ضغوط لإقالة عمدة طهران بتهمة «بيع وشراء مناصب»

ابنة سليماني تقود محاولات إقالة زاكاني

عمدة طهران علي رضا زاكاني خلال مناظرة تلفزيونية مع مرشحي الرئاسة الإيرانية في 17 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
عمدة طهران علي رضا زاكاني خلال مناظرة تلفزيونية مع مرشحي الرئاسة الإيرانية في 17 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
TT

ضغوط لإقالة عمدة طهران بتهمة «بيع وشراء مناصب»

عمدة طهران علي رضا زاكاني خلال مناظرة تلفزيونية مع مرشحي الرئاسة الإيرانية في 17 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
عمدة طهران علي رضا زاكاني خلال مناظرة تلفزيونية مع مرشحي الرئاسة الإيرانية في 17 يونيو الماضي (إ.ب.أ)

يواجه عمدة طهران المحافظ علي رضا زاكاني، محاولات لإزاحته من منصبه بعد نشر فيديو عن «بيع وشراء المناصب» في بلدية طهران، وذلك بعد حضوره المثير للجدل في انتخابات الرئاسة الأخيرة.

وترشح زاكاني (58 عاماً) في الانتخابات الرئاسية المبكرة، لكنه انسحب لصالح المرشحين في التيار المحافظ، قبل يومين من التصويت في المرحلة الأولى التي جرت في 28 يونيو (حزيران) في أعقاب مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تحطم مروحية.

وتحالف زاكاني مع المتشدد سعيد جليلي، في المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها مرشح التيار الإصلاحي والمعتدل، مسعود بزشكيان.

وواجه زاكاني انتقادات من الإصلاحيين بالإنفاق وتوظيف إمكانيات بلدية طهران في حملة الانتخابات الرئاسية.

وانتخب زاكاني في بداية حكومة إبراهيم رئيسي، في منصب عمدة طهران من قبل مجلس بلدية العاصمة الذي يضم 30 عضواً منتخباً، ويهمين على تشكيلته التيار المحافظ.

وكان زاكاني الذي تربطه صلات وثيقة بمكتب المرشد علي خامنئي، من أبرز النواب المحافظين المنتقدين لسياسة حكومة حسن روحاني في إبرام الاتفاق النووي.

ويطالب أعضاء في مجلس بلدية طهران بإقالة زاكاني بعد اتهامات له بالتورط في ملفات فساد، بما في ذلك «بيع وشراء مناصب» في بلدية طهران، وذلك على خلفية نشر فيديو لمسؤول يتحدث عن دفع 450 ألف دولار، ومقادير من الذهب، للحصول على منصبه في المنطقة الأولى من بلدية طهران.

وقال المتحدث باسم بلدية طهران، عبدالمطهر محمدخاني، اليوم الأثنين، إن «المزاعم عن بيع وشراء المناصب، كاذبة من الأساس».

وتعرضت بلدية طهران لضغوط من بعض الصحف الإصلاحية، لمساءلة زاكاني الذي شكلت الوعود بمكافحة الفساد، أساس حملته الانتخابية، خصوصاً في المناظرات التلفزيونية الخمسة لمرشحي الرئاسة، قبل أن يقرر الانسحاب من السباق.

وتقود نرجس سليماني، ابنة الجنرال قاسم سليماني، حملة الانتقادات لإزاحة زاكاني من منصبه، بعد تسريب الفيديو.

وذكرت صحيفة «شرق» الإصلاحية أن نرجس سليماني انتقدت زاكاني بشدة في جلسة يوم الأحد، قائلة: «بعيداً عن الشعارات الاستعراضية، فإن المدينة بحاجة إلى عطار حكيم وصامت يعمل بعيداً عن الضوضاء غير المجدية، ولا يكون في رغبة دائمة للانتقال إلى مكان آخر».

وأضافت سليماني: «منذ بدء عملنا في مجلس بلدية طهران (منذ ثلاث سنوات) لم نلاحظ تغييرات ملحوظة، في النقل العام ونقل النفايات، والخلل في إدارة شؤون المدينة واتصال الناس بالبلدية». وقالت: «لا يوجد إنجاز واحد يمكن الدفاع عنه». وتابعت: «عندما تفقد المقبولية، لا يمكن أن تكون المشروعية فعالة».

وقوبلت هذه الانتقادات برد قوي من محمد آقا أميري، رئيس لجنة العمران في بلدية طهران، الذي انتقد نرجس سليماني، بسبب تصريحاتها. وإذ دافع عن سجل عمدة طهران، قال آقا أميري: «شعرت بأن تصريحات سليماني ليست حول طهران، وإنها ليست عضوة في مجلس البلدية، ليس هذا ما نتوقعه من ابنة الجنرال سليماني، لقد حدثت أمور نالت إعجاب الإصلاحيين أيضاً».

وتوترت أجواء الجلسة بعد إشارة آقا أميري إلى سليماني. وقال رداً على الاحتجاجات: «لست منسوباً لأحد، وما أقوله ليس بعيداً من الإنصاف، مكانة الجنرال سليماني أعلى بكثير من هذه التصريحات، لا تقوموا بافتعال أجواء، لم أجرؤ على قول كلمة عن الجنرال سليماني».

وحاول رئيس مجلس بلدية طهران، مهدي تشمران، تهدئة الأمور. وقال: «الجنرال سليماني أكبر من أن نذكر اسمه... يجب أن يتوقف النقاش». وقال تشمران للصحافيين: «لا يوجد تغيير في بلدية طهران، وسيواصل السيد زاكاني العمل كرئيس لبلدية طهران حتى نهاية فترة ولايته».

ومن جانبه، قال عضو مجلس بلدية طهران، مهدي اقراريان لموقع «ديده بان إيران» اليوم الاثنين، إن أعضاء المجلس يحاولون إقالة زاكاني، مضيفاً: «ندرس خيارات مختلفة، من بينها أعضاء في مجلس بلدية طهران، أو أشخاص لديهم الخبرة في البلدية، وشغلوا مناصب في السابق، وأشخاص أيضاً في حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي».

وأضاف: «ندرس هذه الخيارات لكي نمهد انتخاب عمدة طهران وإقالة العمدة الحالي... هذا الموضوع على جدول أعمالنا، ونتابعه».

وقال إن أداء زاكاني «لم يكن مقبولاً طيلة ثلاث سنوات، لهذا قرر المجلس إقالته من منصبه وتسمية عمدة جديد». وأضاف: «الشائعات اليوم تزعزع كرسي زاكاني أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نسند هذه المسؤولية إلى شخص آخر».


مقالات ذات صلة

رسوّ ناقلة نفط احتجزتها إيران بالقرب من ساحل الإمارات

شؤون إقليمية تُظهر صورة القمر الصناعي "بلانت لبس" ناقلة "أدفانتدج سويت" قبالة ميناء بندر عباس 6 مايو 2023 (أ.ب)

رسوّ ناقلة نفط احتجزتها إيران بالقرب من ساحل الإمارات

أظهرت بيانات تتبّع السفن، الاثنين، أن ناقلة نفط استأجرتها شركة «شيفرون»، واحتجزتها إيران قبل أكثر من عام، رست بالقرب من ميناء خورفكان بدولة الإمارات.

«الشرق الأوسط» (لندن )
شؤون إقليمية صورة نشرها حساب السفارة الأذربيجانية على منصة «إكس» من افتتاح مقرها الجديد في طهران اليوم

أذربيجان تعيد فتح سفارتها لدى إيران مع تخفيف التوترات بين الجارتين

استأنفت سفارة أذربيجان في طهران عملها، الاثنين، بعد أكثر من عام من المفاوضات بين البلدين لتخفيف التوترات، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية بزشكيان يتوسط قادة «الحرس الثوري» على هامش لقاء الأحد (إكس)

بزشكيان يلتقي قادة «الحرس الثوري»... وظريف يحدد آليات تسمية الوزراء

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان، التقى 10 من كبار قادة «الحرس الثوري» والأجهزة التابعة له، في سياق مشاورات تسبق تشكيل حكومته.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية بزشكيان وحليفه وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف خلال الاحتفال بالفوز في مرقد المرشد الإيراني الأول (رويترز)

أميركا وإيران تستعيدان «الضغط والعقوبات»

بعد ساعات من عقوبات أميركية جديدة على إيران، قال الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، إن بلاده «لن تستجيب أبداً» لضغوط واشنطن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان خلال مسيرة في العاصمة الإيرانية طهران (د.ب.أ)

الرئيس الإيراني يتطلع لـ«حوار بنّاء» مع أوروبا

أبدى الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان استعداده للدخول في «حوار بنّاء» مع الدول الأوروبية، في رسالة نُشرت في صحيفة محلية اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (لندن)

خبراء: إسرائيل استخدمت ذخائر أميركية في الهجوم على مدرسة بغزة

فلسطيني وسط حطام مدرسة «أبو عريبان» بعد الهجوم الإسرائيلي عليها (إ.ب.أ)
فلسطيني وسط حطام مدرسة «أبو عريبان» بعد الهجوم الإسرائيلي عليها (إ.ب.أ)
TT

خبراء: إسرائيل استخدمت ذخائر أميركية في الهجوم على مدرسة بغزة

فلسطيني وسط حطام مدرسة «أبو عريبان» بعد الهجوم الإسرائيلي عليها (إ.ب.أ)
فلسطيني وسط حطام مدرسة «أبو عريبان» بعد الهجوم الإسرائيلي عليها (إ.ب.أ)

أكد عدد من خبراء الأسلحة استخدام إسرائيل ذخائر أميركية الصنع في هجومها الصاروخي على مدرسة في وسط غزة يوم الأحد الماضي، الذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً على الأقل، حسب وزارة الصحة في غزة.

وقصف الجيش الإسرائيلي مدرسة «أبو عريبان» الواقعة في مخيم النصيرات، التي كانت تؤوي آلاف النازحين، بصاروخين، وكان معظم القتلى من النساء والأطفال؛ إذ زعم الجيش أن «مقاتلين اختبأوا فيها».

والتقطت شبكة «سي إن إن» الأميركية صوراً ومقاطع فيديو لموقع الهجوم، تمكّن عدد من باحثي الأسلحة من خلالها من التعرف على أجزاء من الصواريخ المستخدمة في الهجوم. وقال باتريك سينفت، منسق الأبحاث في «خدمات أبحاث التسلح» (ARES)، إن «إحدى الصور أظهرت استخدام قنبلة (GBU - 39) الأميركية التي تصنّعها شركة (بوينغ)؛ إذ ظهرت في الصورة الأغطية اللولبية المميزة للقنبلة، وما يُعرف بزعانف القنبلة والآلية الداخلية لذيلها».

واتفق تريفور بول، الذي كان أحد كبار أعضاء فريق التخلص من الذخائر المتفجرة في الجيش الأميركي، مع سينفت على أن الصور أظهرت على الأرجح جزءاً من زعنفة قنبلة ذات قطر صغير. وقال بول لشبكة «سي إن إن»، إن هناك أيضاً شظايا من صاروخ «هيلفاير» أميركي الصنع في الموقع، بما في ذلك الجزء العلوي من نظام التوجيه.

وأظهر مقطع فيديو لشبكة «سي إن إن» من مكان الحادث يوم الأحد سيارة إسعاف في المدرسة، في حين كان بعض الفلسطينيين يبحثون عن معارفهم وأقاربهم بين أنقاض الملاجئ المدمرة في ساحة المدرسة.

وقال أحد أولئك الفلسطينيين للشبكة، إنه لم يكن هناك أي تحذير قبل الهجوم. وأضاف: «نحن نسحب أشلاء أشخاص من تحت الأنقاض. يد هنا وقدم هناك. إنهم مدنيون لم يرتكبوا أي خطأ».

مدرسة «أبو عريبان» بعد الهجوم الإسرائيلي عليها (إ.ب.أ)

وعبّر عبد الكريم العساس، من سكان النصيرات، عن يأسه مما يحدث، متسائلاً: «أين يجب أن نذهب؟ أخبرنا إلى أين نذهب وسنفعل. هذه إبادة جماعية. نحن بحاجة إلى الأمان. هل يوجد مسلحون هنا؟ لا يوجد سوى النساء والأطفال والشيوخ».

وفي بيانه حول الغارة، قال الجيش الإسرائيلي إن «سلاح الجو الإسرائيلي ضرب عدداً من الإرهابيين الذين كانوا يعملون في منطقة مبنى مدرسة (أبو عريبان) التابعة لـ(الأونروا) في النصيرات».

وخلال الأيام الماضية، أصابت الهجمات الإسرائيلية ست مدارس في قطاع غزة على الأقل، تحوّل عدد كبير منها إلى مراكز إيواء للنازحين.