بزشكيان إصلاحي يسعى إلى انفتاح أكبر على الغرب

أنصار بزشكيان يهتفون أمام شاشة تبث مقطعاً خلال تجمع انتخابي للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في استاد «أفراسيابي» في طهران 23 يونيو 2024 قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة (تصوير عطا كيناري - أ.ف.ب)
أنصار بزشكيان يهتفون أمام شاشة تبث مقطعاً خلال تجمع انتخابي للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في استاد «أفراسيابي» في طهران 23 يونيو 2024 قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة (تصوير عطا كيناري - أ.ف.ب)
TT

بزشكيان إصلاحي يسعى إلى انفتاح أكبر على الغرب

أنصار بزشكيان يهتفون أمام شاشة تبث مقطعاً خلال تجمع انتخابي للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في استاد «أفراسيابي» في طهران 23 يونيو 2024 قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة (تصوير عطا كيناري - أ.ف.ب)
أنصار بزشكيان يهتفون أمام شاشة تبث مقطعاً خلال تجمع انتخابي للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في استاد «أفراسيابي» في طهران 23 يونيو 2024 قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة (تصوير عطا كيناري - أ.ف.ب)

أنعش المرشّح مسعود بزشكيان آمال الإصلاحيين بالعودة إلى السلطة بتأهّله إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، في نتيجة متوقعة، حسب استطلاعات رأي المراكز الحكومية.

وتبنى بزشكيان الذي يصر على ولائه الشديد للمرشد علي خامنئي سياسة اجتماعية أكثر تسامحاً وانفتاحاً أكبر على الغرب.

ولدى تقديم أوراق ترشحه للجنة الانتخابات، قال بزشكيان للصحافيين إن هدفه من خوض السباق رفع نسبة المشاركة.

وتصدّر بزشكيان (69 عاماً) نتائج الجولة الأولى من الاستحقاق حاصداً نحو 43 في المائة من الأصوات، إلا أنه سيتعيّن على التيار الإصلاحي والمعتدل تعبئة الناخبين لدعم هذا الطبيب الجراح في مواجهة خصمه المحافظ المتشدّد سعيد جليلي في الدورة الحاسمة التي ستجرى في الخامس من يوليو (تموز).

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مراكز حكومية، الأسبوع الماضي، تقدماً طفيفاً لبزشكيان على جليلي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، مشيرة بوضوح إلى انتقال الانتخابات لجولة حاسمة.

بزشکیان یلتقي خاتمي بعد حصوله على تأييد جبهة الإصلاحات (جماران)

وكان يأمل التيار الإصلاحي والمعتدل في تحريك الفئات الرمادية لتحقيق نتيجة إيجابية لكسر عزلته الداخلية.

ورفض مجلس صيانة الدستور، الهيئة غير المنتخبة التي تخضع للمرشد الإيراني، علي خامنئي، طلب بزشكيان خوض الانتخابات الرئاسية قبل 3 سنوات، لكن هذه المرة حصل على الموافقة، مع خمسة مرشّحين آخرين، كلهم من المحافظين، للانتخابات المبكرة التي تقرر تنظيمها بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في تحطّم مروحية.

وتربط بزشكيان علاقات وثيقة بشخصيات بارزة في التيار الإصلاحي والمعتدل الذي تراجع تأثيره في مواجهة المحافظين في السنوات الأخيرة.

مدافع عن الأقليات

وبعد إبعاد مرشحيه، راهن التيار الإصلاحي والمعتدل، خصوصاً الرئيسين الأسبقين محمد خاتمي وحسن روحاني، على دعم بزشكيان، وانضم إلى حملته وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، مهندس الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوى الكبرى في عام 2015.

منذ بدء الحملة، أظهر بزشكيان تواضعاً، سواء في مظهره إذ غالباً ما اكتفى بارتداء سترة عادية، أو في خطاباته التي خلت من أي مغالاة أو وعود كبرى، حسب وصف وكالة الصحافة الفرنسية.

بزشكيان يوضّح انتشار الفقر على الخريطة الإيرانية خلال مناظرة تلفزيونية (أ.ف.ب)

وهو رب أسرة تولى بمفرده تربية 3 أولاد بعد وفاة زوجته وأحد أولاده في حادث سير عام 1993، ويعدُّ نفسه «صوت الذين لا صوت لهم».

وتعهّد العمل، إذا تم انتخابه رئيساً، لتحسين الظروف المعيشية للفئات الأكثر حرماناً.

ويحمل هذا الطبيب الجراح في سجله تولي حقيبة الصحة في حكومة خاتمي الإصلاحية من عام 2001 وحتى عام 2005.

ومنذ عام 2008، يمثّل مدينة تبريز في البرلمان وهو أصبح معروفاً بانتقاداته للحكومة، لا سيما إبان الحركة الاحتجاجية واسعة النطاق التي أثارتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022 بعد توقيفها بدعوى سوء الحجاب.

ووجه بزشكيان انتقادات لاذعة لسياسة حكومة حسن روحاني في مواجهة جائحة فيروس «كورونا».

ولد بزشكيان في 29 سبتمبر (أيلول) في مدينة مهاباد الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية، ويتحدث الأذرية والكردية، ما يشكّل حافزاً له للدفاع عن القوميات.

واحتج الإصلاحيون بشدة عندما انتقد عزلة القوميات. وطالبته وسائل إعلام إيرانية بالابتعاد عن خطاب الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد الذي خاطب الفئات الفقيرة والمهمشة، والتوجه نحو مخاطبة النخبة، في إشارة إلى أنصار التيار الإصلاحي في طهران.

وانعكس تحالفه مع ظريف، على خطابه في الحملة الانتخابية، إذ دعا إلى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة، بغية التوصل إلى رفع عقوبات تلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد.

الخروج من «العزلة»

يقول بزشكيان: «لن نكون مناهضين لا للغرب ولا للشرق»، آملاً خروج إيران من «عزلتها»، لكنه انتقد في إحدى المناظرات التلفزيونية «بيع النفط بسعر منخفض إلى العسكريين الصينيين».

وقال بزشكيان في مناظرة إنه «محافظ توجهاتي إصلاحية». وتعهّد الانخراط في مفاوضات مباشرة مع واشنطن لإحياء المحادثات حول ملف البرنامج النووي الإيراني، المتوقفة منذ انسحاب الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق الدولي بعد 3 سنوات على إبرامه.

تجمع انتخابي للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في ملعب «أفراسيابي» في طهران الأحد الماضي (أ.ف.ب)

ويشدّد بزشكيان على أنه «في حال توصّلنا إلى رفع العقوبات الأميركية، ستكون حياة الناس مريحة أكثر».

على الصعيد الداخلي، سيسعى في حال فوزه بالرئاسة إلى وضع حد لـ«خلافات» بين القوى السياسية، يقول إنها «السبب الرئيسي لمآزق البلاد».

من جهة أخرى، يندّد بزشكيان باستخدام الشرطة العنف لفرض إلزامية الحجاب. وقال: «نعارض أي سلوك عنيف وغير إنساني (...) بما في ذلك تجاه أخواتنا وبناتنا، ولن نسمح بمثل هذه الأفعال».

واقتبس شعار حملته الانتخابية «من أجل إيران» من أغنية «براي (من أجل)» للفنان شروين حاجي بور، التي أصبحت تنشد في الاحتجاجات. واحتج حاجي بور على نسخ شعاره.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تخطط لرد «جاد» على الهجوم الباليستي الإيراني

شؤون إقليمية تظهر صورة جوية قاعدة نيفاتيم الجوية بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأربعاء (رويترز)

إسرائيل تخطط لرد «جاد» على الهجوم الباليستي الإيراني

أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بأن الجيش الإسرائيلي يخطط للرد على الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية، محذّراً من أن الرد «سيكون جادّاً ومهمّاً».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (يسار) مع نظيره السوري بسام الصباغ (يمين) خلال اجتماع في دمشق (إ.ب.أ)

وزير خارجية إيران يزور دمشق... ويأمل نجاح مساعي وقف إطلاق النار في لبنان وغزة

جدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم (السبت)، من دمشق، التأكيد على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وغزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ المسؤولون الأميركيون أكدوا دعمهم لرد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني لكنهم عبروا عن مخاوفهم من اشتعال حريق إقليمي واسع النطاق (رويترز)

«لا ضمانات» إسرائيلية لأميركا بعدم استهداف البرنامج النووي الإيراني

نقلت شبكة «سي إن إن» للتلفزيون عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية أن إسرائيل «لم تقدم ضمانات» لواشنطن بأنها لن تستهدف المنشآت النووية في إيران.

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية تظهر صورة جوية قاعدة نيفاتيم الجوية بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأربعاء (رويترز)

تخفيض الضربات على إيران مقابل تصعيد في لبنان

تواصل الولايات المتحدة حوارها المحموم مع مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ومع قيادة الجيش، بغرض منع التدهور أكثر بين إسرائيل وإيران.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية إيرانية وطفلها يمران أمام لوحة دعائية تصور الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل وعبارة باللغة الفارسية تقول: «إذا كنت تريد الحرب فنحن سادة الحرب» في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (أ.ف.ب)

إيران تلوح باستهداف البنية التحتية الإسرائيلية

لوّح قيادي في «الحرس الثوري» باستهداف البنية التحتية الإسرائيلية، بما يشمل مصافي النفط إذا شنت هجوماً على إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)

مقتل جنديين إسرائيليين في هجوم بمسيّرة عراقية على قاعدة بالجولان

صورة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية للجنديين القتيلين
صورة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية للجنديين القتيلين
TT

مقتل جنديين إسرائيليين في هجوم بمسيّرة عراقية على قاعدة بالجولان

صورة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية للجنديين القتيلين
صورة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية للجنديين القتيلين

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، مقتل جنديين وإصابة أكثر من 20 آخرين في هجوم بطائرة مسيرة انطلقت من العراق، في وقت مبكر من صباح (الخميس)، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وبحسب تحقيق للجيش الإسرائيلي، تم إطلاق طائرتين مسيرتين مفخختين من العراق، أسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية إحداهما، أما الثانية فأصابت قاعدة عسكرية في شمال هضبة الجولان.

وقُتل في الهجوم الرقيب دانييل أفيف حاييم (19 عاماً) ضابط الإشارة بالكتيبة 13 في لواء غولاني، والعريف تال درور (19 عاماً) المتخصص في تكنولوجيا المعلومات في الكتيبة 13 أيضاً.

وبالإضافة إلى الجنديين القتيلين، أُصيب 24 آخرون في الهجوم، بينهم اثنان في حالة خطيرة وجندي إصابته متوسطة و21 إصاباتهم طفيفة.

كانت صافرات الإنذار قد دوت في عدة بلدات في الجولان عندما دخلت أول مسيّرة المجال الجوي الإسرائيلي، لكن التحقيق كشف حدوث فشل واضح في رصد المسيّرة الثانية في الوقت المناسب، وبالتالي لم يتم تفعيل صافرات الإنذار، ولم يكن لدى الجنود في القاعدة الوقت الكافي للبحث عن ملجأ.

ويواصل الجيش الإسرائيلي التحقيق في سبب عدم انطلاق صافرات الإنذار.