الفاتيكان ومتحف أميركي يتنافسان على فسيفساء سجن مجيدو

الحكومة الإسرائيلية تنوي التنازل عن الأثر الكنعاني التاريخي حتى تمتنع عن هدم السجن

الفسيفساء في أرضية سجن مجيدو (سلطة الآثار)
الفسيفساء في أرضية سجن مجيدو (سلطة الآثار)
TT

الفاتيكان ومتحف أميركي يتنافسان على فسيفساء سجن مجيدو

الفسيفساء في أرضية سجن مجيدو (سلطة الآثار)
الفسيفساء في أرضية سجن مجيدو (سلطة الآثار)

بينما تتقاعس الحكومة الإسرائيلية عن الاهتمام بأحد كنوز الآثار التاريخية، أبدت جهتان مسيحيتان في واشنطن وروما اهتماماً بفسيفساء كنيسة اكتشفت داخل سجن مجيدو يزيد عمرها على 1800 سنة، لدرجة طلب شرائها بالمال أو استئجارها لفترة طويلة.

وأكد مصدر في سلطة الآثار في تل أبيب، أن متحف الكتاب المقدس في واشنطن، الذي أسسه التيار الإنغليكاني عام 2017، تقدم بطلب رسمي لشراء الفسيفساء. وعندما سمعوا في روما عن ذلك، تقدم متحف الفاتيكان بطلب الشراء، مؤكداً رغبته في استضافة الأثر التاريخي وعرضه على زواره.

وحسب تعليق مصدر في الكنيسة في القدس، فإن هذا الأثر يجب أن يبقى مكانه أو ينقل إلى الفاتيكان فقط، و«يحظر السماح بوقوعه بأيدي مؤسسات ذات أجندات سياسية يمينية متطرفة في الولايات المتحدة».

ترميم أرضية الموزاييك ويبدو في الخلفية مبنى سجن مجيدو (سلطة الآثار)

والحديث يجري عن أرضية كنيسة مزينة عمرها ما يقرب من 1800 عام، اكتشفها علماء الآثار الإسرائيليون في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، خلال حفريات جرت في قلب سجن مجيدو وأثناء العمل على بناء قسم جديد. ولفت النظر في حينه إلى أن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في هذا السجن، تطوعوا في أعمال التنقيب والترتيب عندما علموا بقصة هذا الأثر وارتباطه بالكنعانيين. وعملوا أشهراً عدة في الحفريات.

وبحسب ارئيل شاليط، عالم الآثار المكلف الملف، فإن سلطة الآثار الإسرائيلية معنية بحفظ هذا الأثر وصيانته وفتحه أمام الجمهور. لكن الأمر منوط بمصاريف باهظة، ولكي يعطى الأثر حقه يجب إخراجه من سلطة مصلحة السجون.

سجن مجيدو في شمال إسرائيل (مواقع)

وحسب رئيس المجلس الإقليمي لمجيدو، ايتسيك حولبسكي، فإن الحكومة اتخذت قرارات عدة لنقل السجن إلى مكان آخر ولكنها تراجعت.

رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وعده بتنفيذ المشروع، حتى يتحول المكان إلى متحف أثري يزوره السياح والحجاج المسيحيون من شتى أجاء العالم.

وقال حولبسكي: إن الحديث يجري عن أرضية فسيفساء رائعة من القرن الثالث، تعود لكنيسة قديمة، فضلاً عن كشف أساسات المبنى، ليتضح أنه كان إحدى العمارات المدهشة في مجيدو، التي كانت في ذلك العهد مدينة غنية جداً بالأبنية والأسوار والقلاع.

منظر عام للمدينة الكنعانية اليوم (مجلس مجيدو)

وارتأى المجلس «اغتنام الفرصة كرافعة سياحية». وأكد حولبسكي أن مجلسه البلدي قام عام 2009 بتمويل الحفاظ على الفسيفساء. وتم الاتفاق مع الحكومة الإسرائيلية عام 2018 على إخلاء السجن إلى موقع آخر؛ بغية تحويل المكان إلى منشأة سياحية تكون من بين الأهم على مستوى إسرائيل والعالم.

وحتى ذلك الحين، سيبقى الأثر حبيس جدران السجن، إلى أن يتم الانتهاء من بناء مجمع السجن الجديد عام 2030.

في الأثناء، دخلت القضية في منعطف جديد، حيث تم الإعلان عن أن سلطة الآثار تدرس إزالة القطعة الأثرية من مكانها وإعارتها لمتحف الكتاب المقدس في واشنطن، وهي مؤسسة تعمل منذ افتتاحها عام 2017 على الترويج لأجندة سياسية إنجيلية؛ ما وضعها في مرمى الانتقادات، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء.

وعقّب البروفيسور رافي غرينبرغ من جامعة تل أبيب، على الموضوع بالقول إن «الاكتشافات الأثرية يجب أن تبقى في مكانها وألا يتم نقلها إلى بلد آخر؛ لأن التفسير الوحيد لذلك هو استيلاء قوة أجنبية على الأثر». ودعم مخاوفه خبير آخر من جامعة جنوب كاليفورنيا، لفت إلى أن «هناك خوفاً من أن تفقد الفسيفساء سياقها التاريخي إذا تم نقلها إلى واشنطن، فضلاً عن خطر تحميل الأثر سياقاً آيديولوجياً يساعد المتحف في تعزيز أجندته السياسية المسيحانية».

عمال ينظفون الفسيفساء في سجن مجيدو (سلطة الآثار)

المعروف أن مجيدو (أو تل المتسلم بالعربية)، مدينة كنعانية تقع شمالي فلسطين، ويعود تاريخها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد. وتنبع أهميتها من موقعها الاستراتيجي على الطريق التجارية والعسكرية التي تخترق جبل الكرمل من السهل الساحلي، ويتحكم بمدخل مرج ابن عامر، ويسيطر على الطريق الآتية من مصر إلى سوريا.

وقد تميزت في ظل الحضارة الكنعانية العريقة، بالبناء الحجري والأسوار الكبيرة، والقصور الفخمة، واشتهرت بصناعة النسيج والملابس والزراعة المتقدمة في مرج ابن عامر. وتعدّ اليوم من أهم المواقع الأثرية في فلسطين، حيث صُنفت في عام 2005 ضمن قائمة «يونيسكو»‏ لمواقع التراث العالمي.


مقالات ذات صلة

البابا فرنسيس «حزين» لانتهاء الهدنة في غزة

المشرق العربي البابا فرنسيس (رويترز)

البابا فرنسيس «حزين» لانتهاء الهدنة في غزة

عبر البابا فرنسيس عن «حزنه لانتهاء الهدنة» في غزة معرباً عن أمله في أن «تتمكن الأطراف المعنية من التوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار»

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا البابا فرنسيس يترأس اللقاء العام الأسبوعي في قاعة داخل الفاتيكان (أ.ف.ب)

بابا الفاتيكان يبدو متعباً: «لست على ما يرام»

بدا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان متعباً، وتحدث قليلاً في مناسبة عامة بعد يوم من إلغاء زيارة كانت مقررة لدبي للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا البابا فرنسيس (أرشيفية - أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يلغي رحلته إلى دبي

أعلن الفاتيكان، الثلاثاء، أن البابا فرنسيس ألغى رحلته إلى دبي للمشاركة في مؤتمر «كوب 28» بعد أن نصحه فريقه الطبي بذلك.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا البابا فرنسيس يجتمع بوفد الفلسطينيين في الفاتيكان الذين لديهم أقارب معتقلون لدى إسرائيل (رويترز)

البابا يلتقي ذوي رهائن إسرائيليين لدى «حماس» وأقارب معتقلين فلسطينيين

التقى البابا فرنسيس، الأربعاء، على نحو منفصل، ذوي رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة، وأقارب معتقلين فلسطينيين في إسرائيل، وقال إن الجانبين «يعانيان بدرجة كبيرة».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
أوروبا صغيرة فلسطينية ترفع راية بيضاء وهي تفر مع عائلتها من جنوب قطاع غزة في شارع صلاح الدين في البريج (أ.ب)

بابا الفاتيكان: أناشدكم باسم الله أن تتوقّفوا وتعلنوا وقف إطلاق النار

 أطلق بابا الفاتيكان، الأحد، نداءً عاجلاً لوقف الصراع في غزة، داعياً إلى تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدة المصابين من أجل تخفيف الوضع «الخطير جداً».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)

إسرائيل تلغي تأشيرة إقامة المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية 

المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية لين هاستينغز (حسابها على منصة إكس)
المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية لين هاستينغز (حسابها على منصة إكس)
TT

إسرائيل تلغي تأشيرة إقامة المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية 

المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية لين هاستينغز (حسابها على منصة إكس)
المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية لين هاستينغز (حسابها على منصة إكس)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إنه قرر إلغاء تأشيرة إقامة المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية لين هاستينغز.

وفي رسالة نشرها عبر منصة (إكس)، قال كوهين: «لن نسكت من الآن فصاعداً في وجه انحياز الأمم المتحدة... قررت إلغاء تأشيرة إقامة المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية لين هاستينغز في إسرائيل».

وأضاف: «لا يمكن لشخص لم يدن حماس على المذبحة الوحشية التي قتل فيها 1200 إسرائيلي، على خطف الأطفال وكبار السن، وعلى الاغتصاب والانتهاكات المروعة، واستخدام سكان غزة دروعا بشرية، وبدلاً من ذلك يدين إسرائيل... أن يعمل في الأمم المتحدة؛ ولا يمكنه دخول إسرائيل».

من جهتها، اعتبرت حركة «حماس في بيان، أن إلغاء إقامة المنسّقة الأممية جاء «بسبب رفضها تبني رواية الاحتلال الكاذبة ضد حركة حماس».

ووصفت الحركة هذا الإجراء بأنه «استمرار لنهج الغطرسة والنظرة الإستعلائية للصهاينة، الذين يحاولون فرض روايتهم المضلّلة والمكذوبة للتغطية على حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبونها ضد شعبنا الفلسطيني».

ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى «موقف حازم ضد سياسة الابتزاز الصهيونية، وعدم احترامها للهياكل والشخصيات الأممية».


نتنياهو لا يرفض قطعياً صفقة تُفرغ سجونه من الفلسطينيين

نتنياهو يترأس اجتماعاً لمجلس قيادة الحرب مساء الاثنين بتل أبيب (حساب إكس)
نتنياهو يترأس اجتماعاً لمجلس قيادة الحرب مساء الاثنين بتل أبيب (حساب إكس)
TT

نتنياهو لا يرفض قطعياً صفقة تُفرغ سجونه من الفلسطينيين

نتنياهو يترأس اجتماعاً لمجلس قيادة الحرب مساء الاثنين بتل أبيب (حساب إكس)
نتنياهو يترأس اجتماعاً لمجلس قيادة الحرب مساء الاثنين بتل أبيب (حساب إكس)

خلال جلسة مشحونة، شابها التوتر وانتهت بخيبة أمل كبيرة وخوف شديد على أرواح الأسرى لدى «حماس»، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، أنهما لم يرفضا بشكل قاطع التفاوض على صفقة تبادل أسرى وفق مبدأ «الكل مقابل الكل»، أي تُفضي لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين وتبييض السجون.

لكنّ نتنياهو ادّعى أن «حماس» عرقلت هذه الصفقة، لأنها اشترطت وقف الحرب، أي إجهاض هدفها الأساسي وهو تصفية «حماس». فيما قال غالانت إن هذه الصفقة لم تعد واردة اليوم. وأضاف: «حماس لا تفهم سوى لغة القوة».

وكانت مجموعة من أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، ومعهم عدد من الأسرى الذين حُرِّروا مطلع الأسبوع الماضي، قد اجتمعوا مع أعضاء مجلس قيادة الحرب محتجين على قرار استئناف القتال ووقف المفاوضات مع «حماس» ضمن الوساطة المصرية - القطرية. وقد تكلم الجميع بحرقة وحزن شديدين وأكدوا أنهم يخشون موت أو قتل أبنائهم وبناتهم في الأَسْر، فهناك مسنّون ومرضى ممن لا يتحملون العناء في الأنفاق. وقالوا إنهم يخافون من الحرب ومن تصريحات القادة السياسيين والعسكريين الذين يتحدثون عن «الاقتراب من يحيى السنوار»، فهذا يعني أنهم يقتربون من المخطوفين.

وأبدى المتحدثون رعبهم من التصريحات التي تهدد بإغراق الأنفاق بماء البحر المتوسط لإغراق قادة ومقاتلي «حماس»، وتساءلوا: «هل يفهم أعضاء مجلس قيادة الحرب ماذا يعني هذا الإغراق؟ يعني إغراق 136 أسيراً إسرائيلياً معهم. هل يفكر قادتنا بأولادنا؟ أم هل قرروا التضحية بهم حسب بروتوكول هنيبعل؟».

عناصر من «حماس» يسلمون بعض الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر الدولي 29 نوفمبر (رويترز)

وقالت إحدى المخطوفات التي حُرِّرت مؤخراً: «نحن لا نعرف ماذا يجري اليوم للمخطوفين ولا درجة معاناتهم، لكنني أقول إنني كنت ميتة من الخوف طيلة الوقت. أنتم تقولون إنكم في حرب لتحرروا الأسرى، وأنا أقول لكم إن القصف الذي ينفذه جيشنا يهدد حياتهم. كنا نسمع في الأنفاق دويَّ الانفجارات ونرتعد خوفاً. لكنَّ رجال (حماس) كانوا ينامون بهدوء ولا يتأثرون ولا يخافون القصف. كانوا يمزحون... لذلك أتوسل إليكم اتركوا هذه الحرب، فهي لن تأتي بنتيجة سوى تهديد حياة الأسرى الإسرائيليين».

وقال دانيال ليفشيتس، وهو حفيد يوخيفيد ليفشيتس التي أفرجت عنها «حماس»، وعوديد ليفشيتس الذي لا يزال محتجزاً في غزة: «ندعوكم إلى العودة فوراً إلى طاولة المفاوضات من دون تأجيل، وبأي ثمن. إن الاستخفاف بنا وتجاهل صرخاتنا هو شيء مخزٍ. وإذا لم تكن لديكم مصلحة بتمثيلنا سنتوجه إلى جهة دولية توافق على القيام بذلك. لن نتوسل إليكم».

يحمل صور الرهائن لدى «حماس» خلال مظاهرات في تل أبيب طالبت الحكومة الإسرائيلية بالسعي للإفراج عنهم (أ.ف.ب)

وخرج الأهالي من الاجتماع بخيبة أمل قاسية واتهموا نتنياهو بعدم الجدية. فقد تهرب من الإجابات عن أسئلتهم، وكان يقرأ من ورقة حملها. وقال لهم إنه لا يخبرهم بكل ما يريدون سماعه، لأنه لا يريد أن يُفشي الأسرار حول العمليات التي يقوم بها الجيش كي لا يستفيد منها العدو. وأكد أنه يعمل على إطلاق سراح جميع الأسرى بلا استثناء.

إضراب عن الطعام

كان وفد من الأسرى قد زار الكنيست والتقى عدداً من أعضائه. وقال نوعم دان، الذي تحررت قريبتان له من الأَسْر هما ساهر وايرز كلدرون، ولا يزال والدهما عوفر في الأَسْر: «أطلب جواباً صريحاً، ومستعد أن أسمع جواباً لا يعجبني. قولوا إن الحكومة قررت التخلي عن الأسرى وتفضيلها الحرب لتصفية (حماس). قولوا لي بصراحة إن هذا هو الموقف، ونحن نتصرف. دعونا نتعامل بصدق. لكن اعلموا أننا لن نصمت. نحن أيضاً نعرف كيف يُضرب شعب عن الطعام. سنبدأ ذلك في ميدان المخطوفين في تل أبيب وسنطلب من الشعب أن يتضامن معنا».

احتجاج عائلات الرهائن الإسرائيليين أمام وزارة الدفاع في تل أبيب 21 نوفمبر (أ.ف.ب)

وقالت عوفري بيباس، التي لعائلتها أربعة أسرى مع «حماس»، إنها تريد أن تعرف إذا كانت الحكومة تدرك معنى أن تتخلى عن الأسرى. «لقد أصبح واضحاً أنهم وقعوا في الأسر ليس لأنهم مهملون أو مخطئون أو مذنبون. بل لأن الدولة، الحكومة والجيش والجميع، لم تقم بواجبها في حمايتهم من هجوم (حماس). فهل يعون في قيادة الدولة ما يعنيه التخلي عنهم؟ هذا ليس فقط إهداراً لدمائهم، بل هو هدر للجيش ولكل مفهوم أمن الدولة. هذا يعني أن شبابنا لن يتجندوا للجيش في المستقبل، لأنهم لا يثقون بأن الجيش سيعمل كل شيء في سبيل تحرير الجنود الذين يقعون أسرى لدى العدو. جيش بلا أمان؛ يحب أولادنا كمقاتلين يضحّون ويخدمون، لكن عندما يصبحون بحاجة إلى الدولة، تدير لهم ظهرها وتتركهم فريسة للعدو المتوحش، الذي يسمّونه عندنا بـ(داعش ونازي ومجرم). وكل كلمة كهذه تغز قلوبنا في الصميم وتوجعها، لأنها تذكّرنا بالمكان الذي يتركون فيه أولادنا».


جهود إسرائيلية لإطالة الحرب وعمر حكومة نتنياهو

وزير المالية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان (حسابه على «إكس»)
وزير المالية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان (حسابه على «إكس»)
TT

جهود إسرائيلية لإطالة الحرب وعمر حكومة نتنياهو

وزير المالية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان (حسابه على «إكس»)
وزير المالية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان (حسابه على «إكس»)

كشف رئيس حزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين، أريه درعي، أنه يسعى لضم رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، إلى الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، وذلك «لرفدها بشخصية قوية ذات خبرة غنية وذكاء حاد».

وعلى الرغم من أن درعي ادّعى أن هذه الخطوة ضرورية لتحسين أداء الحكومة في إدارة الحرب، وللاستفادة من قدراته وخبراته، بوصفه وزيراً سابقاً للدفاع وللمالية، وعضواً ثابتاً في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية في عدة حكومات عدة، فإن المعارضة الإسرائيلية ترى في هذه الخطوة «محاولة من درعي لإنقاذ نتنياهو من السقوط بعد الحرب». فدخول ليبرمان سيعزز مكانة نتنياهو، ويضعف أحزاب المعارضة في معركتها لإسقاطه.

ودرعي، هو شخصية ذات تأثير بالغ في الحكومة. ومع أنه ليس وزيراً، إذ منعته المحكمة من تولي مهام حكومية؛ بسبب قضايا فساد متورط فيها، فإن نتنياهو يدعوه للمشاركة في اجتماعات مجلس قيادة الحرب جميعها. وهو يقود حزباً من 11 نائباً في الائتلاف الحكومي، وله 5 وزراء يتولون حقائب الداخلية والرفاه الاجتماعي والصحة والأديان، فضلاً عن منصب وزير ثانٍ في وزارة التعليم.

رئيس حزب «شاس» درعي، مقرب من نتنياهو ويؤثر عليه، ويعدّ «حلّال المشكلات» عنده. وهو يعتقد بأن انضمام ليبرمان إلى الحكومة، خصوصاً في فترة إدارة الحرب، سيخفف الانتقادات لأداء نتنياهو، الذي يُتّهم بأنه يدير الحرب بطريقة تخدم مصالحه الشخصية والحزبية، وأنه يسعى لإطالة المعارك القتالية في قطاع غزة حتى يطيل عمر حكومته.

نتنياهو يترأس الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء يناير الماضي وإلى جانبه أريه درعي (د.ب.أ)

كما يعتقد درعي بأن دخول ليبرمان سيخفف من وزن حزبَي الصهيونية الدينية المتطرفَين، بقيادة الوزيرين، بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، في الحكومة، ويضعف تأثيرهما.

وفي الوقت الذي توقعت فيه مصادر سياسية بأن نتنياهو ينوي إدخال ليبرمان، لكي يُخرج بالمقابل المتطرفين، خرج سموتريتش بتصريح يرحب فيه بهذا التطور، وقال إن ليبرمان سيعزز قوة التيار اليميني في الحكومة. وأضاف: «ليبرمان يرفض الهدن مع (حماس)، ويصر على تدمير هذه الحركة وتصفية قادتها، وفي هذا نحن وإياه في خندق واحد، وسنشكل عنصر ضغط يوازن الضغوط التي يمارسها بيني غانتس للتخفيف من الحرب والتفتيش عن سبل أخرى لتصفية (حماس)».

ولم ينفِ مكتب نتنياهو هذا النبأ. وقال إن هناك محادثات مع ليبرمان لكنها لم تنضج بعد. بينما قال ليبرمان إن «نتنياهو يرسل لي بشكل سري مبعوثين يتوسلون انضمامي للحكومة. ولكنني كنت قد أوضحت موقفي الصريح، بأنني على استعداد للانضمام للحكومة شرط أن يضع نتنياهو هدفاً لها لا يتنازل عنه كما حصل في مرات سابقة، أي تصفية (حماس)، قادة وحكماً، وأن أكون شريكاً في (مجلس إدارة الحرب المصغر)»، الذي يضم اليوم 3 وزراء فقط، هم نتنياهو ويوآف غالانت وبيني غانتس. وقال ليبرمان: «أنا لا أطلب هنا مناصب وزارية، بل تأثيراً حقيقياً على شكل ومضمون إدارة الحرب».

بيني غانتس تعطيه استطلاعات الرأي تفوقاً على نتنياهو لتولي رئاسة الحكومة (رويترز)

وبحسب مصادر مقربة من نتنياهو، فإن غانتس هو الذي يعارض انضمام ليبرمان للحكومة، وعلى الرغم من أن حزب غانتس نفى ذلك، فإن المصادر تؤكد أن غانتس دخل الحكومة لكي يعزز الشعور بالوحدة خلال الحرب، وبسبب هذا التصرف جرف تأييداً جماهيرياً ساحقاً، وأصبح أقوى المرشحين للفوز برئاسة الحكومة في أي انتخابات مقبلة. والآن لا يريد لأحد أن يقاسمه هذا الربح، ويخشى أن يؤدي انضمام ليبرمان إلى إجهاض معركة إسقاط الحكومة فور الانتهاء من الحرب.


تركيا: أحزاب المعارضة ترفض العودة للتحالفات في الانتخابات المحلية

أوزال زار أكشينار بمقر حزب «الجيد» في أنقرة وبحثا التعاون في بعض الولايات في الانتخابات المحلية (من حساب أوزال على إكس)
أوزال زار أكشينار بمقر حزب «الجيد» في أنقرة وبحثا التعاون في بعض الولايات في الانتخابات المحلية (من حساب أوزال على إكس)
TT

تركيا: أحزاب المعارضة ترفض العودة للتحالفات في الانتخابات المحلية

أوزال زار أكشينار بمقر حزب «الجيد» في أنقرة وبحثا التعاون في بعض الولايات في الانتخابات المحلية (من حساب أوزال على إكس)
أوزال زار أكشينار بمقر حزب «الجيد» في أنقرة وبحثا التعاون في بعض الولايات في الانتخابات المحلية (من حساب أوزال على إكس)

أعلنت أحزاب المعارضة التركية رفضها فكرة «التحالفات» أو «التعاون» في الانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس (آذار) المقبل، وقرر كل حزب خوض الانتخابات بمفرده.

وبعدما سعى رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، أزغور أوزال، إلى التوصل إلى صيغة «تعاون» وليس «تحالف» مع حزب «الجيد» برئاسة ميرال أكشينار، رفض الأخير أي نوع من صيغ العمل المشترك في الانتخابات المحلية، مؤكداً أنه سيخوضها بمرشحيه في جميع الولايات.

وقال أوزال، خلال اجتماع مجموعة حزبه بالبرلمان التركي في أنقرة، الثلاثاء، بعد أن رفض المجلس الإداري العام لحزب «الجيد» في اجتماعه، الاثنين، عرضه للتعاون في الانتخابات المحلية: «سنوسع التحالف إلى القاعدة الاجتماعية»، داعياً منظمات المجتمع المدني إلى «الاتحاد في البلديات الكبرى»، وبخاصة أنقرة وإسطنبول من أجل الفوز في الانتخابات المحلية.

إردوغان وبهشلي أكدا استمرار التعاون في الانتخابات المحلية (الرئاسة التركية)

وزار أوزال أكشينار بمقر حزبها في أنقرة، الجمعة، وناقشا ملف الانتخابات المحلية، وإمكانية التعاون بين الحزبين اللذين خاضا الانتخابات المحلية السابقة عام 2019 معاً في إطار «تحالف الأمة» الذي توسع ليضم أحزاب طاولة الستة قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مايو (أيار) الماضي، قبل أن يتم حل التحالف بعد الخسائر التي مني بها في هذه الانتخابات.

وأبدت أكشينار، في تصريحات خلال مؤتمر صحافي مع أوزال عقب اللقاء، مرونة لمناقشة فكرة التعاون في الانتخابات، بعد أن طلب أوزال مناقشة الأمر بعيداً عن فكرة التحالف التي أثبتت عدم فعاليتها وباتت مستهجنة لدى الناخبين.

وقالت أكشينار إنها ستناقش مسألة التعاون في الانتخابات المحلية مع أعضاء المجلس الإداري لحزبها، الاثنين، وسيتخذ المجلس القرار في هذا الشأن.

أوميت أوزداغ دعا حزب «الجيد» للتحالف مع حزبه «النصر» بعد رفض التعاون مع «الشعب الجمهوري» (من حسابه على إكس)

وبعد اجتماع استغرق 3 ساعات، الاثنين، رفض المجلس الإداري العام للحزب، فكرة التعاون مع الشعب الجمهوري.

وقال المتحدث باسم الحزب، كورشاد زورلو، إن حزب «الجيد» يسعى للخروج من الاستقطاب الحاد في البلاد، مضيفاً: «القرار المتخذ هو طريق جديدة في الانتخابات المحلية، وهو طريق الشعب».

وتسعى المعارضة التركية إلى تحقيق فوز كبير في الانتخابات المحلية، ولا يرغب «الشعب الجمهوري» في خسارة بلديتي أنقرة وإسطنبول، من أجل استعادة معنويات قاعدته بعد الخسائر التي تكبدها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو (أيار) الماضي، تحت قيادة رئيسه السابق كمال كليتشدار أوغلو.

وعدّ رئيس حزب «النصر»، اليميني القومي، أن القرار الذي اتخذه حزب «الجيد» بعدم التحالف أو التعاون مع حزب الشعب الجمهوري، هو قرار صحيح حتى لو جاء متأخراً.

هوليا حاتم أوغولاري الرئيس المشارك لحزب «المساواة والديمقراطية الشعبي» أعلنت أن الحزب سيخوض الانتخابات منفرداً (من حساب الحزب على «إكس»)

ورأى رئيس الحزب أوميت أوزداغ، في حسابه على «إكس»، أن «تحالف الشعب» الذي يضم حزبي «العدالة والتنمية» الحاكم و«الحركة القومية» يمر بأقوى فتراته، وإذا لم يقم حزب «الجيد» بالتعاون مع حزب «النصر» فإن خطوة ترك حزب الشعب الجمهوري ستؤدي إلى دعم مفتوح لتحالف الشعب.

وقال إن التعاون الانتخابي الذي يعرضه «النصر» على «الجيد» سيكون العقبة الحقيقية الوحيدة أمام النجاح الانتخابي لـ«تحالف الشعب»؛ لأن الحزبين معاً سيشكلان «خياراً ثالثاً حقيقياً» في السياسة المنقسمة بين محوري «الشعب الجمهوري» و«العدالة والتنمية».

وسبق أن انشق أوزداغ عن حزب «الجيد» بعد خلافات مع أكشينار، وأسس حزب «النصر»، وكلا الحزبين ينتمي إلى التيار القومي اليميني، لكن أوزداغ يظهر ميلاً إلى التشدد، الذي يصل إلى حد العنصرية ضد الأجانب، وخصوصاً اللاجئين السوريين.

في السياق ذاته، أعلنت الرئيس المشارك لحزب «المساواة والديمقراطية الشعبي» المؤيد للأكراد، هوليا حاتم أوغولاري، أن الحزب يخطط لتقديم مرشحين في جميع البلديات بالولايات التركية الـ81 في الانتخابات المحلية.

وسبق أن دعم حزب «الشعوب الديمقراطية»، المؤيد للأكراد، مرشحي «تحالف الأمة» السابق (كان يتألف من حزبي الشعب الجمهوري والجيد) في الانتخابات المحلية في 2019، وساهم، بشكل غير معلن، في فوز التحالف بعدد من البلديات الكبرى في مقدمتها إسطنبول التي فاز بها أكرم إمام أوغلو، والتي سيخوض الانتخابات مرشحاً لرئاستها في مارس المقبل مجدداً.

وخاض «الشعوب الديمقراطية»، الذي يواجه دعوى لإغلاقه، الانتخابات البرلمانية في مايو الماضي على قوائم حزب اليسار الديمقراطي، ثم اندمج الحزبان بعد الانتخابات تحت اسم جديد هو «حزب المساواة والديمقراطية الشعبي».


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 80 من جنوده منذ بدء العملية البرية في غزة

ارتفاع حصيلة قتلى جنود الجيش الإسرائيلي إلى 80 منذ بدء العملية البرية في غزة (أ.ب)
ارتفاع حصيلة قتلى جنود الجيش الإسرائيلي إلى 80 منذ بدء العملية البرية في غزة (أ.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 80 من جنوده منذ بدء العملية البرية في غزة

ارتفاع حصيلة قتلى جنود الجيش الإسرائيلي إلى 80 منذ بدء العملية البرية في غزة (أ.ب)
ارتفاع حصيلة قتلى جنود الجيش الإسرائيلي إلى 80 منذ بدء العملية البرية في غزة (أ.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة قتلاه من الجنود إلى 80 منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قُتل 5 جنود خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية؛ ما رفع حصيلة الجنود القتلى إلى 80 منذ بدء العملية البرية التي أُطلقت بعد نحو أسبوعين من الهجوم الذي نفذته «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) في جنوب إسرائيل، والذي خلَّف 1200 قتيل معظمهم من المدنيين وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

كما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى مقتل 15899 شخصاً معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».


تطوير التعاون الثنائي وحرب غزة على طاولة بوتين ورئيسي الخميس

لافروف يصافح عبداللهيان على هامش اجتماع مع نظرائه في الدول الخمس المطلة على بحر قزوين في موسكو اليوم (أ.ف.ب)
لافروف يصافح عبداللهيان على هامش اجتماع مع نظرائه في الدول الخمس المطلة على بحر قزوين في موسكو اليوم (أ.ف.ب)
TT

تطوير التعاون الثنائي وحرب غزة على طاولة بوتين ورئيسي الخميس

لافروف يصافح عبداللهيان على هامش اجتماع مع نظرائه في الدول الخمس المطلة على بحر قزوين في موسكو اليوم (أ.ف.ب)
لافروف يصافح عبداللهيان على هامش اجتماع مع نظرائه في الدول الخمس المطلة على بحر قزوين في موسكو اليوم (أ.ف.ب)

أعلن الكرملين أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيقوم بزيارة خاطفة إلى موسكو، الخميس، يجري خلالها جولة محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتجنب الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الكشف عن تفاصيل ترتيب الزيارة التي لم تكن مخططة مسبقاً، لكنه أكد أن ملفي العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط، سيكونان على طاولة مناقشات الرئيسين.

وبات معلوماً أن ترتيب الزيارة تم على عجل بناء على دعوة وجهها بوتين إلى رئيسي، ما أوحى بأن لدى موسكو رغبة في مناقشة ملفات بشكل سريع ومباشر على مستوى الرئيسين، وهو أمر لم يخفه الناطق الرئاسي الذي قال للصحافيين، الثلاثاء، إن الكرملين «يعمل على وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال اللقاء».

وسئل بيسكوف عما إذا كانت المحادثات سوف تتطرق إلى السياسات النفطية، وخصوصاً في إطار اتفاقات «أوبك بلس»، فقال إنه «لا يود أن يفصح عن تفاصيل إضافية بعد».

وأثار الإعلان عن الزيارة المفاجئة تكهنات في موسكو، وربطها خبراء بإعلان الكرملين، عن زيارة لم تكن مخططة سابقاً أيضاً، سيقوم بها بوتين، الأربعاء، إلى المملكة العربية السعودية والإمارات.

ورجح الخبير أندريه أونتيكوف أن تكون قد تبلورت لدى بوتين رؤية أو أفكار تتعلق بالصراع الدائر في الشرق الأوسط، ما يعني أن الزيارتين قد تهدفان إلى التشاور مع قادة البلدان الثلاثة في هذا الشأن، إلى جانب الملفات المطروحة عادة على أجندة اللقاءات الثنائية فيما بينها.

التعاون العسكري

في الوقت ذاته، لم تستبعد مصادر في موسكو أن يكون ملف التعاون العسكري وتطوير العلاقات في مجالات عدة بين أبرز المحاور المطروحة على أجندة بوتين ورئيسي، على خلفية قطع البلدين شوطاً واسعاً خلال العام الأخير في تطوير التعاون في المجالات العسكرية، واستعدادهما لإبرام اتفاق استراتيجي واسع النطاق، وصفه الطرفان في وقت سابق بأن يضع أساساً لـ«تطوير التعاون في المجالات المختلفة».

ويتهم الغرب إيران بأنها زودت روسيا بطائرات مسيرة وتقنيات عسكرية عدة استخدمتها موسكو بنشاط في الحرب الأوكرانية. لكن موسكو وطهران نفتا في وقت سابق، صحة هذه المعطيات، مع الإقرار بعزم البلدين على تطوير التعاون العسكري التقني، وكذلك التعاون في المجالات الاقتصادية لتخفيف آثار العقوبات الغربية المفروضة على البلدين.

ويرجح خبراء أن يكون ملف تزويد إيران بطائرات مقاتلة من طراز «سوخوي» مطروحاً أيضاً على أجندة الحوار بين الطرفين.

وكان بوتين زار إيران في يوليو (تموز) من العام الماضي، فيما سافر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران قبل شهرين لوضع اللمسات الأخيرة، كما أعلن في حينها عن اتفاق الشراكة الاستراتيجية الذي ينوي الطرفان الإعلان عنه في وقت لاحق.

وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية أن رئيسي سوف يتوجه إلى موسكو على رأس «وفد سياسي اقتصادي رفيع المستوى»، ما يوحي بأن المناقشات المنتظرة تركز على الملف الاقتصادي إلى جانب المسائل السياسية المطروحة على أجندة البلدين.

ووفقاً للوكالة، فإن الطرفين سوف يبحثان في «قضايا ثنائية، بما فيها التفاعلات الاقتصادية، وكذلك قضايا إقليمية ودولية، خصوصاً الوضع في غزة».

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان وصل إلى موسكو، مساء الاثنين، بهدف المشاركة في الاجتماع السنوي لوزراء خارجية الدول المطلة على بحر قزوين.

لافروف يتحدث خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الخمس المطلة على بحر قزوين في موسكو (أ.ف.ب)

أولوية لحرب غزة

وبات معلوماً، الثلاثاء، أن لافروف وعبداللهيان أجريا على هامش الفعالية جولة محادثات ثنائية، تطرقت وفقاً لمصادر دبلوماسية إلى مسائل العلاقة الثنائية، وتعزيز التنسيق بين الطرفين في الملفات الإقليمية والدولية المطروحة.

وقال لافروف لنظيره الإيراني إنه من المهم تعزيز جهود مواجهة تأثير العقوبات الغربية على البلدين.

وسبق ذلك، تأكيد عبداللهيان عند وصوله إلى العاصمة الروسية على أن القضية الفلسطينية ستكون على رأس سلم أولويات مناقشاته في موسكو.

وزاد أن هدف الزيارة هو المشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول المطلة على بحر قزوين. وأضاف أنّ التركيز سيكون على قضايا من شأنها «تعزيز التعاون الاقتصادي بين هذه الدول».

وزاد: «سأناقش مع نظرائي لا سيما وزير الخارجية الروسي سبل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووقف جرائم الكيان الصهيوني ضد سكان غزة والضفة الغربية».

مناقشات قزوين

وأفادت وكالة «مهر» الحكومية الإيرانية، بعد انطلاق أعمال اللقاء الوزاري، بأن عبداللهيان شدد خلال الجلسة الافتتاحية على أن «بحر قزوين تراث مشترك ومركز صداقة بيننا ومصدر للصداقة والخير والبركات لأكثر من 270 مليون إنسان في الدول المطلة على هذا البحر». وتابع: «يجب أن نحاول حماية هذا التراث الإلهي الثمين للأجيال المقبلة».

وزاد أن «منطقة بحر قزوين هي منطقة استراتيجية وحلقة الوصل بين الممرات بين الشمال والجنوب والشرق والغرب. إن الأمن في بحر قزوين لا ينفصل، ونحن جميعاً مسؤولون عن الحفاظ على الاستقرار والأمن والتنمية المستدامة للأمن في بحر قزوين». ودعا إلى تسريع عمليات التعاون الخماسي، مشدداً على رفض الإجراءات الأحادية الجانب في بحر قزوين.

ويعد هذا اللقاء الاجتماع الثاني عشر لوزراء خارجية الدول الخمس المطلة على بحر قزوين وهي: روسيا وإيران وأذربيجان وتركمانستان وكازاخستان..


تركيا تعلن القضاء على 609 إرهابيين وإحباط 100 هجوم

وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه على «إكس»)
وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه على «إكس»)
TT

تركيا تعلن القضاء على 609 إرهابيين وإحباط 100 هجوم

وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه على «إكس»)
وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه على «إكس»)

كشف وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا عن القضاء على 609 إرهابيين، من بينهم 37 من العناصر القيادية رفيعة المستوى، في عمليات أمنية ضد التنظيمات الإرهابية منذ الأول من يونيو (حزيران) الماضي.

وقال يرلي كايا، في مؤتمر صحافي في أنقرة، الثلاثاء، قدم خلاله معلومات حول العمليات التي تم تنفيذها خلال الأشهر الستة الماضية لمكافحة الإرهاب، إنه تم تنفيذ 13 ألفاً و641 عملية ضد التنظيمات الإرهابية، منها 1973 عملية في المدن و11 ألفاً و668 عملية في الأرياف.

وأضاف أن الطائرات المسيرة وطائرات الاستطلاع المأهولة حلقت لمدة 28 ألفاً و180 ساعة خلال تلك العمليات.

وتابع يرلي كايا أنه تم اعتقال 3 آلاف و583 مشتبهاً بهم خلال العمليات، تم توقيف 770 منهم، كما تم الإفراج عن 684 مشتبهاً، مع وضعهم تحت الرقابة القضائية.

ولفت يرلي كايا إلى تنفيذ 728 عملية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وتم تحييد 98 إرهابياً في هذه العمليات، والقبض على 317 من أصل 1254 مشتبهاً بهم.

صورة أرشيفية لإحدى المداهمات على عناصر «داعش» في إسطنبول

وتواصل قوات الأمن التركي عملياتها ضد «داعش»، المدرج على لائحة الإرهاب في تركيا عام 2013، منذ مطلع عام 2017، وتم تكثيف هذه العمليات في الأشهر الأخيرة، لضبط خلايا وعناصر التنظيم الذي أعلن مسؤوليته أو نسب إليه تنفيذ عمليات تسببت في مقتل أكثر من 300 شخص منذ عام 2015.

وذكر أنه تم تحييد 9 إرهابيين في 200 عملية ضد التنظيمات الإرهابية اليسارية، وحبس 31 من أصل 404 مشتبهين، ووضع 86 تحت الرقابة القضائية.

وأشار يرلي كايا إلى أن من بين الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم في تلك العمليات 3 مطلوبين بنشرات حمراء، و10 بنشرات خضراء، و23 بنشرات برتقالية، و32 بنشرات رمادية، بينما تم تحييد 37 من القياديين «رفيعي المستوى».

وقال يرلي كايا إنه جرى خلال تلك العمليات تحييد (قتل أو إصابة أو اعتقال أو استسلام) 502 إرهابي من عناصر «حزب العمال الكردستاني»، حيث قتل 53 إرهابياً، وأصيب 4، وسلم 82 أنفسهم، وتم القبض على 363 إرهابياً.

وأضاف أنه تم حبس 106 من أصل 647 مشتبهاً بهم تم القبض عليهم في 115 عملية ضد ممولي الإرهاب، وتم ضبط 16 مليوناً و392 ألف ليرة تركية خلال هذه العمليات.

وذكر وزير الداخلية التركي أنه تم إحباط 100 عملية إرهابية خلال فترة الأشهر الستة عبر العمليات التي تم تنفيذها في نطاق الحرب على الإرهاب، منها 82 هجمة بالقنابل و18 عملية انتحارية.

وتعهد يرلي كايا باستمرار الحرب على الإرهاب، حتى القضاء على آخر إرهابي، قائلاً: «سنواصل معركتنا بمثابرة وإصرار».

وقال إن «جوهر رؤية مكافحة الإرهاب في تركيا في مئويتها الجديدة، ضمن رؤية (قرن تركيا)، هو الإزالة التامة للإرهاب، الذي وصل إلى حد الانقراض والإرهاق، من جدول أعمال البلاد».

وأضاف أن «استراتيجيتنا الأساسية هي إضفاء الطابع المؤسسي على (الحرب الشاملة) على الإرهاب، وحشد الموارد الاجتماعية، وبهذه المثابرة والإصرار سنقضي على كل امتدادات الإرهاب في وطننا».

ولفت من ناحية أخرى إلى استمرار المعركة ضد عصابات الجريمة المنظمة والعناصر التي توصف بـ«قطاع الطرق في المدن» بكل عزيمة، عبر عملية «القفص»، التي تستهدف تنظيف الشوارع والأحياء والمدن من العناصر الإجرامية ومروجي المخدرات، ومن يعدّون أنفسهم فوق القانون.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الثلاثاء، القبض على 6 أشخاص، أحدهم من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، التابعة لـ«حزب العمال الكردستاني» في سوريا، كانوا يحاولون دخول البلاد عبر الحدود مع سوريا بطريقة غير شرعية.


إسرائيل تنظر في هدنة أخرى لاستعادة مزيد من الرهائن

الشقيقان الرهينتان المفرج عنهما مايا (يسار) وإيتاي (وسط) ريجيف يجلسان داخل مركبة عند وصولهما إلى منزل عائلتهما بالقرب من تل أبيب (أ.ف.ب)
الشقيقان الرهينتان المفرج عنهما مايا (يسار) وإيتاي (وسط) ريجيف يجلسان داخل مركبة عند وصولهما إلى منزل عائلتهما بالقرب من تل أبيب (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تنظر في هدنة أخرى لاستعادة مزيد من الرهائن

الشقيقان الرهينتان المفرج عنهما مايا (يسار) وإيتاي (وسط) ريجيف يجلسان داخل مركبة عند وصولهما إلى منزل عائلتهما بالقرب من تل أبيب (أ.ف.ب)
الشقيقان الرهينتان المفرج عنهما مايا (يسار) وإيتاي (وسط) ريجيف يجلسان داخل مركبة عند وصولهما إلى منزل عائلتهما بالقرب من تل أبيب (أ.ف.ب)

قد تنظر إسرائيل في وقف آخر لإطلاق النار لفترة قصيرة إذا أمكن التوصل إلى اتفاق مع «حماس» لاستعادة مزيد من الرهائن الـ 137 الذين ما زالوا لديها، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وقال إيلون ليفي وهو متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الثلاثاء، إن تأمين إطلاق سراح جميع من احتجزتهم «حماس» وغيرها من الجماعات المسلحة الأخرى في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لا يزال هدفا للحرب إلى جانب القضاء على «حماس»، بحسب وكالة «بلومبيرغ» للأنباء.

وأضاف ليفي، لنادي الصحافة في القدس، أنه سيتم النظر في «هدنة مؤقتة لاستعادتهم».

وخلال وقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أيام وانتهى في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أعادت «حماس» 110 من بين أكثر من 240 شخصا تم أسرهم.

وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح عدد من السجناء الفلسطينيين يعادل ثلاثة أضعاف عدد الذين أطلقت «حماس» سراحهم.


«الوضع الأمني» يؤجل عودة سكان بعض بلدات غلاف غزة

سيارة محترقة بسبب هجوم 7 أكتوبر في مستوطنة «رعيم» الإسرائيلية بغلاف غزة (رويترز)
سيارة محترقة بسبب هجوم 7 أكتوبر في مستوطنة «رعيم» الإسرائيلية بغلاف غزة (رويترز)
TT

«الوضع الأمني» يؤجل عودة سكان بعض بلدات غلاف غزة

سيارة محترقة بسبب هجوم 7 أكتوبر في مستوطنة «رعيم» الإسرائيلية بغلاف غزة (رويترز)
سيارة محترقة بسبب هجوم 7 أكتوبر في مستوطنة «رعيم» الإسرائيلية بغلاف غزة (رويترز)

قررت إسرائيل تأجيل عودة كانت مقررة مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل لسكان بعض البلدات القريبة من الحدود مع قطاع غزة بسبب الوضع الأمني.

ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن صحيفة «هآرتس»، (الثلاثاء)، أن قرار التأجيل اتخذه المجلس البلدي لعسقلان، المسؤول عن شؤون كثير من البلدات المتاخمة لحدود غزة.

وأعلنت «كتائب القسام»؛ الجناح العسكري لحركة «حماس»، في وقت سابق الثلاثاء قصف بئر السبع في إسرائيل بعدد من الصواريخ رداً على «المجازر بحق المدنيين» في غزة.


إردوغان: إدارة نتنياهو تضع أمن المنطقة في خطر لإطالة عمرها السياسي

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الدوحة (رويترز)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الدوحة (رويترز)
TT

إردوغان: إدارة نتنياهو تضع أمن المنطقة في خطر لإطالة عمرها السياسي

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الدوحة (رويترز)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الدوحة (رويترز)

جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الثلاثاء)، إدانته للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، متهماً إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوضع أمن المنطقة ومستقبلها في خطر من أجل «إطالة عمرها السياسي»، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

ونقل التلفزيون التركي عن إردوغان قوله في كلمة أمام القمة الخليجية بالدوحة، إن «قتل 17 ألف شخص جريمة ضد الإنسانية ولا يمكن أن تبقى بلا حساب».

وتابع أن الأولوية حالياً تتمثل في تحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، مضيفاً: «لا مناص من تأسيس دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وأردف: «يجب أن نحُول دون تحوُّل الأزمة في فلسطين إلى أزمة إقليمية».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله في الدوحة (رويترز)

وشارك إردوغان في القمة الـ44 لمجلس التعاون الخليجي بدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بصفته رئيساً للدورة الحالية لمجلس التعاون.