إيران تُجري مناورة للدفاع الجوي وسط تصاعد التوترات الإقليمية

إطلاق صاروخ مضاد للمُسيّرات من منظومة خرداد الدفاعية خلال مناورة عسكرية قبالة الخليج العربي (أ.ب)
إطلاق صاروخ مضاد للمُسيّرات من منظومة خرداد الدفاعية خلال مناورة عسكرية قبالة الخليج العربي (أ.ب)
TT

إيران تُجري مناورة للدفاع الجوي وسط تصاعد التوترات الإقليمية

إطلاق صاروخ مضاد للمُسيّرات من منظومة خرداد الدفاعية خلال مناورة عسكرية قبالة الخليج العربي (أ.ب)
إطلاق صاروخ مضاد للمُسيّرات من منظومة خرداد الدفاعية خلال مناورة عسكرية قبالة الخليج العربي (أ.ب)

أطلقت إيران، الجمعة، مناورة سنوية للدفاع الجوي باستخدام طائرات مُسيّرة مصممة لاعتراض أهداف مُعادية في منطقة تمتدّ من سواحلها الجنوبية الغربية إلى سواحلها الجنوبية الشرقية، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.

ونقلت قناة «برس تي.في» النسخة الإنجليزية للتلفزيون الرسمي الإيراني عن متحدث باسم الجيش قوله: «أطلقت القوات الإيرانية بنجاحٍ استراتيجية جديدة للدفاع الجوي باستخدام الطائرات المُسيّرة لاعتراض واستهداف الأهداف المُعادية».

وتغطي التدريبات العسكرية، التي بدأت، أمس الخميس وتستمر يومين، منطقة تمتد من مدينة عبادان جنوب غربي إيران إلى تشابهار جنوب شرقي البلاد.

وقالت قناة «برس تي.في» إن القوات الجوية والبحرية، التابعة للجيش، والقوات الجوية والبحرية التابعة لـ«الحرس الثوري»، شاركت في التدريبات العسكرية.

يظهر رجل دين خلال مناورة عسكرية قبالة الخليج العربي (أ.ب)

وشنّت إيران ضربات صاروخية في باكستان والعراق وسوريا ضد ما قالت إنها مواقع لتنظيم «داعش» وفي العراق، ضد ما وصفته بأنه مركز تجسس لصالح إسرائيل.

وفي 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن الجيش الإيراني تسليح وحدات الدفاع الجوي في أنحاء البلاد بمُسيّرات قتالية بعيدة المدى، مزوَّدة بصواريخ جو - جو؛ في محاولة لتعزيز قدراتها في مجال الدفاع الجوي.

وكانت قوات الجيش الإيراني قد أجرت مناورات على سلاح المُسيّرات، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وشملت المناورات أنحاء البلاد، بما في ذلك سواحل الخليج العربي وخليج عمان.

ويتقاسم الجيش النظامي والجهاز الموازي له، «الحرس الثوري»، الدفاع عن الحدود الرسمية براً وبحراً وجواً. وكان الجيش يعاني تقادم أسلحته ومُعداته حتى وقت قريب، مع تركيز السلطات على توسيع أنشطة «الحرس» وتعزيزه عسكرياً، لكن خلال العامين الأخيرين، أعلنت قوات الجيش، مرات عدة، حصولها على طائرات مُسيّرة وصواريخ باليستية و«كروز».

ويتهم كل من الولايات المتحدة وإسرائيل طهران بتوفير مُسيّرات لجماعات مسلَّحة موالية لإيران في الشرق الأوسط، ولا سيما «حزب الله» اللبناني والميليشيات العراقية المسلَّحة وجماعة «الحوثي» المُوالية لإيران في اليمن.

وكان الجيش الإيراني قد أعلن، في أبريل (نيسان)، حصوله على 200 طائرة مُسيّرة هجومية مزوَّدة بأنظمة صواريخ وحرب إلكترونية. وجرى تصنيع تلك المُسيّرات في مصانع وزارة الدفاع و«الحرس الثوري».

وأفادت «وكالة أنباء العالم العربي»، نقلاً عن إعلام «الحرس الثوري» الإيراني، بأن إيران نشرت أسطولاً بحرياً حربياً في «مهمة متعددة الأبعاد» في المياه الدولية.

إطلاق صاروخ خلال مناورة عسكرية قبالة الخليج العربي (أ.ب)

وغادر الأسطول، الذي يضم السفينتين الحربيتين بوشهر وطنب، ميناء بندر عباس الإيراني، اليوم، وفق ما ذكرت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، دون أن توضح وجهة السفينتين. وقال قائد البحرية في الجيش الإيراني، شهرام إيراني، إن أربعة أساطيل مُقاتلة تقوم حالياً بمهامّ في المياه الدولية، في التوقيت نفسه، وأشاد بعمليتين نفّذتهما «البحرية»، خلال الأشهر الماضية، إحداهما «ضبط ناقلة نفط أميركية انتهكت القواعد في بحر عمان».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أرسلت إيران السفينة ألبرز الحربية الإيرانية إلى البحر الأحمر؛ «لتأمين طرق الشحن»، في ظل ارتفاع منسوب التوتر المرتبط بالممر المائي المهم دولياً.

وكانت إيران قد أعلنت، في 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، أنها احتجزت السفينة قبالة السواحل العمانية؛ في ردّ انتقاميّ على مصادرة الولايات المتحدة حمولة نفطية تخصّ طهران كانت تُقلّها الناقلة نفسها، العام الماضي، واسمها حينها «سويس راجان».


مقالات ذات صلة

إيران تكشف عن «باليستي» ومسيّرة انتحارية مع تصاعد التوترات الإقليمية

شؤون إقليمية قائد الوحدة الصاروخية أمير علي حاجي زاده يتحدث إلى بزشكيان خلال مرور شاحنة تحمل صاروخ «عماد» الباليستي خلال عرض عسكري في طهران (أ.ف.ب)

إيران تكشف عن «باليستي» ومسيّرة انتحارية مع تصاعد التوترات الإقليمية

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن بلاده ستمضي قدماً في توسع «قوة الردع»، وذلك خلال عرض عسكري سنوي بطهران شمل طائرة انتحارية، وصاروخاً باليستياً جديدين.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرها إعلام «الحرس الثوري» من جولة تنغسيري بجزيرة أبو موسى اليوم

«الحرس الثوري»: قواتنا في أفضل حالاتها العملياتية بمضيق هرمز

قال قائد «الوحدة البحرية» في «الحرس الثوري»، علي رضا تنغسيري، إن قواته بمضيق هرمز «في أفضل حالاتها العملياتية» في خضم تصاعد التوترات مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرتها وسائل إعلام إيرانية لفرقاطة «سهند» الأحد الماضي قبل أن تغرق بالكامل قبالة ميناء بندر عباس

الفرقاطة الإيرانية «سهند» تغرق بالكامل رغم جهود إعادة توازنها

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الفرقاطة «سهند» غرقت بالكامل في مياه ضحلة، اليوم الثلاثاء، قبالة مضيق هرمز، بميناء بندر عباس جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
الاقتصاد سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس (الموقع الإلكتروني لقناة السويس المصرية)

الاضطرابات في الممرات البحرية تُلقي بظلالها على أمن الطاقة العالمي

بينما تتجه الأنظار إلى البحر الأحمر للوقوف على حركة التجارة بعد ازدياد الهجمات على السفن العابرة، حذَّر متخصصون من التحديات التي تحيط بالممرات المائية بالمنطقة.

صبري ناجح (القاهرة)
شؤون إقليمية قوارب سريعة تابعة لـ«الحرس الثوري» خلال مناورات في جزيرة أبو موسى أغسطس الماضي (تسنيم)

«الحرس الثوري» يعلن استعراضا لـ«الباسيج البحري في محور المقاومة»

أعلن قائد بحرية «الحرس الثوري» علي رضا تنغسيري عن استعراض لـ«الباسيج البحري» في «دول محور المقاومة» الجمعة المقبل، لافتاً إلى أن قواته ستشارك بـ3 آلاف سفينة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)
TT

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

توقع مسؤول إيراني بارز تغير المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا، وشدد على أن «حزب الله» لم يستخدم أسلحته المهمة حتى الآن.

وقال علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد خامنئي، إن «حزب الله» اللبناني «لم يستخدم أسلحته المهمة، وإذا فعل ذلك فإن المعادلة ستتغير إلى حد كبير».

وأوضح لاريجاني، في مقابلة أجرتها وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن بلاده «واثقة تماماً من انتصار (حزب الله) على إسرائيل».

وأضاف كبير مستشاري لاريجاني: «الأحداث الأخيرة واسعة النطاق لدرجة أنها يمكن أن تؤثر على أمن المنطقة بأكملها، أي أن ما يفعله اليوم (حزب الله) والمقاومة في لبنان سيترك تأثيراً على أمن المنطقة برمتها».

ولفت لاريجاني إلى أن رسالة خامنئي التي سلّمها الأسبوع الماضي إلى الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري «بالتأكيد ستترك تأثيراً». وقال: «بعد الرسالة، نأمل أن نرى نتيجة ذلك في سلوك قوى المقاومة (...) وإلى حد كبير يمكننا رؤية ذلك... لأن المعادلة قيد التغيير».

وأشار لاريجاني أيضاً إلى أن «الأسد وبري يعتبران خامنئي الشخص الذي يقود المنطقة، وهو معني بحل مشاكلها وأزماتها»، لذا فإن الرجلين «التقطا رسالته بالتفاعل المطلوب، بعدما وجدا في مضمونها ما تحتاجه المنطقة في هذا الوقت».

وعلق كبير مستشاري خامنئي على الوضع الميداني لـ«حزب الله» اللبناني، وقال إن «إسرائيل اعتقدت بعد ضربة (البيجر) واغتيال نصر الله، أن الأمر انتهى، لكن الحقيقة أن المقاومة وجدت طاقة جديدة، وأعادت تنظيم قيادتها، وهو ما أدى إلى تغيير الوضع في الميدان».

من لقاء الأسد ولاريجاني الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

الانتقام من إسرائيل

بالتزامن، قال قائد «الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، إن «على الشعب الإيراني أن يكون متأكداً من أن طهران ستنتقم من إسرائيل».

ونقلت وكالة «تسنيم» عن سلامي، خلال كلمة له في محافظة خوزستان الإيرانية، الجمعة، إن «استمرار هذه الحرب لن يؤدي إلا إلى القضاء التام على إسرائيل».

وجاءت تصريحات سلامي بالتزامن مع مناورات عسكرية لقوات «الباسيج» (التعبئة)، بمشاركة 60 ألف عنصر في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران.

وأفادت «تسنيم» بأن المناورات الـ15 تشمل 250 كتيبة من كتائب «إلى بيت المقدس»، وكتائب «كوثر»، وكتائب «الإمام علي»، وكتائب «الإمام الحسين»، بالإضافة إلى قوات التعبئة من الشرائح المجتمعية.

وبدأت المرحلة الأولى من هذه المناورات بتنفيذ تدريبات تكتيكية، ودفاع مدني، وأعمال مساعدة شعبية، وعمليات الإغاثة والإنقاذ في حالات الطوارئ.

وتقول السلطات الأمنية الإيرانية إن هذه المناورات تأتي «تلبية لتوجيهات المرشد خامنئي للحفاظ على قوة النظام وتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد، بالإضافة إلى رفع مستوى الاستعداد والكفاءة القتالية لقوات التعبئة».

تأتي هذه المناورة، أيضاً، وسط تصاعد حدة التوترات بين إيران وإسرائيل وتبادل الدولتين الهجمات على أراضي كل منهما.