في الفوضى الأولية التي أعقبت هجوم حركة «حماس»، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استخدمت القوات المسلحة الإسرائيلية ما يُعرف بـ«بروتوكول هانيبال»؛ وهو توجيه لاستخدام القوة لمنع اختطاف الجنود، حتى على حساب حياة الرهائن.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس الأحد، أن الإجراء العملياتي جرى استخدامه في ثلاث منشآت عسكرية هاجمتها «حماس»، مما عرَّض حياة المدنيين للخطر.
ووفقاً للصحيفة، تسلَّم قسم غزة في الجيش الإسرائيلي رسالة، بعد نحو خمس ساعات من بدء الهجوم، جاء فيها: «لا يمكن لأي مركبة العودة إلى غزة». وقال مصدر في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، للصحيفة: «كان الجميع يعلمون في ذلك الوقت أن مثل هذه المركبات يمكن أن تحمل مدنيين أو جنوداً مختطَفين... وكان الجميع يعرفون ما يعنيه عدم السماح لأي مركبة بالعودة إلى غزة».
وقالت الصحيفة إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان المدنيون أو الجنود قد تعرضوا للأذى نتيجة لهذه الأوامر، لكن الوثائق وشهادات الجنود، بالإضافة إلى ضباط من الرتب المتوسطة والقيادية، تشير إلى أن «بروتوكول هانيبال» جرى استخدامه بطريقة «واسعة النطاق»، خلال الهجوم.
ورداً على التقرير، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن التحقيقات الداخلية، فيما حدث يوم 7 أكتوبر والفترة السابقة، جارية. وأضاف: «الهدف من هذه التحقيقات هو استخلاص الدروس التي يمكن الاستفادة منها في مواصلة المعركة». وقال البيان: «عندما تنتهي هذه التحقيقات، سيجري عرض النتائج على الجمهور بشفافية».
تحقيق صحيفة «هآرتس» هو أحدث تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تسلط الضوء على الإخفاقات في الاستخبارات العسكرية والاستجابات العملياتية حول هجوم «حماس»، وهو الهجوم الأكثر دموية على الأراضي الإسرائيلية منذ تأسيس الدولة في عام 1948.
ولم تحقق الحملة الإسرائيلية اللاحقة في غزة عدداً من أهدافها المعلَنة، مما أدى إلى مخاوف من أن الصراع على وشك التحول إلى حرب مستمرة. وقُتل أكثر من 38 ألف شخص بسبب العمليات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وفقاً لوزارة الصحة المحلية، وجرى تهجير جميع السكان، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً من منازلهم في أزمة إنسانية كارثية.
وظهرت مزاعم، لأول مرة في يناير (كانون الثاني) الماضي، بأن الجيش الإسرائيلي ربما استخدم «بروتوكول هانيبال» لمنع مقاتلي «حماس» من العودة إلى غزة مع الرهائن، في حين أن التوجيه لم يُستخدم إلا فيما يتعلق بالجنود، فقد وقعت حادثة بارزة في كيبوتس بئيري، حيث أمر ضابط إسرائيلي رفيع دبابة بإطلاق قذائف على منزل يضم مقاتلين من «حماس» و14 إسرائيلياً بداخله، مما أسفر عن مقتل 13 من الإسرائيليين.
ووفقاً للصحيفة، من المحتمل أن يكون الجيش الإسرائيلي قد قتل أكثر من عشرة من مواطنيه، خلال هجوم 7 أكتوبر، وفق ما توصّل تحقيق أجرته «الأمم المتحدة»، الشهر الماضي.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن نظام إنذار مبكر متطوراً على حدود غزة طوّرته الوحدة 8200، وهي جزء من مديرية المخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلي، لم تجرِ صيانته بشكل صحيح، وكان معروفاً أنه يتعطل في كثير من الأحيان. وقال التقرير إن الملف، الذي قدمه ضباط الوحدة 8200 قبل 7 أكتوبر، يتضمن تفاصيل خطط الغزو المفصلة لـ«حماس»، بما في ذلك الغارات على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، وسيناريوهات احتجاز الرهائن والنتائج المحتملة.