صعّد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو حملته للضغط على رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو ومساعديه للتنحي، كاشفا عن سعيه لرئاسة تركيا في المرحلة المقبلة.
وبعدما كانت مطالبات إمام أوغلو لرئيس أكبر أحزاب المعارضة في البلاد تنحصر في التغيير، دون المجاهرة بمطالبته بالاستقالة بعد خسارته معركة رئاسة الجمهورية أمام الرئيس رجب طيب إردوغان في مايو (أيار) الماضي، تطوّرت إلى مطالبة صريحة له ولمساعديه بالتنحي عن إدارة الحزب وفتح الطريق لإجراء عملية تغيير شاملة في «الجيل والرؤية».
وفي الأثناء، تردّد أن إمام أوغلو يُعدّ لإطلاق حزب جديد يكون مناسبا للتحالف مع حزب «الجيد» الذي تتزعمه ميرال أكشنار، التي أبدت حماسا شديدا، منذ فوز إمام أوغلو ببلدية إسطنبول في 2019 للدفع به كمرشح رئاسي للمعارضة، إلا أن رغبتها اصطدمت بإصرار كليتشدار أوغلو على خوض الانتخابات.
التغيير من أجل السلطة
وفي أحدث تصريح له، عبّر إمام أوغلو مجددا عن أسفه لعدم قدرة المعارضة على تحقيق طموح الشعب في التغيير والتخلص من الحكومة الحالية برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان. وأكّد أنه لا بدّ من استخلاص الدروس من الأخطاء في المرحلة المقبلة، وتأسيس مفهوم سياسي يُلبّي توقّعات الشعب المتعلقة بالتغيير، وهو ما يحتاج إلى مقاربات ولغة وكوادر جديدة، أو «باختصار إلى تكتّل جديد وسياسة جديدة».
وطالب إمام أوغلو بتغيير قانون الأحزاب السياسية من أجل «تخليص الأحزاب من سطوة رؤسائها والشخصيات السلطوية المحيطة بهم». وأطلق إمام أوغلو، الذي كان دعا للتغيير في هيكل قيادة حزب الشعب الجمهوري وسياساته بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، الأربعاء، موقعا على شبكة الإنترنت باسم «التغيير من أجل السلطة»، مشيرا إلى أن الموقع تمت زيارته مليون مرة، كما تمت مشاركته 100 ألف مرة، ما أعطى رسالة جديدة حول الرغبة في التغيير.
وكتب إمام أوغلو على حسابه في «×»، «تويتر» سابقا: «يريد المجتمع تغيير قائد وإدارة حزب الشعب الجمهوري... الناس يريدون أن يكون هذا التغيير على محور الجيل والرؤية، إنها رؤية واضحة وسياسات تتماشى مع احتياجات المجتمع، وإنتاج فهم شامل للديمقراطية والعلمانية».
4 Temmuz’da “CHP’de değişim, Türkiye’de değişim, İktidar için değişim” konusunda vatandaşlarımızın görüş ve önerilerini almak için https://t.co/irrF9wmQrB adıyla bir web sitesi oluşturduk. Çağrımıza uyarak Türkiye coğrafyasının her köşesinden ve 6 kıtadan “İktidar İçin Değişim”...
— Ekrem İmamoğlu (@ekrem_imamoglu) July 27, 2023
جاء ذلك بعد أن كرر إمام أوغلو تأكيده أن نجاح الشعب الجمهوري في تلبية مطالب وحاجات المرحلة المقبلة وتأسيس حياة سياسية ديمقراطية، مرهون بتجديد الحزب لنفسه أولا.
ووجه انتقادات غير مباشرة إلى كليتشدار أوغلو، متحدثا عن «القائد السياسي الديمقراطي الذي لا يتعامل مع الحزب الذي يترأسه وكأنه ملك أجداده، ويكون مستعداً للاستقالة في حال لم ينجح في قيادة الحزب وإيصاله إلى المستوى المطلوب».
كليتشدار أوغلو يقاوم
وقبل تغريدة إمام أوغلو بساعات، فصل حزب الشعب الجمهوري رئيس بلدية بولو (غرب تركيا)، تانجو أوزجان، من عضويته بسبب انتقاداته العلنية المتصاعدة لكليتشدار أوغلو.
وكان البيروقراطي السابق، البالغ من العمر 74 عاما، حازما فيما يتعلق ببقائه على رأس حزب الشعب الجمهوري. وعقد على مدى الأسبوع الماضي اجتماعا لرؤساء البلديات من الحزب، أعقبه اجتماع المجلس التنفيذي المركزي واجتماع رؤساء فرع الحزب في الولايات. وفي جميع هذه الاجتماعات، طالب بمنع أي حديث عن الأزمة الداخلية للحزب أمام الجمهور، وهدّد بـ«فصل» أي شخص لا يمتثل لهذا القرار.
وعلى الرغم من أن كليتشدار أوغلو لم يعلن أو يلمح حتى الآن إلى أي إجراء يستهدف إمام أوغلو، فإنه تم منع جوكهان جونايدين، نائب رئيس المجموعة البرلمانية للحزب وأحد المقربين من إمام أوغلو، من حضور اجتماع المجلس التنفيذي المركزي للحزب، كما تم قطع التمويل عن قناة «خلق تي في»، المؤيدة لحزب الشعب الجمهوري، والتي تحولت بعد الانتخابات إلى دعم دعاة التغيير في الحزب.
تأسيس حزب جديد؟
وفي مقابل دعوات التغيير، قال كبير أنجين أوكوتش، كبير مستشاري كليتشدار أوغلو إنه بعد المؤتمر العام القادم للحزب، والذي قد يعقد في أكتوبر (تشرين الأول)، سيتم تجديد الحزب بأكمله.
من جانبه، أكد النائب البرلماني السابق عن حزب الشعب الجمهوري، باريش ياركاداش، أن إمام أوغلو بدأ العمل على تأسيس حزب جديد، ويعمل على صيغة تُسهّل تشكيل تحالف مع حزب «الجيد» برئاسة ميرال أكشنار. ولفت إلى أن تغريدة إمام أوغلو، الأربعاء الماضي، ليست تغريدة بلا سبب.
وأضاف «سيقرّر إمام أوغلو المسار الذي سيتّخذه في الأيام المقبلة. يقوم حاليا بإجراء تقييمات مع دائرة ضيقة جدا من الموظفين، ويجري استطلاعات رأي بنفسه، وافتتح مكتبين بالفعل في إسطنبول». وتابع: «لدى (إمام أوغلو) أكاديميون ومعلنون ومتخصصون في العلاقات العامة... ليس لدى حزب الشعب الجمهوري أسماء مهمة. إنهم يجرون مناقشة حول (كيف نشكل حزباً جديداً)».