طهران تبحث وساطة يابانية لاستئناف المفاوضات النووية

الخارجية الأميركية رفضت طلب عبداللهيان لزيارة واشنطن

رئيسي وعبداللهيان يتحدثان إلى وسائل إعلام أميركية في نيويورك الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي وعبداللهيان يتحدثان إلى وسائل إعلام أميركية في نيويورك الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)
TT

طهران تبحث وساطة يابانية لاستئناف المفاوضات النووية

رئيسي وعبداللهيان يتحدثان إلى وسائل إعلام أميركية في نيويورك الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي وعبداللهيان يتحدثان إلى وسائل إعلام أميركية في نيويورك الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن اليابان قدّمت مبادرة لاستئناف المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، بعد عام من وصولها إلى طريق مسدودة، رغم تبادل الرسائل الإيرانية - الأميركية عبر وسطاء للعودة إلى المسار الدبلوماسي.

وأوضح عبداللهيان في تصريح لوكالة «كيودو» اليابانية، أن المقترح «يرضي مصالح إيران وهو يستحق الاهتمام ويمكن النظر إليه بشكل إيجابي» دون الخوض في التفاصيل.

وأضاف: «نحن ندعم الدور البناء لليابان في إحياء الاتفاق النووي». وألقى باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها في الترويكا الأوروبية بعرقلة المفاوضات بسبب ما وصفه «تقديم مطالب مبالَغ فيها». كما اتهم الأطراف الغربية بـ«التدخل» في الشؤون الداخلية الإيرانية.

رئيس الوزراء فوميو كيشيدا يلتقي عبداللهيان في طوكيو 7 أغسطس 2023 (الخارجية الإيرانية)

وكان عبداللهيان قد أبلغ وكالة «أرنا» الرسمية لدى عودته من نيويورك، الثلاثاء، بأن السلطان هيثم بن طارق، يحاول إعادة إحياء الاتفاق النووي، لكنه شدد على أن المبادرة العمانية المطروحة «طريقة لتسريع وإعادة جميع الأطراف إلى التزاماتها، لكن هذا لا يعني أن سلطان عمان يحمل خطة أو نصاً جديداً».

أتى تصريح عبداللهيان عن المبادرة اليابانية، في وقت حذّر قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي من الوثوق بـ«الأعداء»، وقال: «جميعهم في ميدان واحد». وقال: «الأعداء في العام الماضي، كانت لديهم تصورات باطلة وأخطاء في الحسابات، وانحراف الانطباعات؛ ما تسبب في هزيمتهم».

وتفاخر سلامي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة واحتجاز الدبلوماسيين الأميركيين لمدة 444 يوماً بعد اقتحام السفارة الأميركية على يد طلبة متشددين في 1979، وأطلق عليهم حينذاك «أتباع خط الإمام».

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، الاثنين: إن الخارجية الأميركية رفضت طلباً تقدم به عبداللهيان لزيارة العاصمة واشنطن، الذي كان ينوي تفقد مكتب رعاية المصالح الإيرانية في السفارة الباكستانية.

وصرح ميلر: «لدينا التزام بالسماح للمسؤولين الإيرانيين والمسؤولين الآخرين في الحكومات الأجنبية بالسفر إلى نيويورك للقيام بأعمال الأمم المتحدة، لكن ليس لدينا التزام بالسماح لهم بالسفر إلى واشنطن العاصمة».

وأرجع المسؤول الأميركي رفض طلب عبداللهيان إلى استمرار إيران في «الاحتجاز غير المشروع للمواطنين الأميركيين ورعاية الدولة الإيرانية للإرهاب».

في الأثناء، دحضت الخارجية الإيرانية، معلومات نشرها موقع محسوب على جماعات ضغط إيرانية في الخارج، ومقربة من الحكومة السابقة برئاسة حسن روحاني، حول منح المرشد الإيراني علي خامنئي، ضوءاً أخضر لكبير المفاوضين النوويين، علي باقري كني، للجلوس على طاولة مفاوضات مباشرة مع مبعوث الرئيس الأميركي بريت ماكغورك في مسقط بعد أسابيع.

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان: إن «الأخبار المفبركة حول مستقبل عملية مفاوضات رفع العقوبات لا قيمة لها». وأضاف البيان أن «فبركة الأخبار والألاعيب الإعلامية تهدف إلى الدعاية السياسية». ويشير التقرير الذي انتقدته الخارجية الإيرانية إلى سعي وزير الخارجية الإيراني وفريقه، للتسريع في عملية التفاوض وتوجيه رسائل في هذا الصدد، قبل حلول موعد رفع العقوبات عن البرنامج الصاروخي والطائرات المسيّرة.

بند الغروب

وزادت تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن استعدادهم للانخراط في جولة جديدة من المفاوضات النووية، مع اقتراب موعد بند الغروب المنصوص عليه في الاتفاق النووي، في 18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بشأن رفع القيود من البرنامج الصاروخي والطائرات المسيّرة الإيرانية.

وأسفرت أشهر من الدبلوماسية السرية بين واشنطن وطهران، عن صفقة تبادل للسجناء وشملت إطلاق ستة مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة. وكانت وسائل إعلام غربية قد تحدثت عن ترتيبات غير رسمية للتوصل إلى تفاهم محدود، لخفض التوترات بين الجانبين، بما يشمل وقف الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة، وإبطاء طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة قريبة من صنع الأسلحة، ووقف إرسال المسيّرات إلى روسيا.

وانطلقت المفاوضات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في أبريل (نيسان) 2021؛ بهدف إعادة التماثل بالاتفاق النووي، بمشاركة أطراف الاتفاق، لكن المسار الدبلوماسي تعطل لخمسة أشهر بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وبعد انتخاب إبراهيم رئيسي، شاركت إيران بفرض تفاوضي جديد بالمفاوضات، لكنها تعطلت بعد ثلاثة أشهر من المحادثات المكوكية في مارس 2022 بعد أسابيع من بداية الحرب الروسية - الأوكرانية.

وطرح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مسودة لإنجاز المحادثات في سبتمبر العام الماضي، لكن محاولته فشلت.

ومن بين مطالب طهران التي لا تزال مطروحة بقوة، إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن العثور في موقعين سريين. وتصرّ الوكالة التابعة للأمم المتحدة على تقديم طهران تفسيرات موثوقة بشأن تلك الأنشطة. وانتقد مدير الوكالة الدولية، رافائيل غروسي، مؤخراً عدم إحراز تقدم في تفاهمها مع إيران في مارس (آذار) الماضي بشأن الحصول على تفسيرات إيرانية حول الموقعين السريين.

واليوم (الثلاثاء)، طالب مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، بإغلاق ملف التحقيق على وجه السرعة، متهماً الوكالة الدولية بـ«التسييس».

وأجرى إسلامي وغروسي في وقت لاحق مشاورات حول القضايا العالقة بين الطرفين، خصوصاً بعد قرار طهران الأخير إلغاء ترخيص المفتشين التابعين للوكالة الدولية، الذين وُصفوا بأنهم الأكثر خبرة في مجال الأنشطة الإيرانية. واتضح أن المفتشين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

غروسي يستقبل إسلامي في فيينا أمس (الوكالة الدولية)

وأعاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تصريحات صحافية إلغاء التصريح إلى «اعتبارات أمنية» تجاه مفتشي الدول الثلاث، نافياً أن تكون خطوة بلاده محاولة لإبعاد المفتشين الدوليين من أراضيها.

وجاءت الخطوة الإيرانية بعد تحرك قادته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق من هذا الشهر لدعوة طهران إلى التعاون بصورة فورية مع الوكالة بشأن قضايا، من بينها تفسير وجود آثار لليورانيوم تم العثور عليها في مواقع غير معلنة.

 

وفي بيان جديد صدر الأسبوع الماضي، دعت الدول الأربع إيران إلى التراجع عن قرارها.

 

بكين تنتقد معاقبة شركات بسبب مسيّرات إيران

لكن الخطوة الإيرانية بدت أنها جاءت رداً على قرار الدول الأوروبية تمديد العقوبات على البرنامجين؛ الصاروخي والطائرات المسيّرة الإيرانية التي من المقرر أن تنقضي الشهر المقبل بموجب الاتفاق النووي، في خطوة أثارت غضباً في طهران.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على طهران لوقف تدفق المسيرات الإيرانية إلى روسيا؛ الأمر الذي تسبب في تفاقم التوترات بين إيران والغربيين، خصوصاً القوى الأوروبية الثلاث.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في 19 سبتمبر، عقوبات على كيانات في إيران وروسيا وتركيا والصين بسبب برنامج المسيّرات الإيرانية. وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية براين نيلسون في بيان «استمرار إيران عن عمد في نشر طائراتها المسيرة يمكّن روسيا ووكلاءها في الشرق الأوسط وجهات أخرى مزعزعة للاستقرار من تقويض الاستقرار العالمي».

وعادت الخارجية الأميركية مجدداً، الاثنين، لفرض عقوبات تجارية على 11 شركة صينية. واحتجت بكين بشدة الأربعاء على إدراج شركات وأفراد صينيين على قائمة العقوبات على إيران لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي، حسبما أوردت «رويترز».

وأضافت الوزارة في بيان، أن الولايات المتحدة أدرجت كيانات صينية على قائمة العقوبات فيما يتعلق بتطوير طهران طائرات مسيرة وحربية.

في طهران، قال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده: إن الكثير من الدول «تتبع طريقة إيران في الطائرات المسيّرة». وأضاف أن بلاده «تخطت القوى الإقليمية» في مجال صناعة المسيّرات، حسبما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» يتحدث في طهران اليوم (تسنيم)

وقال حاجي زاده «اليوم، نحن في مجال الطائرات من دون طيار على مستوى عالمي ولدينا أسلوب في مجال التقنيات، وفي مجال التكتيكات» وأضاف «العديد من الدول تتبع النموذج الإيراني». وأضاف «ليس لدينا أي قيود في هذا المجال، مسيّراتنا تقوم بأنواع المهام».

وكشفت طهران الشهر الماضي عن أحدث مسيّراتها القتالية والانتحارية، بما في ذلك طائرة مسيرة «مهاجر 10» التي تصل لألفي كيلومتر، وبدا وكأنها تقليد من مسيّرات أميركية وصينية الصنع.


مقالات ذات صلة

وزير خارجية إيران: المنطقة ستدخل مرحلة جديدة عبر «قوى المقاومة»

شؤون إقليمية عبداللهيان يستقبل نظيره العماني بدر البوسعيدي في مقر الخارجية الإيرانية وسط طهران اليوم (أرنا)

وزير خارجية إيران: المنطقة ستدخل مرحلة جديدة عبر «قوى المقاومة»

یناقش وزير الخارجية الإيراني ونظيره العماني تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وسط تكهنات بشأن احتمال إحياء الوساطة العمانية في الملف النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين خلال اجتماع اقتصادي للحكومة في مايو الماضي (الرئاسة الإيرانية)

إيران تنفي تجميد أموالها في قطر

نفى البنك المركزي الإيراني وجود أي قيود على 6 مليارات من الأموال الإيرانية التي نُقلت إلى البنوك القطرية، بموجب صفقة تبادل للسجناء بين إيران وأميركا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (أرشيفية: «رويترز»)

غروسي: لا تتجاهلوا طموحات إيران النووية

حث رئيس «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافائيل غروسي القوى العالمية على استئناف المحادثات مع إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (رويترز)

«الطاقة الذرية»: طهران لا تلتزم بكثير من تعهداتها

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تعيق عملها بعدم تنفيذها تعهداتها بشأن ملفها النووي.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي تصريحات في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كاليفورنيا 16 نوفمبر (رويترز)

إيران تلامس مستويات الأسلحة النووية مع اقتراب انتخابات أميركا

لا تملك الولايات المتحدة وحلفاؤها الكثير من السبل المتاحة لكبح أنشطة إيران النووية؛ فقد توارت منذ فترة طويلة احتمالات نجاح المحادثات في إحراز تقدم.

«الشرق الأوسط» (باريس - واشنطن - فيينا)

إسرائيل تنفي محاولة نقل سكان غزة خارج القطاع

مواطنون ينتظرون عبور معبر رفح من قطاع غزة (أ.ف.ب)
مواطنون ينتظرون عبور معبر رفح من قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تنفي محاولة نقل سكان غزة خارج القطاع

مواطنون ينتظرون عبور معبر رفح من قطاع غزة (أ.ف.ب)
مواطنون ينتظرون عبور معبر رفح من قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت إسرائيل، اليوم (الاثنين)، أنها لا تسعى إلى إجبار المدنيين الفلسطينيين على مغادرة منازلهم بشكل دائم، رغم اعترافها بأن الظروف في قطاع غزة «صعبة».

ويثير أي تلميح إلى تهجير فلسطينيي قطاع غزة جدلاً كبيراً في العالم العربي، خشية من تكرار نكبة عام 1948، عندما نزح وهجر نحو 760 ألف فلسطيني قسراً إبان قيام دولة إسرائيل.

وأعلنت إسرائيل الحرب على حركة «حماس» التي تحكم قطاع غزة، بعد هجوم مباغت شنته الحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على بلدات حدودية في جنوب الدولة العبرية، أدى إلى مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة أدى إلى مقتل 15523 شخصاً معظمهم من المدنيين. ويثير تواصل القصف الإسرائيلي إلى جانب العملية البرية قلقاً دولياً متزايداً.

وانهارت الجمعة الماضي هدنة بين الجانبين استمرت 7 أيام، سمحت بالإفراج عن عشرات الرهائن الإسرائيليين والأجانب في مقابل إطلاق إسرائيل سراح معتقلين فلسطينيين.

وبانتهاء الهدنة التي وصلت المباحثات بشأنها إلى طريق مسدود، وسَّعت إسرائيل من عملياتها في قطاع غزة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في أحدث تقاريره، إن نحو 1.8 مليون شخص -أي نحو 75 في المائة من سكان قطاع غزة- نزحوا، أو يوجدون في مراكز إيواء مكتظة وغير صحية.

وفي حديثه لصحافيين اليوم، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس: «نحن لا نحاول تهجير أي شخص، كما لا نحاول نقل أي شخص من أي مكان بشكل دائم».

وأضاف: «طلبنا من المدنيين إخلاء ساحة المعركة، وقمنا بتوفير منطقة إنسانية داخل قطاع غزة»، في إشارة إلى منطقة المواصي الساحلية. واعترف كونريكوس بأن الوضع في غزة «صعب».

ونابع المتحدث باسم الجيش: «نحن ندرك تماماً أن هناك مساحة محدودة (...) لهذا السبب من المهم جداً الحصول على موافقة ودعم المنظمات الإنسانية الدولية للمساعدة في المنشآت بمنطقة المواصي».

«لا يوجد مكان آمن»

ومع توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، نهاية الأسبوع، عن قلقه لكون مئات الآلاف من سكان قطاع غزة «محصورين في مناطق تتقلص مساحتها» باستمرار في جنوب القطاع. وأضاف: «لا يوجد مكان آمن في غزة».

وكان الأردن المجاور لإسرائيل والذي وقع معها عام 1994 معاهدة سلام، أعرب عن قلقه من أن تؤدي الحرب الدائرة إلى موجة نزوح تمتد إلى حدوده.

أما مصر التي لها حدود مشتركة مع قطاع غزة، وكانت أول دولة عربية وقَّعت اتفاق سلام مع إسرائيل، فرفضت فكرة نزوح جماعي للفلسطينيين إلى أراضيها.

وقال كونريكوس في إشارة إلى مصر: «لم نحاول إجلاء أي شخص إلى هناك». وأضاف: «لقد كانت مصر واضحة بشأن موقفها، فهي لا تريد ذلك».

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: «يجب أن يكون الناس قادرين على البقاء في ديارهم في غزة».


إسرائيل تمدد التحذير من السفر إلى أوروبا

طائرات تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية بمطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)
طائرات تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية بمطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)
TT

إسرائيل تمدد التحذير من السفر إلى أوروبا

طائرات تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية بمطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)
طائرات تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية بمطار بن غوريون في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)

حذّرت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، مواطنيها المسافرين إلى غرب أوروبا وأستراليا من إظهار هوياتهم، وتجنب أماكن الاحتجاجات مع تصاعد التوترات في فترة الحرب.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن تحذيرات السفر التي جرى تمديدها تشمل المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والأرجنتين، والبرازيل، وأستراليا، حيث جرى رفع مستوى التنبيه من 1 إلى 2.

وحثّت إسرائيل المسافرين إلى هذه الوجهات على الابتعاد عن أماكن التجمعات الكبيرة، بما في ذلك المسيرات المؤيدة للفلسطينيين، وغيرها من الأحداث التي يمكن استهداف الإسرائيليين فيها.

وتقول الحكومة إن إيران تسعى لمهاجمة الإسرائيليين في الخارج، ويمكن أن تستهدف المواقع اليهودية.

ويوسِّع الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عملياته في قطاع غزة؛ حيث يزداد عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين، وسط مؤشرات جديدة على تمدد النزاع في المنطقة. وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، مساء أمس، إن «الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد (حماس) في كل أنحاء قطاع غزة»، مضيفاً: «الجيش يعمل في كل مكان توجد فيه معاقل لـ(حماس)».

وتجددت الهجمات الإسرائيلية المكثفة في غزة، يوم الجمعة الماضي، في أعقاب هُدن إنسانية استمرت أسبوعاً، وسمحت بإدخال مساعدات للقطاع، وتبادل بعض المحتجَزين لدى كل من إسرائيل وحركة «حماس».


بوريل يحث إيران على استخدام «تأثيرها» لتجنب التصعيد في المنطقة

ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (رويترز)
ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (رويترز)
TT

بوريل يحث إيران على استخدام «تأثيرها» لتجنب التصعيد في المنطقة

ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (رويترز)
ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (رويترز)

حثّ ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، إيران على «استخدام «تأثيرها والعمل حثيثاً» على تجنب مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.

وقال بوريل، عبر منصة «إكس»، إنه بحث هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الوضع في غزة والضفة الغربية، مؤكداً أن حل الدولتين هو السبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأضاف: «علينا أن نحُول دون أي توسع إقليمي» للحرب الدائرة في غزة، لافتاً إلى أنه حثّ إيران على استخدام نفوذها والعمل بجدية؛ من أجل تجنب أي تصعيد إضافي بالمنطقة.

جاءت تغريدة بوريل بعد يومين من الاتصال الذي جرى، مساء السبت. وذكرت «الخارجية» الإيرانية، في بيان بعد الاتصال، أن الوزير الإيراني دعا بوريل إلى وقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وإتاحة إرسال المساعدات الإنسانية «في أسرع وقت ممكن».

وكرَّر الوزير الإيراني تحذيرات سابقة من تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مُعيداً جذور الأزمة الحالية إلى «الاحتلال والاعتداءات» الإسرائيلية، وحذَّر من إمكانية توسيع رقعة الحرب في المنطقة.

إلى جانب الوضع في غزة، تناول عبداللهيان وبوريل تعاون إيران و«الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ونقل البيان عن عبداللهيان قوله إن بلاده ستُواصل التعاون في الإطار التقني. وحضّ بوريل، عبداللهيان على «التعاون البنّاء» مع «الوكالة الدولية»، وفق ما ورد في البيان الإيراني.


الجيش الإسرائيلي: لم نهزم «حماس» كلياً في شمال غزة

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي: لم نهزم «حماس» كلياً في شمال غزة

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، اليوم الاثنين، إنه مع استمرار تقدم القوات البرية الإسرائيلية نحو جنوب قطاع غزة، تستمر حملة الجيش لتدمير معقل حركة «حماس» في شمال القطاع، وفق ما أفادت به «وكالة الأنباء الألمانية».

وأضاف كونريكوس، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية: «لم نهزمهم كلياً عسكرياً في الشمال، ولكننا أحرزنا تقدماً جيداً».

وتابع: «لقد قلنا، منذ البداية، للمدنيين الإسرائيليين ولجميع من ينصتون في العالم، إنه، للأسف، قتال حماس سوف يستغرق وقتاً». وأضاف أنها «عملية صعبة في تضاريس قتالية صعبة، حيث نقاتل عدواً مُصرّاً جداً لا يبالي بالتضحية بالمدنيين من أجل هدفه العسكري».

وانتقد كونريكوس اتهامات منظمات المساعدات بأن الجيش الإسرائيلي لا يمنح مئات الآلاف من المدنيين في جنوب القطاع المكتظّ بالسكان في القطاع المحاصَر، وقتاً كافياً للتوجه لأماكن آمنة، بعيداً عن الهجمات الإسرائيلية الموسّعة، وقال إنه يجري بذل كل الجهود لحماية المدنيين، مضيفاً: «لو كانت حماس أبعدت نفسها عن المناطق الحضرية وقامت بقتالنا، حينذاك بالطبع لم يكن ليتضرر المدنيون. ولكن حماس لم تقم بذلك»، متهماً، مجدداً، «حماس»، التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، باستخدام المدنيين دروعاً بشرية. ووسّع الجيش الإسرائيلي، اليوم، عملياته في قطاع غزة، حيث يزداد عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين، وسط مؤشرات جديدة على تمدد النزاع بالمنطقة، مع تسجيل حوادث، في نهاية الأسبوع المنصرم، في العراق والبحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، مساء أمس، إن «الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد حماس، في كل أنحاء قطاع غزة»، مضيفاً «الجيش يعمل في كل مكان توجد فيه معاقل لحماس». ويشن الجنود الإسرائيليون هجوماً برياً، منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في شمال غزة، حيث سيطروا على مناطق عدة. ومنذ استئناف القتال، الجمعة الماضي، بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً مع حركة «حماس»، ركز الجيش، بشكل أساسي، على الضربات الجوية.


إيران تتعهد بالرد على مقتل مستشارَين من «الحرس الثوري» في سوريا

المتحدث باسم «الخارجية الإيرانية» ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي (مهر)
المتحدث باسم «الخارجية الإيرانية» ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي (مهر)
TT

إيران تتعهد بالرد على مقتل مستشارَين من «الحرس الثوري» في سوريا

المتحدث باسم «الخارجية الإيرانية» ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي (مهر)
المتحدث باسم «الخارجية الإيرانية» ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي (مهر)

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم الاثنين رداً على سؤال حول قيام إسرائيل بقتل اثنين من «الحرس الثوري» الإيراني في سوريا مطلع هذا الأسبوع إن طهران سترد على أي هجمات على مصالحها في سوريا.

وذكر كنعاني: «لن يمر أي عمل ضد مصالح إيران وقواتنا الاستشارية في سوريا دون رد»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) بأن اثنين من أعضاء «الحرس الثوري» اللذين كان يعملان مستشارين عسكريين في سوريا قُتلا في هجوم إسرائيلي، في أول خسائر بشرية إيرانية يتم الإعلان عنها خلال الحرب في غزة.


استئناف محاكمة نتنياهو بتهم فساد بعد توقفها منذ 7 أكتوبر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

استئناف محاكمة نتنياهو بتهم فساد بعد توقفها منذ 7 أكتوبر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» باستئناف محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم (الاثنين) على خلفية تهم فساد بعد توقفها هي وكل القضايا غير العاجلة عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو مستثنى حالياً من حضور جلسات المحاكمة، لكن قد يُستدعى للإدلاء بشهادته في غضون بضعة أشهر.

ويواجه نتنياهو تهماً بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في قضية، وتهماً بالاحتيال وخيانة الأمانة في قضيتين أخريين.

وهو ينفي ارتكاب أي مخالفات.


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في معارك غزة أمس

دخان كثيف يتصاعد من المباني بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
دخان كثيف يتصاعد من المباني بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في معارك غزة أمس

دخان كثيف يتصاعد من المباني بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
دخان كثيف يتصاعد من المباني بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ثلاثة من جنوده في العمليات القتالية بقطاع غزة يوم الأحد، وفق ما ذكرته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية اليوم الاثنين.

وسمّت الصحيفة الجنود القتلى وهم نيريا شائير، وهي مجندة احتياط عمرها 36 عاماً وبن زوسمان وعمره 22 عاماً ويوهوشوا نيجهام (19 عاماً)، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

يوسع الجيش الإسرائيلي الاثنين عملياته في قطاع غزة، حيث يتزايد عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين وسط مؤشرات جديدة على تمدد النزاع في المنطقة. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري مساء الأحد إن «الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد (حماس) في كل أنحاء قطاع غزة»، مضيفاً: «الجيش يعمل في كل مكان توجد فيه معاقل لحماس».

ويشن الجنود الإسرائيليون هجوماً برياً منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) في شمال غزة حيث سيطروا على مناطق عدة. ومنذ استئناف القتال الجمعة بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً مع حركة «حماس» ركز الجيش في شكل أساسي على الضربات الجوية.


«سنتكوم»: مدمرة أميركية أسقطت مسيّرات عدة بعد استهداف سفن بالبحر الأحمر 

المدمرة «يو اس اس كارني» التابعة للبحرية الأميركية خلال عبورها قناة السويس أكتوبر الماضي (رويترز)
المدمرة «يو اس اس كارني» التابعة للبحرية الأميركية خلال عبورها قناة السويس أكتوبر الماضي (رويترز)
TT

«سنتكوم»: مدمرة أميركية أسقطت مسيّرات عدة بعد استهداف سفن بالبحر الأحمر 

المدمرة «يو اس اس كارني» التابعة للبحرية الأميركية خلال عبورها قناة السويس أكتوبر الماضي (رويترز)
المدمرة «يو اس اس كارني» التابعة للبحرية الأميركية خلال عبورها قناة السويس أكتوبر الماضي (رويترز)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» أن مدمرة أميركية أسقطت طائرات مسيّرة عدة الأحد خلال تقديمها الدعم لسفن تجارية في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن.

وقالت سنتكوم في بيان: «وقعت اليوم 4 هجمات على 3 سفن تجارية تبحر بشكل منفصل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر». وأضاف البيان أن «المدمرة يو اس اس كارني من فئة آرلي بيرك استجابت لنداءات استغاثة من السفن وقدمت لها المساعدة»، وأسقطت ثلاث طائرات مسيّرة كانت متجهة إلى المدمّرة خلال النهار.


إسرائيل تعلن بدء العمليات البرية في جنوب قطاع غزة

دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعلن بدء العمليات البرية في جنوب قطاع غزة

دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الأحد)، عن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي تأكيده أن الجيش بدأ عملياته البرية في جنوب قطاع غزة.

ووفق ما أودته «وكالة أنباء العالم العربي»، قال هاليفي: «بدأنا صباح أمس القيام بنفس ما فعلناه (في الشمال) في جنوب قطاع غزة... لن تكون (العمليات في الجنوب) أقل في حدَّتها من تلك التي جرت في الشمال... سيتعين على قادة (حماس) مواجهتنا في كل مكان».

وأضاف: «سوف نواصل أيضاً زيادة مكتسباتنا في شمال قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم نفى القيادي في الحركة أسامة حمدان ما تردد عن تقدم الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، وقال إن «الحديث الإسرائيلي عن دخول جنوب القطاع ما زال حديثاً إعلامياً، والجيش لم يستطع اختراق دفاعات المقاومة»، مؤكداً أن المقاومة في جنوب قطاع غزة ستكون أشرس من الشمال.


أصوات إسرائيلية تشكك في جدوى حرب هدفها الانتقام والثأر

جنود إسرائيليون يتجمعون قرب دباباتهم في موقع مُحاذ للحدود مع قطاع غزة جنوباً السبت (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يتجمعون قرب دباباتهم في موقع مُحاذ للحدود مع قطاع غزة جنوباً السبت (إ.ب.أ)
TT

أصوات إسرائيلية تشكك في جدوى حرب هدفها الانتقام والثأر

جنود إسرائيليون يتجمعون قرب دباباتهم في موقع مُحاذ للحدود مع قطاع غزة جنوباً السبت (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يتجمعون قرب دباباتهم في موقع مُحاذ للحدود مع قطاع غزة جنوباً السبت (إ.ب.أ)

في الوقت الذي تُسابق فيه الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية المختلفة الزمن لإحداث أكبر تدمير في قطاع غزة، للضغط على قيادة «حماس» حتى تستسلم، تتصاعد المطالب في الساحتين السياسية والإعلامية، بوقف الحرب والتفتيش عن طريقة تنزل فيها عن سقف أهدافها العالي وتضع قضية الأسرى في رأس سُلّم الاهتمام وتعود إلى طاولة المفاوضات.

ولم يتردد أحد كُتاب المقال الافتتاحي بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم بارنياع، في التلميح بأن ما يحكم خطط الجيش الإسرائيلي في استئناف الحرب، ووضع هدف باجتياح خان يونس دون خطة لليوم التالي، هو استمرار عملية الانتقام والثأر، وليس ضمن خطوة تستهدف خدمة استراتيجية.

وأشار، في مقاله، الأحد، إلى قرب نفاد دعم دول الغرب، بما فيها الولايات المتحدة، فقال: «من المشكوك فيه أن يكون لإسرائيل أكثر من أسبوعين للقتال، وأن يكون ممكناً خلالهما تحقيق الأهداف الواسعة التي أعلنت عنها القيادة السياسية في بداية الحرب. فحماس يجب أن تتلقى ضربة تنزع عنها قدراتها، لا جدال على هذا، والجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يقفز عن معقل الإرهاب في خان يونس. لكن لن يكون هناك نصر، ومن الأفضل تخفيض مستوى التوقعات، والتوجه بأسرع ما يمكن إلى مسيرة التعافي والترميم، أولاً وقبل كل شيء لإعادة المخطوفين».

وكتب بن درور يميني، وهو أيضاً أحد كُتاب الافتتاحية بهذه الصحيفة، يؤيد تصفية قدرات «حماس»، ويقول إن الجيش الإسرائيلي يلجأ الآن إلى الطريقة السوفياتية في حرب الشيشان الأولى، التي تُعرَف باسم «استراتيجية الشاكوش»، التي تدكُّ فيها بلاد العدو بالقصف من بعيد.

ويضيف: «هذه الاستراتيجية حققت دماراً مَهولاً في الشيشان، لكنها لم تحقق النصر لروسيا، لذلك يجب عدم الوقوع في الأوهام، ويجب الاعتراف بأن إسرائيل لم تحقق كثيراً من الإنجازات، ولم تُحدث الانعطاف المنشود، ربما تمكّنّا من قتل 5 آلاف عنصر من حماس، ومن كشف قسم من الأنفاق وتدميرها، وتدمير 10 في المائة على الأقل من بيوت غزة. لكن من المشكوك فيه أن يُحسب هذا إنجازاً، وها هما حماس والجهاد يثبتان حضوراً قوياً في شمال غزة، ومن آنٍ لآخر نسمع عن مقاومة، لذلك علينا الاستيقاظ».

تحذير يميني

وحتى في صحيفة اليمين الإسرائيلي، المناصرة لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، «يسرائيل هيوم»، دعوة للحذر من السقف العالي للأهداف. ويكتب البروفسور أيال زيسر أنه «من الأفضل أن تقول القيادة للجمهور الحقيقة، ما هو الممكن وما هو غير الممكن أن تحققه في عملية عسكرية، نظراً للظروف الدولية والأضرار الاقتصادية والأمنية».

ويتابع: «إذا كنا سنصدّق تصريحات القادة في الحكومة وفي قيادة الجيش، فإن حرباً طويلة لا تزال أمامنا، وستتواصل بكل التصميم حتى حسم تصفية القدرات العسكرية لحماس، وقدرتها على الحكم في القطاع. بَيْد أن التصريحات العالية في جهة، والواقع على الأرض في جهة أخرى، وهذا ليس مجرد شك، بل هو انطباع آخذٌ في التعزيز، في أن جولة المواجهة الحالية بين إسرائيل وحماس التي بدأت في أعقاب حملة القتل التي قام بها مُخرّبو المنظمة في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تقترب من نهايتها، ورغم استئناف الحرب في نهاية الهدنة، يدور الحديث عن نهاية رمزية ومحدودة، وليس خطوة تستهدف الوصول إلى الحسم».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعه الخميس مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القدس (إ.ب.أ)

ويشكك زيسر حتى في الموقف الأميركي المساند لإسرائيل، فيقول: «تُعانقنا الولايات المتحدة عناقاً حارّاً، لكنها تلعب وتقيد أيضاً، كتلك المطالب التي تأتي من الرئيس بايدن لإسرائيل بأن (تمتنع عن اقتلاع السكان من بيوتهم في المعركة التي تخطط لها في القطاع). معنى الطلب هو الامتناع عن عملية برية ذات مغزى في جنوب القطاع، حيث لا تزال تسيطر حماس، كما أن الأميركيين يريدون أن نخرج من شمال القطاع ونكتفي بعمليات خاصة موضعية ومحدودة ضد أهداف حماس، لكن الأميركيين أيضاً يعرفون، ولسببٍ ما يفضلون أن يَنسوا ويُنسوا الآخرين، أن القتال البري فقط، واحتلال أهداف العدو فقط، أديا إلى تصفية داعش وليس إلى أي شيء آخر. إن الرسائل التي تصل من الولايات المتحدة تقع على آذان منصتة، وأساساً لدى الذين يعتقدون أنه من الأفضل أن نتوقف قبل أن نغرق في الوحل الغزّي مع حلول الأمطار وفي ضوء القتال المتوقع في الأزقة وفي مخيمات اللاجئين ضد مُخرّبي حماس. وإذا وصلت الأمور إلى هذا، فبانتظارنا حالة أليمة. لماذا غرست القيادة الإسرائيلية في الجمهور أوهاماً عابثة عن أهداف المعركة، والآن تهدئه وتُنيمه قبل النهاية. من الأفضل أن تقول للجمهور الحقيقة، ما هو الممكن وما هو غير الممكن، برأيها، أن تحققه في عملية عسكرية».

فلسطينيون يتفقدون مبنى متضرراً في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على خان يونس جنوب غزة، الأحد (أ.ب)

تحديات المدنيين

وفي صحيفة «معاريف»، يكتب المراسل العسكري، طال ليف رام، أن «الجداول الزمنية الضيقة لا تغير التقديرات بأنه من أجل هزيمة حماس وتفكيك قدراتها العسكرية تماماً، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى أشهر طويلة أخرى، ففضلاً عن إنهاء المهامّ في شمال القطاع، فإن خان يونس، مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، وبالطبع مدينة رفح، هي التحديات التالية التي لا تزال بانتظار الجيش الإسرائيلي. فالمعركة على خان يونس كفيلة هي فقط بأن تتواصل لأسابيع طويلة أخرى، بحيث يحتمل أن تجد إسرائيل نفسها في وضع يكون فيه استمرار المعركة في قطاع غزة ظاهراً؛ ليس ضمن تعريف الحرب، بل سيجري في نموذج مُشابه لحملة السور الواقي (التي استغرقت سنتين ونصف السنة)».

ويضيف: «في جنوب القطاع سيعمل الجيش في نموذج آخر لتحريك السكان لا يوجد له مثيل تاريخي مُشابه في العالم، حين قسم قطاع غزة إلى مئات المناطق والمربعات، ومواطنوه يتلقّون تعليمات إلى أين يتعين عليهم أن يتوجهوا، من خلال خرائط رقمية تصل إلى الهاتف النقال.

مدنيون يفرّون من خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد أن دعا الجيش الإسرائيلي الناس إلى مغادرة مناطق معينة في المدينة الأحد (أ.ف.ب)

إن تحديث إخلاء السكان في الضواحي الشرقية لخان يونس، وفي خربة خزاعة وعبسان الصغيرة والكبيرة وبني سهيلة، هي أكثر من تلميح بالمعارك المتوقعة في هذه المناطق خلال الأيام المقبلة، وسيتبقى فيها، أغلب الظن، كثير من المدنيين، وهو بمثابة تحدٍّ كبير للجيش، حين ستحاول حماس جرّ إسرائيل إلى فخاخ المس الجماعي بالمدنيين، إذ إنها واعية جداً للضغط الدولي المتزايد على إسرائيل، وخصوصاً من الجانب الأميركي».