«تلطخت الأرض بالدماء»... شجار عنيف بين نواب في البرلمان التركي

النائب ألباي أوزالان يوجه لكمة إلى النائب المعارض أحمد سيك (إكس)
النائب ألباي أوزالان يوجه لكمة إلى النائب المعارض أحمد سيك (إكس)
TT

«تلطخت الأرض بالدماء»... شجار عنيف بين نواب في البرلمان التركي

النائب ألباي أوزالان يوجه لكمة إلى النائب المعارض أحمد سيك (إكس)
النائب ألباي أوزالان يوجه لكمة إلى النائب المعارض أحمد سيك (إكس)

ذكرت وسائل إعلام تركية أن نائبين على الأقل أصيبا في مشاجرة عنيفة نشبت في البرلمان التركي اليوم (الجمعة) خلال جلسة حول نائب معارض مسجون، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

واندلع الشجار عندما قام النائب ألباي أوزالان عن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بتوجيه لكمة إلى النائب المعارض أحمد سيك، في حين كان الأخير ينتقد الحكومة بشأن النائب المعتقل جان أتالاي.

وتدخل نواب آخرون، ما أدى إلى شجار عنيف بين عشرات النواب استمر قرابة نصف ساعة.

وأصيب ما لا يقل عن نائبين معارضين بجروح طفيفة بعد أن تلقيا لكمات على أعينهما.

وتلطخت الأرض بقطرات دم، وفق صور بثتها وسائل إعلام تركية.

وجرى تعليق الجلسة البرلمانية التي كان من المقرر أن يدرس خلالها قرار المحكمة الدستورية بشأن استعادة ولاية جان أتالاي.

وانتخب أتالاي في مايو (أيار) 2023 من زنزانته، وجرى تجريده من ولايته البرلمانية في يناير (كانون الثاني).

حُكم على المحامي المنتخب تحت راية حزب «العمال التركي» (يسار) في أبريل (نيسان) 2022 بالسجن 18 عاماً بتهمة السعي مع رجل الأعمال عثمان كافالا -المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة- للإطاحة بالحكومة عام 2013 من خلال مظاهرات غير مسبوقة.


مقالات ذات صلة

مصادر تركية: دبلوماسية «الباب الخلفي» تجهز للقاء إردوغان والأسد

شؤون إقليمية المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)

مصادر تركية: دبلوماسية «الباب الخلفي» تجهز للقاء إردوغان والأسد

كشفت مصادر تركية عن اتباع دبلوماسية «الباب الخلفي» لعقد اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية وزيرا الدفاع العراقي والتركي يوقّعان مذكرة تفاهم لإنهاء خطر «العمال الكردستاني» (إكس)

العراق وتركيا يوقعان مذكرة «بالأحرف الأولى» لمحاربة «العمال»

أكدت تركيا والعراق رغبتهما في تعزيز علاقاتهما بمختلف المجالات، وفي مقدمتها التنسيق الأمني ومكافحة التنظيمات الإرهابية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
أوروبا مجمع المحاكم  في إسطنبول (أ.ف.ب)

مطالبات بإلغاء قانون يستهدف الكلاب الضالة في تركيا

تقدم حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، بطلب إلى المحكمة الدستورية اليوم الخميس لإبطال قانون لحماية الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (أنقرة )
شؤون إقليمية قوات تركية في سوريا (إكس)

أنقرة: شرط الانسحاب للتطبيع مع دمشق «رفض للسلام والاستقرار»

أكدت تركيا مجدداً رفضها الشروط المسبقة لتطبيع العلاقات مع دمشق، المطالبة بانسحابها العسكري من شمال سوريا رفضاً للاستقرار والسلام.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية استقبال إردوغان لعباس خلال زيارته لتركيا في يوليو 2023 (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع عباس التطورات في غزة والأراضي الفلسطينية

استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في مستهل زيارته لتركيا التي تستمر يومين يلقي خلالها كلمة أمام البرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)

إيران: تأخر الرد أشد عقاباً... والحرب خدعة

لافتة تحمل صور قاسم سليماني وإسماعيل هنية وأبو مهدي المهندس وعماد مغنية في طهران (أ.ف.ب)
لافتة تحمل صور قاسم سليماني وإسماعيل هنية وأبو مهدي المهندس وعماد مغنية في طهران (أ.ف.ب)
TT

إيران: تأخر الرد أشد عقاباً... والحرب خدعة

لافتة تحمل صور قاسم سليماني وإسماعيل هنية وأبو مهدي المهندس وعماد مغنية في طهران (أ.ف.ب)
لافتة تحمل صور قاسم سليماني وإسماعيل هنية وأبو مهدي المهندس وعماد مغنية في طهران (أ.ف.ب)

متى ستردُّ إيران على إسرائيل؟ قدَّم مسؤولون إيرانيون ورجال دين وكُتاب مقرّبون من المرشد علي خامنئي، الجمعة، إجابات مختلفة عن هذا السؤال تميل، في الغالب، إلى «التفاخر بأن العالم ما زال ينتظر»، وأن التأخر في الرد «عقاب بحدّ ذاته». وكرر كثيرون استخدام عبارات مثل «الحرب النفسية»، و«الخدعة» في التعامل مع «الانتقام».

الأسبوع الماضي، كانت صحيفة كيهان، المقرَّبة من خامنئي، قد تغنّت بما وصفته «جهل العالم بكيفية رد إيران». وقالت، في مقال حمل توقيع «المحرر السياسي»، إن «الرعب الذي تشعر به إسرائيل بسبب جهلها بكيفية الانتقام الإيراني».

ومع ذلك، جدّد وزير الخارجية بالوكالة، علي باقري كني، الحديث عن «وجوب الرد»، وقال إن «حق إيران الطبيعي والمشروع في اتخاذ إجراءات مضادة محفوظ، ولن تتردد إيران في استخدامه».

ودعا كني «جميع حكومات العالم إلى إدانة اغتيال هنية؛ لأنه فعلٌ انتهك السيادة الإيرانية»، وفقاً لوكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني.

من جهته، قال عضو «مجمع تشخيص مصلحة النظام»، محسن رضائي، إن إيران «لن تتراجع عن المبادئ الاستراتيجية في معاقبة المعتدي»، لكنه أضاف: «يجب اتباع (المبادئ) بحكمة وشجاعة»، وفقاً لما نقلته وكالة «مهر» الحكومية.

وبعد أكثر من أسبوعين على اغتيال هنية، واصلت إيران إطلاق الرسالة نفسها بشأن «واجب» الرد على إسرائيل، لكن ثمة متغيرات فرضت نفسها على خطة «الانتقام»؛ من بينها انتظار صفقة لوقف النار في غزة، كما أفادت تقارير غربية.

إيرانيون يمرون أمام لافتة تحمل صورة إسماعيل هنية في أحد شوارع طهران (إ.ب.أ)

وساطة ورسائل

وشدّد خطيب جمعة طهران، محمد حسن أبو ترابي فرد، الجمعة، على أن «التاريخ أثبت أن إيران لم تترك تحركاً من إسرائيل دون أن تردّ عليه»، مذكّراً بـ«وعد المرشد الإيراني بتنفيذ العقوبة القاسية».

وادّعى أبو ترابي فرد أن إسرائيل طلبت من إيران، قبل أشهر، «عدم جعل انتقامها مؤلماً، من خلال وساطة بعض الدول»؛ في إشارة إلى الهجوم الإيراني في أبريل (نيسان) الماضي.

وكانت تقارير صحافية قد أشارت إلى أن إيران وإسرائيل ودولاً أخرى؛ من بينها الولايات المتحدة، تبادلوا الرسائل عبر قنوات غير علنية بشأن التصعيد الأخير.

ويُعتقد أن رسائل التحذير الأميركية أجبرت طهران على تغيير خططها، أو على الأقل العودة إلى قواعد الاشتباك السابقة، وآخِرها ما فعلته في أبريل الماضي؛ ضربة مدروسة تحفظ التوازن الحرِج.

وطغى الحديث عن «الخديعة» و«الحرب النفسية» والضغط الإعلامي على خُطب الجمعة في مدن إيرانية مختلفة.

ومن المعروف أن خطباء الجمعة في إيران، خصوصاً في العاصمة طهران، يعكسون مواقف المرشد الإيراني، علي خامنئي، بوصفهم ممثلين لـ«ولي الفقيه».

المرشد الإيراني خلال استقباله مسؤولين إيرانيين (موقع خامنئي)

«الحرب النفسية» خدعة

وقال خطيب طهران: «العدو استخدم كل الأدوات؛ بما في ذلك الحرب النفسية، والضغط، والتهديد، لتحقيق غرضه، لكن أحرار إيران تحولوا إلى مجموعة منظمة ومتماسكة».

من جهته، قال کاظم فتاح دماوندی، خطيب جمعة دماوند، شرق طهران، إن «البعض يقول إن الثأر لدماء جبهة المقاومة مكلِّف لنا؛ غير مدرك أن تكلفة إذلال عدم الرد أكبر من تكلفة الانتقام».

وتُدافع الصحافة الإصلاحية في إيران عن «قرار عدم الرد» بأنه «سيزيد هيبة إيران في المنطقة، ويزيد عزلة إسرائيل».

لكن فتاح دماوندي شدد على أن «رد إيران على اغتيال هنية في طهران قاطع وقاسٍ ومجمع وشامل»، وأشار إلى أن «الانتقام لدماء قادة المقاومة منفصل عن الانتقام لدماء 40 ألف قتيل في غزة».

وكرر خطيب دماوند حديث الصحافة الإيرانية المحافِظة بأن «الناس في إسرائيل فقدوا الإحساس أمنياً، كما أنهم يفتقرون إلى الأمن الاقتصادي. وتعرضت 46 ألف شركة في إسرائيل للإفلاس، وتوقفت مشاريع اقتصادية كبيرة وصناعة البناء»؛ في إشارة إلى الاستعداد للرد الإيراني.

وكانت صحيفة «كيهان» قد اقتبست، الأسبوع الماضي، من مواقع إسرائيلية أن الإيرانيين يديرون حرباً نفسية، وأن «الجيش الإسرائيلي عالق في حرب استنزاف».

وتابعت: «يستمتع الإيرانيون بإثارة التوتر والقلق إلى حد الرعب في إسرائيل؛ لأنهم يُحدثون تأثيراً استراتيجياً دون إطلاق رصاصة واحدة».

وادّعت الصحيفة أن «قادة إيران و(حزب الله) وحركة (حماس) نجحوا في الانتصار في الحرب»؛ لأن «الإعلام الإيراني يخدع الجميع».

صورة يحيى السنوار في ميدان فلسطين بطهران يوم 12 أغسطس الحالي (أ.ف.ب)

«متى سترد إيران؟»

وفي عدد «كيهان»، الصادر الجمعة، كتب جعفر بلوري أن إيران «تدير حرباً ناعمة ونفسية موازية لحرب قاسية؛ بهدف تغيير حسابات الخصم، وإحداث فجوة في الرأي العام وجعله غير مستقر».

وقال بلوري: «مرَّ أسبوعان منذ اغتيال هنية (...) ومحور المقاومة يعذب إسرائيل بسياسة الغموض؛ لأن توقع الموت أصبح أكثر إيلاماً من الموت نفسه».

وكان علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، قد قال إن إيران انتهت من «العمليات القانونية والدبلوماسية والإعلامية اللازمة لإنزال عقاب شديد على إسرائيل».

وكتب بلوري أنه «في الساعات الأولى من خبر الاغتيال، اتصل عدد من الأصدقاء، وبدا عليهم الغضب، وتساءلوا: متى سنردُّ على إسرائيل؟ ومع مرور الوقت تضررت مصداقية أن إيران سترد».

وأضاف: «إيران ستردُّ 100 في المائة، وحين يكون الرد قوياً فمن الطبيعي أن يزداد الوقت لدراسة جوانبه (...) يمكن أن يكون سر إطالة وقت الانتقام هو عظمة الانتقام».

وطالب بلوري بأن «يكون الرد مصحوباً بحملة إعلامية تسبق التوقيت وتستمر بعده بتقديم رواية إيرانية تبرز حجم الانتقام أكثر مما فعلنا في أبريل الماضي».