصناعية»، فضلاً عن الحصول على «تقنيات المنتجات التي قد تفاجئ العدو».

وسئل نصيرزاده عن برنامجه لتحسين الوضع المعيشي للقوات المسلحة، فقال للنواب: «تحسين معيشة القوات المسلحة هو مطلبنا الخاص. نحتاج إلى مساعدتكم. نحتاج إلى مساعدة الحكومة».

وأعلنت لجان مختصة؛ على رأسها «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية»، وكذلك «لجنة الصناعة»، عن موافقتهما على تسمية نصيرزاده وزيراً للدفاع.

قاليباف يتحدث إلى رسايي خلال جلسة الاستماع لمرشح وزارة الدفاع اليوم (البرلمان الإيراني)

توصيات خامنئي

وزارة الدفاع، إضافة إلى 4 وزارات أخرى (الاستخبارات، والخارجية، والداخلية، والثقافة)، يُطلع فيها الرئيسُ الإيراني المرشدَ علي خامنئي على اختياراته لرئاستها قبل أن يقدم الأسماء إلى البرلمان، مما يعدّ ضمانة تسبق التصويت على نيل الثقة من البرلمان.

وباشر البرلمان الإيراني جلساته العلنية لتقييم أجندة الوزراء المرشحين من قبل الرئيس مسعود بزشكيان منذ السبت الماضي، على أن يجري التصويت لمنح الثقة لوزراء الحكومة يوم الأربعاء، وهو اليوم الذي يؤدي فيه الوزراء القسم الدستوري.

في سياق متصل، احتج النائب المتشدد حميد رضا رسايي على تغريدة شهرام دبيري، نائب الرئيس للشؤون البرلمانية، التي جاء فيها أن بزشكيان قدم «الحكومة بالتشاور مع المرشد ومع تأييده». وتساءل: «هل فعلاً تم توجيه أي توصية من قبل المرشد بشأن التصويت للحكومة أو لوزير معين؟». وأضاف أن هذا «الادعاء قد جرى تداوله سابقاً بشأن حكومات أخرى، وكانت المرة الأخيرة في حكومة روحاني الثانية، حيث جرى نفيه من قبل مكتب المرشد». ورد رئيس البرلمان محمد باقر قالیباف: «بما أنه (رسايي) قد قال كلاماً دقيقاً، فأنا أؤيده».

تحذير لمنتقد عراقجي

وقوبلت جلسة الاستماع إلى برامج مرشح وزارة الخارجية، عباس عراقجي، بردود واسعة، خصوصاً بعدما تعرض لهجوم شرس من النواب المحافظين بسبب قربه من وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، ودورهما في المفاوضات التي انتهت بالاتفاق النووي عام 2015.

وكان تلاسن عراقجي والنائب أميرحسين ثابتي منفرد، عضو «جبهة بايداري (الصمود)» المتشددة، من أبرز نقاط جلسات الاستماع للوزراء. وأشار النائب إلى محاولات للتأثير على قرار البرلمان لمنح وزراء بزشكيان الثقة. وقال إن «هناك لعبة خطرة بدأت... لقد قال شخص ما إنه يجب أن يصبح عراقجي وزيراً، وطلب منا المتحدث باسم لجنة الأمن القومي التصويت لجميع الوزراء. ما هذا المنطق؟ إذا كان الأمر كذلك؛ فلتغلقوا البرلمان». وأضاف: «هل تريدون منذ البداية أن تجعلوا البرلمان دون سلاح؟ هل هذا هو البرلمان الذي قال عنه الإمام (الخميني) إنه رأس الأمور؟».

عراقجي يشرح برامجه لوزارة الخارجية أمس (أ.ب)

وفُسرت إشارة ثابتي إلى «شخص ما» لدى كثير من وسائل الإعلام بأنه المرشد الإيراني علي خامنئي. مما أثار غضب وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» التي أوصت النائب بـ«توخي الحذر والتزام الحدود».

وقالت الوكالة إن «بعض النواب في البرلمان يقولون إن (شخصاً ما) قال إنه يجب التصويت لمصلحة عراقجي». وقالت الوكالة إن المرشد «لا يعطي توجيهات مباشرة بشأن الوزراء... هذه العبارة صحيحة وخاطئة في الوقت نفسه»، مشيرة إلى أن «التشاور مع المرشد بشأن تعيين بعض الوزراء، مثل وزير الاستخبارات، ليس بالأمر السري»، ورأت أن النائب استخدم إشارة «غير لائقة ولا تتناسب مع الوقار والأدب».