بينما تكثف الولايات المتحدة من وجودها العسكري في المنطقة، يناقش البيت الأبيض بجدية عرض إيران بشأن المحادثات النووية غير المباشرة، حسبما أبلغ مسؤولان أميركيان لموقع «أكسيوس».
كانت طهران قد رفضت حتى الآن تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترمب لها بإبرام اتفاق، أو مواجهة عواقب عسكرية، محدداً مهلة شهرين.
وأثار ترمب مرات عدة احتمال قصف إيران، منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني)، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام إبرام صفقة مع إيران تمنعها من تطوير سلاح نووي.
وتسود داخل البيت الأبيض حالة من الانقسام بين مؤيدين لفكرة التفاوض، الذين يرون إمكانية نجاح المفاوضات، وآخرين يعتبرونها مضيعة للوقت، ويدفعون نحو خيار توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية، حسب «أكسيوس».
كان المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قد قال إن الرئيس ترمب يسعى لعلاقة ثقة مع إيران لتجنب النزاع، فيما قال مستشار الأمن القومي، مايك والتز، إن واشنطن تريد تفكيك النووي الإيراني، وجميع الخيارات مطروحة.
في الوقت نفسه، يواصل البنتاغون تعزيز انتشاره العسكري في المنطقة ليكون جاهزاً للتحرك إذا قرر ترمب انتهاء المهلة دون اتفاق.
وأكد مسؤول أميركي تلقي ترمب رداً رسمياً من إيران التي وافقت على مفاوضات غير مباشرة بوساطة عُمان.
ورغم تفضيل المفاوضات المباشرة، يظل المسؤولون الأميركيون منفتحين على الوساطة العُمانية.
ويواصل المسؤولون في إدارة ترمب المشاورات الداخلية حول كيفية بناء الثقة وبدء الحوار. ولم يُتخذ بعد أي قرار نهائي بشأن الخطوات التالية.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الاثنين إن رفض طهران للمفاوضات المباشرة مع واشنطن يأتي رداً على «التنمر» الأميركي، مؤكداً وصول الرسالة التي بعثت بها طهران عبر الوسيط العماني إلى البيت الأبيض.
وأدت سلطنة عمان دور الوسيط في محادثات غير مباشرة بشأن الملف النووي الإيراني، في إطار «مسار مسقط»، وأدت قطر دوراً بدرجة أقل. ووجّه ترمب رسالته إلى إيران عبر الإمارات.
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد، معارضة بلاده للمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة تحت التهديد، لكنه أبدى انفتاحاً على المفاوضات غير المباشرة.
ومساء السبت جدد ترمب تهديده بقصف إيران إذا لم تقبل عرضه إجراء محادثات، والذي ورد في رسالة بعث بها إلى القيادة الإيرانية في مطلع مارس (آذار)، ممهلاً طهران شهرين لاتخاذ قرار.
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، السفير السويسري الذي يمثل المصالح الأميركية، ويعمل وسيطاً بين واشنطن وطهران، وعبرت الوزارة عن تصميم طهران على الرد «بحزم وبشكل فوري» على أي تهديد.
وقال المرشد، الاثنين، إن هناك تهديدات مستمرة ضد إيران، لكنه لا يرى احتمالات كبيرة لحدوث أي عمل عدائي من الخارج.
قال خامنئي: «ليعلم الجميع! مواقفنا هي ذاتها لم تتغير... العداء من أميركا والكيان الصهيوني قائم على الدوام. إنهما تهددان بمهاجمتنا، وهو أمر لا نعتقد أنه وارد بدرجة كبيرة، لكن إذا ألحقتا (بنا) أي ضرر، فستتلقيان بالتأكيد صفعة قوية بالمثل».
وحذَّر قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زاده، الاثنين، من أنّ «الأميركيين لديهم ما لا يقلّ عن 10 قواعد في المنطقة المحيطة بإيران، ولديهم 50 ألف جندي».