ظريف: المقاطعة لن تحل مشكلات إيران

ظريف وزوجته أثناء التصويت الجمعة في حسينية «جماران» معقل مؤسسة الخميني (جماران)
ظريف وزوجته أثناء التصويت الجمعة في حسينية «جماران» معقل مؤسسة الخميني (جماران)
TT

ظريف: المقاطعة لن تحل مشكلات إيران

ظريف وزوجته أثناء التصويت الجمعة في حسينية «جماران» معقل مؤسسة الخميني (جماران)
ظريف وزوجته أثناء التصويت الجمعة في حسينية «جماران» معقل مؤسسة الخميني (جماران)

بعد ساعات من بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، حذّر وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف مواطنيه من تفويت الفرصة في الإدلاء بأصواتهم، قائلاً إن «مقاطعة صناديق الاقتراع لا تحل مشكلات إيران».

وأدلى ظريف وزوجته بصوتيهما في حسينية «جماران»، المعقل الرئيسي للسياسيين الأوفياء لمؤسسة المرشد الأول (الخميني).

وتحالف ظريف مع المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، وتوجه إلى مدن عدة لإقناع الإيرانيين بالمشاركة في الانتخابات والتصويت لصالح بزشكيان.

ودافع ظريف عن وصف المحافظين بـ«الأقلية»، وقال: «إذا كانت مشاركة الناس واسعة، سيتضح من هم الأقلية والأغلبية».

وحاول ظريف التقليل من شأن المقاطعة في الانتخابات، عندما قال للصحافيين إنها تحدث في دول أخرى، دون أن يتطرق لأسباب المقاطعة في إيران.

واكتفى بالقول «أحترم اختيار كل شخص، لكن مقاطعة صندوق الاقتراع ليست حلاً لمشاكلنا»، مضيفاً أنه يتفهم أن بعض الناس قد لا يرغبون في المشاركة بسبب «الاستياء وعدم الرضا».

وكرر ظريف العبارة التي كررها مرات عدة هذه الأيام، قائلاً إن «السياسيين السيئين يتم اختيارهم من قِبل الناس الطيبين الذين لا يصوّتون»، مضيفاً أن الجميع الآن لديهم الفرصة داعياً إلى الاستفادة منها. ومع ذلك، أشار إلى تأثير الانتخابات على وضع إيران مع العالم الخارجي. وقال: «المشاركة في الانتخابات حق للشعب. اليوم يوم حاسم لعزة إيران، لكي لا يجرؤ أحد على تحقير أو فرض عقوبات على الشعب الإيراني».

وفي وقت لاحق، كتب ظريف في منصة «إكس»: «التغيير ممكن فقط بصوتكم». وقال: «النتيجة الوحيدة لعدم التصويت هي فوز الأقلية واستمرار وتفاقم الوضع الذي نحن غير راضين عنه».

وقال: «موعدنا أمام الصندوق قبل الساعة 6 مساءً؛ ربما بعد الساعة 18:00 يكون قد فات الأوان؛ وغداً بالتأكيد سيكون متأخراً».

في الاتجاه نفسه، قال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد صدر، إن «خطوة مجلس صيانة الدستور كانت مختلفة»، متحدثاً عن «إقبال جيد، وإمكانية حسم الانتخابات في الجولة الأولى على خلاف استطلاعات الرأي».

وخاطب السياسي الإيراني الإصلاحي، وهو ابن شقيق موسى الصدر، «المترددين» في المشاركة، وقال: «علم السياسة هو عالم الواقعيات وليس المثاليات»، داعياً هذه الفئات إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع، حسبما أورد موقع «إنصاف نيوز» الإصلاحي.

من جانبه، قال علي أكبر صالحي، المدير السابق لمنظمة الطاقة الذرية: «إذا لم نصوّت، فسيقوم الآخرون ببناء مستقبل محتوم ومفروض علينا». وأضاف: «إذا كنتم تريدون التغيير، فإن الفرصة الآن».


مقالات ذات صلة

باريس تتجه إلى «محكمة العدل» ضد إيران لاحتجازها فرنسيين

امرأة تمرّ أمام ملصقات لسيسيل كولر وجاك باري المحتجزَين بإيران... خلال وقفة دعم أمام «الجمعية الوطنية» في باريس يوم 7 مايو 2025 (رويترز)

باريس تتجه إلى «محكمة العدل» ضد إيران لاحتجازها فرنسيين

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس سترفع دعوى قضائية ضد إيران أمام «محكمة العدل الدولية» الجمعة، على خلفية احتجاز فرنسيين بتهم أمنية.

«الشرق الأوسط» (باريس )
شؤون إقليمية ترمب يحضر مناقشة مائدة مستديرة مع رؤساء شركات أميركية في الدوحة (رويترز) play-circle

ترمب: اتفاق وشيك مع إيران قد يجنبنا الخيار العسكري

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، أن الولايات المتحدة تقترب جداً من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران-الدوحة)
شؤون إقليمية ختم برونزي لوزارة الخزانة الأميركية على مبنى الوزارة في واشنطن 20 يناير 2023 (رويترز)

عقوبات أميركية تستهدف جهود إيران لتصنيع مكونات للصواريخ الباليستية محلياً

قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة متعلقة بإيران اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية جانب من الاجتماع الأخير لـ«مجلس تشخيص مصلحة النظام» في إيران (موقع المجلس)

إيران: «مصلحة النظام» يوافق على اتفاقية لمكافحة الجريمة المنظمة

أعطى «مجلس تشخيص مصلحة النظام» في إيران الضوء الأخضر لقبول قواعد «اتفاقية باليرمو» المعنية بمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية عراقجي يتحدث للصحافيين على هامش اجتماع الحكومة اليوم (الرئاسة الإيرانية)

إيران تعود للحوار مع «الترويكا» الأوروبية لتفادي «سناب باك»

أعلنت طهران عقد مباحثات مع «الترويكا» الأوروبية الثلاثة (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) في إسطنبول الجمعة قبل جولة مرتقبة من المحادثات الإيرانية - الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)

إيران تجري محادثات حول ملفها النووي مع دول أوروبية في تركيا

مفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على مسافة 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز-أرشيفية)
مفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على مسافة 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز-أرشيفية)
TT

إيران تجري محادثات حول ملفها النووي مع دول أوروبية في تركيا

مفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على مسافة 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز-أرشيفية)
مفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على مسافة 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز-أرشيفية)

تجري إيران محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في تركيا، الجمعة، غداة تلميح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى قرب التوصل لاتفاق مع طهران في المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة معها بشأن برنامجها النووي.

ويأتي هذا الاجتماع المقرر عقده في إسطنبول بعد تحذير وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من تبعات «لا رجعة فيها»، إذا تحركت القوى الأوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، التي رفعت بموجب الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى عام 2015.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب الصين وروسيا والولايات المتحدة، أطرافاً في الاتفاق الذي يُعرَف رسمياً باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة». وأتاح الاتفاق الذي أبرم بعد أعوام من المفاوضات الشاقة، تقييد أنشطة طهران النووية وضمان سلمية برنامجها، لقاء رفع عقوبات اقتصادية مفروضة عليها.

وفي العام 2018، سحب ترمب خلال ولايته الأولى، بلاده بشكل أحادي من اتفاق العام 2015، وأعاد فرض عقوبات على طهران، بما في ذلك إجراءات ثانوية تستهدف الدول التي تشتري النفط الإيراني، ضمن سياسة «ضغوط قصوى» اتبعها في حق طهران.

من جهتها، بقيت إيران ملتزمة كامل بنود الاتفاق لمدة عام بعد الانسحاب الأميركي منه، قبل أن تتراجع تدريجياً عن التزاماتها الأساسية بموجبه.

وتدرس القوى الأوروبية الثلاث ما إذا كانت ستفعّل آلية «العودة السريعة» أو «الزناد»، وهي جزء من اتفاق عام 2015، وتتيح إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران في حال انتهاكها الاتفاق النووي. وتنتهي المهلة المتاحة لتفعيل هذه الآلية، في أكتوبر (تشرين الأول) 2025.

وحذّر عراقجي من أن خطوة مماثلة قد تؤدي إلى «أزمة انتشار نووي عالمية تمس أوروبا بشكل مباشر»، مؤكداً في الوقت نفسه، في مقال نشرته مجلة «لو بوان» الفرنسية، أن إيران «مستعدة لفتح فصل جديد»، في علاقاتها مع أوروبا.

يأتي الاجتماع المقرر الجمعة مع القوى الأوروبية بعد أقل من أسبوع من جولة رابعة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، التي وصفتها طهران بأنها «صعبة، ولكن مفيدة»، فيما وصفها مسؤول أميركي بأنها كانت «مشجّعة».

ولفت عراقجي إلى أن المحادثات مع الأوروبيين ستكون «على مستوى نواب وزراء الخارجية».

وخلال زيارته قطر الخميس، قال ترمب إن الولايات المتحدة «تقترب» من إبرام اتفاق مع إيران، ما من شأنه أن يجنّب عملاً عسكرياً سبق للرئيس الأميركي أن لمّح إليه في حال فشل التفاوض.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ف.ب)

وكانت المحادثات بين إيران والولايات المتحدة الأعلى مستوى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018.

وتجري هذه المباحثات بوساطة من عمان التي سبق لها أن استضافت محادثات سرية بين الطرفين، أفضت في نهاية المطاف إلى الاتفاق الدولي لعام 2015.

منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، أعاد ترمب اعتماد «الضغوط القصوى» حيال إيران، ولوّح بقصفها في حال عدم التوصل إلى اتفاق معها.

والخميس، أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن إدارة ترمب قدمت لإيران خلال الجولة الرابعة من المحادثات «مقترحاً مكتوباً» بهدف التوصل إلى اتفاق.

إلا أن عراقجي نفى ذلك، وقال على هامش زيارة لمعرض طهران الدولي للكتاب «بشأن المحادثات (النووية) لم نتلق حتى الآن أفكاراً مكتوبة من أميركا».

وأضاف: «لكننا على استعداد لأن نبني ثقة، وأن نكون شفافين بشأن برنامجنا النووي في مقابل رفع العقوبات».

وقال ترمب إنه قدم للقيادة الإيرانية «غصن زيتون»، مشيراً إلى أن هذا العرض لن يبقى قائماً إلى الأبد. كما هدد بتشديد «الضغوط القصوى» إلى حد خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر؛ إذا فشلت المحادثات.

ولطالما اتهمت دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه طهران التي تؤكد حقها في التكنولوجيا النووية، وأن برنامجها سلمي حصراً.

وحدّد اتفاق 2015 سقف تخصيب اليورانيوم عند 3.67 في المائة. إلا أن طهران تقوم حالياً بتخصيب على مستوى 60 في المائة، غير البعيد عن نسبة 90 في المائة المطلوبة للاستخدام العسكري.

وتشدّد طهران على أن حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية «غير قابل للتفاوض»، لكنها تقول إنها مستعدة لقبول قيود موقتة على نسبة ومستوى التخصيب.

والأربعاء، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إن «أهداف إيران في مجال التكنولوجيا النووية شفافة وسلمية تماماً».

وأكد بحسب ما نقلت وكالة «مهر» الإيرانية أنه «لم يكن لإيران أي أنشطة نووية غير معلنة أو سرية عبر التاريخ. وتتم جميع الأنشطة النووية في البلاد، في إطار التعاون مع (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، وتحت الإشراف المستمر لهذه المؤسسة».

وأكد بحسب ما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية، أنه "لم يكن لإيران أي أنشطة نووية غير معلنة أو سرية عبر التاريخ. وتتم كافة الأنشطة النووية في البلاد في إطار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت الإشراف المستمر لهذه المؤسسة".