في أعقاب الهجوم الذي شنته الشرطة الإسرائيلية على المتظاهرين أمام بيت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وقيام عضو كنيست بارز من الائتلاف بخطف ميكروفون من متظاهرة إسرائيلية في نيويورك، أعلنت قيادة الاحتجاج على خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم والجهاز القضائي، توسيع نطاق المظاهرات وتحويلها إلى شبه يومية، مع التركيز على ملاحقة الوزراء ونواب الائتلاف أينما يذهبون.
وقال قادة الاحتجاج، إنهم ينوون منع المسؤولين في الحكومة من الظهور أمام الناس بأقنعة ديمقراطية، وكشف وجوههم الحقيقية كقادة انقلاب ديكتاتوري. وركزوا تهديداتهم على نتنياهو، وكشفوا أنهم يعدون له «استقبالاً حافلاً» في المؤتمر الذي سيعقد في تل أبيب، الأحد القادم، لقادة المنظمات اليهودية الأميركية.
وقرر نتنياهو إلغاء مشاركته. وقال مصدر سياسي إن نتنياهو اتخذ قراره هذا بعدما أطلعته المخابرات على تفاصيل خطة الاحتجاج ضده.
وكان المتظاهرون قد نزلوا للشوارع بعشرات الألوف في تل أبيب، وفي 150 موقعاً أخرى من شمال البلاد حتى جنوبها. واندلع صدام عنيف مساء السبت، في أثناء مظاهرة أمام فيلا نتنياهو الخاصة في بلدة قيسارية. وأعلن النشطاء فيها أنهم لن يسمحوا لنتنياهو بأن يمضي نهاية أسبوع مريحة. وحاولت الشرطة تفريقها بالقوة، وفي مرحلة معينة اعتدت عليهم بوسائل عنيفة.
واتهم قادة المظاهرة قائد الشرطة بارتكاب أعمال عنف غير عادية، لكي يرضي الوزير إيتمار بن غفير، ويحظى بترقية. وأكدوا أن هناك نحو عشرة جرحى، بينهم متظاهر كسر أنفه. وقد اعتقلت الشرطة 17 متظاهراً، ولم تهدأ الأوضاع إلا بعد إطلاق سراحهم في ساعات الفجر.
وقال أحد النشطاء، إن هذه المظاهرة تطورت بشكل عفوي؛ إذ بدأت في مكان ظهر فيه رئيس الوزراء، نتنياهو، في تل أبيب، ومن ثم انتقل المتظاهرون إلى محيط منزله في مدينة قيسارية، بعد أن علموا أنه توجه إلى هناك. ووفق مصادر المتظاهرين، فقد شارك نحو 300 شخص في المظاهرة أغلقوا خلالها شارع روتشيلد - وهو شارع رئيسي في المدينة. وأفادوا بأن رجال الشرطة اعتدوا عليهم، وصادروا مكبرات الصوت التي كانوا يستخدمونها، وقام المتظاهرون من جانبهم بوضع ملصقات على سيارات الشرطة كتب عليها: «الأمن القومي مهزلة».
وقال منظمو الاحتجاجات، في بيانهم الأسبوعي، إن «كل من استمع لمندوبيْ نتنياهو، وزير القضاء ياريف لفين، ووزير الطاقة النووية، ديفيد عمسالم، يعلم أن الحكومة الإسرائيلية تسعى جاهدة إلى الديكتاتورية». وإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقف خطتهم لتدمير الجيش والاقتصاد والعلاقات بين إسرائيل والعالم، هم المتظاهرون الذين يخرجون كل أسبوع.
وفي تل أبيب نفذت «كتلة السلام» تهديدها، وخرجت في مظاهرة موازية لمظاهرة الاحتجاج الكبرى، جرى تخصيصها للذكرى الـ56 لحرب يونيو (حزيران) 1967، رفعوا فيها شعارات ترفض سياسة الاحتلال والاستيطان الإسرائيلية، وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية. وانطلقت المظاهرة من ميدان «ديزنجوف» في مركز المدينة، بمشاركة المئات من مختلف القوى اليهودية والعربية المناهضة للاحتلال، وتوجّهت إلى شارع «كابلان». وقد برزت شعاراتهم بشكل مميز، ورفعوا علم فلسطين إلى جانب العلم الإسرائيلي.
من جهة ثانية، يواصل المتظاهرون الإسرائيليون إطلاق المظاهرات في الولايات المتحدة، حيث ظهر 7 وزراء و9 نواب من الائتلاف الحكومي للمشاركة في مسيرة دعم لإسرائيل. وكان الإسرائيليون مستيقظين في الساعة 6 صباحاً وينتظرون وزير الاقتصاد نير بركات، أغنى سياسي إسرائيلي، الذي جمع ثروته في مجال التكنولوجيا وهو جزء من أكبر وفد أرسلته إسرائيل على الإطلاق إلى موكب يوم إسرائيل في نيويورك.
لكن الأبرز هو مظاهرة في نيويورك، أقيمت بشكل عفوي عندما شوهد النائب سمحا روتمان يتجول وزوجته في شارع جانبي بالقرب من الفندق الذي يقيم فيه. فراح البعض يسيرون وراءه وهم يهتفون ضده بوصفه النائب الذي يتولى تطبيق خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم والجهاز القضائي. وفي مرحلة معينة استدار إلى الخلف وهجم على إحدى المتظاهرات التي تحمل مكبر صوت وتطلق هتافات ضده وضد نتنياهو وضد الخطة، وخطف منها مكبر الصوت. وقد تقدمت الشابة المتظاهرة بشكوى ضده إلى الشرطة.
روتمان ادعى أن المتظاهرين هم الذين تعاملوا معه بعنف «داسوا على قدم زوجتي وهتفوا لله أن يأخذ روحي ويرملها». المتظاهرون ردوا بأنه «إنسان موتور فقد صوابه، وكشف أنه لا يفهم الديمقراطية ولا يحترمها». وأكدوا أن عنف الشرطة والقادة السياسيين يحتم توسيع المظاهرات «وجعلها أكثر إيلاماً».