«حكايا لبنانية في الأزمة»... وباء وأوجاع وفواجع لكن أيضاً قوارب نجاة

15 قصة قصيرة كتبها لبنانيون مقيمون ومغتربون بـ3 لغات

«حكايا لبنانية في الأزمة»... وباء وأوجاع وفواجع لكن أيضاً قوارب نجاة
TT

«حكايا لبنانية في الأزمة»... وباء وأوجاع وفواجع لكن أيضاً قوارب نجاة

«حكايا لبنانية في الأزمة»... وباء وأوجاع وفواجع لكن أيضاً قوارب نجاة

بدأت الحكاية في أبريل (نيسان) 2020. كان زمن الحَجْر وغلبة العزلة، حين لمحت الصحافية اللبنانية جودي الأسمر تجّاراً في منطقتها طرابلس الشمالية يدّعون الالتزام بالإغلاق العام، وفي الواقع يواربون. من أجل اللقمة، مارسوا أشغالهم بالخفاء وواصلوا الاحتكاك بالآخرين. حرَّضها المشهد على إعداد تحقيق، ليس وشايةً، بل للسؤال عن كيفية عيش الفقراء تحت الظرف الضاغط. لفت العمل الصحافي لبنانيةً مُهاجرة في تكساس الأميركية، تُدعى مايا مسيكة، فسألت صاحبته إذا كان «بالإمكان توظيف الثقافة في خدمة المجتمع». شعور جودي الأسمر بأنها «مدانة»، حرَّك سؤالها عن دور الثقافة، وأنها لِمَ تُسلَخ عن محيطها الاجتماعي، وليست مقيمة في برجها العاجي. إصرارها على نقض هذا «الافتراء»، كان وراء ولادة كتاب «حكايا لبنانية في الأزمة» الذي صدر عن «جروس برس ناشرون»، وهو مؤلف من 15 قصة قصيرة كتبها لبنانيون مقيمون ومغتربون، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

تقول الشريكة المؤسِّسة للمشروع، جودي الأسمر، لـ«الشرق الأوسط» إنّ التجربة «غنية»، فقد حافظت على جنس القصة الأدبي، ولم تنزلق إلى الخاطرة. وتولّى المساهمون الـ15 «وهم أصحاب محاولات تشير إلى ملكة الكتابة، سواء على شكل إصدار سابق أو نصوص نُشرت في مواقع إلكترونية جادّة، أو جوائز أدبية دولية حصدوها من لبنان وفرنسا وإيطاليا» تولّوا اختيار المَحاور، مع تعمُّد تفادي نصوصهم التجارب المحض شخصية، ومحافظتها على ما يربطها بمآلات الأزمة اللبنانية.

انفجار المدينة والقناع الواقي والتعليم الإلكتروني من القضايا المطروحة (تصميم ثراء قبطان)

شكَّل الوباء مُحرِّك القصص وأرضيتها. إنها ليست مجرد حكايا، كما تضيف جودي الأسمر، يمكن أن تنطوي بطيّ تلك المرحلة وإحالة مشهدياتها على الماضي. بل «استحقاقات إنسانية مطروحة عبر سرد شيّق، يمرُّ على زمن الجائحة الصعب ويتجاوزه إلى ما هو شديد التأزُّم اجتماعياً وإنسانياً».

ولكن لماذا الأزمة اللبنانية؟ تنقل جودي الأسمر، الناشطة في العمل الاجتماعي، والحائزة على ماجستير في الأدب الفرنسي، ما كتبته في المقدّمة: «في غمرة التحضير للكتاب، وتحديداً خلال مرحلة من الهبوط المعنوي، آنسنا رأي للروائي إلياس خوري خلال إلقائه محاضرة في بيروت بعنوان (الرواية بعد الحرب). كان يُنبّه إلى خسارة الأدب لحظات تاريخية غيَّرت وجه لبنان، لكنها غير حاضرة في سجلنا الأدبي. عرَّج على حروب وأزمات لم تُكتَب، لا شعراً ولا نثراً، فلم تتناولها سوى بعض المذكرات وخطابات الطوائف وبعض الإشارات الضعيفة في الأدب اللبناني. بقيت هذه المحطات جزءاً من تراث قائم على المحو».

أخافتها فكرة محو رواية «كورونا» والأزمات اللبنانية التي سبقت الوباء وتلته، فشعرت الأسمر بإضاءتها على «جزء جديد من مسؤولياتنا». بدت تحريضاً على ولادة هذه المحكيات المستوحاة من واقع أزمة تواصل التفاقُم في لبنان بمتوالية هندسية منذ خريف 2019، وفق الوارد في السطور الافتتاحية.

البيوت القديمة تمنح الشعور بأنّ الحكايا قريبة (تصميم ثراء قبطان)

ومن هنا ضرورة أن تتشكَّل روافد ثقافية واجتماعية تُسهم في بلورة المخيال الشعبي للأزمة اللبنانية، بأقلام مَن عاصروا الأزمة؛ وجمعتهم الرغبة في التعبير عن ذلك الانغماس الموجع. فنقرأ عن حامل من الجنسية السورية تضع مولودها وسط التأزُّم الصحّي، فتموت ليحيا. ونقرأ عن قسوة العنف الزوجي بعدما أثَّر الحَجْر في مفاقمته، وعن التعليم الإلكتروني وصعوباته، وتنمّر هشَّم ثقة أطفال بقدراتهم.

15 حكاية تفاوتت ظروف كتابتها بين المساهمين، خصوصاً مَن هم في المهجر، فعكسوا من خلالها «ملازمة الوجع اللبناني لأبنائه خارج البلاد أحياناً، كما في داخلها، أو ربما على نحو أشدّ قد يكرّسه الشعور بذنب النجاة مما يعيشه المقيمون»، كما تقول جودي الأسمر. وبالنسبة إليهم، قد يتّفق مع تلك القصص وسم «وُلدت في المهجر، نُشرت في لبنان». وتتشعب موضوعات هذه الحكايا لتشمل مختلق القضايا الإنسانية: آلام أطفال الشوارع، والفقر الأسري، واضطهاد العاملات الأجنبيات، وانفجار المدينة، وأحوال السجين اللبناني المقتول بالوباء المتفشّي والإهمال المُتعمَّد، وأشكال تدهور الصحة النفسية، وأشدُّها تطرفاً كالانتحار.

محكيات مستوحاة من واقع أزمة تواصل التفاقُم في لبنان بمتوالية هندسية منذ خريف 2019

تستوقف الأسمر آنية المادة الصحافية وراهنيتها المفرطة، مما يُعطي للمقالة مدّة صلاحية محدودة «قد لا تتجاوز الدقائق القليلة في فضاء الدفق الرقمي». وبيَّن لها عملها الميداني والخطاب المُلقى في الفضاء العام، تذمُّر كثيرين من عناوين مثل العنف ضدّ المرأة أو التنمّر والاغتصاب. ذلك عزَّز يقينها بأنّ القالب القصصي يوظّف الخيال في تضميد معاناة الواقع، مُحقِّقاً الأثر المُضاعف. وهي تستعيد في المقدّمة تجارب أدباء كبار حملوا جذوراً صحافية مثل ماركيز وهمنغواي وكامو، لكنّ الأدب ظلَّ أفضل أشكال تعبيرهم عن الحقيقة.

يعكس الغلاف من تصميم ثراء قبطان تماسُك اللغات الثلاث مع الحفاظ على الروح الفريدة لكل قصة. وقد أبرز استخدامه الكولاج والتلاعب بالصور، قوة لبنان وقدرته على الصمود. وعبر مزيج صور المنازل اللبنانية والشوارع القديمة، ومختارات من أرشيفها، عن شعور حر بالتجوّل الحيّ في المدن والإصغاء للحكايات من كثب. أما الساعة المُجمَّدة عقاربها، فتكثّف الذهول اللبناني بعد مقتلة المرفأ، وتمهِّد لتشكيل لحظة تأمُّل تتيح تعقُّب الأمل في عمق اليأس.

من هذه المبادرة الشبابية تولد مبادرة أخرى: «يعود الريع لصيّادي طرابلس من أجل ترميم مراكبهم»، كما تذكر جودي الأسمر: «أطلقنا عليها (قوارب الحياة) كحالة مناهضة لمآسي (قوارب الموت) الممتلئة بالهاربين إلى النهايات الحزينة. نريد الكتاب مرساة أمل».


مقالات ذات صلة

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

يوميات الشرق المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

انتهت المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 كاتباً من 49 دولة حول العالم للفوز بـ«جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
ثقافة وفنون أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر

نجح المؤتمر في أن يصنع فضاء شعرياً متنوعاً وحميمياً

«الشرق الأوسط» (الأقصر (مصر))
ثقافة وفنون أليخاندرا بيثارنيك

أليخاندرا بيثارنيك... محو الحدود بين الحياة والقصيدة

يُقال إن أكتافيو باث طلب ذات مرة من أليخاندرا بيثارنيك أن تنشر بين مواطنيها الأرجنتينيين قصيدة له، كان قد كتبها بدافع من المجزرة التي ارتكبتها السلطات المكسيكية

ماغنوس وليام أولسون باسم المرعبي (ترجمة)
ثقافة وفنون «أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ

منى أبو النصر (القاهرة)

أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر
TT

أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر، شارك فيها نحو 40 شاعراً ومجموعة من النقاد والباحثين، في الدورة التاسعة لمهرجان الشعر العربي، الذي يقيمه بيت الشعر بالأقصر، تحت رعاية الشيح سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، وبالتعاون بين وزارة الثقافة المصرية ودائرة الثقافة بالشارقة، وبحضور رئيسها الشاعر عبد الله العويس، ومحمد القصير مدير إدارة الشئون الثقافية بالدائرة.

نجح المؤتمر في أن يصنع فضاء شعرياً متنوعاً وحميمياً، على طاولته التقت أشكال وأصوات شعرية مختلفة، فكان لافتاً أن يتجاور في الأمسيات الشعرية الشعر العمودي التقليدي مع شعر التفعيلة وقصيدة النثر وشعر العامية، وأن يتبارى الجميع بصيغ جمالية عدة، وتنويع تدفقها وطرائق تشكلها على مستويي الشكل والمضمون؛ إعلاء من قيمة الشعر بوصفه فن الحياة الأول وحارس ذاكرتها وروحها.

لقد ارتفع الشعر فوق التضاد، وحفظ لكل شكلٍ ما يميزه ويخصه، فتآلف المتلقي مع الإيقاع الصاخب والنبرة الخطابية المباشرة التي سادت أغلب قصائد الشعر العمودي، وفي الوقت نفسه كان ثمة تآلف مع حالة التوتر والقلق الوجودي التي سادت أيضاً أغلب قصائد شعر التفعيلة والنثر، وهو قلق مفتوح على الذات الشعرية، والتي تبدو بمثابة مرآة تنعكس عليها مشاعرها وانفعالاتها بالأشياء، ورؤيتها للعالم والواقع المعيش.

وحرص المهرجان على تقديم مجموعة من الشاعرات والشعراء الشباب، وأعطاهم مساحة رحبة في الحضور والمشاركة بجوار الشعراء المخضرمين، وكشف معظمهم عن موهبة مبشّرة وهمٍّ حقيقي بالشعر. وهو الهدف الذي أشار إليه رئيس المهرجان ومدير بيت الشعر بالأقصر، الشاعر حسين القباحي، في حفل الافتتاح، مؤكداً أن اكتشاف هؤلاء الشعراء يمثل أملاً وحلماً جميلاً، يأتي في صدارة استراتيجية بيت الشعر، وأن تقديمهم في المهرجان بمثابة تتويج لهذا الاكتشاف.

واستعرض القباحي حصاد الدورات الثماني السابقة للمهرجان، ما حققته وما واجهها من عثرات، وتحدّث عن الموقع الإلكتروني الجديد للبيت، مشيراً إلى أن الموقع جرى تحديثه وتطويره بشكل عملي، وأصبح من السهولة مطالعة كثير من الفعاليات والأنشطة المستمرة على مدار العام، مؤكداً أن الموقع في طرحه الحديث يُسهّل على المستخدمين الحصول على المعلومة المراد البحث عنها، ولا سيما فيما يتعلق بالأمسيات والنصوص الشعرية. وناشد القباحي الشعراء المشاركين في المهرجان بضرورة إرسال نصوصهم لتحميلها على الموقع، مشدداً على أن حضورهم سيثري الموقع ويشكل عتبة مهمة للحوار البنّاء.

وتحت عنوان «تلاقي الأجناس الأدبية في القصيدة العربية المعاصرة»، جاءت الجلسة النقدية المصاحبة للمهرجان بمثابة مباراة شيقة في الدرس المنهجي للشعر والإطلالة عليه من زوايا ورؤى جمالية وفكرية متنوعة، بمشاركة أربعة من النقاد الأكاديميين هم: الدكتور حسين حمودة، والدكتورة كاميليا عبد الفتاح، والدكتور محمد سليم شوشة، والدكتورة نانسي إبراهيم، وأدارها الدكتور محمد النوبي. شهدت الجلسة تفاعلاً حياً من الحضور، برز في بعض التعليقات حول فكرة التلاقي نفسها، وشكل العلاقة التي تنتجها، وهل هي علاقة طارئة عابرة أم حوار ممتد، يلعب على جدلية (الاتصال / الانفصال) بمعناها الأدبي؛ اتصال السرد والمسرح والدراما وارتباطها بالشعر من جانب، كذلك الفن التشكيلي والسينما وإيقاع المشهد واللقطة، والموسيقي، وخاصة مع كثرة وسائط التعبير والمستجدّات المعاصرة التي طرأت على الكتابة الشعرية، ولا سيما في ظل التطور التكنولوجي الهائل، والذي أصبح يعزز قوة الذكاء الاصطناعي، ويهدد ذاتية الإبداع الأدبي والشعري من جانب آخر.

وأشارت الدكتورة نانسي إبراهيم إلى أن الدراما الشعرية تتعدى فكرة الحكاية التقليدية البسيطة، وأصبحت تتجه نحو الدراما المسرحية بكل عناصرها المستحدثة لتخاطب القارئ على مستويين بمزج جنسين أدبيين الشعر والمسرح، حيث تتخطى فكرة «المكان» بوصفه خلفية للأحداث، ليصبح جزءاً من الفعل الشعري، مضيفاً بُعداً وظيفياً ديناميكياً للنص الشعري.

وطرح الدكتور محمد شوشة، من خلال التفاعل مع نص للشاعر صلاح اللقاني، تصوراً حول الدوافع والمنابع الأولى لامتزاج الفنون الأدبية وتداخلها، محاولاً مقاربة سؤال مركزي عن تشكّل هذه الظاهرة ودوافعها ومحركاتها العميقة، مؤكداً أنها ترتبط بمراحل اللاوعي الأدبي، والعقل الباطن أكثر من كونها اختياراً أو قصداً لأسلوب فني، وحاول، من خلال الورقة التي أَعدَّها، مقاربة هذه الظاهرة في أبعادها النفسية وجذورها الذهنية، في إطار طرح المدرسة الإدراكية في النقد الأدبي، وتصوراتها عن جذور اللغة عند الإنسان وطريقة عمل الذهن، كما حاول الباحث أن يقدم استبصاراً أعمق بما يحدث في عملية الإبداع الشعري وما وراءها من إجراءات كامنة في الذهن البشري.

وركز الدكتور حسين حمودة، في مداخلته، على التمثيل بتجربة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ومن خلال هذا التمثيل، في قصائد درويش رأى أنها تعبّر عن ثلاثة أطوار مرّ بها شعره، مشيراً إلى أن ظاهرة «الأنواع الأدبية في الشعر» يمكن أن تتنوع على مستوى درجة حضورها، وعلى مستوى ملامحها الجمالية، عند شاعر واحد، عبر مراحل المسيرة التي قطعها، موضحاً: «مما يعني، ضِمناً، أن هذه الظاهرة قابلة لأن تتنوع وتتباين معالمها من شاعر لآخر، وربما من قصيدة لأخرى».

ورصدت الدكتورة كاميليا عبد الفتاح فكرة تلاقي الأجناس الأدبية تاريخياً، وأشارت، من خلال الاستعانة بسِجلّ تاريخ الأدب العربي، إلى أن حدوث ظاهرة التداخل بين الشعر وجنس القصة وقع منذ العصر الجاهلي، بما تشهد به المعلقات التي تميزت بثرائها الأسلوبي «في مجال السردية الشعرية». ولفتت إلى أن هذا التداخل طال القصيدة العربية المعاصرة في اتجاهيها الواقعي والحداثي، مبررة ذلك «بأن الشعراء وجدوا في البنية القصصية المساحة الكافية لاستيعاب خبراتهم الإنسانية». واستندت الدكتورة كاميليا، في مجال التطبيق، إلى إحدى قصائد الشاعر أمل دنقل، القائمة على تعدد الأصوات بين الذات الشعرية والجوقة، ما يشي بسردية الحكاية في بناء الحدث وتناميه شعرياً على مستويي المكان والزمان.

شهد المهرجان حفل توقيع ستة دواوين شعرية من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة للشعراء: أحمد عايد، ومصطفى جوهر، وشمس المولى، ومصطفى أبو هلال، وطارق محمود، ومحمد طايل، ولعب تنوع أمكنة انعقاد الندوات الشعرية دوراً مهماً في جذب الجمهور للشعر وإكسابه أرضاً جديدة، فعُقدت الندوات بكلية الفنون الجميلة في الأقصر، مصاحبة لافتتاح معرض تشكيلي حاشد بعنوان «خيوط الظل»، شارك فيه خمسون طالباً وطالبة. وكشف المعرض عن مواهب واعدة لكثيرين منهم، وكان لافتاً أيضاً اسم «الأصبوحة الشعرية» الذي أطلقه المهرجان على الندوات الشعرية التي تقام في الفترة الصباحية، ومنها ندوة بمزرعة ريفية شديدة البساطة والجمال، وجاءت أمسية حفل ختام المهرجان في أحضان معبد الأقصر وحضارة الأجداد، والتي امتزج فيها الشعر بالأغنيات الوطنية الراسخة، أداها بعذوبة وحماس كوكبة من المطربين والمطربات الشباب؛ تتويجاً لعرس شعري امتزجت فيه، على مدار أربعة أيام، محبة الشعر بمحبة الحياة.