تصدرت قضايا التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب، والحرب في غزة، والحرب الروسية - الأوكرانية، والتطورات في شرق المتوسط وجنوب القوقاز، والزيارة المرتقبة للرئيس رجب طيب إردوغان للولايات المتحدة في 9 مايو (أيار) المقبل، والتي ستكون الأولى في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، مباحثات وفد من لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مع وزراء ومسؤولين أتراك في أنقرة، الجمعة.
والتقى الوفد كلاً من رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان وزير الدفاع التركي السابق خلوصي أكار، ثم وزير الدفاع يشار غولر، ووزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس جهاز المخابرات إبراهيم كالين.
واستهل الوفد الذي ترأسه رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، وضم في عضويته آدم سميث وسالود كارباخال وفيرونيكا إسكوبار، إلى جانب السفير الأميركي في أنقرة جيف فليك، لقاءاته في أنقرة من البرلمان التركي، حيث عقد اجتماعاً مع رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان وزير الدفاع التركي السابق خلوصي أكار.
وجرى خلال اللقاء الذي عُقد في البرلمان مناقشة مكافحة الإرهاب، وصفقة مقاتلات «إف 16» الأميركية لتركيا، والتي وافق عليها الكونغرس عقب مصادقة تركيا، في يناير (كانون الثاني) الماضي على بروتوكول انضمام السويد إلى «الناتو».
مكافحة الإرهاب
وعقب اللقاء، أكّد أكار اطلاع الوفد الأميركي على «كفاحنا ضد (داعش)»، كما ناقشا قضية «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكردية»، والدعم المقدم لها بذريعة الحرب على «داعش»، على الرغم من كونها امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنَّف منظمة إرهابية من جانب البلدين، وللتهديد الذي تمثله لدولة حليفة هي تركيا.
وقال: «لقد عبَّرنا مراراً وتكراراً عن انزعاجنا من (حزب العمال الكردستاني) ووحدات حماية الشعب، وذكرنا أننا بحاجة إلى التعاون ضد وجود (حزب العمال الكردستاني) و(وحدات حماية الشعب) في شمالي سوريا والعراق، وضد وجود (داعش)، وأننا بحاجة إلى العمل معاً بوصفنا حليفين».
حرب غزة و«إف 16»
وأضاف أكار أنه «فيما يتعلق بإسرائيل، أبلغناهم، مرة أخرى، أنه ليس لدينا أي موقف سلبي تجاه مسألة وجود إسرائيل، لكن من ناحية أخرى، ينبغي وقف قتل الأطفال والنساء والأبرياء في أسرع وقت ممكن».
وعن صفقة مقاتلات «إف 16»، التي تشمل تزويد تركيا بـ40 مقاتلة و79 من معدات التحديث مقابل 23 مليار دولار، قال أكار إنه «جرى التطرق إلى الأمر، وجرى إبرام الاتفاقيات والعقود اللازمة، وعقد وزير خارجيتنا هاكان فيدان اجتماعات مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن ضمن اجتماعات الآلية الاستراتيجية للعلاقات التي عُقدت في واشنطن في وقت سابق من شهر مارس (آذار) الحالي، وتجري متابعة الصفقة بشكل طبيعي، ولا توجد مشكلة».
الحرب في أوكرانيا
وبدوره، قال رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، مايك روجز، إن زيارة الوفد لتركيا تأتي في أعقاب زيارة السعودية وباكستان، وإنهم يركزون بشكل أساسي على قضايا الشراكات المتعلقة بالأمن.
وأضاف أن إحدى القضايا الأكثر أهمية للوفد الأميركي خلال مباحثاته في أنقرة هي معرفة آراء الجانب التركي حول سبل حل الأزمة الأوكرانية، إلى جانب التعرف على أفكاره حول كيفية تحسين شراكتنا.
وعقد الوفد الأميركي بعد ذلك اجتماعاً مع وزير الخارجية هاكان فيدان تناول القضايا نفسها، وجرى تبادل وجهات النظر حول العلاقات التركية الأميركية والتعاون في مكافحة الإرهاب، ووقف الدعم الأميركي للمسلحين الأكراد في سوريا، والحرب في غزة، حيث أكد فيدان ضرورة العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.
كما جرى التطرق إلى الحرب الروسية الأوكرانية والجهود التي تبذلها تركيا لاستئناف المفاوضات بين الجانبين، والعودة للعمل باتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، كما جرى التطرق إلى الزيارة المرتقبة للرئيس رجب طيب إردوغان لواشنطن في 9 مايو المقبل.
وركزت مباحثات وزير الدفاع يشار غولر مع الوفد الأميركي على التعاون العسكري وسير المفاوضات حول صفقة «إف 16» والحرب ضد الإرهاب، والموقف التركي من الدعم الأميركي للمسلحين الأكراد في شمال سوريا.
زيارة إردوغان لأميركا
كما بحث رئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالين مع الوفد الأميركي القضايا المتعلقة بالعلاقات بين البلدين وحربي أوكرانيا وغزة، ومكافحة تنظيمي «العمال الكردستاني» و«داعش».
وتناول كالين مع الوفد الأميركي الإعداد لزيارة إردوغان لواشنطن في 9 مايو، والتي ستكون الزيارة الرسمية الأولى للرئيس التركي للولايات المتحدة خلال فترة رئاسة جو بايدن، بعدما التقيا من قبل على هامش عدد من المؤتمرات والقمم الدولية، كان آخرها لقاءهما في يوليو (تموز) 2023 خلال قمة «الناتو» في ليتوانيا.
وترددت أنباء في أنقرة خلال الأيام القليلة الماضية عن الزيارة التي ستشهد أول لقاء بين بايدن وإردوغان في البيت الأبيض، وجرى تحديد موعدها في 9 مايو، لكن لم يصدر تصريح رسمي بشأنها قبل أن يؤكد رئيس المخابرات إبراهيم كالين موعدها، وفق ما ذكرت وكالة «الأناضول» الرسمية.