أظهرت بيانات تتبع السفن من مجموعة بورصات لندن، اليوم (الجمعة)، أن ناقلة نفط استأجرتها شركة «شيفرون»، واحتجزتها إيران منذ أكثر من عام، تتجه نحو ميناء صحار في سلطنة عمان. وكشفت بيانات تتبع السفن أن السفينة تتحرك إلى المياه الدولية وتظهر الوجهة في «خورفكان» بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وصعد «الحرس الثوري» الإيراني على متن السفينة «أدفانتدج سويت» التي كانت ترفع علم جزر مارشال بخليج عمان في أبريل (نيسان) 2023، بعد ما قيل إنه اصطدام بقارب إيراني.
ودعت وزارة الخارجية الأميركية في مارس (آذار) الماضي، إلى الإفراج فوراً عن الناقلة. وفي الشهر نفسه، ذكرت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن إيران ستصادر ما قيمته 50 مليون دولار تقريباً من النفط الخام من الناقلة رداً على مصادرة الولايات المتحدة لسفينة إيرانية.
و«أدفانتج سويت» هي ناقلة نفط خام من طراز «سويس ماكس» استأجرتها شركة «شيفرون» الأميركية واستولى عليها الجيش الإيراني في أبريل الماضي، في أعقاب حدوث تصادم مزعوم بينها وبين زورق إيراني.
وأفادت وزارة الخزانة الأميركية حينها بأن إيرادات تهريب النفط الإيراني يجري استغلالها في دعم «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» المكلفة بعملياته الاستخباراتية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط.
تعويضات لإيران
وجاء الإفراج عن الناقلة بعد أن أمرت محكمة إيرانية في وقت سابق من أمس (الخميس)، الحكومة الأميركية بدفع أكثر من 6.7 مليار دولار تعويضاً عن قيام شركة سويدية بإيقاف توريد ضمادات خاصة وضمادات للمصابين باضطراب جلدي نادر بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وقالت الحكومة الإيرانية في البداية إنها استولت على الناقلة، لأنها اصطدمت بسفينة أخرى، وهو أمر لا تدعمه أي أدلة. ثم ربط المسؤولون الإيرانيون مصادرة «أدفانتج سويت» بالقضية التي حسمتها المحكمة، أمس (الخميس).
وجاء تفريغ شحنة الناقلة في أعقاب أمر محكمة صادر عن السلطة القضائية الإيرانية جاء فيه أن «هذه الخطوة للرد على العقوبات الأميركية التي تمنع بيع أدوية مهمة لإيرانيين يعانون من مرض انحلال البشرة الفقاعي»، وهو مرض جلدي نادر، رفعوا دعوى قضائية تشير إلى «ضرر جسدي ونفسي بالغ» ناجم عن عدم توفر أدوية سويدية الصنع بسبب العقوبات الأميركية، بحسب ما نقلت «رويترز» عن الدعوى القضائية.
وقالت الولايات المتحدة رداً على اتهامات إيرانية سابقة، إنها لا تفرض عقوبات على السلع الإنسانية خصوصاً الأدوية.
ولم يحدد التقرير ما إذا كان استيلاء إيران على نفط الناقلة سيسهم في علاج هؤلاء المرضى، أم لا.
وفي أغسطس (آب) 2023، تم تفريغ مليون برميل من شحنة من النفط الإيراني قبالة سواحل تكساس من سفينة «سويز راجان»، وهي ناقلة ترفع علم جزر مارشال استولت عليها الولايات المتحدة.
واحتجزت البحرية الإيرانية الناقلة ذاتها، التي تحمل اسم «سانت نيكولاس» بخليج عمان في وقت سابق من ذلك العام بأمر محكمة.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب انتخاب الرئيس الإصلاحي المنتخب مسعود بزشكيان مؤخراً، الذي تعهد بتحسين العلاقات مع الغرب.