انسحاب مرشحَين محافظَين من انتخابات الرئاسة الإيرانية

ضغوط على جليلي للتراجع لصالح قاليباف

لوحة إعلانات تحمل صورة المرشحين للرئاسة معروضة في أحد شوارع طهران (رويترز)
لوحة إعلانات تحمل صورة المرشحين للرئاسة معروضة في أحد شوارع طهران (رويترز)
TT

انسحاب مرشحَين محافظَين من انتخابات الرئاسة الإيرانية

لوحة إعلانات تحمل صورة المرشحين للرئاسة معروضة في أحد شوارع طهران (رويترز)
لوحة إعلانات تحمل صورة المرشحين للرئاسة معروضة في أحد شوارع طهران (رويترز)

في خطوة متوقعة، انسحب مرشحان من المحافظين المتشددين (الخميس) من الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرّر إجراؤها غداً، ليبقى بذلك 4 مرشّحين وسط شعور واسع باللامبالاة العامة وتحديات اقتصادية كبيرة.

وأعلن عمدة طهران، علي رضا زاكاني، على منصة «إكس» صباحاً، أنّه لن يشارك في الانتخابات، بعد إعلان وزارة الداخلية انسحاب المرشّح أمير حسين قاضي زاده هاشمي (53 عاماً).

ومارست أطراف في التيار المحافظ ضغوطاً على المرشحين الأربعة في التيار، للاتفاق على مرشح واحد لخوض الانتخابات ضد المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان.

وأظهرت استطلاعات رأي حكومية تأخر كل من زاكاني وقاضي زاده هاشمي في الانتخابات التي سيتمّ خلالها اختيار بديل عن الرئيس إبراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطّم مروحية في 19 مايو (أيار).

انسحاب زاكاني كان متوقعاً بعدما وجه رسائل ضمنية خاطب فيها المرشحين الآخرين الأربعاء (أ.ف.ب)

وحثّ زاكاني الذي يرأس بلدية طهران منذ عام 2021، المرشّحَين المحافظَين الأوفر حظاً، وهما المحافظ المتشدّد سعيد جليلي، والرئيس المحافظ للبرلمان محمد باقر قاليباف، على «التوحّد» لتمثيل «جبهة الثورة» خيمة المعسكر المحافظ.

ويرى المحللون بشكل عام أن السباق في الوقت الحالي هو منافسة ثلاثية بين بزشكيان، وجليلي وقاليباف. وتوقعت استطلاعات الرأي، جولةً ثانيةً في الانتخابات مع تقدم طفيف للمرشح الإصلاحي في الجولة الأولى.

وحث قاضي زاده هاشمي المرشحين الآخرين على الانسحاب «حتى يتم تعزيز جبهة الثورة»، وفقاً لما ذكرته وكالة «إرنا» الرسمية.

السياسي المحافظ أمير حسين قاضي زاده هاشمي (إ.ب.أ)

وشغل قاضي زاده هاشمي منصب أحد نواب رئيسي، ورئيس «مؤسسة الشهداء وشؤون المحاربين القدامى». وترشَّح في الانتخابات الرئاسية لعام 2021، وحصل على أقل من مليون صوت، حيث جاء في المرتبة الأخيرة.

مثل هذه الانسحابات شائعة في الساعات الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، لا سيما في الـ24 ساعة الأخيرة قبل إجراء التصويت عندما تدخل الحملات فترة صمت انتخابي إلزامية دون تجمعات.

ونفت حملة جليلي، مساء الأربعاء، انسحابه من الانتخابات. وذكرت مواقع إيرانية أن مقربين من قاليباف مارسوا ضغوطاً على جليلي الذي يحظى بدعم جماعة «بايداري» المتشددة.

قاليباف يلقي كلمته الأخيرة إلى جانب رجل الدين المتشدد علي رضا بناهيان في مدينة مشهد مساء الأربعاء (إ.ب.أ)

وإضافة إلى جليلي وقاليباف، يعدّ بزشكيان من المرشّحين الأوفر حظاً أيضاً، خصوصاً بعدما نال دعم القوى المعتدلة والإصلاحية الرئيسية.

وحظي بزشكيان بدعم شخصيات بارزة في التيارين الإصلاحي والمعتدل، بمَن في ذلك الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، والرئيس المعتدل حسن روحاني، ورئيس البرلمان الأسبق علي أكبر ناطق نوري، والزعيم الإصلاحي مهدي كروبي.

ودُعي نحو 61 مليون ناخب للتوجّه إلى مراكز الاقتراع التي تفتح أبوابها، الجمعة، عند الساعة الثامنة صباحاً (3.30 بتوقيت غرينتش).

وإذا لم يحصل أيّ من المرشّحين على أكثر من نصف الأصوات، ستُجرى جولة ثانية في الخامس من يوليو (تموز)، الأمر الذي لم يحصل إلّا مرّة واحدة منذ قيام الجمهورية الإسلامية قبل 45 عاماً، وذلك خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2005.

وتترقّب العواصم الغربية هذه الانتخابات، بينما تلعب إيران دوراً في عديد من القضايا الجيوسياسية، من الحرب في غزة إلى الملف النووي.

مؤيدو المرشح الإصلاحي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مسعود بزشكيان يحضرون اجتماعه الانتخابي في طهران الأحد الماضي (أ.ب)

ومهما كانت نتيجة الانتخابات، فإنّ تداعياتها ستكون محدودة، لا سيما أنّ الرئيس يملك صلاحيات محدّدة، فهو مسؤول على رأس الحكومة عن تطبيق الخطوط السياسية الرئيسية التي يحدّدها المرشد علي خامنئي، البالغ من العمر 85 عاماً، الذي يتولّى السلطة منذ 35 عاماً.

وحافظت الثيوقراطية الإيرانية تحت قيادة خامنئي على موقفها بعدم الموافقة على النساء أو أي شخص يدعو إلى تغيير جذري في حكومة البلاد للترشح في الانتخابات. ومع ذلك، دعا خامنئي في الأيام الأخيرة إلى «أقصى مشاركة» في التصويت، مع إصدار تحذير مبطن لبزشكيان وحلفائه بشأن الاعتماد على الولايات المتحدة.

وانتشرت لامبالاة عامة واسعة النطاق في العاصمة الإيرانية تجاه الانتخابات، حسبما أوردت وكالة «أسوشييتد برس» من مراسلها في طهران.

وبعد الوعد قبل نحو عقد من الزمن بفتح الاتفاق النووي الإيراني لطهران أمام بقية العالم، يواجه الإيرانيون بشكل عام ظروفاً اقتصادية قاسية وشرق أوسط أكثر غموضاً، حيث شهدت إيران بالفعل هجوماً مباشراً على إسرائيل لأول مرة.

وتقوم إيران أيضاً الآن بتخصيب اليورانيوم بمستويات قريبة من الأسلحة، ولديها ما يكفي منه لإنتاج أسلحة نووية عدة إذا اختارت ذلك.

ويتوقع الخبراء مشاركة منخفضة؛ بسبب خيارات الانتخابات المحدودة، بالإضافة إلى الاستياء الواسع النطاق؛ بسبب القمع المستمر للنساء بشأن الحجاب.


مقالات ذات صلة

«المرصد»: القوات الأميركية في ريف دير الزور تسقط مُسيرة تابعة لفصائل موالية لإيران

المشرق العربي دورية مشتركة بقيادة أميركية في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا (أرشيفية-رويترز)

«المرصد»: القوات الأميركية في ريف دير الزور تسقط مُسيرة تابعة لفصائل موالية لإيران

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات الأميركية في قاعدة كونيكو للغاز في ريف دير الزور أسقطت طائرة مسيرة تابعة لفصائل موالية لإيران.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كرياه العسكرية في تل أبيب بإسرائيل في 28 أكتوبر 2023 (رويترز)

نتنياهو للإيرانيين: نظام خامنئي يخشاكم أكثر من إسرائيل

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، في رسالة مباشرة للإيرانيين، إن نظام المرشد الإيراني علي خامنئي يخشى الشعب الإيراني أكثر من إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية صورة نشرتها الرئاسة الإيرانية اليوم من اجتماع ترأسه بزشكيان وبجواره نائبه للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف

الرئيس الإيراني: علينا أن ندير العلاقة والمواجهة مع أميركا بأنفسنا

دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى «إدارة» العلاقات المتوترة بين إيران والولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي الأعرجي مع قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي (صفحة الأعرجي على إكس)

مستشار الأمن القومي العراقي يكرر رفض بلده استهداف دول الجوار عبر أراضيه وأجوائه

أعاد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، الثلاثاء، التذكير بموقف بلده الثابت برفض استخدام أراضيه وأجوائه لاستهداف دول الجوار.

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي

مدير «الذرية الدولية» يحذر: «هامش المناورة» بشأن النووي الإيراني يتقلص

حذَّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن «هامش المناورة» بشأن البرنامج النووي الإيراني «بدأ بالتقلص»، وذلك عشية زيارته لطهران.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

رئيس الأركان الإسرائيلي يقوم بجولة ميدانية في جنوب لبنان

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي على موقع «إكس» يقول إنها لجولة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الميدانية على قواته في جنوب لبنان (الجيش الإسرائيلي)
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي على موقع «إكس» يقول إنها لجولة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الميدانية على قواته في جنوب لبنان (الجيش الإسرائيلي)
TT

رئيس الأركان الإسرائيلي يقوم بجولة ميدانية في جنوب لبنان

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي على موقع «إكس» يقول إنها لجولة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الميدانية على قواته في جنوب لبنان (الجيش الإسرائيلي)
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي على موقع «إكس» يقول إنها لجولة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الميدانية على قواته في جنوب لبنان (الجيش الإسرائيلي)

أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، اليوم (الثلاثاء)، جولة ميدانية وتقييماً للوضع في منطقة جنوب لبنان برفقة قائد المنطقة الشمالية وقائد فرقة الجليل وقادة آخرين في الجيش الإسرائيلي، وفق ما أفاد بيان صادر عن الجيش.

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي على موقع «إكس» يقول إنها لجولة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الميدانية على قواته في جنوب لبنان (الجيش الإسرائيلي)

أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عن جولة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى جنوب لبنان في منشور على موقع «إكس».

وقال هاليفي، بحسب البيان، متوجها لمقاتلي قوات الاحتياط في جنوب لبنان: «جيش الدفاع يعمل بقوة كبيرة. نهاجم في بيروت في الضاحية وفي العمق وفي سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي على موقع «إكس» يقول إنها لجولة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الميدانية على قواته في جنوب لبنان (الجيش الإسرائيلي)

وأضاف هاليفي: «من نصر الله مروراً بمجلس الجهاد لـ(حزب الله) وقادة الوحدات والمناطق المختلفة، وقادة القطاعات والمناطق والمجمعات وصولاً إلى الكثير من النشطاء. لقد قضينا على الكثير من القادة والمقاتلين وقضينا على كثير من القدرات. أنتم تخرجون من هنا الكثير من الأسلحة والصواريخ والمنصات الصاروخية. هذا أمر مهم جداً».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي على موقع «إكس» يقول إنها لجولة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الميدانية على قواته في جنوب لبنان (الجيش الإسرائيلي)

وتابع هاليفي: «جيش الدفاع يعمل بقوة كبيرة. هاجمنا بشكل قوي في بيروت في الضاحية واستهدفنا أهدافاً لـ(حزب الله). نحن نهاجم في العمق ونهاجم كثيراً في سوريا وعلى حدود سوريا ولبنان لمنع دخول الأسلحة إلى (حزب الله). تطهير هذه المنطقة سيمنحنا الشروط الأساسية للانطلاق منها وعمل الأمور الصحيحة لضمان الأمان في الوادي بالأسفل».