أجندة الانتخابات المحلية تفرض نفسها على تركيا

كليتشدار أوغلو سلّم رئاسة «الشعب الجمهوري» لأوزيل في أجواء ودية

إردوغان وزوجته خلال إلقائه خطاباً بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لبلاده في إسطنبول يوم 29 أكتوبر (رويترز)
إردوغان وزوجته خلال إلقائه خطاباً بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لبلاده في إسطنبول يوم 29 أكتوبر (رويترز)
TT

أجندة الانتخابات المحلية تفرض نفسها على تركيا

إردوغان وزوجته خلال إلقائه خطاباً بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لبلاده في إسطنبول يوم 29 أكتوبر (رويترز)
إردوغان وزوجته خلال إلقائه خطاباً بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لبلاده في إسطنبول يوم 29 أكتوبر (رويترز)

فرضت أجندة الانتخابات المحلية نفسها على تركيا، مع اقتراب موعدها المقرر في 31 مارس (آذار) المقبل. وبدأت الأحزاب التركية وضع خرائط تحركها في الانتخابات واختيار مرشحيها للبلديات والمناطق والأحياء. وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك إن مرحلة الانتخابات بدأت، وإنه سيتم الإعلان عن الجدول الزمني خلال اليومين المقبلين.

وأضاف تشيليك، أن مجلس القرار المركزي للحزب ناقش في اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، ليل الثلاثاء إلى الأربعاء، طلب تفويض رئيس الحزب سلطة تعيين رؤساء الحزب في الولايات والمناطق، وسيتم الانتهاء من الدراسات حول كيفية عمل التقويم الانتخابي وكيفية إجرائه، ومشاركتها مع الجمهور.

«تحالف الشعب»

وسبق أن أعلن إردوغان، أن حزبه سيواصل العمل في الانتخابات المحلية المقبلة من خلال «تحالف الشعب»، الذي ضم خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو (أيار) الماضي، أحزاب «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» و«الوحدة الكبرى» و«الرفاه من جديد» و«هدى بار». وينتظر أن ينسق «العدالة والتنمية» مع أحزاب التحالف بشأن توزيع البلديات في الولايات والمدن والأحياء، وأن يطبّق النموذج السابق الذي عمل به مع حزب «الحركة القومية» في الانتخابات المحلية السابقة عام 2019.

وفي تلك الانتخابات، لم يتقدم «الحركة القومية» بمرشحين في الولايات الكبرى، مثل أنقرة وإسطنبول وإزمير، في حين ترك «العدالة والتنمية» بعض الولايات للحركة القومية وتبادلا الدعم على هذا الأساس.

والتقى إردوغان أكثر من مرة، خلال الشهرين الماضيين، رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، كما التقى رئيس حزب «الوحدة الكبرى» مصطفى ديستيجي، الشهر الماضي؛ للتباحث حول الانتخابات المحلية. أما حزب «الرفاه من جديد»، فأعلن رئيسه فاتح أربكان، أنه سيخوض الانتخابات بشعاره الخاص، وسيقدم مرشحين في جميع البلديات.

زعيم حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل يحدث الصحافيين أمام المحكمة الدستورية في أنقرة الأربعاء (أ.ف.ب)

وأعلنت أحزاب المعارضة التي انضوت تحت «تحالف الأمة» في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مايو، وهي كل من «الشعب الجمهوري» و«الجيد» و«الديمقراطية والتقدم» و«السعادة» و«الديمقراطي والمستقبل»، أنها لن تدخل في تحالفات في الانتخابات المحلية. وجددت رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشنار، خلال اجتماع المجموعة البرلمانية للحزب الأربعاء، أن حزبها لن يدخل في أي تحالفات في الانتخابات المحلية.

وردت أكشنار على ما قاله رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق، كمال كليتشدار أوغلو، خلال المؤتمر العام للحزب السبت الماضي والذي شهد خسارته رئاسة الحزب لصالح أوزغور أوزيل، حيث ذكر أن هناك من غادر طاولة الستة لأحزاب المعارضة قبل الانتخابات ثم عاد إليها، في إشارة إلى أكشنار.

تنحي كليتشدار أوغلو

وسلم كليتشدار أوغلو، الأربعاء، منصب رئيس الحزب رسمياً إلى أوزيل بعد فوزه السبت الماضي برئاسته خلفاً له.

وأقيم حفل تسليم وتسلم في مقر الحزب في أنقرة. وقبل ذلك بساعات، قام أوزيل ترافقه زوجته ديدم بزيارة عائلية إلى كليتشدار أوغلو في منزله، وكان كليتشدار أوغلو في استقباله عند مدخل البناية التي يقيم فيها. وعبّر أوزيل عن شكره لكليتشدار أوغلو، قائلاً إنه أشعره بالخجل بسبب حرارة الاستقبال والحفاوة التي لقيها منه. وأكد أنه سيظل ملهماً لقيادة الحزب بخبرته ورصيده في رئاسته على مدى 13 عاماً.

كليتشدار أوغلو برفقة خلفه رئيس حزب الشعب الجمهوري الجديد أوزغور أوزيل الأربعاء (موقع حزب الشعب الجمهوري)

وتفرض الانتخابات المحلية نفسها على أوزيل في مستهل رئاسته للحزب، وسيكون اختبار أسماء مرشحي الحزب في مقدمة البنود المطروحة على أجندة الاجتماع الأول للمجلس التنفيذي للحزب، الذي سيرأسه أوزيل، السبت.

وعلى الرغم من إعلان حزب «الجيد»، الذي كان شريكاً في «تحالف الأمة» مع الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية في 2019، أنه لن يدخل في تحالفات، يسود اعتقاد بأن «الشعب الجمهوري» بعد تغير قيادته قد يعيد طرح فكرة التحالف مع حزب «الجيد» في بعض الدوائر، وكذلك مع أحزاب أخرى من التي كانت ضمن طاولة الستة.

وسبق أن لمح رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي بات من المؤكد أن يكون هو المرشح لرئاسة البلدية للمرة الثانية في انتخابات مارس المقبل، إلى أنه سيعمل على تشكيل تحالف واسع من أجل الفوز بإسطنبول مرة أخرى. ووضع الرئيس رجب طيب إردوغان استعادة إسطنبول من حزب الشعب الجمهوري، إلى جانب أنقرة وبلديات كبرى أخرى، كهدف أول للانتخابات المحلية المقبلة.

 


مقالات ذات صلة

إردوغان يتمسك بدستور جديد لتركيا... والبرلمان الأوروبي يندد باعتقالات معارضين

شؤون إقليمية أتراك يتظاهرون احتجاجاً على اعتقال أحد رؤساء البلديات من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض (موقع الحزب)

إردوغان يتمسك بدستور جديد لتركيا... والبرلمان الأوروبي يندد باعتقالات معارضين

فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بدستور جديد للبلاد قبل انتخابات 2028، ندد البرلمان الأوروبي بإجراءات بحق رؤساء بلديات معارضين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الصاروخ «ميتور» جو - جو (إعلام تركي)

تركيا تؤكد استمرار خططها لاقتناء صواريخ «ميتور» رغم معارضة اليونان

أكدت تركيا استمرارها في خطط اقتناء صواريخ «ميتور» التي تثير اعتراضات من جانب اليونان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أنصار رئيس بلدية إسطنبول أمام أكرم إمام أوغلو رافعين لافتة كبيرة تحوي صورة له مع عبارات: «لا نجاة لك وحدك... إما أن نكون معا أو لا نكون» خلال إفادته في تحقيقين أمام النيابة الأسبوع قبل الماضي (إ.ب.أ)

رئيس بلدية إسطنبول يواجه الحبس والحظر السياسي في محاكمتين

سيحاكم رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو في قضيتين أمام محكمتين مختلفتين في 11 أبريل المقبل يواجه فيهما عقوبات بالحبس وحظر نشاطه السياسي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي محتجون على خطط ترمب حول غزة أمام القنصلية الأميركية في إسطنبول (رويترز)

داود أوغلو يقترح الاستفتاء لربط غزة بتركيا لحين إقامة الدولة الفلسطينية

اقترح رئيس الوزراء التركي الأسبق رئيس حزب «المستقبل»، أحمد داود أوغلو، إجراء استفتاء على ربط غزة بتركيا مع منحها الحكم الذاتي حتى قيام الدولة الفلسطينية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مصادمات عنيفة بين الشرطة والمحتجين أمام بلدية وان شرق تركيا احتجاجاً على قرار بحبس رئيسها عبد الله زيدان (إعلام تركي)

تركيا: حملة اعتقالات جديدة في صفوف بلديات المعارضة بتهمة الإرهاب

شنت السلطات التركية حملة اعتقالات في عدد من البلديات التابعة للمعارضة في إسطنبول فيما وقعت مصادمات بين الشرطة ومحتجين على قرار حبس رئيس بلدية بشرق البلاد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقرير: ويتكوف يسعى لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء الأسبوع المقبل

أقارب للرهائن الإسرائيليين يحتجون للمطالبة بالإفراج عنهم جميعاً (رويترز)
أقارب للرهائن الإسرائيليين يحتجون للمطالبة بالإفراج عنهم جميعاً (رويترز)
TT

تقرير: ويتكوف يسعى لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء الأسبوع المقبل

أقارب للرهائن الإسرائيليين يحتجون للمطالبة بالإفراج عنهم جميعاً (رويترز)
أقارب للرهائن الإسرائيليين يحتجون للمطالبة بالإفراج عنهم جميعاً (رويترز)

ذكرت «القناة 12» التلفزيونية الإسرائيلية، الجمعة، أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يسعى لتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الأحياء المتبقين الأسبوع المقبل.

وقالت القناة الإسرائيلية إنه بعد إطلاق سراح 3 رهائن غداً السبت، سيكون هناك 6 رهائن متبقين يعتقد أنهم على قيد الحياة، ومن المُقرر إطلاق سراحهم قبل نهاية المرحلة الأولى.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار على أنه سيتم إطلاق هؤلاء الستة في 22 فبراير (شباط) وأول مارس (آذار)، لكن ويتكوف يعمل على تبكير هذا الجدول الزمني، وفق تقرير القناة.

وشهدت الأيام الماضية تهديدات متبادلة بين «حماس» وإسرائيل، أثارت جوّاً من الشك بشأن استمرار الهدنة في قطاع غزة المدمّر، جرّاء حرب استمرّت نحو 15 شهراً.

وبموجب الاتفاق الذي تمتد مرحلته الأولى 42 يوماً، يُفترض تنفيذ العملية السادسة لتبادل الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، السبت. لكن «حماس» كانت قد أعلنت تأجيلها، متهمةً إسرائيل بـ«تعطيل» تنفيذ الاتفاق، خصوصاً عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

والخميس، أوضحت مصادر فلسطينية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ الوسطاء «أجروا مباحثات مكثفة وتمّ الحصول على تعهد إسرائيلي مبدئياً بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني»، ما سيُتيح إدخال «الكرَفانات والخيام والوقود والمعدّات الثقيلة والأدوية ومواد ترميم المشافي» إلى القطاع.

مع ذلك، يُخيّم غموض على مستقبل الاتفاق؛ خصوصاً أن المفاوضات بشأن مرحلته الثانية التي يفترض أن تدخل حيّز التنفيذ مطلع مارس (آذار)، لم تبدأ بعد.

وبموجب شروط الاتفاق، سيتم إطلاق 33 رهينة محتجزين في غزة بحلول بداية مارس، في مقابل 1900 معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل. وتم حتى الآن الإفراج عن 16 إسرائيلياً و765 معتقلاً فلسطينياً.

ومن بين 251 شخصاً خُطفوا في هجوم «حماس» يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، ما زال 73 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفقاً للجيش الإسرائيلي.

ويُفترض أن تشهد المرحلة الثانية من الهدنة إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستُخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تُقدّر الأمم المتحدة تكلفته بأكثر من 53 مليار دولار.