لمّح الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى تأخر عملية مناقشة بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في البرلمان التركي؛ لانشغاله بأعمال مناقشة وإقرار موازنة العام الجديد، لكنه تعهّد بالعمل على تسهيل التصديق على الطلب.
من ناحية أخرى انطلق، (السبت)، المؤتمر السنوي الـ38 لحزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، الذي يستمر يومين لاختيار رئيس جديد للحزب وأعضاء المجلس المركزي التنفيذي.
السويد و«الناتو»
قال إردوغان إن مصادقة تركيا على طلب انضمام السويد إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في يد البرلمان، مشيراً إلى انشغال البرلمان حالياً في أعمال مناقشة والمصادقة على مشروع الموازنة الجديدة. وأضاف أن «أهم شيء بين توقعاتنا هو مظاهرات منتسبي (منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية) في شوارع استوكهولم. تحدثنا عن ذلك مع رئيس الوزراء السويدي».
وتابع إردوغان في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته من كازاخستان، نقلتها وسائل الإعلام التركية (السبت): «أخبرونا (السويد) أيضاً أنهم مهّدوا الطريق لتصدير الأسلحة إلى تركيا (بعد رفع الحظر الذي فرضته ودول غربية أخرى على تركيا بسبب عمليتها العسكرية ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا في 2019)». وأوضح: «صحيح أنهم اتخذوا هذه الخطوة. لكن للأسف، لم يتم اتخاذ أي إجراءات حتى الآن فيما يتعلق بأنشطة المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني)».
وقال إردوغان إن واجبه كان إحالة هذه القضية إلى البرلمان في المقام الأول، وقد فعل ذلك، مضيفاً: «سنواصل عملنا على ملف انضمام السويد كتحالف الشعب (نواب أحزاب العدالة والتنمية، والشعب الجمهوري، والرفاه من جديد) في البرلمان». ولفت إلى أن الأمين العام لـ«الناتو»، ينس ستولتنبرغ، بعث له برسالة شكر قال فيها إنه يتابع القضية، ويرى خطوته بإرسال البروتوكول إلى البرلمان إيجابيةً.
مؤتمر «الشعب الجمهوري»
من ناحية أخرى، انطلق في قاعة أنقرة الرياضية في أنقرة، (السبت)، المؤتمر العادي الـ38 لحزب «الشعب الجمهوري»، الذي يستمر يومين تحت شعار: «مؤتمر الديمقراطية والوحدة في المئوية الثانية (للجمهورية التركية)» لانتخاب الرئيس الجديد للحزب وأعضاء المجلس المركزي التنفيذي ومجلس التأديب.
وشارك 1368 مندوباً في اختيار الرئيس الجديد للحزب من بين مرشحَين اثنَين، هما رئيس الحزب الحالي كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح «تيار التغيير» أوزغور أوزيل. في حين لم يتمكّن 3 مرشحين آخرين من الحصول على العدد الكافي من التوقيعات لخوض الانتخابات. ويتعين أن يحصل أحد المرشحَين على أغلبية الثلثين من عدد المندوبين؛ للفوز برئاسة الحزب.
وأكد كليتشدار أوغلو، في كلمة أمام المؤتمر، أن مَن أطلقوا الدعوة للتغيير في حزب «الشعب الجمهوري» عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة في مايو (أيار) الماضي، تغافلوا حقيقة أن الحزب هو أكبر حزب في تركيا شهد عمليات تغيير مع الحفاظ على ثوابته بوصفه أعرق وأقدم حزب سياسي بدأ مع تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923. وأضاف كليتشدار أوغلو، الذي يتولى رئاسة الحزب منذ 2010 منتقداً دعاة التغيير، أن الحزب دخل أماكن لم يكن يستطيع الفوز فيها من قبل، وأصبح لديه نواب في المناطق التي كانت تعدّ مستعصية عليه في قلب الأناضول.
وعن عدم قدرته على حسم انتخابات الرئاسة أمام الرئيس رجب طيب إردوغان في مايو الماضي، وجه كليتشدار أوغلو انتقاداً ضمنياً إلى رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشنار، قائلاً: «كان هناك أشخاص يتركون الطاولة (طاولة الستة لأحزاب المعارضة) ويعودون إليها بعد أن عملنا معاً على نظام جديد لحكم البلاد، وعقدنا اتفاقاً مشتركاً على الترشح للرئاسة وشاركناه مع شعبنا... ثم كان هناك مَن ترك الطاولة وعاد إليها... كان علي أن أخوض انتخابات الرئاسة والخناجر في ظهري».
انتقادات للحكومة
ووجّه كليتشدار أوغلو انتقادات إلى الحكومة، قائلاً إنها حوّلت البلاد إلى سجن مفتوح، ومؤكداً أنه سيواصل دفاعه عن الناشط عثمان كفالا، وعن السياسي الكردي صلاح الدين دميرطاش، وجميع سجناء الرأي والصحافيين، وسيواصل الدفاع عن الحق في التعبير عن جميع الأفكار بحرية. كما اتهم الحكومة بانتهاج سياسة عمّقت الفقر، وركزت الثروة في يد عدد محدود من المقربين منها.
وأعلن كليتشدار أوغلو أن هذه ستكون المرة الأخيرة التي سيترشح فيها لرئاسة الحزب، وأنه في المؤتمر العام المقبل سيكون أحد أعضاء الحزب الجالسين في القاعة، وسيصفق لرئيس الحزب المنتخب.