البرلمان الإيراني يتبنى قانوناً لمواجهة خلع الحجاب

ستطبق لفترة تجريبية من ثلاث سنوات

مشرعون إيرانيون يتحدثون على هامش جلسة التصويت اليوم (فردا نيوز)
مشرعون إيرانيون يتحدثون على هامش جلسة التصويت اليوم (فردا نيوز)
TT

البرلمان الإيراني يتبنى قانوناً لمواجهة خلع الحجاب

مشرعون إيرانيون يتحدثون على هامش جلسة التصويت اليوم (فردا نيوز)
مشرعون إيرانيون يتحدثون على هامش جلسة التصويت اليوم (فردا نيوز)

ستواجه النساء المطالبات بحرية اختيار الحجاب في إيران احتمال تعرضهن للسجن عشر سنوات بناء على مشروع قانون تبناه البرلمان الإيراني ذو الأغلبية المحافظة المتشددة، في خطوة مثيرة للجدل.

وتأتي الخطوة لتشديد العقوبات في وقت اتخذت السلطات الإيرانية إجراءات أمنية مشددة مع حلول الذكرى الأولى على موجة الاحتجاجات التي أثارتها وفاة مهسا أميني (22 عاما) في الحبس عقب توقيفها بدعوى سوء الحجاب.

وشوهدت أعداد متزايدة من الإيرانيات مذاك في الأماكن العامة من دون حجاب أو غير ملتزمات بالقواعد المفروضة لمنع ارتداء ملابس تعد ضيّقة أو مكشوفة. واعتقلت السلطات خلال العام الماضي العديد من الناشطات والممثلات بسبب خلع الحجاب.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) أن «النواب وافقوا على تطبيق قانون + دعم ثقافة الحجاب والعفاف + لفترة تجريبية من ثلاث سنوات». وذلك بعد شهور من الشد والجذب بين الأوساط المؤيدة لتشديد القيود على النساء والمطالبين بتخفيف الضغوط.

ومن بين النوّاب البالغ عددهم 290، صوّت 152 لصالح الإجراء و35 ضدّه فيما امتنع سبعة عن التصويت وغاب البقية عن الجلسة. ولا يزال القانون بحاجة لموافقة مجلس صيانة الدستور. ويتكون القانون من 72 مادة وخمسة فصول.

وقتل مئات المحتجين في حملة القمع التي شنتها السلطات، وسقط عشرات عناصر الباسيج والشرطة والأجهزة الأمنية فيما تم توقيف أكثر من 20 ألفاً في إطار ما وصفه مسؤولون بـ«أعمال شغب» بتحريض من جهات خارجية.

وبموجب مشروع القانون، سيكون العقاب متشددا إلى أقصى حد في حال عدّت الانتهاكات مرتبطة بما تعدها إيران قوى خارجية معادية وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويمكن أن تواجه النساء المطالبات بحرية الحجاب، تهمة «التعاون مع حكومات، وسائل إعلام، مجموعات أو منظمات خارجية أو معادية» ليواجهن فترة سجن تتراوح ما بين خمس إلى 10 سنوات.

وستواجه النساء اللواتي يشاهدن «نصف عاريات في الأماكن العامة» عقوبات بالسجن لفترات طويلة أيضا. وسيواجه الأشخاص الذين يسخرون من الحجاب أيضا، عقوبة السجن.

غرامات وسجن

وسيجري تغريم النساء اللواتي يقدن السيارات من دون حجاب أو من يرتدين «ملابس غير مناسبة» خمسة ملايين ريال أو نحو عشرة دولارات. كما يفرض مشروع القانون غرامات على أي شخص «يروّج للعري» أو «يسخر من الحجاب» في الإعلام.

وقد يُمنع أصحاب الأعمال التجارية الذين تخرق الموظفات لديهم قواعد اللباس من مغادرة البلاد.

وفي ظل تخلي العديد من الإيرانيات عن القواعد؛ خصوصاً في طهران، اقترحت السلطات الإيرانية في مايو (أيار) مشروع القانون «لحماية المجتمع» و«تعزيز الحياة العائلية».

ويرى المحافظون الذين يحكمون إيران أن تخفيف القواعد يمكن أن يسدد ضربة «للأعراف الاجتماعية». وفي أغسطس (آب)، أعلن الرئيس الإيراني المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي أن ممارسة «عدم ارتداء النساء للحجاب سيوضع لها حد حتما».

وحذّرت مهمة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة في 14 سبتمبر (أيلول) من أن مشروع القانون، حال تمريره: «سيعرّض النساء والفتيات إلى مخاطر العنف والمضايقات والاعتقال التعسفي بشكل متزايد».

وكثّفت السلطات ودوريات الشرطة إجراءاتها ضد النساء والأعمال التجارية التي تخلع الحجاب. وأُغلقت متاجر بتهمة عدم الامتثال للقواعد فيما وضعت كاميرات في أماكن عامة لمراقبة الانتهاكات.


مقالات ذات صلة

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

شؤون إقليمية رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

احتجت إيران، الحليف الوثيق لموسكو، لدى السلطات الروسية بعد عملية توقيف «عنيفة» لطالبَين إيرانيين في مدينة قازان الروسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

إيران ستستخدم أجهزة طرد مركزي متقدمة رداً على قرار «الطاقة الذرية» ضدها

قالت إيران إنها ستتخذ إجراءات عدة من بينها استخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة، رداً على القرار الذي اتخذته «الوكالة الدولية للطاقة» الذرية مساء الخميس ضدها.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية صورة وزعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في مستهل اجتماعها الربع السنوي في فيينا play-circle 01:24

دول غربية تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب «فوراً»

دعت دول غربية إيران إلى «تدمير اليورانيوم 60 % فوراً»، فيما رجحت تقارير أن يصوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار ضد إيران غداً الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الطاقة الذرية الإيرانية»: لم نتفق على ألا يتجاوز التخصيب 60%

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

«الطاقة الذرية الإيرانية»: لم نتفق على ألا يتجاوز التخصيب 60%

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، قوله اليوم (السبت) إن بلاده لم تتفق على ألا يتجاوز تخصيب اليورانيوم نسبة 60 في المائة، وأضاف: «بل لدينا أوامر بزيادة السرعة، والعمل جارٍ على ذلك تدريجياً».

وتابع: «لم نوقف التخصيب بنسبة 60 في المائة، المفتشون كان من المفترض أن يأتوا بعد انتهاء اجتماع مجلس المحافظين لتقييم القدرات. هذه القدرات كانت ستبقى ثابتة لمدة شهر دون توقف التخصيب، مع تحويل المواد المخصبة إلى مستوى أقل».

وشدد كمالوندي على أن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة النووية أنها ستقوم بتشغيل آلاف أجهزة الطرد المركزي في «حال المواجهة» معها، وأكد أن الضغوط والتهديدات الغربية بشأن البرنامج النووي لبلاده لن تؤدي إلى أي نتيجة.

من جهتها، ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء أن كيومرث حيدري، قائد القوة البرية للجيش، أعلن خلال مؤتمر صحافي إدخال غواصات جديدة للخدمة قريباً.

وقال حيدري: «نحن في طور بناء غواصات جديدة ستنضم قريباً».

كما أعلن حيدري تصنيع سفن حربية أكثر ثقلاً من طراز «موج»، قائلاً: «نعمل حالياً على بناء اثنتين من هذه السفن، وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب».

وأضاف: «إن حماية مصالح البلاد في المياه الساحلية والدولية، وضمان أمن خطوط الملاحة البحرية في السلم والحرب، تتطلب قوة بحرية على مستوى إقليمي ودولي».

ويأتي تصريح القائد العسكري الإيراني وسط توترات متزايدة بين إيران وإسرائيل؛ إذ قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مؤخراً إن بلاده تعتبر الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل على أراضيها بمثابة «هجوم جديد ويستحق رداً من جانبنا».