خامنئي يوافق على اتفاقيات لا تمس البنية التحتية لـ«النووي»

قال إن الغرب لن يستطيع منع إيران من تطوير قنبلة ذرية إذا أرادت ذلك

خامنئي يشير بيد إلى جهاز طرد مركزي من طراز «آي آر 6» خلال معرض للصناعات النووية (موقع المرشد)
خامنئي يشير بيد إلى جهاز طرد مركزي من طراز «آي آر 6» خلال معرض للصناعات النووية (موقع المرشد)
TT

خامنئي يوافق على اتفاقيات لا تمس البنية التحتية لـ«النووي»

خامنئي يشير بيد إلى جهاز طرد مركزي من طراز «آي آر 6» خلال معرض للصناعات النووية (موقع المرشد)
خامنئي يشير بيد إلى جهاز طرد مركزي من طراز «آي آر 6» خلال معرض للصناعات النووية (موقع المرشد)

أعطى المرشد الإيراني علي خامنئي موافقة حذرة لأي اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، شرط ألا يمس البنية التحتية للبرنامج، مشدداً على أن الغرب لن يستطيع منع إيران من تطوير أسلحة نووية إذا أرادت ذلك، وحض في الوقت نفسه على مواصلة العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بموجب اتفاق الضمانات في معاهدة حظر الانتشار.

ووصلت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق المبرم مع ست قوى كبرى إلى طريق مسدودة في سبتمبر (أيلول)، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين بتقديم مطالب غير منطقية. وذكرت «رويترز» أن موافقة خامنئي الحذرة بعد أيام من نفي كل من طهران وواشنطن صحة تقرير ذكر أنهما تقتربان من إبرام اتفاق مؤقت تكبح بموجبه إيران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، كما دعت القوى الغربية في الاجتماع الفصلي للوكالة الدولية إلى تسريع التعاون بين طهران والوكالة التابعة للأمم المتحدة بموجب اتفاقهما الأخير لحل القضايا العالقة في مارس (آذار) الماضي.

ونقل موقع خامنئي الرسمي قوله لمجموعة من مسؤولي المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، إنه «لا ضير في اتفاقيات لكن البنية التحتية لأنشطتنا النووية لا ينبغي المساس بها»، حسبما أورد موقعه الرسمي. وقال في الوقت نفسه، إن 20 عاماً من التحدي النووي لبلاده، «أظهرت أنه لا يمكن الوثوق بالوعود»، مضيفاً أن بلاده حققت تقدماً بنسبة 100 في المائة منذ بداية التحدي النووي في 2003».

وقال خامنئي مكرراً موقف بلاده الرسمي إن «الجمهورية الإسلامية لم تسع مطلقاً لصنع قنبلة نووية»، وأردف: «الحديث عن أسلحة طهران النووية كذبة وهم (الغرب) يعرفون ذلك. لا نريد صنع أسلحة نووية بسبب عقيدتنا الدينية»، وأضاف: «وإلا لما تمكنوا من عرقلة ذلك، مثلما لم يتمكنوا حتى الآن من عرقلة برنامجنا النووي»، حسبما نقلت وكالة «رويترز».

وقال في السياق نفسه: «كما اعترفت أجهزة الاستخبارات الأميركية مرات عدة، بما في ذلك الأشهر الأخيرة، لا يوجد مؤشر على تحرك إيران نحو بناء أسلحة نووية».

وكانت إشارة خامنئي تحديداً إلى تصريحات وردت على لسان مدير «وكالة المخابرات المركزية الأميركية»، ويليام بيرنز، في فبراير (شباط) الماضي، وقال فيها إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن خامنئي قد اتخذ قراراً باستئناف برامج التسلح النووي، محذراً في الوقت نفسه، من أن إيران يمكن أن ترفع درجة تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 90 في المائة اللازمة لإنتاج أسلحة نووية في غضون أسابيع.

وقال خامئني إن الصناعة النووية تحظى بأهمية لبلاده بسبب تقدم قدرات البلاد في مجالات مختلفة، وأيضاً على صعيد «الوزن السياسي العالمي والدولي للبلاد».  وقال خامنئي: «من يريد إيران قوية يجب أن يولي أهمية للصناعة النووية»، وأضاف: «الصناعة النووية من الأركان الأساسية للقوة ومكانة البلاد، وهذا كان سبب تركيز الأعداء على البرنامج الإيراني».

وتطرق خامنئي في جزء من خطابه إلى أزمة الثقة بين الغرب وطهران، ووصفها بأن «عدم ثقة الأطراف الأخرى وخصومنا في وعودهم واقع آخر... سواء الحكومة التي تتفاوض معنا أو الوكالة الدولية، قدموا وعوداً في مجالات كثيرة، ولم يعملوا بها». وقال: «لقد تلقينا ضربات في أماكن عدة، بسبب الإهمال والثقة التي في غير محلها».

ومع هذا، دعا خامنئي السلطات الإيرانية إلى «عدم الرضوخ للمطالب المبالغ فيها والخاطئة للوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مضيفاً أنه يجب احترام قانون أقره البرلمان الإيراني في ديسمبر (كانون الأول) 2020، بعد تأكد فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية. ووعد بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي خلال حملته الانتخابية.
وقال خامنئي: «هذا قانون جيد... يجب احترامه وعدم انتهاكه عند إتاحة الوصول للمواقع والمعلومات (للوكالة الدولية للطاقة الذرية)».

حقائق

انتهاكات إيران النووية بموجب قانون البرلمان

  • يناير (كانون الثاني) 2021: تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في «نطنز»
  • فبراير 2021: وقف البروتوكول الإضافي
  • أبريل (نيسان) 2021: تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في «نطنز»
  • يوليو (تموز) 2022: تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في «فوردو»
  • نوفمبر (تشرين الثاني) 2022: تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في «فوردو».

وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يعلن فيها خامنئي دعمه القانون الذي انتقده الرئيس السابق حسن روحاني في آخر أيامه، وألقى باللوم عليه في عرقلة إحياء الاتفاق النووي.
وفي الشهر الماضي، تحدثت الوكالة الدولية عن إحراز تقدم محدود فيما يتعلق بالقضايا محل الخلاف مع إيران، بما في ذلك إعادة تركيب بعض معدات المراقبة التي وضعت في الأصل بموجب اتفاق 2015، وأمرت طهران بإزالتها العام الماضي.

وأظهرت صور نشرها موقع خامنئي أنه يقف إلى جانب نموذج من أجهزة الطرد المركزي من طراز «آي آر 6»، بينما كان يستمع إلى رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي.

إسلامي يشرح لخامنئي مجسمات لسلسلة أجهزة الطرد المركزي (موقع المرشد)

وفي إحدى الصور تظهر مجسمات من منشأة نووية، وكذلك مفاعل نووي للمياه الثقيلة، بالإضافة إلى مجسمات صغيرة من سلاسل لأجهزة الطرد المركزي.

وفي وقت لاحق، قال موقع خامنئي الرسمي إنه زار معرضاً للصناعة النووية لمدة ساعة ونصف، قبل أن يلقي كلمة أمام منتسبي المنظمة الذرية الإيرانية في حسينية مقر إقامته.
وحد اتفاق 2015 من نشاط إيران في مجال تخصيب اليورانيوم، وجعل من الصعب على طهران تطوير أسلحة نووية، وذلك مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
وفي عام 2018، انسحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب من الاتفاق، وأعاد فرض العقوبات التي أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل؛ ما دفع طهران إلى التحرك تدريجياً إلى عدم الالتزام ببنود الاتفاق المنصوص عليها. وجدد ذلك المخاوف الأميركية والأوروبية والإسرائيلية من أن إيران قد تسعى للحصول على قنبلة ذرية.
وفي الشهر الماضي، تحدثت الوكالة الدولية عن إحراز تقدم محدود فيما يتعلق بالقضايا محل الخلاف مع إيران، بما في ذلك إعادة تركيب بعض معدات المراقبة التي وضعت في الأصل بموجب اتفاق 2015، وأمرت طهران بإزالتها العام الماضي.

والاثنين، كرّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ إدارة الرئيس جو بايدن لن تسمح لإيران بالحصول على قنبلة نووية، وهو ما تنفي إيران سعيها إليه.


مقالات ذات صلة

إيران ركبت 4 من 8 مجموعات لأجهزة الطرد المركزي في «فوردو»

شؤون إقليمية عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (رويترز)

إيران ركبت 4 من 8 مجموعات لأجهزة الطرد المركزي في «فوردو»

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة إن إيران ركّبت أربعاً من ثماني مجموعات جديدة لأجهزة الطرد المركزي «آي.آر-6» التي قالت إنها ستركّبها في محطة «فوردو».

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

تقرير: إسرائيل تعيد تشكيل مجموعات عمل بشأن البرنامج النووي الإيراني

صرح 3 مسؤولين إسرائيليين كبار لموقع «أكسيوس» بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعاد قبل أسبوعين تشكيل مجموعات عمل للتركيز على النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع روحاني من لقائه مع مرشح الانتخابات الرئاسية مسعود بزشكيان صباح الأربعاء

روحاني يعلن دعم بزشكيان في انتخابات الرئاسة

أعلن الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، دعمه للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرّرة الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية تجمع انتخابي للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في ملعب أفراسيابي في طهران الأحد (أ.ف.ب)

تمديد حملة الانتخابات الرئاسية الإيرانية... وتباين «استطلاعات» المشاركة

أعلنت لجنة الانتخابات الإيرانية تمديد حملة الانتخابات الرئاسية المبكرة حتى الخميس، وقال مركز حكومي إن استطلاعات أجراها مؤخراً أظهرت أن 43.9 % يرغبون بالتصويت.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافائيل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي في أصفهان (أ.ف.ب)

إيران: تعاوننا مع «الطاقة الذرية» في إطار معاهدة حظر الانتشار

قال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي إن تعاون بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

الانتخابات الرئاسية الإيرانية... مير حسين موسوي يقاطع وكروبي يشارك

صورة نشرتها مواقع إصلاحية للحظة إدلاء کروبي بصوته في صندوق متنقل بمقر إقامته الجبرية في طهران
صورة نشرتها مواقع إصلاحية للحظة إدلاء کروبي بصوته في صندوق متنقل بمقر إقامته الجبرية في طهران
TT

الانتخابات الرئاسية الإيرانية... مير حسين موسوي يقاطع وكروبي يشارك

صورة نشرتها مواقع إصلاحية للحظة إدلاء کروبي بصوته في صندوق متنقل بمقر إقامته الجبرية في طهران
صورة نشرتها مواقع إصلاحية للحظة إدلاء کروبي بصوته في صندوق متنقل بمقر إقامته الجبرية في طهران

أعلن زعيم التيار الإصلاحي، مير حسين موسوي، مقاطعة الانتخابات الرئاسية، فيما نَشرت مواقع صوراً لحليفه مهدي كروبي أثناء الإدلاء بصوته في صندوق نُقل إلى مقر إقامته الجبرية.

وبدأ الإيرانيون التصويت اليوم الجمعة لاختيار بديل للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي قتل في حادث تحطم مروحية في مايو (أيار) الماضي في شمال غرب البلاد، إلى جانب وزير الخارجية وعدد من المسؤولين الآخرين.

وقالت زهرا موسوي، ابنة زعيم المعارضة الإصلاحية وآخر رئيس وزراء لإيران، مير حسين موسوي، على حسابها على «إنستغرام»، إن والديها قالا إنهما لن يصوتا بعد أن سألهم المسؤولون الأمنيون إذا كانوا بحاجة إلى صندوق اقتراع ينقل إلى محل إقامتهم الجبرية.

وتتيح إيران صناديق اقتراع متنقلة لأولئك الذين لا يستطيعون الذهاب إلى مراكز الاقتراع. وتفرض السلطات الإقامة الجبرية على موسوي وزوجته زهرا رهنورد في منزلهما بالقرب من مقر خامنئي الرسمي في طهران منذ فبراير (شباط) 2011.

وكان موسوي (82 عاماً) رئيساً لوزراء إيران في عهد رئاسة خامنئي، قبل أن يتولى منصب المرشد في 1989، وهو العام الذي ألغي فيه منصب رئيس الوزراء بإيران.

وقاد موسوي وحليفه مهدي كروبي احتجاجات «الحركة الإصلاحية الخضراء»، التي ضربت إيران على نطاق واسع، بعدما رفضا الاعتراف بخسارتهما في الانتخابات الرئاسية لعام 2009 أمام المرشح المدعوم من المرشد الإيراني حينذاك، المتشدد محمود أحمدي نجاد.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، دعا كروبي إلى دعم المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان.

وبعد مشاركته في الانتخابات، قال كروبي: «الإصلاحات ليست مسألة شخصية وفردية، بل هي مرتبطة بمصير الأمة»، حسبما أوردت مواقع إصلاحية عن مكتبه.

وقال كروبي: «أناشد الشعب المشاركة في الانتخابات من أجل التغيير وإنصاف حقوقهم، وإذا كان النائب المنتخب للشعب لديه السلطة، فيمكنه بنفس الدستور الناقص أن يتخذ خطوات كبيرة نحو رفاهية الشعب».

وقبل ساعات، قال محمد تقي كروبي، نجل كروبي، إنه تحدث إلى والده، مشيراً إلى أنه ينتظر وصول صندوق الاقتراع إلى مقر إقامته الجبرية. ونقل عن والده قوله: «أناشد الشعب الثقة بمسعود بزشكيان، أعلم أنه في حالة الفوز هناك طريق صعب أمامنا، لكني متأكد من جدية محاربتنا للفقر والفساد والتمييز. ابتداءً من غد، سأكون ملتزماً بمتابعة مطالب حقوق الشعب».

وفي حدث نادر، نشرت وکالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» صورة كروبي من لحظة الإدلاء بصوته.

وكان الرئيس الإصلاحي الاسبق، محمد خاتمي، والمعتدل نسبياً حسن روحاني، قد أعلنا عن تأييدهما حملة بزشكيان.

وتوجه خاتمي اليوم إلى حسينية جماران، مقر فصيل المرشد الإيراني الأول (الخميني) وأدلى بصوته هناك. ونشرت وکالات رسمیة إيرانية فيديو من لحظة تصويت خاتمي، وذلك على خلاف الحظر الذي فرض على نشر صورته خلال السنوات الماضية.