إيران تعدم 3 معارضين بلوش شنقاً بتهمة «أعمال إرهابية»

صورة نشرتها وكالة «ميزان» من اضطرابات مدينة زاهدان عاصمة محافظة بلوشستان في 8 يوليو الماضي
صورة نشرتها وكالة «ميزان» من اضطرابات مدينة زاهدان عاصمة محافظة بلوشستان في 8 يوليو الماضي
TT

إيران تعدم 3 معارضين بلوش شنقاً بتهمة «أعمال إرهابية»

صورة نشرتها وكالة «ميزان» من اضطرابات مدينة زاهدان عاصمة محافظة بلوشستان في 8 يوليو الماضي
صورة نشرتها وكالة «ميزان» من اضطرابات مدينة زاهدان عاصمة محافظة بلوشستان في 8 يوليو الماضي

أعلن القضاء الإيراني تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بـ3 معارضين بلوش بتهمة ارتكاب «أعمال إرهابية» في محافظة بلوشستان جنوب شرق البلاد، حيث تنشط معارضة بلوشية مناوئة لطهران.

وذكرت وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني أن محمد براهوي ومحمد رم بارزاي وإدرس بلراني أدينوا بتهمة التعاون مع جماعة «جيش العدل» المعارضة التي تعدها السلطات الإيرانية «إرهابية»، ويقدمها الإعلام الإيراني على أنها «امتداد للجماعات المتشددة»، وعلى خلاف ذلك تقول الجماعة إنها «حركة مقاومة» تكافح من أجل الحقوق العرقية للبلوش.

وشكّل «جيش العدل» عام 2012 أعضاء سابقون في منظمة معارضة في بلوشستان التي تعد واحدة من أكثر مناطق إيران فقراً، والتي يعيش فيها عدد كبير من الأقلية البلوشية. ويشكو أهالي المحافظة من «سياسات التمييز العرقي والديني».

وأدين الرجال الثلاثة بتنفيذ هجمات على مركز للشرطة وسيارة للشرطة عام 2019، كما عثر على مخزون أسلحة في منزل أحدهم، وفق ما نقلت النسخة العربية لوكالة الصحافة الفرنسية من القضاء الإيراني.

وقال رئيس القضاء في محافظة بلوشستان، علي مصطفوي نيا، إن لجنة العفو بالمحافظة عارضت مقترح العفو عن المدانين في هذه القضية، وفقاً لوكالة «ميزان».

وفي سبتمبر (أيلول)، قُتل شرطيان خلال هجوم في بلوشستان. وفي اشتباك جديد الاثنين بين حرس الحدود الإيراني ومسلحين، قُتل جندي وأصيب اثنان، حسب وكالة «إرنا» الرسمية للأنباء. وتعد هذه المنطقة الواقعة قرب الحدود مع باكستان وأفغانستان مسرحاً لاشتباكات متكررة بين الشرطة من جهة، وتجار مخدرات وجماعات بلوشية معارضة من جهة أخرى.

وأعدمت إيران 600 شخص منذ مطلع 2023 في حصيلة هي الأعلى منذ 8 سنوات، حسبما أورد تقرير «منظمة حقوق الإنسان في إيران»، ومقرّها النرويج، مطلع هذا الشهر.

وتقول منظمات حقوقية عدة إن إيران تستخدم عقوبة الإعدام وسيلة لبث الخوف منذ احتجاجات قادتها نساء شهدتها البلاد على مدى أشهر اعتباراً من سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.

وقال مدير «منظمة حقوق الإنسان في إيران» محمود أميري-مقدّم إنه «يتوجّب على المجتمع الدولي أن يبدي رد فعل على (تنفيذ) أكثر من 600 إعدام في 10 أشهر»، واصفاً الأمر بأنه «جريمتان في اليوم ترتكبهما دولة».

والحصيلة التي سجّلتها المنظمة في العام الحالي، والبالغة 604 إعدامات، تتخطى تلك التي سجّلتها عام 2022، والتي بلغت 582 إعداماً، وهي الأعلى منذ عام 2015 حين سجّلت 972 إعداماً. ويعبّر نشطاء عن استيائهم إزاء ارتفاع أعداد أحكام الإعدام الصادرة على خلفية الإدانة بجرائم مخدرات، علماً بأن هذه الأعداد عادت للارتفاع في العام الماضي بعدما كانت تراجعت بفعل تعديلات أدخلت على القانون الجنائي في إيران. وتتصدر بلوشستان قائمة المحافظات الإيرانية من حيث عدد الإعدامات، وتصل عدد الإعدامات إلى 30 في المائة من مجموع الحالات التي جرى الإعلان عنها أو رصدتها منظمات حقوق الإنسان.

ولا تزال مدينة زاهدان تشهد احتجاجات أسبوعية كل جمعة، احتجاجاً على مقتل العشرات من أبناء المدينة بنيران قوات الأمن خلال الاضطرابات التي شهدتها البلاد العام الماضي. ويوجه إمام جمعة المدينة رجل الدين السني البارز عبد الحميد إسماعيل زهيا انتقادات أسبوعية للسلطات.


مقالات ذات صلة

ترمب «مرتاح» لمسار التفاوض مع إيران

ترمب يصل في قاعدة أندروز الجوية المشتركة بولاية ماريلاند حيث غادر على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» باتجاه المنطقة اليوم (أ.ف.ب)

ترمب «مرتاح» لمسار التفاوض مع إيران

أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، ارتياحه من مسار المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر اجتماعاً مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والسفير الإيراني لدى روسيا كاظم جلالي في موسكو 17 أبريل 2025 (رويترز)

إيران تستعد لزيارة بوتين وسط مفاوضاتها مع واشنطن

أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن طهران تتهيأ لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في خضمّ محادثاتها النووية مع واشنطن.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية مسؤولون عمانيون يسقبلون الوفد الإيراني المشارك في المفاوضات برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي في مسقط اليوم (د.ب.أ)

المفاوضات النووية تتقدم وسط تفاؤل أميركي وتحفظ إيراني

انتهت الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، في العاصمة العُمانية مسقط، أمس، باتفاق.

«الشرق الأوسط» (لندن - مسقط)
شؤون إقليمية صورة مركبة تجمع ويتكوف (يمين) وعراقجي (أ.ب)

الجولة الرابعة للمفاوضات الإيرانية - الأميركية تنتهي بـ«تفاهمات جزئية»

بعد اختتام الجولة الرابعة من المحادثات الإيرانية - الأميركية في مسقط، وصفت طهران المفاوضات بأنها «صعبة، لكنها مفيدة لتعزيز الفهم المتبادل لمواقف الطرفين».

«الشرق الأوسط» (لندن - مسقط)
الولايات المتحدة​ ترمب ونتنياهو في اجتماع بالبيت الأبيض في 7 أبريل 2025 (د.ب.أ) play-circle

الخلافات بشأن إيران وغزة تُفاقم التوتر بين ترمب ونتنياهو

في الأسابيع الأخيرة، توترت العلاقة بين ترمب ونتنياهو مع ازدياد الخلاف بين الزعيمين حول استراتيجية التعامل مع حرب غزة والخطر الإيراني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إردوغان مشيداً بحلّ «العمال الكردستاني»: قرار مهم لتعزيز السلام والأخوة في تركيا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال فعالية في الجزء التركي من نيقوسيا بقبرص 3 مايو 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال فعالية في الجزء التركي من نيقوسيا بقبرص 3 مايو 2025 (إ.ب.أ)
TT

إردوغان مشيداً بحلّ «العمال الكردستاني»: قرار مهم لتعزيز السلام والأخوة في تركيا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال فعالية في الجزء التركي من نيقوسيا بقبرص 3 مايو 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال فعالية في الجزء التركي من نيقوسيا بقبرص 3 مايو 2025 (إ.ب.أ)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مساء الاثنين، إن بلاده ستراقب «بحذر» تطبيق قرار «حزب العمال الكردستاني» حل نفسه وإلقاء السلاح.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية: «نعتبر هذا القرار مهماً من حيث تعزيز أمن بلادنا وسلام منطقتنا والأخوّة الأبدية لشعبنا». وتابع أن قرار الحزب يجب أن يمتد إلى كل فروعه.

وأعلن «حزب العمال الكردستاني»، في وقت سابق اليوم، قرارات مؤتمره العام التي تضمنت «حل البنية التنظيمية للحزب، وإنهاء الكفاح المسلح، وإنهاء الأنشطة التي كانت تمارس باسم حزب العمال الكردستاني».

كان عبد الله أوجلان، مؤسس «حزب العمال الكردستاني» والمسجون حالياً في تركيا، قد دعا الحزب في رسالة في فبراير (شباط) الماضي إلى عقد مؤتمر وإعلان الموافقة رسمياً على حل نفسه، وحض المقاتلين على إلقاء أسلحتهم.

وتقاتل تركيا «حزب العمال الكردستاني» منذ عقود وتعتبره منظمة إرهابية.