البحرية الأميركية تجمع 12 سفينة حربية وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

بلينكن يوجه «طلباً صارماً» إلى جميع الأطراف بالتوقف عن التصعيد

سفن حربية أميركية وإقليمية خلال تدريبات بحرية في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)
سفن حربية أميركية وإقليمية خلال تدريبات بحرية في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)
TT

البحرية الأميركية تجمع 12 سفينة حربية وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

سفن حربية أميركية وإقليمية خلال تدريبات بحرية في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)
سفن حربية أميركية وإقليمية خلال تدريبات بحرية في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)

بعد التأكيد الذي صدر عن مسؤول دفاعي أن التوتر المتزايد في الشرق الأوسط بعد مقتل مسؤولين كبار في «حماس» و«حزب الله»، لم يدفع البنتاغون إلى الإعلان عن أي عمليات انتشار عسكرية إضافية في المنطقة، يعد دليلاً على «اطمئنان» واشنطن من أن «رسالة الردع» قد وصلت إلى من يهمه الأمر.

وهو ما كشفه خطاب أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، الذي عد تراجعاً ملحوظاً عن تهديداته السابقة بتصعيد المواجهة مع إسرائيل، ودليلاً على جدية الرسالة التي نقلتها قطر من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وتبلغها الحزب وإيران في الساعات الأخيرة، حسب بعض التسريبات.

وما زاد من «جدية» الرسالة، إعلان المسؤول الدفاعي، أن الولايات المتحدة رغم عدم إرسالها تعزيزات إضافية، فإنها قامت بتجميع ما لا يقل عن 12 سفينة حربية في «مكان قريب».

وقال المسؤول، الذي نقلت تصريحاته صحف أميركية عدة، إن السفن تشمل حاملة الطائرات «يو إس إس تيودور روزفلت» والسفن الحربية المرافقة لها، ومجموعة «واسب» البرمائية الجاهزة، وهي قوة عمل برمائية مكونة من 3 سفن تضم أكثر من 4 آلاف من مشاة البحرية والبحارة.

وكانت حاملة الطائرات مع 6 مدمرات أميركية في الخليج العربي، يوم الأربعاء، وفي شرق البحر الأبيض المتوسط ​​كانت هناك 3 سفن برمائية. ولم تكن هناك سفن حربية أميركية في البحر الأحمر، حيث تواصل البحرية الأميركية التصدي لهجمات «الحوثيين» على الملاحة البحرية.

بلينكن يوجه طلباً صارماً

اليوم الخميس، أصدر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، «طلباً صارماً» إلى «جميع الأطراف» المتورطة في حرب غزة، بالتوقف عن اتخاذ إجراءات تصعيدية. وعدت الرسالة بأنها موجهة ليس فقط لإيران وجماعاتها، بل ولإسرائيل، التي نفذت عملية تصفية القائد العسكري في «حزب الله»، فؤاد شكر، وبعد يوم اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في طهران.

ورغم أن بلينكن لم يذكر إسرائيل بالاسم، ولم يقل إن إسرائيل قتلت إسماعيل هنية، الذي يعد كبير مفاوضي وقف إطلاق النار، لكن تصريحه عد بمثابة «إدانة غاضبة» للإجراءات الإسرائيلية من قِبل مسؤول أميركي كبير بعد مقتل الرجلين.

ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة قد أصدرت لإسرائيل «شيكا على بياض» لعملياتها التي غطت معظم منطقة الشرق الأوسط، قال بلينكن، «في الوقت الحالي، المسار الذي تسلكه المنطقة هو المزيد من الصراعات، والمزيد من العنف، والمزيد من المعاناة، والمزيد من انعدام الأمن، ومن الأهمية بمكان أن نكسر هذه الحلقة».

وأضاف بلينكن للصحافيين في العاصمة المنغولية، بعد اجتماع مع نظيره هناك: «هذا يبدأ بوقف إطلاق النار. ولتحقيق ذلك، يتطلب الأمر أولاً من جميع الأطراف التوقف عن اتخاذ أي إجراءات تصعيدية. كما يتطلب منهم إيجاد أسباب للتوصل إلى اتفاق، وليس البحث عن أسباب لتأخير الاتفاق أو رفضه».

وقال بلينكن، إنه أمضى الـ 24 ساعة الماضية على الهاتف مع زعماء الشرق الأوسط لمحاولة إنقاذ جهود وقف إطلاق النار.


مقالات ذات صلة

اليونان تتأهب بعد تحذيرات بضرب أهداف إسرائيلية بالبلاد

أوروبا جانب من مدينة أثينا عاصمة اليونان (رويترز - أرشيفية)

اليونان تتأهب بعد تحذيرات بضرب أهداف إسرائيلية بالبلاد

تتأهب اليونان في أعقاب تحذير، وصل إلى أثينا، من أجهزة أمنية أجنبية بشأن محاولة محتملة لضرب هدف للمصالح الإسرائيلية في اليونان.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة (أ.ب)

مشرّعان جمهوريان يفتحان تحقيقاً في علاقة مستشار الأمن القومي لهاريس بإيران

أطلق السيناتور الجمهوري النافذ توم كوتون، والنائبة الجمهورية المتشددة إليز ستيفانيك، تحقيقاً مع مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس، كامالا هاريس.

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية هنية يحضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في البرلمان قبل ساعات من اغتياله بشمال طهران (أ.ب)

«أكسيوس»: إسرائيل أطلعت أميركا على تفاصيل اغتيال هنية بعد العملية

قال موقع «أكسيوس» الإخباري إن المسؤولين الإسرائيليين أطلعوا نظراءهم الأميركيين، مساء الأربعاء، على تفاصيل عملية اغتيال رئيس حركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع قادة من الجيش (قناة نتنياهو على «تلغرام»)

نتنياهو: إسرائيل مستعدة لأي سيناريو «دفاعي» أو «هجومي»

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل في «مستوى عالٍ جداً» من الاستعداد لأي سيناريو، سواء «دفاعي أم هجومي».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية عمال إيرانيون يركبون لافتة ضخمة تظهر صورة هنية على حائط في طهران (أ.ب)

اغتيال هنية... الصحف الإيرانية من طبول الحرب إلى تطهير المتسللين

تباينت الصحف المحافظة والمقربة من «الحرس الثوري» التي لم ترغب في خوض تفاصيل الهجوم، مع صحف إصلاحية نأت بنفسها عن دعوات الحرب، ودعت إلى اتخاذ إجراءات داخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصادر: تركيا تمنع التعاون بين حلف «الناتو» وإسرائيل بسبب حرب غزة

جندي إسرائيلي يقفز من فوق دبابة على حدود قطاع غزة (أ.ب)
جندي إسرائيلي يقفز من فوق دبابة على حدود قطاع غزة (أ.ب)
TT

مصادر: تركيا تمنع التعاون بين حلف «الناتو» وإسرائيل بسبب حرب غزة

جندي إسرائيلي يقفز من فوق دبابة على حدود قطاع غزة (أ.ب)
جندي إسرائيلي يقفز من فوق دبابة على حدود قطاع غزة (أ.ب)

قالت مصادر مطلعة إن تركيا تمنع التعاون بين حلف شمال الأطلسي وإسرائيل منذ أكتوبر (تشرين الأول) بسبب الحرب في قطاع غزة، موضحة أن الحلف لا ينبغي أن يتعاون مع إسرائيل كشريك حتى تنتهي الحرب.

وتتمتع إسرائيل بوضع شريك لحلف شمال الأطلسي وتعزز علاقاتها الوثيقة مع التحالف العسكري وبعض أعضائه لا سيما أكبر حليف لها، الولايات المتحدة.

وقبل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، التي جاءت بعد هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر، كانت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تعمل على إصلاح علاقاتها المتوترة منذ فترة طويلة مع إسرائيل.

ولكن منذ ذلك الحين، انتقدت أنقرة عمليات إسرائيل في قطاع غزة بشدة، التي تقول إنها ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وأوقفت كل التجارة البينية. كما انتقدت العديد من الحلفاء الغربيين لدعمهم إسرائيل.

وقالت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم كشف هويتها، إن تركيا اعترضت على كل تعاملات حلف شمال الأطلسي مع إسرائيل منذ أكتوبر، بما في ذلك الاجتماعات والتدريبات المشتركة، معتبرة أن «ذبح» إسرائيل للفلسطينيين في غزة يعد انتهاكاً للمبادئ التأسيسية للحلف، وفقاً لوكالة «رويترز».

وتوصل تحقيق أجرته الأمم المتحدة في يونيو (حزيران) إلى أن إسرائيل و«حماس» ارتكبتا جرائم حرب في المراحل الأولى من حرب قطاع غزة. وذكر التحقيق أن تصرفات إسرائيل تشكل جرائم ضد الإنسانية بسبب الخسائر الهائلة في أرواح المدنيين. وترفض إسرائيل هذا وتقول إن عملياتها في القطاع، التي قتلت ما يقرب من 40 ألف شخص، تهدف إلى القضاء على «حماس».

وقالت المصادر إن تركيا ستستمر في تنفيذ هذا المنع، ولن تسمح لإسرائيل بمواصلة أو تعزيز تفاعلها مع حلف شمال الأطلسي حتى ينتهي الصراع؛ لأنها تعتقد أن تصرفات إسرائيل في غزة تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان العالمية.

وبعد قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن في يوليو (تموز)، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن من غير الممكن لحلف شمال الأطلسي أن يواصل شراكته مع الحكومة الإسرائيلية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حث وزير الخارجية الإسرائيلي الحلف على طرد تركيا بعد أن بدا أن إردوغان هدد بدخول إسرائيل، كما فعل في ليبيا وكاراباخ فيما مضى.