كوهين إلى بودابست لإقناعها بنقل سفارتها إلى القدس

إسرائيل تنتظر قراراً مماثلاً من باراغواي بعد 5 أشهر

صورة نشرها جوزيف بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي لاستقباله إيلي كوهين في بروكسل، بداية مايو
صورة نشرها جوزيف بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي لاستقباله إيلي كوهين في بروكسل، بداية مايو
TT

كوهين إلى بودابست لإقناعها بنقل سفارتها إلى القدس

صورة نشرها جوزيف بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي لاستقباله إيلي كوهين في بروكسل، بداية مايو
صورة نشرها جوزيف بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي لاستقباله إيلي كوهين في بروكسل، بداية مايو

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، نيته السفر إلى بودابست، الأسبوع المقبل، لإقناع قادتها بتنفيذ وعود الرئيس فيكتور أوربان خلال معركته الانتخابية، بالاعتراف بضم القدس الشرقية إلى إسرائيل ونقل السفارة إليها من تل أبيب.

وقالت مصادر في وزارته إنه يتوقع اتخاذ قرار مماثل في باراغواي، عندما يتولى الرئيس الجديد مهامه هناك.

وكان كوهين قد أعلن قبل أيام أن وزارته تسعى لجلب 4 سفارات جديدة من تل أبيب إلى القدس، حتى نهاية السنة الحالية. وأعلن (الخميس) أنه سيغادر في جولة أوروبية، يوم الاثنين المقبل، يستهلها في كرواتيا، ثم ينتقل إلى سلوفاكيا، ومنها إلى بودابست، ثم النمسا.

وفي هنغاريا، سيجتمع مع نظيره الوزير بيتر سييرتو، وربما مع الرئيس فكتور أوربان، الذي يعدّ من أصدقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويؤيده، حتى خطة الانقلاب على منظومة الحكم وضرب القضاء، وهناك من يرى أن رفاق نتنياهو الذين قادوا الإعداد لهذه الخطة زاروا هنغاريا ودرسوا تجربتها في الانقلاب على منظومة الحكم وإصلاح القضاء.

وإذا نجح كوهين في مهمته، فسيصبح هناك 5 سفارات أجنبية في إسرائيل تعمل من القدس. هي سفارات الولايات المتحدة، التي بدأت هذا المسار عام 2018، في عهد الرئيس دونالد ترمب، ثم غواتيمالا، وكوسوفو، وهندوراس. وفي حينه، انتقلت سفارة باراغواي أيضاً، لكن عبدو بنتياس ألغى قرار النقل وأعاد السفارة إلى هرتسليا (قرب تل أبيب) بعد 4 أشهر. وقد انتخب رئيس جديد للبلاد، هو سانتياغو بينيا، الذي وعد بإعادة السفارة إلى القدس حال تسلمه الحكم في أغسطس (آب) المقبل.

نتنياهو وأوربان في إسرائيل عام 2019 (رويترز)

يذكر أن مكتب نتنياهو كشف عن اتصالات مع رئيس حكومة هنغاريا لغرض نقل السفارة. وحسب مصادر مقربة منه، توصلا إلى اتفاق حول هذه المسألة في الأيام الأخيرة، حيث تكلم كوهين مع كبير الدبلوماسيين المجريين، بيتر زيجارتو. وقال، نقلاً عن زيجارتو، إن بلاده تعتز بأنها ستكون أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تفتح سفارة في القدس، وهو ما يعارضه الاتحاد في ظل عدم وجود اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأكد مصدر رفيع أن «هذه الخطوة هي انعكاس لرغبة الرئيس المجري، ألكسندر أوربان، في مساعدة نتنياهو ومنحه إنجازاً دبلوماسياً، وسط عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل من جراء خطة الانقلاب من جهة، والمظاهرات المعارضة لها».

وقال المصدر إن «لنتنياهو علاقات وثيقة منذ فترة طويلة مع أوربان، الذي يتولى السلطة منذ عام 2010». وقد توطدت الروابط بينهما منذ عودة نتنياهو إلى السلطة بعد الانتخابات العامة الأخيرة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث أشاد الاثنان، أحدهما بالآخر، وأعربا عن تطلعهما إلى تعزيز العلاقات الثنائية والتواصل بينهما.

وخلال زيارة لإسرائيل في العام 2019، وعد أوربان بإنشاء مكتب تجاري له مكانة دبلوماسية في القدس، وقد تم افتتاحه بعد عدة أشهر. وقال يومها: «سيتم تعيين 3 دبلوماسيين مجريين في هذا المكتب لأغراض تجارية». وقال نتنياهو، في ذلك الوقت في حفل الافتتاح، الذي أقامه يومها: «هذا مهم للتجارة والدبلوماسية وللخطوة التي تقودها المجر الآن لتغيير الموقف في أوروبا تجاه القدس». مضيفاً: «هناك قطعة أرض تنتظركم بجوار السفارة الأميركية».


مقالات ذات صلة

عمليات هدم إسرائيلية لأبنية في القدس الشرقية تثير قلق فلسطينيين وناشطين وحكومات

المشرق العربي عمليات هدم إسرائيلية لمبانٍ في القدس (أرشيفية)

عمليات هدم إسرائيلية لأبنية في القدس الشرقية تثير قلق فلسطينيين وناشطين وحكومات

نفّذت إسرائيل عمليات هدم لمبان في حي بالقدس الشرقية يقع بالقرب من بعض أهم الأماكن المقدسة في المدينة، ما أثار قلق السكان الفلسطينيين إضافة إلى ناشطين وحكومات.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شؤون إقليمية رجال شرطة إسرائيليون يعتدون الخميس على عنصر أمني فرنسي عند مدخل مجمع «إليونا» الديني في القدس (أ.ف.ب)

تحذير فرنسي شديد اللهجة لإسرائيل بشأن القدس

حذر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إسرائيل من تكرار واقعة دخول قوات أمن إسرائيلية إلى المواقع التي تديرها في القدس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عقب إلغاء زيارته المقرّرة لمجمّع «الإيليونة» في القدس (أ.ف.ب)

ماذا نعرف عن ممتلكات فرنسا في القدس الشرقية وإسرائيل؟

خيّم إشكال دبلوماسي جديد بين إسرائيل وفرنسا على زيارة وزير الخارجية الفرنسي، بعد دخول عناصر من الشرطة الإسرائيلية «دون إذن» لموقع ديني في القدس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو متوسطاً وزير الداخلية الفلسطيني زياد الريح ومحافظة رام الله ليلى غنام خلال زيارة لحي في رام الله هاجمه مستوطنون إسرائيليون وأضرموا فيه النار يوم 7 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

«حادث دبلوماسي» يفاقم توتر العلاقات بين تل أبيب وباريس

تسببت الشرطة الإسرائيلية بـ«حادث دبلوماسي» جديد مع فرنسا التي أدانت محاولة الدخول بالسلاح ومن غير إذن إلى موقع ديني في القدس تمتلكه فرنسا ومولجة بحمايته.

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية «نطاق الإيليونة» بالقنصلية الفرنسية العامة في القدس 20 مارس 2018 (أ.ف.ب)

فرنسا ستستدعي سفير إسرائيل بعد المشكلة الدبلوماسية في القدس

تخلَّل خلاف دبلوماسي بين فرنسا وإسرائيل، زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى القدس، الخميس، بعد دخول أفراد «مسلحين» من الشرطة الإسرائيلية كنيسة تديرها باريس.

«الشرق الأوسط» (القدس)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)
محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)
TT

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)
محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

اندلعت أعمال عنف وصدامات بين الشرطة ومحتجين، على خلفية عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيَّيْن بدلاً منهما.

وقالت وزارة الداخلية التركية إنه تم وقف رئيسَيْ بلدية تونجلي، جودت كوناك، المنتمي إلى حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد، وبلدية أوفاجيك، التابعة لها، مصطفى صاريغول، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، بعدما حُكم عليهما بالحبس بسبب عضويتهما في منظمة إرهابية (حزب العمال الكردستاني).

وأصدر والي تونجلي قراراً بحظر التجمعات في المناطق المفتوحة والمسيرات وإلقاء البيانات الصحافية في المدينة لمدة 10 أيام اعتباراً من الجمعة، وصدر قرار مماثل من والي إلازيع المجاورة بالحظر لمدة 7 أيام اعتباراً من السبت.

إدانة بالإرهاب وعزل

وحكم على رئيسي البلديتين، الخميس، بالحبس لمدة 6 سنوات و3 أشهر لكل منهما بتهمة الإرهاب والانتماء إلى حزب العمال الكردستاني. وتم فرض حظر السفر الدولي عليهما؛ حيث طلب اعتقالهما في القضية المنظورة بالمحكمة الجنائية في تونجلي منذ عام 2022.

رئيس بلدية تونجلي المعزول جودت كوناك (إكس)

وأفادت وزارة الداخلية التركية، في بيان، ليل الجمعة - السبت، بأنه تم تعيين والي تونجلي، بولنت تكبيك أوغلو، ليحل محل كوناك، وحاكم منطقة أوفاجيك، حسين شامل سوزين، ليحل محل صاريغول، الذي انتُخِب لرئاسة البلدية للمرة الثانية على التوالي في الانتخابات المحلية التي أُجريت في 31 مارس (آذار) الماضي.

رئيس بلدية أوفاجيك التابعة لتونجلي المعزول مصطفى صاريغول (إكس)

وكانت ممارسة عزل رؤساء البلديات المنتخبين وتعيين أوصياء بدلاً منهم تقتصر، في العقد الماضي، على الأحزاب المؤيدة للأكراد، التي تتهمها السلطات بالارتباط بـ«حزب العمال الكردستاني» المصنّف لدى تركيا وحلفائها الغربيين منظمة إرهابية، الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد الدولة التركية منذ عام 1948.

والجديد أن ممارسة العزل وتعيين الأوصياء امتدت إلى رؤساء البلديات المنتخبين من حزب الشعب الجمهوري، بعد اتهامات من الرئيس رجب طيب إردوغان للحزب بـ«السير مع الإرهابيين».

ومع عزل كوناك وصاريغول، يرتفع عدد البلديات التي تم تعيين أوصياء عليها، منذ الانتخابات المحلية في مارس، إلى 7 بلديات. وكان أول من تم عزلهم رئيس بلدية هكاري محمد صديق كوشو، من الحزب الكردي، في 3 يونيو (حزيران)، قبل أن يتم اعتقال رئيس بلدية إسنيورت، وإقالة رؤساء بلديات ماردين، أحمد تورك، وبطمان، غولستان شونوك، وهالفيتي، محمد كارايلان.

ممارسة متكررة

وتسبب اعتقال وعزل رؤساء 4 بلديات، خلال الشهرين الحالي والماضي، في احتجاجات واسعة بتركيا وإدانات من مجلس أوروبا ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان والديمقراطية.

احتجاجات على عزل رؤساء البلديات المنتخبين وتعيين أوصياء بدلاً منهم (موقع حزب الشعب الجمهوري المعارض)

وعقب إعلان عزل كوناك وصاريغول، تجمع المواطنون حول مقر بلدية تونجلي احتجاجاً على تعيين وصيّ عليها، وتدخلت قوات الأمن، وفرضت طوقاً حولها لمنعهم من اقتحامها، ووقعت صدامات بين الجانبين، واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

وأضرم محتجون غاضبون النار في الشوارع، وتحولت المنطقة المحيطة بالبلدية إلى ما يشبه ساحة معركة.

المعارضة تتحدى الحظر

وقررت أحزاب المعارضة تحدي قرار الحظر، وتوافد رؤساء حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب وفروعه، ونوابه في البرلمان، على تونجلي، لتنظيم مسيرة إلى البلدية، وشكل حزب الشعب الجمهوري وفداً من نوابه للبرلمان للمشاركة في المسيرة.

ووصف رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، عبر حسابه في «إكس»، قرار عزل رئيسَي البلديتين بأنه «سرقة للإرادة الوطنية بشكل فاضح»، لافتاً إلى أن جنازة حضرها رئيس بلدية أوفاجيك، مصطفى صاريغول، عام 2012، أصبحت موضوعاً لدعوى قضائية في عام 2022، واعتُبِرت جريمة في عام 2024.

وأعلن أوزال في تغريدة لاحقة أنه ستتم دعوة 414 رئيس بلدية للاجتماع في مقر حزب الشعب الجمهوري الرئيسي بأنقرة، في 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، لإعلان مواجهة الوصاية وهجمات الحكومة على بلديات المعارضة الواحدة تلو الأخرى.

متظاهرون يحاولون اقتحام حاجز للشرطة حول بلدية تونجلي (إكس)

وقال حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، في بيان، إن «الحكومة تقضي على إرادة الشعب خطوة بخطوة، وإن الانقلاب الذي تنفذه، عبر سياسة الوصي، لن يخيف حزبنا أو يثني الناس عن خياراتهم السياسية».

شجار مع وزير الداخلية

كان وزير الداخلية التركي، علي يرليكايا، كشف، خلال مناقشة موازنة وزارته في البرلمان الخميس، أنه تم منح 176 إذناً بالتحقيق، من أصل 1701 شكوى مقدمة بشأن البلديات، منها 59 من حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، و58 من حزب الشعب الجمهوري، و21 من حزب الحركة القومية، و7 من حزب الجيد، و10 من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب. وأكد أنه «لن يتم السماح بأن تتحول البلديات إلى خدمة الإرهاب بدلاً من خدمة الشعب».

نواب من حزب الشعب الجمهوري المعارض أثناء منعه من دخول قاعة اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي (إعلام تركي)

واندلع شجار بين نواب حزب الشعب الجمهوري، الذين أرادوا الاحتجاج على تعيين أوصياء على 4 بلديات، خصوصاً بلدية إسنيورت، ونواب حزب العدالة والتنمية، أثناء دخول الوزير يرلي كايا إلى غرفة اجتماع اللجنة.

وقال نواب حزب الشعب الجمهوري إنهم لم يكونوا بصدد منعه نهائياً من دخول قاعة الاجتماع، وإنما أرادوا أن يجرِّب الوزير شعور عدم القدرة على دخول مؤسسة عامة، ولو لفترة قصيرة، في إشارة إلى منع الوصي على بلدية إسنيورت نواب الحزب وأعضاء مجلسها من دخول مبناها.