«أهلاً بكم في الجحيم»... تقرير يكشف سوء معاملة المحتجزين الفلسطينيين في سجن «سدي تيمان»

المحكمة الإسرائيلية العليا تنظر في طلب إغلاق المعتقل

سجن «جلبوع» الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)
سجن «جلبوع» الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)
TT
20

«أهلاً بكم في الجحيم»... تقرير يكشف سوء معاملة المحتجزين الفلسطينيين في سجن «سدي تيمان»

سجن «جلبوع» الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)
سجن «جلبوع» الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)

كشف تقرير جديد أصدرته منظمة «بتسيلم» لحقوق الإنسان بعنوان «أهلاً بكم في الجحيم»، عن عشرات من الشهادات المروعة من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وعن تعرضهم لعنف ممنهج، وتهديدات، وحرمان من النوم، وتجويع، وإذلال، ما يؤكد أن النظام السجني الإسرائيلي يعمل بوصفه مرفقاً لإساءة معاملة السجناء، وفق ما أفادت صحيفة «هآرتس».

وفي هذا الإطار، اجتمعت المحكمة العليا الإسرائيلية للنظر في التماس لإغلاق سجن «سدي تيمان»، الذي يتهم فيه الجنود بالاعتداء على المعتقلين الفلسطينيين، بعد أن ظهرت فيديوهات تبين الجنود وهم يعتدون جنسياً على معتقل، ما أثار احتجاجات واسعة ودعوات لإغلاق السجن.

شهادات من داخل الجحيم

في الأشهر الأخيرة، أبلغ فلسطينيون - أُطلق سراحهم بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) ومعظمهم أُفرج عنهم دون توجيه تهم - عن تقليص حصص الطعام، والعنف داخل السجون أو أثناء نقلهم لجلسات المحكمة، وحرمانهم من العلاج الطبي المناسب، ما أدى إلى وفاة بعض منهم.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور صادمة تظهر السجناء قبل وبعد احتجازهم، وقد بدوا نحيلين ومصابين بأمراض واضحة بعد الإفراج عنهم.

احتجاجات خارج سجن «سدي تيمان» جنوب إسرائيل بعدما فُتح تحقيق في التعذيب الممنهج لأسرى فلسطينيين (رويترز)
احتجاجات خارج سجن «سدي تيمان» جنوب إسرائيل بعدما فُتح تحقيق في التعذيب الممنهج لأسرى فلسطينيين (رويترز)

سياسة متعمدة للإساءة

وفقاً للتقرير، فإن هذه الانتهاكات ليست حالات فردية، بل تعكس سياسة متعمدة.

فقد أعلن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، عن نيته في تفاقم ظروف الأسرى الفلسطينيين، وتفاخر بذلك علناً.

وتؤكد الشهادات أن روح بن غفير قد انتقلت إلى الحراس والجنود، ما منحهم الضوء الأخضر لفعل ما يريدون بالسجناء دون خوف من العقاب.

وتبرز بعض الشهادات التي جمعتها «بتسيلم»، العنف الجنسي، بما في ذلك محاولات اغتصاب باستخدام أدوات غريبة قام بها ضباط السجون في سجن «كتسيعوت».

وأصبحت قضية فلسطيني احتُجز في مركز اعتقال «سدي تيمان» محور اهتمام، بعد ظهور مزاعم عن تعرضه لاغتصاب جماعي من قبل جنود.

وتثير هذه الانتهاكات تساؤلات حول أخلاقية المجتمع الإسرائيلي ومسؤولية الدولة عن حماية حقوق المعتقلين.

وعلى الرغم من تهديدات الحراس، أبلغ محامون وسجناء المحاكم العسكرية عن الإساءة. ومع ذلك، لم تتدخل السلطات القضائية بشكل فعال، ما يُشكل وصمة عار على النظام القضائي.

وكشف يؤيل دونشين، طبيب إسرائيلي، عن تعرض أحد المعتقلين لاعتداء جنسي خطير، إذ احتاج إلى جراحة طارئة بسبب إصاباته. وأكد دونشين أن هذه الحادثة كانت الأكثر تطرفاً التي شهدها خلال عمله في المرفق.

وتواصل منظمات حقوق الإنسان الضغط على السلطات الإسرائيلية للتحقيق في هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ضرورة احترام حقوق الإنسان للسجناء ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.

ويشكل هذا التقرير دعوة للمجتمع الدولي للتدخل ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها لحقوق الإنسان، والضغط لإنهاء ممارسات العنف والإساءة في السجون الإسرائيلية.


مقالات ذات صلة

«حماس»: عدم إفراج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين يمثل «خرقاً للاتفاق»

المشرق العربي رهينة إسرائيلي لدى وصوله إلى بتاح تكفا عقب الإفراج عنه من قطاع غزة (رويترز) play-circle

«حماس»: عدم إفراج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين يمثل «خرقاً للاتفاق»

وصفت حركة «حماس»، يوم السبت، عدم إفراج إسرائيل عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين بأنه «يمثل خرقاً فاضحاً للاتفاق».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال حضوره اجتماعاً مع الرئيس ترمب وحكام الولايات في البيت الأبيض (إ.ب.أ) play-circle

روبيو: إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة بفضل جهود ترمب

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه تم إطلاق سراح أكثر من 30 رهينة في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
حصاد الأسبوع زامير

إيال زامير... رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد عسكري من خارج معارك السياسة

لم يعرف الجيش الإسرائيلي في تاريخه وضعاً أصعب من الوضع الذي يعيشه اليوم، لدى استعداده لاستقبال رئيس أركانه الجديد، إيال زامير. صعب، ليس لأنه يعاني من نقص في الذخيرة والعتاد، ولا لأنه ثبت فشله في تحقيق أي من أهداف الحرب على غزة، بل إن المشكلة الراهنة والاستثنائية هي أنه يفقد مزيداً من ثقة الناس، ويتعرّض في الوقت ذاته إلى حملة تحريض شعواء من الحكومة ورئيسها ووزرائها وجيش «النشطاء» في الشبكات الاجتماعية التابع لحزب «الليكود» الحاكم. هذه المشكلة تُدخل الجنرالات في أجواء توتر دائم وتهزّ ثقتهم بأنفسهم؛ ولذا فبعضهم يحاول إرضاء الحكومة بالنفاق، والبعض الآخر يحاول إرضاءها بتشديد القبضة ضد الفلسطينيين، وثمة فئة ثالثة أفرادها يرفضون فيستقيلون، وآخرون يرفضون ويبقون «دفاعاً عن أهم ركن من أركان الدولة العبرية» معتبرين أن الجيش يعيش موجة عابرة سيستطيع تجاوزها. ومع كل هذا، الجميع يشعرون أنهم في قلب معركة أقسى عليهم من الحرب على ست جبهات، ولا أحد سيخرج منها بلا جروح.

نظير مجلي (القدس)
حصاد الأسبوع تعزيز سلاحي الدبابات والمدرعات في مقدم المطالبات الإسرائيلية لتطوير قدرات الجيش (آ ف ب)

رسالة مفتوحة إلى زامير من أكاديمي استيطاني يميني

إحدى الإشارات التي تدل على ما هو مطلوب من رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير، وردت على شكل رسالة مفتوحة وجّهها إليه الدكتور عومر أريخا؛ وهو ناشط يميني.

المشرق العربي حافلة متضررة جراء عمليات التفجير التي حصلت مساء الخميس في بات يام قرب تل أبيب (إ.ب.أ)

فلسطيني طعن مُسنّة إسرائيلية لـ«يطهّر» اسمه من تهمة «العمالة»

كُشف اليوم (الجمعة) عن أن منفذ عملية قتل الإسرائيلية المسنة، ليودميلا ليبوبسكي، في هرتسليا، هو شاب فلسطيني من طولكرم قرر «تطهير» اسمه من تهمة العمالة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

نتنياهو يعلن تأجيل موعد الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين

فلسطينيون ينتظرون إطلاق سراح أقاربهم من السجون الإسرائيلية في المركز الثقافي بمدينة رام الله (إ.ب.أ)
فلسطينيون ينتظرون إطلاق سراح أقاربهم من السجون الإسرائيلية في المركز الثقافي بمدينة رام الله (إ.ب.أ)
TT
20

نتنياهو يعلن تأجيل موعد الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين

فلسطينيون ينتظرون إطلاق سراح أقاربهم من السجون الإسرائيلية في المركز الثقافي بمدينة رام الله (إ.ب.أ)
فلسطينيون ينتظرون إطلاق سراح أقاربهم من السجون الإسرائيلية في المركز الثقافي بمدينة رام الله (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ساعة مبكرة اليوم (الأحد)، أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيتأجل «حتى تُنهي حماس المراسم المهينة» التي تُقيمها أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين.

وقال مكتب نتنياهو في بيان، إنه «في ضوء الانتهاكات المتكررة لحماس، خصوصاً المراسم المهينة التي تحط من كرامة رهائننا، والاستخدام الساخر للرهائن لأغراض دعائية، تقرر تأجيل إطلاق سراح الإرهابيين (السجناء الفلسطينيين) الذي كان مخططا له أمس (السبت) حتى يتم ضمان إطلاق سراح الرهائن التالين، من دون مراسم مهينة».

خيبة أمل العائلات الفلسطينية بعد أن أجلت إسرائيل موعد إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين (إ.ب.أ)
خيبة أمل العائلات الفلسطينية بعد أن أجلت إسرائيل موعد إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين (إ.ب.أ)

ونظمت حماس الخميس مراسم لتسليم جثامين رهائن في توابيت، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة النطاق، بما في ذلك من الأمم المتحدة. وقال فولكر تورك، مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن «عرض الجثامين كما جرى... هو أمر بغيض وقاسٍ ويتعارض مع القانون الدولي».

في وقت سابق السبت، قال مسؤولون إسرائيليون، إن إطلاق سراح أكثر من 600 معتقل فلسطيني قد يحدث فقط بعد أن يعقد نتنياهو مشاورات أمنية في وقت لاحق من اليوم نفسه.

وفي الأثناء، انتظرت عائلات في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة لساعات طويلة إطلاق سراح أحبائها من السجون الإسرائيلية.

من جهتها، اعتبرت حركة «حماس» على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، أن «عدم التزام الاحتلال بالإفراج عن أسرى الدفعة السابعة من عملية التبادل في الموعد المتفق عليه يمثل خرقا فاضحا للاتفاق».

ودعت الحركة الوسطاء وضامني الاتفاق «لممارسة الضغط على الاحتلال لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار».