بريطانيا قلقة من «التوترات الإقليمية» وتفرض عقوبات على طهران

سوناك حض إيران على وقف التصعيد

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)
TT

بريطانيا قلقة من «التوترات الإقليمية» وتفرض عقوبات على طهران

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)

فرضت بريطانيا، الاثنين، عقوبات على مسؤولين إيرانيين قالت إنهم متورطون في تهديدات بقتل صحافيين على الأراضي البريطانية، وآخرين قالت إنهم أعضاء في عصابات إجرامية دولية مرتبطة بإيران.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن العقوبات، التي فُرضت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تستهدف 7 أفراد ومنظمة واحدة.

والمسؤولون الإيرانيون المستهدفون بالعقوبات أعضاء في «الوحدة 840» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني والتي قال تحقيق أجرته قناة «آي تي في» في بريطانيا إنها ضالعة في مؤامرات لاغتيال مذيعَين تلفزيونيين اثنين من قناة «إيران إنترناشيونال» الإخبارية في المملكة المتحدة.

وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون: «يشكل النظام الإيراني والعصابات الإجرامية التي تعمل نيابة عنه تهديداً غير مقبول لأمن المملكة المتحدة».

وأضاف: «تكشف حزمة اليوم عن أدوار المسؤولين الإيرانيين والعصابات المتورطة في أنشطة تستهدف تقويض وإسكات وتعطيل الحريات الديمقراطية التي نقدرها في المملكة المتحدة».

وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، في وقت سابق إنه قلق بشأن التوتر في الشرق الأوسط، وحضّ إيران على وقف التصعيد بعد هجوم أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين على الحدود السورية - الأردنية. وأكد أن بريطانيا «تدين بشدة» هجمات الطائرات المسيّرة التي قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن جماعات مدعومة من إيران نفذتها.

وقال سوناك لمحطات تلفزيونية اليوم الاثنين: «نحن قلقون، وسنحث إيران على السعي لتهدئة التوتر في المنطقة»؛ وفق ما أوردت «رويترز». وأضاف سوناك: «نقف بقوة مع حلفائنا لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وهو ما نواصل العمل لأجله».

في الأثناء، حذرت الشرطة ومسؤولون أمنيون بريطانيون من استخدام إيران المتزايد عصاباتٍ وكلاءَ عنها.

وقال مات جوكس، مساعد مفوض الشرطة ورئيس شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، لوسائل إعلام في وقت سابق من هذا الشهر: «لماذا تفعل ذلك بنفسك ما دام يمكنك شراء مجرم من عصابة للقيام بالأمر نيابة عنك ويبعدك عنه ويجعل بوسعك الإنكار».


مقالات ذات صلة

طهران: استمرار وجود المستشارين العسكريين في سوريا بناء على طلب دمشق

شؤون إقليمية عناصر من الفصائل السورية المسلحة بالقرب من بلدة تل رفعت في شمال سوريا (أ.ف.ب)

طهران: استمرار وجود المستشارين العسكريين في سوريا بناء على طلب دمشق

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم (الاثنين)، إن وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا سيستمر بناء على طلب دمشق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها الخارجية الإيرانية من لقاء الأسد وعراقجي اليوم

عراقجي يسلم الأسد رسالة «القيادة الإيرانية»

سلم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وذلك في وقت تدرس طهران إرسال «مستشارين» إلى سوريا.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية المنشد مهدي سلحشور التابع لـ«الحرس الثوري» وهو يردد أناشيد لمجموعة من مقاتلي ميليشيا «فاطميون» في ضواحي حلب (مهر)

إيران تدرس إرسال «مستشارين» إلى حلب

حذرت إيران، الولايات المتحدة، من استغلال الوضع في سوريا، وأرسلت إشارات باحتمال إرسال قوات «استشارية» من «الحرس الثوري» إلى حلب، إذا ما تطلبت التطورات الميدانية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية بزشكيان يلقى خطاباً أمام البرلمان الإيراني اليوم (الرئاسة الإيرانية)

بزشكيان: إيران لم تسعَ قط إلى توسيع دائرة الحرب والقتل

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد، إن طهران «لم تسعَ قط إلى توسيع دائرة الحرب والقتل»، وإنها ليس لديها أطماع تجاه الدول الأخرى، وفقاً لوكالة «تسنيم».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني الأدميرال شهرام إيراني يستقبل عراقجي في جزيرة كيش جنوب البلاد صباح اليوم (الخارجية الإيرانية)

عراقجي يعلن دعم إيران «الحازم» لسوريا

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم (الأحد)، دعم بلاده «الحازم» لسوريا، وذلك قبيل زيارته دمشق الحليفة لطهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الجامعة العربية»: «حل الدولتين» سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة

جانب من احتفال «الجامعة العربية» بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» (الجامعة العربية)
جانب من احتفال «الجامعة العربية» بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» (الجامعة العربية)
TT

«الجامعة العربية»: «حل الدولتين» سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة

جانب من احتفال «الجامعة العربية» بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» (الجامعة العربية)
جانب من احتفال «الجامعة العربية» بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» (الجامعة العربية)

وسط مشاركة واسعة أحيت جامعة الدول العربية، الأحد، «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، موجِّهة «رسالة تضامن إلى الشعب الفلسطيني إجلالاً واعتزازاً وتقديراً لنضالاته وصموده في وجه آلة القهر والظلم الإسرائيلي»، وذلك عشية انطلاق مؤتمر وزاري دعت إليه القاهرة لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، يوم الاثنين.

ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الظرف الذي تمر به القضية الفلسطينية حالياً بأنه «تاريخي وصعب»، مشيراً إلى «المخطط الإسرائيلي الرامي لإنهاء الوجود الفلسطيني وتصفية مشروع الدولة الفلسطينية، والتهجير القسري، بجعل حياة المجتمع الفلسطيني في غزة والضفة الغربية مستحيلة».

وقال أبو الغيط، في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية، السفير سعيد أبو علي، إن «تمرير المخطط الإسرائيلي أمام بصر العالم، بالصمت والعجز، هو اشتراك في تلك الجريمة التاريخية، في مشهد لا يمكن وصفه إلا بالعار».

وأضاف أن «ما يجري في غزة تطهير عرقي، وحرب إبادة، لا هدف لها سوى ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي، وبسط نظام التفرقة العنصرية البغيض من النهر إلى البحر»، مشيداً بالدول التي اعترفت بدولة فلسطين، مؤكداً أنه «لن يكون هناك سلام أو استقرار في المنطقة من دون حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

دخان يتصاعد خلال عملية إسرائيلية على مخيم نور شمس للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

وأكد أبو الغيط أن «المحاسبة والعقاب على جرائم الاحتلال هما السبيل إلى إنهائه»، وأشاد في هذا السياق بـ«التحرك الشجاع للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات توقيف بحق قادة إسرائيل»، قائلاً: «نرحب بهذه الإجراءات مع إدراكنا أنها ليست كافية بعدُ لتحقيق هدف وقف العدوان، ووضع حد للإبادة».

ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية دول العالم إلى «إدراك الحقيقة الساطعة، وهي أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يضعف الثقة في النظام الدولي كله»، مشيراً إلى دعوة القمة العربية - الإسلامية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال: «نرى هذا التوجه منطقياً في ظل ما يمثله الاحتلال من تهديد للأمن والسلم الدوليين، بل وفي ظل إخلاله بشروط قبول إسرائيل عضواً في الأمم المتحدة منذ أكثر 75 عاماً».

كما قال مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير مهند العكلوك، في كلمته، إن «العدالة الدولية التي لا تُنصف الضحايا، ولا تُعاقب المجرم، إنما هي ميزان مُختل لا ينفع الناس»، موضحاً أن «التضامن الذي لا يوقف جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني على مدار 422 يوماً، هو كالذي يُعالج السرطان بمسكِّن ألم».

أيضاً أكد مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير طلال المطيري، على موقف بلاده «الثابت تجاه دعم حقوق ومكتسبات الشعب الفلسطيني الشقيق وفقاً للمرجعيات الدولية لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

منازل مدمَّرة في مخيم المغازي للاجئين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

في سياق متصل، كرَّمت جامعة الدول العربية، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، و«هيئة مقاومة الجدار والاستيطان»، و«هيئة دعم الأسرى والمحررين الفلسطينيين»، ونقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، والتركية عائشة نور أزلي التي اغتالها الاحتلال في سبتمبر (أيلول) الماضي، خلال احتجاجات سلمية ضد الاستيطان في نابلس بالضفة الغربية.

وتحشد مصر «كل الجهود لوقف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة»، بحسب مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية، السفير محمود عمر. وشدد عمر في كلمته أمام الندوة التي نظمتها «الجمعية المصرية للأمم المتحدة» بمناسبة «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، يوم الأحد، على «أهمية المؤتمر الوزاري الدولي الذي تنظمه القاهرة، يوم الاثنين، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش؛ لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة وحشد الدعم الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني، بما يسهم في التخفيف من وطأة معاناته الإنسانية».

واستعرض الدبلوماسي المصري الجهود التي بذلتها القاهرة، منذ اليوم الأول للحرب على غزة، وجدد التأكيد على موقف مصر «الحاسم والرافض لمخطط تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم». وتستهدف القاهرة مشاركة إقليمية ودولية واسعة في مؤتمر «مساعدات غزة»، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة لسكان القطاع مع حلول فصل الشتاء.