إيران تتمسك بـ«حق الرد» على إسرائيل وسط جهود دولية لتجنّب تصعيد إقليمي

قائد «الحرس الثوري»: «إذا تلقى الصهاينة رداً حازماً سيفهمون أنهم ارتكبوا خطأ باغتيال هنية»

0 seconds of 38 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:38
00:38
 
TT
20

إيران تتمسك بـ«حق الرد» على إسرائيل وسط جهود دولية لتجنّب تصعيد إقليمي

قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي يتحدث للصحافيين (الاثنين) في طهران (تسنيم)
قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي يتحدث للصحافيين (الاثنين) في طهران (تسنيم)

قال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، الاثنين، إن إسرائيل «ستنال العقاب في الوقت المناسب»، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في شمال طهران، الأسبوع الماضي، وذلك وسط جهود دولية لتجنب التصعيد الإقليمي.

وقال سلامي، صباح الاثنين: «إذا تلقى الصهاينة رداً حازماً سيفهمون أنهم ارتكبوا خطأً باغتيال هنية»، مضيفاً أنها «ضربة في المكان والزمان المناسبين».

وأشار إلى أن «هذا الكيان خلق دائرة من النار حوله، وـاعتقد أنه يمكنه ضمان بقائه ضمن منع أمة من الوصول إلى الطاقة النووية عبر اغتيال العلماء أو من خلال اغتيال قائد ثوري يسعى لاستعادة حقوقه واستعادة أراضيه».

وتابع: «لكنَّ هذه الحفر التي حفرها لنفسه هي التي سيتدحرج فيها تدريجياً. وعندما يتلقون رداً حازماً، سيدركون أنهم أخطأوا في حساباتهم، وقد كرروا الخطأ مرة أخرى، لكن الرد عليهم لا يزال غير واضح»، حسبما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».

«ردع لا مفر منه»

واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المقيمين في طهران لاجتماع مع القائم بأعمال وزير الخارجية علي باقري كني اليوم الاثنين للتأكيد على عزم إيران الرد على إسرائيل.

من جانبه، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، على أن لبلاده «حقّها القانوني» في الردّ على إسرائيل و«ردعها».

وقال كنعاني خلال مؤتمر صحافي أسبوعي، إن «إيران تسعى إلى إرساء الاستقرار في المنطقة، لكنّ هذا لن يتحقق إلا بمعاقبة المعتدي وردع النظام الصهيوني عن القيام بمغامرات»، مضيفاً أن تحرك طهران أمر لا مفر منه، حسب «رويترز».

واتهم إسرائيل بتنفيذ الاغتيال، دون أن يتطرق إلى طبيعة العملية. وقال: «كل الأدلة والشواهد تشير إلى أن النظام الإسرائيلي وراء جريمة اغتيال هنية في طهران، وتصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين تؤكد ذلك».

وزير الخارجية بالإنابة علي باقري كني يتحدث إلى سفراء أجانب حول الضربة الإيرانية المحتملة (إيرنا)
وزير الخارجية بالإنابة علي باقري كني يتحدث إلى سفراء أجانب حول الضربة الإيرانية المحتملة (إيرنا)

وأضاف: «نرى أن حقنا في الدفاع عن أمننا القومي وسيادتنا وسلامة أراضينا هو حق لا جدال فيه»، مضيفاً: «لا يحق لأحد التشكيك بالحق القانوني لإيران في معاقبة النظام الصهيوني وخلق الردع ضد الكيان الصهيوني الغاصب».

وتابع: «لو كانت حكومات المنطقة والمجتمع الدولي أتمَّت واجبها القانوني بممارسة الضغط على النظام الصهيوني، لما كنا من دون شك بلغنا هذا المستوى المرتفع من الاضطراب وازدياد خطر الصراع في المنطقة».

وعدّ كنعاني اغتيال إسماعيل هنية في طهران «انتهاكاً صارخاً للقوانين والأنظمة الدولية وسيادة إيران والأعراف السياسية الدولية». وقال: «حتى الآن، قمنا بالإجراءات القانونية والسياسية اللازمة في هذا الصدد، وأجرينا الأنشطة الدبلوماسية لإدانة هذا الاغتيال على مستوى المجتمع الدولي».

باقري كني في اجتماعه مع سفراء وممثلي بعثات دبلوماسية في طهران (إيسنا)
باقري كني في اجتماعه مع سفراء وممثلي بعثات دبلوماسية في طهران (إيسنا)

«التوتر الإقليمي»

وفي جزء آخر من كلامه، قال كنعاني إن «إيران لا تسعى لتصعيد التوتر الإقليمي»، وقال: «إن الكيان الصهيوني هو مصدر تصعيد التوتر في المنطقة، وقد رد سلباً على كل الجهود الإقليمية والدولية لخلق الاستقرار في المنطقة».

وأجاب كنعاني عن سؤال حول تلقي طهران رسالة تحذير أميركية بشأن الرد المحتمل لإيران. وقال إن «الحكومة الأميركية شريك كامل في جرائم الكيان الصهيوني (...) الطرف الذي يتحمل المسؤولية، بدعم مباشر وغير محدود من الولايات المتحدة، لا حاجة لإرسال رسالة». ودعا كنعاني الولايات المتحدة إلى «أداء واجباتها واستخدام نفوذها لردع» إسرائيل. وقال: «الكيان الصهيوني لا يتخذ إجراءات مغامرة دون التنسيق مع الولايات المتحدة». وقال إن «المجتمع الدولي لم يقم بواجبه في حماية استقرار المنطقة، ويجب أن يدعم معاقبة المعتدي».

وسيُعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي يوم الأربعاء بناءً على طلب إيران لمناقشة قتل هنية واستجابة إيران، حسبما قال كنعاني.

وتلقى القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني اتصالاً من وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني. ونقلت الخارجية الإيرانية قوله: «الصمت تجاه إجراءات هذا النظام الأخيرة يعد بمثابة مكافأة لهم. لذلك، تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الرد بالمثل هو حقها وفقاً للقواعد والممارسات الدولية».

وذكرت وكالة أنباء البحرين أنه «تم خلال الاتصال تبادل وجهات النظر حول الأوضاع الإقليمية والجهود الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر في المنطقة، ومنع التصعيد، بما يحول دون امتداد الصراع، وتوسع رقعة الحرب، لما لذلك من انعكاسات خطيرة على السلم والأمن والاستقرار الإقليمي ومصالح شعوب المنطقة».

وازدادت المخاوف خلال الأيام الماضية من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال هنيّة في طهران، واغتيال القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر، في ضربة إسرائيلية قرب بيروت الأسبوع الماضي. وتوعد مسؤولون إيرانيون يتقدمهم المرشد علي خامنئي، إسرائيل، بـ«عقاب قاسٍ». كما توعّد «حزب الله» بالانتقام لمقتل شكر. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العملية.

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لدى استقباله وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (الأحد) في طهران، إن «اغتيال هنية كان خطأً كبيراً من الصهاينة، ويتعارض مع القوانين الدولية كافة». ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن بزشكيان قوله إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتوقع من جميع الدول الإسلامية وأحرار العالم أن يُدينوا هذه الجرائم بقوة»، وشدد على أن «وقاحة الصهاينة لن تمر دون رد».

وشدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني عبد الله الثاني (الأحد)، على ضرورة تجنب التصعيد «بأي ثمن»، بينما زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي طهران لبحث التهدئة.

اجتماع أمني أميركي

ويعيد التوتر الراهن التذكير بوضع شبيه في أبريل (نيسان) عندما شنّت إيران هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد إسرائيل رداً على ضربة جوية دمّرت القنصلية الإيرانية في دمشق ونسبتها لإسرائيل.

ويخشى محللون من أن يكون الرّد الإيراني هذه المرة أكثر حدةً. وتبذل أطراف عدة منذ اغتيال هنية، الأربعاء، جهوداً للحؤول دون اشتعال الوضع. وأعلنت إسرائيل في حينه أنها تمكنت وحلفاؤها من اعتراض غالبيتها.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيجمع الاثنين بمجلس الأمن القومي «لبحث التطورات في الشرق الأوسط» في وقت لاحق الأثنين. وأضاف البيت الأبيض أن بايدن سيتحدث أيضا مع العاهل الأردني الملك عبد الله.

وذكر موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أخبر نظراءه من دول مجموعة السبع الكبرى أن إيران و«حزب الله» قد يبدآن مهاجمة إسرائيل، «في الساعات الـ24 أو الـ48 المقبلة»، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على الاتصال. لكن «أكسيوس» ذكر أن بلينكن قال إنه لم يتضح كيف ستهاجم إيران أو «حزب الله»، وإنه لا يعلم الموعد بدقة.

وشدّد بلينكن في اتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على «أهمية أن يتّخذ كل الأطراف تدابير» تهدئة، وفق المتحدث باسمه.

وعقد وزراء خارجية مجموعة السبع، الأحد، لقاءً عبر الفيديو لبحث الوضع في الشرق الأوسط، وأبدوا «قلقاً شديداً» إزاء المخاوف من حصول تصعيد في الشرق الأوسط، وفق ما أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني.

في جنيف، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، عن «قلق عميق إزاء الخطر المتزايد لاندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط». وناشد «جميع الأطراف، إلى جانب الدول ذات النفوذ، التحرّك بشكل عاجل لتهدئة الوضع الذي أصبح خطيراً للغاية» حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

لوح إعلاني مناهض لإسرائيل كُتب عليه بالخط الفارسي «ابتسم لبعض الوقت لأنك ستبكي كثيراً قريباً» في ميدان فلسطين بطهران (إ.ب.أ)
لوح إعلاني مناهض لإسرائيل كُتب عليه بالخط الفارسي «ابتسم لبعض الوقت لأنك ستبكي كثيراً قريباً» في ميدان فلسطين بطهران (إ.ب.أ)

على كل الجبهات

وجدّد مسؤولون إسرائيليون بحزمٍ جاهزيتهم للردّ. ودعا وزير الدفاع يوآف غالانت القوات الجوية الإسرائيلية لـ«الاستعداد لجميع الاحتمالات، بما في ذلك الانتقال السريع إلى الهجوم».

وقال غالانت خلال جولة تفقدية لمركز قيادة القوات الجوية الإسرائيلية في تل أبيب إن «أعداءنا يدرسون خطواتهم بعناية بفضل القدرات التي أظهرتموها في العام الماضي».

واطلع غالانت على استعدادات القوات الجوية الإسرائيلية «في ضوء التطورات الأمنية» وكذلك «إمكانات العمل الهجومي في جميع قطاعات القتال»، حسبما أورد موقع «إسرائيل أوف تايمز».

وتحدث غالانت مع نظيره الأميركي لويد أوستن مساء الأحد، وفي نفس التوقيت، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن إسرائيل تدرس شن ضربة استباقية لردع إيران إذا كشفت عن أدلة قاطعة على أن طهران تستعد لشن هجوم، وذلك بعد أن عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً مع رؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية مساء اليوم نفسه.

وقال نتنياهو، بعد الاجتماع: «نحن مصمّمون على مواجهة» إيران وحلفائها «على كل الجبهات، في كل الساحات، قريبة كانت أم بعيدة». وأكد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ القدرة «على حماية مواطنينا في مواجهة أي تهديد يمثّله... محور الشر الإيراني». وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد اعتماد نظام جديد لتحذير السكان «خلال الأحداث الطارئة» عبر رسائل لمستخدمي الهواتف النقالة «في المنطقة المتعرضة للخطر، على أن يرافقها صوت إنذار خاص».

إشعار طيران

وفي مؤشر على قرب الضربة الإيرانية، ذكرت «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن إيران أصدرت الاثنين، «إشعار عمليات الطيران» (ناتوم) لمناطق الوسط والغرب والشمال الغربي من البلاد، ونصحت الطائرات المدنية بتغيير مساراتها. ولم يصدر تعليق من إيران.

ولم يهدأ إعلام «الحرس الثوري» على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً تطبيق «تلغرام»، عن الترويج للحملة الإيرانية، في مسعى لتبريرها لدى الرأي العام الإيراني.

وتوازياً مع الجهود الدبلوماسية، أعلنت شركات طيران عدّة تعديل رحلاتها، خصوصاً إلى لبنان ومنه، أو تعليقها لأيام. والاثنين، أعلنت مجموعة «لوفتهانزا» الألمانية أن رحلاتها ستتجنب الأجواء العراقية والإيرانية حتى السابع من أغسطس على أقل تقدير. وكانت تتالت دعوات غربية وعربية عدة خلال الأيام الماضية لمغادرة لبنان على الفور.

سيناريو الرد الإيراني

قدّر مركز «ألما» الإسرائيلي للدراسات أن يكون الرد الإيراني «كبيراً وشاملاً»، أكثر من الهجوم الذي حدث في 14 أبريل (نيسان).

وقال المركز على منصة «إكس»: «وفق تقديراتنا، سيكون هذا الهجوم عبارة عن إطلاق مشترك للصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز والطائرات المُسيّرة من مواقع عديدة في غرب إيران، بمشاركة مع من (الحرس الثوري) والجيش الإيراني».

ورجَّح المركز أن يكون معظم عمليات الإطلاق من مناطق مفتوحة باستخدام منصات إطلاق متحركة، بالقرب من منصات صاروخية تحت الأرض، موضحاً أن استخدام القاذفات المتحركة، يتيح مرونة أكبر ونطاقات إطلاق أوسع.

وأضاف المركز أن «عدد الفوهات الموجودة في قواعد تحت الأرض محدود نسبياً، ويمكن أن يحد من معدل النيران ونطاقات الإطلاق».

وحسب تقييمات المركز فإن الهجوم «سيجري بالتنسيق مع محور الوكلاء الإيرانيين، خصوصاً (حزب الله) اللبناني الذي سيرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر».


مقالات ذات صلة

ظريف يحذر من ترويج نتنياهو لـ«ضعف إيران»

شؤون إقليمية القيادة المركزية الأميركية تستعرض قوتها في الشرق الأوسط بمهمة قاذفات «بي - 52» الاستراتيجية الاثنين الماضي (سنتكوم)

ظريف يحذر من ترويج نتنياهو لـ«ضعف إيران»

حذّر نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، أمس، مما وصفه بـ«رواية جديدة مفادها أن إيران ضعيفة»، عاداً أن مَن يروجها هو رئيس الوزراء.

المشرق العربي مدلول العزيز رجل الأعمال الذي كان مقرباً من الميليشيات الإيرانية في دير الزور شرق سوريا (متداولة)

القبض على ذراع إيران بريف دير الزور الشرقي

ألقت قوى الأمن الداخل لـ«قسد»، القبض على أحد أبرز متزعمي الميليشيات الإيرانية التي كانت منتشرة في محافظة دير الزور شرق سوريا

كمال شيخو (دمشق)
شؤون إقليمية الوحدات الخاصة في «الحرس الثوري» خلال تدريبات ليلية بجنوب غربي البلاد (تسنيم)

تصعيد إيراني في الحرب الكلامية عقب تهديدات نتنياهو

تصاعدت الحرب الكلامية بين إيران وإسرائيل بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب المنشآت النووية الإيرانية بدعم من الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية السفير البريطاني في طهران هوغو شورتر يلتقي المحتجزَيْن في مدينة كرمان الأسبوع الماضي (أرنا)

طهران: توجيه تهمة التجسس للبريطانيَين الموقوفَين

كشف القضاء الإيراني، أمس، عن توجيه تهمة التجسس إلى مواطنين بريطانيين احتجزهما «الحرس الثوري»، الشهر الماضي، أثناء رحلة سياحية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية ماكرون يلوّح بيده في قصر الإليزيه في باريس الاثنين (أ.ف.ب)

ماكرون يطمئن عائلات فرنسيين تحتجزهم إيران

أطلع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عائلات مواطنيه المحتجزين في إيران، على مستجدات المفاوضات للإفراج عنهم.

«الشرق الأوسط» (ستراسبورغ)

إمام أوغلو مرشحاً وحيداً لرئاسة تركيا في انتخابات تمهيدية للمعارضة

زحام حول إمام أوغلو وتدافع من الشباب لالتقاط الصور معه خلال إحدى جولاته (من حسابه في إكس)
زحام حول إمام أوغلو وتدافع من الشباب لالتقاط الصور معه خلال إحدى جولاته (من حسابه في إكس)
TT
20

إمام أوغلو مرشحاً وحيداً لرئاسة تركيا في انتخابات تمهيدية للمعارضة

زحام حول إمام أوغلو وتدافع من الشباب لالتقاط الصور معه خلال إحدى جولاته (من حسابه في إكس)
زحام حول إمام أوغلو وتدافع من الشباب لالتقاط الصور معه خلال إحدى جولاته (من حسابه في إكس)

تقدم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بطلب المشاركة في الانتخابات التمهيدية لتحديد مرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة في وقت يواجه فيه احتمال حظر نشاطه السياسي.

وحصل إمام أوغلو على توقيع 100 من نواب الحزب بالبرلمان، بينما يتطلب التقدم للانتخابات التمهيدية الحصول على توقيع 20 نائباً فقط، وتقدم محاميه، محمد بهلوان، بالطلب، الجمعة، إلى نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المسؤولة عن الانتخابات والشؤون القانونية الداخلية، غل تشيفتشي. وأغلق باب الترشيح، الجمعة، ومن المقرر إعلان أسماء المرشحين، السبت، وسيكون إمام أوغلو بذلك هو المرشح الوحيد.

أكرم إمام أوغلو (موقع حزب الشعب الجمهوري)
أكرم إمام أوغلو (موقع حزب الشعب الجمهوري)

وأعلن رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية، أوزغور أوزال، في وقت سابق، أن الحزب سيجري انتخابات تمهيدية يصوت فيها أعضاؤه البالغ عددهم مليوناً و600 ألف لتحديد المرشح، الذي سيعلن اسمه في 23 مارس (آذار) المقبل، مؤكداً أن تركيا ستتوجه إلى الانتخابات المبكرة خلال العام الحالي. ورفض رئيس بلدية أنقرة، منصور ياواش، المنتمي إلى الحزب أيضاً، خوض الانتخابات التمهيدية، معترضاً على إجرائها، لأنه ليس هناك موعد محدد لإجراء الانتخابات، المقررة في الأساس في 2028، وأن كل شيء في تركيا يمكن أن يتغير حتى هذا الموعد.

رئيس بلدية أنقرة المعارض منصور ياواش (من حسابه في إكس)
رئيس بلدية أنقرة المعارض منصور ياواش (من حسابه في إكس)

وشدد ياواش على أن عدم خوضه الانتخابات التمهيدية للحزب لا يعني أنه لن يترشح للرئاسة. في الوقت ذاته، لم يتمكن نائب الحزب السابق، دورسون تشيشيك، وهو أحد العسكريين المتقاعدين، من الحصول على العدد الكافي للترشح للانتخابات التمهيدية، حيث حصل على 12 توقيعاً، قائلاً إن مرض زوجته حال دون استكمال جمع التوقيعات، وإنه كان بحاجة لمزيد من الوقت.

إمام أوغلو يعلن ترشحه

ونشر إمام أوغلو مقطع فيديو، عبر حسابه في «إكس»، أعلن فيه أنه قدم طلباً رسمياً ليصبح المرشح الرئاسي لحزب الشعب الجمهوري، وتحدث عن ملامح برنامجه، وأضاف: «إننا ننطلق في رحلة مع أمتنا التي تستحق العيش الإنساني وتتوق إلى الحرية والعدالة والرخاء والوحدة، ننطلق في رحلة لجعل دولتنا ديمقراطية وقوية، وأمتنا غنية ومسالمة، ومواطنينا متساوين وأحراراً». وتابع: «سنعمل على تطبيق الديمقراطية البرلمانية (النظام البرلماني بدل الرئاسي)، وفصل السلطات، وتطبيق آليات الضوابط والتوازنات في أقرب وقت ممكن، وسنعطي الأولوية للمشاركة الديمقراطية، وسنعمل على تخفيف هموم ومشاكل أمتنا، وسنعمل معاً على رفع الأمل والأحلام للمستقبل».

وواصل: «سنجعل العدالة أساس الملكية، وليس السلطة؛ وسننقذ مؤسسات الدولة، والعلم، والفن، والرياضة، ووسائل الإعلام من التحزب، ولن ننظر إلى خصومنا كأعداء، وسنحول المنافسة السياسية إلى سباق عادل ومتحضر ونزيه في حضور الأمة، وسنعمل جميعاً معاً على حماية بلدنا ووحدتنا وتضامننا وتحقيق هدف تركيا القوية التي هي إرث مصطفى كمال أتاتورك وشهدائنا، تتألق في قرنها الثاني».

وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، إن إمام أوغلو نجح في مضاعفة عدد التوقيعات المطلوبة للترشح 3 مرات في غضون دقائق مع بدء جمعه التوقيعات يوم الثلاثاء الماضي. وأضاف: «إننا نشهد جميعاً صحوة اجتماعية وتعبئة ضد الرئيس رجب طيب إردوغان، وشوقاً لإنشاء تركيا التي يكون فيها الشيء الوحيد المحظور هو المحظورات، والتي يتم فيها إرساء الحريات، ومنع تقييد حرية الصحافة، والتخلص من الفقر، والبطالة، وجميع أنواع العراقيل، وهذا هو الجانب الذي نتابعه بحماس كبير».

أنصار إمام أوغلو يتظاهرون أمام مجمع محاكم تشاغلايان في إسطنبول أثناء تحقيق معه في وقت سابق من الشهر الحالي (إ.ب.أ)
أنصار إمام أوغلو يتظاهرون أمام مجمع محاكم تشاغلايان في إسطنبول أثناء تحقيق معه في وقت سابق من الشهر الحالي (إ.ب.أ)

في الوقت ذاته، حذر نائب حزب «العمال» التركي بالبرلمان عن مدينة إسطنبول، أحمد شيك، في مقابلة تلفزيونية، من حملة يقودها إردوغان لعزل إمام أوغلو من رئاسة بلدية إسطنبول، وتعيين وصي عليها وحظر نشاطه السياسي، لافتاً إلى أنه يتم إعداد الغطاء لإقالة أكرم إمام أوغلو من منصبه من خلال سلسلة التحقيقات ضده والربط بين التحقيقات الجارية معه وتحقيقات ضد الصحافيين المعارضين للحكومة وقضايا متعلقة بالإرهاب.

استطلاعات رأي

وبينما يتصاعد الحديث عن الانتخابات المبكرة من جانب المعارضة، تسارعت أيضاً وتيرة استطلاعات الرأي حول من المرشح الرئاسي الذي يريده الناخبون، فضلاً عن رغبة غالبية الشباب الأتراك في توجه البلاد إلى الانتخابات مبكراً.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

وحسب أحدث استطلاع أجرته شركة «إتش بي إس» للأبحاث، جاء إردوغان في المركز الأول في الانتخابات الرئاسية المحتملة، في حين يبلغ إجمالي أصوات مرشحي المعارضة نحو 60 في المائة.

وحسب الاستطلاع، الذي أجري مع 3200 ناخب وجهاً لوجه، حصل إردوغان على 35.4 في المائة، يليه منصور ياواش 28.6 في المائة، ثم أكرم إمام أوغلو 22.7 في المائة. وكشفت استطلاع شركة «سونار» من خلال الاتصال الهاتفي مع 3202 شخص في 26 ولاية عن تقدم ياواش على إمام أوغلو وإردوغان.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يظهر بديلاً لإردوغان من حزب العدالة والتنمية حال عدم قدرته على خوض الانتخابات (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يظهر بديلاً لإردوغان من حزب العدالة والتنمية حال عدم قدرته على خوض الانتخابات (أ.ف.ب)

وعبر المشاركون في الاستطلاع عن رغبتهم في ترشح وزير الخارجية، هاكان فيدان، للرئاسة حال عدم تمكن إردوغان من خوض الانتخابات بسبب الدستور الحالي الذي يمنع ترشحه مرة أخرى. وحسب استطلاع أجرته شركة «أرتيبار»، فإن الشباب يصوتون في الغالب لصالح حزب الشعب الجمهوري؛ الأسماء التي يريدون رؤيتها رئيساً هي إمام أوغلو ويافاش وإردوغان.

وفي استطلاع أجرته مؤسسة «أرتيبير للأبحاث» لآراء الشباب في الفترة من 2 إلى 12 فبراير (شباط)، وشمل 2040 شاباً في 26 ولاية عبر الهاتف، جاء أكرم إمام أوغلو في المرتبة الأولى بنسبة 33 في المائة، ومنصور ياواش في المرتبة الثانية بنسبة 29 في المائة، وحل إردوغان أخيراً بنسبة 27 في المائة.

بالنسبة للانتخابات البرلمانية، تقدم حزب الشعب الجمهوري على حزب العدالة والتنمية بـ11 نقطة، حاصلاً على 41 في المائة، مقابل 29 في المائة للعدالة والتنمية، وأيد 68 في المائة من الشباب إجراء انتخابات مبكرة.