«القسام» تعلن تدمير أهداف بحرية إسرائيلية... وتل أبيب تعترف بـ«دفع ثمن باهظ» في غزة

وزير الدفاع الإسرائيلي أكد أن الجيش حقق «إنجازات كبيرة»

نيران المدفعية الإسرائيلية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب)
نيران المدفعية الإسرائيلية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب)
TT

«القسام» تعلن تدمير أهداف بحرية إسرائيلية... وتل أبيب تعترف بـ«دفع ثمن باهظ» في غزة

نيران المدفعية الإسرائيلية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب)
نيران المدفعية الإسرائيلية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب)

بينما أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» مساء (الثلاثاء) أنها دمرت أهدافاً بحرية إسرائيلية على ساحل غزة بواسطة طوربيد يدخل الخدمة أول مرة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف إن الجيش الإسرائيلي «يحقق إنجازات كبيرة»، خلال العملية البرية في قطاع غزة، لكنه اعترف أيضاً بأنه «يدفع ثمناً باهظاً».

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غالانت قوله في حديث أمام وحدات عسكرية: «ننشر قوات على نطاق واسع في عمق القطاع... وتدور معارك ضد القوات العاملة (في غزة) والنتائج والإنجازات في ساحة المعركة كبيرة جداً».

لكنه أضاف: «للأسف، في الحرب أيضاً هناك ثمن، والثمن في اليوم الأخير كان باهظاً جداً. رغم ذلك، فإننا مصممون أيضاً على الاستمرار والانتصار».

ومن جهته، قال الناطق باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة: «تمكنا من تدمير أهداف بحرية إسرائيلية على ساحل غزة بواسطة طوربيد (العاصف) الذي يدخل الخدمة أول مرة».

وأضاف: «تمكن سلاح البحرية بتوجيه هجمات عدة لأهداف بحرية عدة، من خلال طوربيد (العاصف) الذي نكشف عن دخوله الخدمة في هذه المعركة».

وتابع: «قواتنا تعمل على التصدي والدفاع المدروس والمخطط لهجمات إسرائيل في غزوها البري لغزة».

وأشار إلى أن «كتائب القسام» دمرت 22 آلية عسكرية إسرائيلية حتى الآن من المسافة صفر، كما نفذت عمليات تسلل في مناطق الحشد والتجمع للجيش الإسرائيلي، وقتلت عدداً كبيراً منهم.

إضافة إلى ذلك، أعلن أبو عبيدة عزم الكتائب الإفراج عن محتجزين أجانب لديها في قطاع غزة خلال أيام.

وقال في تسجيل مصور إن «بعض الدول تدخلت من خلال الوسطاء لتحرير بعض المحتجزين في غزة من الجنسيات الأجنبية».

وأضاف: «أبلغنا الوسطاء بأننا سنفرج عن عدد من الأجانب خلال الأيام المقبلة انسجاماً مع موقفنا الذي أعلنّاه مبكراً عن عدم رغبتنا وعدم حاجتنا لاستمرار احتجازهم».

ولم يدل الناطق بتفاصيل إضافية أو العدد المقرر المفرج عنهم.

وعلق أبو عبيدة على إعلان إسرائيل، الاثنين، عن تحرير مجندة خلال عملية خاصة في قطاع غزة، وقال: «ننفي أن يكون العدو قد وصل إلى أي أسير لدينا في (كتائب القسام)، وهذه الرواية إن صحت فإن هذا الحدث يكون قد تم مع جهات منفردة بين أيديها أسرى».

وأضاف: «إذا كان الفاشل (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يتفاخر ويحتفل بتحرير أسيرة واحدة بعد شهر من المعركة فهذا يعني أنه يحتاج إلى 20 عاماً لتحرير أسراه على هذه الطريقة».

وتقول إسرائيل إن 240 شخصاً بينهم مدنيون وأجانب احتُجزوا في قطاع غزة إثر هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي على مناطق في جنوب إسرائيل.

وكانت «الكتائب» قد أعلنت في وقت سابق، الثلاثاء، استهداف المدينة، وأعلن الجيش الإسرائيلي في الوقت نفسه انطلاق صفارات الإنذار من الصواريخ في المدينة وفي وسط إسرائيل.


مقالات ذات صلة

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

المشرق العربي أجساد ضحايا غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات أمس خارج مستشفى شهداء الأقصى (أ.ب)

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

قال الدفاع المدني اليوم (الأحد)، إن 6 أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين بغزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي إسماعيل هنية ويحيى السنوار (لقطة من فيديو لـ«كتائب القسام»)

لأول مرة... «القسام» تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري

نشرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، (السبت)، فيديو يُظهِر عدداً من قادتها الراحلين لمصانع ومخارط تصنيع الصواريخ.

أحمد سمير يوسف (القاهرة)
المشرق العربي الشرطة الفلسطينية تفرق متظاهرين يحتجون على الاشتباكات بين قوات الأمن والمسلحين في مدينة جنين... السبت (أ.ف.ب)

«السلطة» الفلسطينية تعمّق عمليتها في مخيم جنين: لا تراجع ولا تسويات 

بدأت السلطة الفلسطينية، قبل نحو أسبوعين، عمليةً واسعةً ضد مسلحين في مخيم جنين، في تحرك هو الأقوى منذ سنوات طويلة، في محاولة لاستعادة المبادرة وفرض السيادة.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي من آثار الصاروخ الذي سقط في تل أبيب (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يقول إنه اعترض مسيّرة آتية من جهة الشرق

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض، اليوم (السبت)، طائرة مسيّرة آتية من جهة الشرق.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا رجل فلسطيني ينظر لجثامين الأطفال الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية في مستشفى الأهلي العربي في وسط غزة (أ.ف.ب)

«هذه قسوة وليست حرباً»... البابا فرنسيس يدين مقتل أطفال في غارة إسرائيلية على غزة

أدان البابا فرنسيس «قسوة» غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة أطفال من العائلة ذاتها في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)

تقرير: إيران تجنّد أطفالاً لمهاجمة أهداف إسرائيلية في أوروبا

من أمام السفارة الإسرائيلية في استوكهولم (إ.ب.أ)
من أمام السفارة الإسرائيلية في استوكهولم (إ.ب.أ)
TT

تقرير: إيران تجنّد أطفالاً لمهاجمة أهداف إسرائيلية في أوروبا

من أمام السفارة الإسرائيلية في استوكهولم (إ.ب.أ)
من أمام السفارة الإسرائيلية في استوكهولم (إ.ب.أ)

قالت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إن إيران تجنّد أطفالاً لمهاجمة أهداف إسرائيلية في أوروبا، في حين دفعت حرب إسرائيل ضد وكلاء طهران إلى تصعيد الهجمات السرية ضد تل أبيب في القارة العجوز. وتُعدّ الدول الاسكندنافية ذات الجاليات المهاجرة الكبيرة معرّضة للخطر.

وأضاف المحققون في السويد إن ثلاث هجمات ضد مؤسسات إسرائيلية شهدتها بلادهم وشارك فيها أطفال هذا العام؛ هي جزء من اتجاه جديد؛ حيث تجنّد جهات تابعة لإيران مجرمين محليين، بمن في ذلك القاصرون، لضرب أهداف يهودية وإسرائيلية في أوروبا.

وحسب الوكالة، تُظهِر هذه الحوادث كيف تدفع الحرب بين إسرائيل ووكلاء إيران في مختلف أنحاء الشرق الأوسط طهران إلى تصعيد عملياتها السرية في أوروبا، وهذا يزعج الحكومات التي تشعر بالقلق بالفعل من أن الصراع يُثير التوتر بين المجتمعات المنقسمة بشأن الهجرة.

وهذا الخريف، حذّر كل من الأجهزة الأمنية السويدية والنرويجية من العمليات المدعومة من إيران. وفي أكتوبر (تشرين الأول) رفعت النرويج مؤقتاً حالة التأهب الإرهابي إلى مستوى مرتفع من متوسط، وسلّحت شرطتها وأقامت ضوابط على الحدود مع جارتها الاسكندنافية.

وفي بروكسل في مايو (أيار)، عثرت الأجهزة الأمنية على أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً وهم يدبرون هجوماً على السفارة الإسرائيلية.

وأصدرت الاستخبارات البريطانية تحذيرات من زيادة الهجمات المرتبطة بإيران.

ولكن الدول الاسكندنافية معرّضة للخطر بصفة خاصة، فلدى هذه الدول مجتمعات مفتوحة تقليدياً مع الحد الأدنى من أعمال الشرطة والثقة العالية، ولكن الآن ترسخت عصابات الجريمة الدولية بين المجتمعات الأكثر فقراً التي يهيمن عليها المهاجرون في كثير من الأحيان.

وقال مسؤولون إن الغضب بين بعض الجماعات إزاء عدد المدنيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان جعل من السهل العثور على المجندين.

ضباط شرطة خارج السفارة الإسرائيلية في استوكهولم 31 يناير 2024 (أ.ف.ب)

وحسب الباحث في شؤون الإرهاب في معهد أبحاث الدفاع النرويجي، بيتر نيسر، فإن الأشخاص الذين يعملون نيابة عن النظام الإيراني يتواصلون مع المرتزقة المحتملين على منصات؛ مثل: «تلغرام»، أو «تيك توك»، أو «واتساب».

وقال نيسر إن الأسعار تبدأ من نحو 1500 يورو (1560 دولاراً) للقتل، ويمكن أن يكلّف هجوم بقنبلة حارقة ما لا يقل عن 120 يورو، وفقاً لأحد الأشخاص الذين تتبعوا التجارة غير المشروعة.

وبعد نحو 14 شهراً من رد إسرائيل المدمر على الهجمات القاتلة التي شنتها «حماس» في أكتوبر 2023، ضعف أو اختفى حلفاء طهران المتشددون، بمن في ذلك «حماس» في غزة، و«حزب الله» في لبنان، والرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

ووفقاً لمسؤول أوروبي كبير: «شلّ شبكة حدّدت السياسة الإقليمية لإيران لمدة نصف قرن تقريباً لم يقلّل من خطر الهجمات المدعومة من طهران في أوروبا».

وبينما عدد من الشباب مدفوع بالإحباط من حرب إسرائيل الوحشية في غزة، فإن آخرين مدفوعون بالمال، وأحياناً لا يكون لديهم أي فكرة عما يوقعون به، وإذا كانوا تحت سن 15 عاماً فلا يمكن مقاضاتهم في السويد أو النرويج.

وقال جهاز الأمن السويدي، في بيان، في وقت سابق من هذا العام: «هناك حالات حيث لا يدرك الوكلاء أو يدركون أنهم يتصرفون نيابة عن قوة أجنبية».

ووفقاً لتقارير الشرطة، لم يكن الصبي الذي استهدف الإسرائيليين في استوكهولم في مايو، يعرف مكان السفارة عندما أقلّته سيارة الأجرة، وكان عليه الاتصال بشخص آخر لطلب العنوان، عندما سأله السائق عن المكان الذي كانوا ذاهبين إليه، وكانت الشرطة تتعقّب تحركاته، وأوقفت سيارة الأجرة قبل أن يصل إلى وجهته.

عناصر من الشرطة السويدية يقفون بالقرب من السفارة الإسرائيلية في اليوم الذي تمّ فيه العثور على جسم يُعتقد أنه عبوة ناسفة وتدميره من قِبل فرقة القنابل الوطنية باستوكهولم (رويترز)

وفي الأول من أكتوبر، هرعت الشرطة السويدية إلى مبنى السفارة نفسه، بعد الإبلاغ عن إطلاق نار، لكنها وصلت متأخرة للغاية للقبض على الجاني.

وتشير تقارير الشرطة إلى أن المشتبه به كان على متن قطار متجه جنوباً إلى كوبنهاغن التي شهدت انفجارين قويين بالقرب من بعثة إسرائيل، وقال مسؤولون أمنيون إنهم يعتقدون أن الرجل تمّ تجنيده أيضاً من قِبل إيران.

واستخدم شاب بالغ من العمر 16 عاماً، هاجم شركة «إلبيت سيستمز» في مايو، قارورتين مملوءتين بالمتفجرات في محاولته مهاجمة شركة الدفاع الإسرائيلية، وتمّ اتهامه إلى جانب شريك يبلغ من العمر 23 عاماً. وفي حين لم يتمكّن التحقيق من الكشف عمّن أعطاهم التعليمات أو حوّل لهم الأموال، قال المدعي العام في القضية إنه يبدو من الواضح أنهم كانوا يتصرفون نيابة عن شخص آخر.

خلال سنوات كانت السويد تكافح الوجود المتزايد لعصابات الجريمة المنظمة التي تسعى إلى تجنيد الشباب من مجتمعاتها المهاجرة.

وانتقل أكثر من 1.5 مليون شخص إلى البلاد منذ عام، والآن وُلد نحو 20 في المائة من السكان خارج البلاد، لكن كثيرين يكافحون من أجل الاندماج، ففي استطلاع حديث، قال 40 في المائة من المهاجرين إنهم لا يشعرون بالاندماج في المجتمع.

والآن هناك مخاوف في النرويج من أن هذه المشكلات تنتشر عبر الحدود المفتوحة التي يبلغ طولها 1000 ميل (1600 كيلومتر) والتي تفصل بين البلدين.

وأصبحت التحذيرات بشأن الظروف في السويد شائعة في المناقشة السياسية في أوسلو، حيث بدأ المسؤولون يرون الأنماط نفسها التي ترسخت في السويد والدنمارك.

في السويد، ساعد القلق المتزايد بشأن الهجرة والسلامة العامة في تغذية الدعم لحزب الديمقراطيين السويديين اليميني المتطرف، ثاني أكبر حزب في البرلمان، والداعم الرئيس لحكومة الأقلية المحافظة لرئيس الوزراء أولف كريسترسون. وبمساعدة اليمين المتطرف، فتح كريسترسون سجوناً للشباب تحت سن 15 عاماً.

وتواجه النرويج انتخاباتها الخاصة في أقل من عام، وقد جعل رئيس الوزراء الديمقراطي الاجتماعي، يوناس جار ستور، جرائم الشباب أولوية، واعداً بمعالجة أكثر صرامة لأخطر الجرائم.

ويريد حزب التقدم المعارض اليميني المتطرف الذي يتصدّر استطلاعات الرأي، أن يذهب إلى أبعد من ذلك، وأن يجعل من الممكن حبس الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً، على غرار النهج السويدي.

وفي بلد صغير وثري مثل النرويج، فإن احتمال وقوع المزيد من الهجمات التي قد تخدم مصالح اليمين المتطرف في الفترة التي تسبق التصويت في سبتمبر (أيلول) يجعل بعض المسؤولين متوترين.

ويقول نيسر إن الضربات التي تتعرّض لها إيران قد تدفع النظام إلى «التراجع والتركيز على إعادة بناء نفسه في الداخل، ولكنهم قد يحاولون أيضاً خلق المزيد من الفوضى».