فلسطينيو 48 يحذرون من إعادة فرض الحكم العسكري عليهم

ممرضة بكت على اقتحام مشفى بغزة فطردت من عملها

الفنانة الفلسطينية رلى عازر ابنة مدينة الناصرة (مواقع)
الفنانة الفلسطينية رلى عازر ابنة مدينة الناصرة (مواقع)
TT

فلسطينيو 48 يحذرون من إعادة فرض الحكم العسكري عليهم

الفنانة الفلسطينية رلى عازر ابنة مدينة الناصرة (مواقع)
الفنانة الفلسطينية رلى عازر ابنة مدينة الناصرة (مواقع)

حذر القادة السياسيون للمواطنين العرب في إسرائيل (من فلسطينيي 48) من إعادة فرض الحكم العسكري عليهم، كما حصل في 1948 وحتى 1966، وذلك لمنعهم من ممارسة الحقوق في حرية التعبير والمواقف السياسية. وأكدوا أن هناك ممارسات بطش خطيرة تتم ضدهم في ظل الحرب على قطاع غزة، لمنعهم من الاحتجاج على الحرب، تصل إلى حد التدخل في مشاعرهم العاطفية.

وقد جاء هذا التحذير بعد قيام المخابرات الإسرائيلية باعتقال حوالي 200 شخص، بينهم فنانون ومؤثرون، مثل المغنية دلال أبو آمنة، والممثلة ميساء عبد الهادي، ومجموعة من النواب السابقين في الكنيست، بينهم رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، والرئيس الحالي لحزب التجمع الوطني، سامي أبو شحادة، والرئيس السابق، الدكتور مطانس شحادة، والنائب حنين زعبي، وكذلك عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية، محمود مواسي، وعضو قيادة التجمع، يوسف طاطور.

محمد بركة في غرفة التحقيق في مركز الشرطة الإسرائيلية (حساب رسمي)

وقد أثار هذا الاعتقال ضجة كبيرة، حتى أن المدّعي العامّ في النيابة الإسرائيلية، عميت آيسمان، بعث برسالة «توبيخ» إلى قسم التحقيقات في الشرطة، قال فيها إن اعتقال أعضاء كنيست عرب سابقين في الناصرة، وعلى رأسهم رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، لم يكن له أيّ تبرير، وكان خاطئاً.

وجنبا إلى جنب مع العمليات الحربية في غزة، يكشف النقاب عن حالات اعتقالات مريبة ولأتفه الأسباب.

وقد روى الطبيب عزمي حكيم من الناصرة، أن التحقيق معه جرى بعد نشره تغريدة في الشبكات الاجتماعية عبر فيها بوضوح عن ألمه واستنكاره للممارسات التي قام بها بعض الأفراد ممن شاركوا في هجوم «حماس» على البلدات اليهودية في غلاف غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولكنه استنكر أيضا الرد الإسرائيلي المجنون على قطاع غزة وما تضمنه ذلك من مجازر.

وقد أخذه المحققون معصوب العينين إلى سجن الجلمة وعرضوا عليه ترجمة مشوهة لكلامه اعتمدوا فيها على برنامج ترجمات «غوغل».

«وقف النار فوراً»... شعارات رفعها يساريون إسرائيليون بينهم النائب العربي في الكنيست أيمن عودة ضد الحرب في غزة (أ.ف.ب)

وروت ممرضة عربية أنها فصلت من عملها في المستشفى لأنها بكت أمام مشاهد قصف المستشفى المعمداني في غزة. وقالت الممرضة، التي تسكن في منطقة الجليل وطلبت عدم نشر اسمها، إنها في اليوم التالي لهذا القصف حضرت إلى العمل وهي ترتدي ملابس باللون الأسود وقامت بتغيير الصورة الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي للون الأسود، وخلال العمل لم تتمالك نفسها وراحت تتذكر كيف تصرفت الممرضات في المستشفى الغزاوي وتبكي بصمت. فشاهدتها إحدى الزميلات وأخبرت مديرة القسم، فاستدعتها وحاولت فهم سبب بكائها. أجابتها أنها تعاني بعض المشاكل الشخصية والعائلية، ولكن المديرة لم تقتنع وراحت تضغط وتستدرج حتى أفصحت الممرضة عن السبب الحقيقي لبكائها. وبعد فترة، استدعيت إلى جلسة استماع وجهت لها خلالها اتهامات خطيرة بـ«التعاطف مع حركة (حماس)». وحاولت توضيح أن الفرق كبير بين التعاطف مع «حماس»، والتعاطف مع أهل غزة ضحايا القصف والدمار. لكن شرحها لم يفد، وطردت من العمل.

الشرطة تعتقل سامي أبو شحادة من موقع المظاهرة (مواقع)

رئيس لجنة المتابعة العربية، محمد بركة، علق على ذلك، قائلا: «هناك محاولات من الحكومة تؤسس لإعادة الحكم العسكريّ إلى المجتمع العربيّ، دون الإعلان عن ذلك». وذكر أن «توبيخ المدّعي العام آيسمان للشرطة، هو بمثابة رسالة لجهاز القضاء الذي تساوَق مع التُّهم الملفّقة، بحيث اتخذت المحكمة إجراءات تتوافق مع سلوك الشرطة غير القانوني، وأعتقد أن هذه رسالة بالغة الأهمية تفيد بأن بعض القضاة يتصرفون وكأنهم موظفون لدى الشرطة وجهاز المخابرات».

وقال رئيس «التجمع»، سامي أبو شحادة، إن هناك جوّا من الإرهاب يفرضه تيار سياسي بقيادة وزير الأمن القومي الداخلي، إيتمار بن غفير، على مجمل المنظومة القانونية في دولة إسرائيل، سواء جهاز الشرطة أو قوات الأمن أو النيابة العامة، أو حتى المحاكم، وبات يسيطر بشكل كبير جدا على القضاة، ولذلك فإن خطر بن غفير لن يتركنا حتى بعد أن يترك هو منصبه وزيرا للأمن القومي، لافتا إلى ثقافة جديدة دوّنتها أجهزة الشرطة والأمن والمحاكم، مناقضة لكل ما هو إنساني وديمقراطي، وسيستغرق الكثير من الوقت والنضال ضد هذه الثقافة، من أجل أن تعود هذه المنظومة إلى خطابها العقلانيّ.

الفنانة والباحثة دلال أبو آمنة (حسابها على إنستغرام)

يذكر أن محكمة الصلح في الناصرة قامت بتمديد اعتقال 4 طالبات يدرسن في كلية «نوف هجليل»، حتى الثالث والعشرين من الشهر الحالي، لاستكمال التحقيق معهن بشبهة «التماثل مع تنظيم إرهابي»، و«التحريض على الإرهاب»، وذلك بعد نشرهن صوراً ومضامين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» في السابع من أكتوبر.

وادعت الشرطة، في ملف آخر، أنها اعتقلت الشهر الماضي، شابين عربيين من مواطني إسرائيل، للاشتباه بأنهم تدربوا في تركيا على القتال بغرض المشاركة في الحرب التي شنتها «حماس». وقالت إن «حماس» كانت تخطط لانخراط العرب في أعمال عدائية، وإن الشرطة تحقق مع عدد من الشبان الذين سافروا إلى تركيا في رحلات مشبوهة مثل هذه.


مقالات ذات صلة

العرب في إسرائيل... ازدهار بين نكبتين

خاص فلسطينيون في مسيرة 3 أميال إلى طولكرم بعد نقلهم بشاحنات إلى هذه النقطة من قرية عربية غير قتالية بالقرب من حيفا وقد وفرت «منظمة الصليب الأحمر» الدولية ممراً آمناً لهم (غيتي)

العرب في إسرائيل... ازدهار بين نكبتين

مارست السلطات الإسرائيلية سياسة تمييز عنصري تجاه المواطنين العرب على مدار 76 سنة، ولم تفِ بتعهداتها في «وثيقة الاستقلال» التي نصت على المساواة للجميع.

نظير مجلي (تل ابيب)
شؤون إقليمية وزير الإسكان الإسرائيلي يتسحاق جولدكنبف ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست (أ.ف.ب)

اليمين الإسرائيلي يخطط لتقليص تمثيل العرب في الكنيست

حذّر قانونيون وحقوقيون من خطورة خطط يعدها اليمين الإسرائيلي لسن قوانين في الكنيست (البرلمان)، وترمي إلى تقليص أعضائه من النواب العرب وإضعاف تأثيرهم السياسي.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
تحليل إخباري مواطنون عرب في إسرائيل يحيون ذكرى يوم الأرض في شمال الجليل مارس 2022 (أ.ف.ب)

تحليل إخباري خبراء خيَّروا الإسرائيليين والفلسطينيين بين الحرب أو «الدولتين»... فكيف أجابوا؟

بعد نحو شهر على استطلاع أظهر أن 68 في المائة من اليهود في إسرائيل يعارضون إقامة دولة فلسطينية، كُشفت مؤخراً جوانب أخرى في الاستطلاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري ضابط شرطة إسرائيلي أمام مبنى سكني في مدينة الطيرة العربية وسط إسرائيل تعرّض لأضرار بسبب شظايا اعتراضات الصواريخ التي أُطلقت من لبنان السبت (إ.ب.أ)

تحليل إخباري العرب في الداخل الإسرائيلي بلا ملاجئ تحميهم... وكفاءة دفاعية أقل

فتَحَ مقتل عدد متزايد من فلسطينيّي الداخل بصواريخ أو شظايا، خلال اعتراض صواريخ أُطلقت من لبنان، نقاشاً قديماً في إسرائيل حول التمييز الصارخ بين اليهود والعرب.

كفاح زبون (رام الله)

بزشكيان: إيران لم تخطط قط لاغتيال ترمب

الرئيس الإيراني بزشكيان يتحدث خلال جلسة عامة في إطار تنسيق «بريكس بلس» في أثناء قمة المجموعة بقازان بروسيا 24 أكتوبر 2024 (رويترز)
الرئيس الإيراني بزشكيان يتحدث خلال جلسة عامة في إطار تنسيق «بريكس بلس» في أثناء قمة المجموعة بقازان بروسيا 24 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

بزشكيان: إيران لم تخطط قط لاغتيال ترمب

الرئيس الإيراني بزشكيان يتحدث خلال جلسة عامة في إطار تنسيق «بريكس بلس» في أثناء قمة المجموعة بقازان بروسيا 24 أكتوبر 2024 (رويترز)
الرئيس الإيراني بزشكيان يتحدث خلال جلسة عامة في إطار تنسيق «بريكس بلس» في أثناء قمة المجموعة بقازان بروسيا 24 أكتوبر 2024 (رويترز)

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الثلاثاء إن إيران «لم تخطط قط» لاغتيال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية العام الماضي.

وقال بزشكيان في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي) الإخبارية في طهران ردا على اتهامات من جانب السلطات الأميركية «هذه مؤامرة أخرى من تلك المؤامرات التي تدبرها إسرائيل ودول أخرى لتعزيز المشاعر المعادية لإيران... لم تحاول إيران قط، ولا تخطط أبدا لاغتيال أي شخص. على حد علمي على الأقل». وردا على سؤال عما إذا كانت إيران على استعداد للتعهد بعدم محاولة اغتيال ترمب، قال الرئيس الإيراني «لم نحاول فعل هذا أصلا، ولن نفعل ذلك أبدا».

كانت وزارة العدل الأميركية قد وجهت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي اتهامات إلى إيراني بمحاولة قتل ترمب عندما كان مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة. كما وجهت وزارة العدل اتهامات لرجلين آخرين بالتخطيط لقتل صحفية وناشطة إيرانية أميركية انتقدت الحكومة الإيرانية بسبب معاملتها للنساء.