لوحات العمارة الأندلسية... تأويل اختزالي للأثر العربي الإسلامي

جدران وأبراج وأسوار وأقواس وما يتخللها من شروخ ومقدمات تداع

" فناء قمارش" لصورويا
" فناء قمارش" لصورويا
TT
20

لوحات العمارة الأندلسية... تأويل اختزالي للأثر العربي الإسلامي

" فناء قمارش" لصورويا
" فناء قمارش" لصورويا

الظاهر أن المشترك الموضوعي بين تقاليد فنون اللوحة الأوربية، وتأويلات الفنانين الإسبان، لقصة الوجود العربي الإسلامي بالأندلس، تتجلى على نحو ساطع في اعتماد خلفية العمارة على نحو متواتر، ابتداءً من أواسط القرن السادس عشر، إبَّان هيمنة الأساليب النهضوية، وحتى موجة ما قبل الانطباعية، حيث مثلت معالم العمائر التاريخية الفخمة خلفية آسرة، في الاشتغال على موضوعات تراوح بين البورتريهات، وتصوير الحياة اليومية، وتشخيص الوقائع التاريخية.

واحتلت عمائر «مسجد قرطبة» و«قصور النصريين» في قلعة الحمراء بغرناطة، و«صومعة لا خيرالدا» و«البرج الذهبي» بإشبيلية و«الأسوار التاريخية» المتبقية بمدن الجنوب الأندلسي، الحيز الأعظم في أغلب تلك اللوحات، مشكلة علامات بصرية مركزية في بيان انزياحات التأويل الفني الإسباني للقصة الموروثة. ولعل الطبعات الرائجة لكتاب الرحالة والدبلوماسي الأميركي واشنطون إرفينغ «حكايات الحمراء» وما تضمنته من صور مطبوعة لأعمال فناني القرن التاسع عشر، ممن اشتغلوا على غرف وفناءات وحدائق هذا القصر الأسطوري، وامتداده العمراني تمثل النموذج الأكثر تداولاً لمظاهر هذا التأويل البصري.

"صومعة لا خيرالدا" لبريك
"صومعة لا خيرالدا" لبريك

وتدريجياً انزاحت العمائر من خلفيات اللوحات لتشغل بؤرة الأعمال، متراسلة مع انشغالات باروكية ورومانسية وانطباعية، متحولة من مجرد كتلة متشظية إلى قاعدة لبطولة اللون، بتنويعات لا محدودة لطبقات الضياء وتسجيمات المنظور. وتحتل أعمال الفنان خينارو بيريث بيّاميل (1807- 1854)، مساحة شديدة الدلالة في تنويعها لمقامات التعلق بالأثر العمراني الأندلسي، فما بين لوحة: «منظران متخيلان لقصر الحمراء»، ولوحة «أطلال وطواحين في قلعة كواديرا»، ترتصف مجموعة بالغة الثراء من الأعمال الزيتية والمائية عن البوابات العربية والأقواس والجدران والأفنية، تحمل عناوين من قبيل: «من داخل مسجد قرطبة»، «البرج الذهبي في إشبيلية»، «السوق العربي»، و«ورشة المغاربة في طليطلة»، و«تفاصيل من غرناطة»...، وغيرها، المعروضة في أغلبها ضمن مقتنيات الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة - سان فيرناندو بمدريد، وتطل منها جميعاً الهالة المتعاظمة للبناء العتيق والمخيف والملغز، الحاضن لكائنات متضائلة لعابرين ومتحلّقين محليين، حيث تنهض الكتل من سديم داكن، بتكوينات متداعية مكتنفة بالغبار، تمتزج فيها بقايا البياض واللون الطيني بصدأ الوقت، فتبدو مثقلة باغترابها عن محيط الأزياء والسحنات، بيد أنها هناك تصعق العين، وتعيد إنتاج أثرها الملغز.

في لوحة بعنوان «ورشة المغاربة في طليطلة»، يقدم بيّاميل تأويلاً اختزالياً للأثر العربي الإسلامي الدارس، عبر لمحة عن العمارة المفتونة بالأقواس، وتكرار الموتيفات، على سطوح من جبس، في الجدران والأبواب ونوافذ الضوء. وفي تصميم مبني على طباقية المجسمات الزخرفية، يتناظر قوسان متجاوران، تطل من الأكبر فيهما دفقات الضوء على الداخل الظليل، حيث تتحلق ثلاث مجموعات، لرجال ودواب منغمرة في تواصلها الصامت، على أرضية المبنى القديم، بهيئات لا تلفت الانتباه إلا بانعكاس الضوء المطل من القوس الفارع على المجموعة المتضائلة في وسط. كل ما في تفاصيل اللوحة يوحي بهيمنة البناء، وطغيانه الحاجب لما حوله؛ من الأصفر الباهت في الجدران ذات الزخرفة المتآكلة، إلى الإبهار الضوئي المتدفق من فراغات القوس والنوافذ الخمس فوقه، مجاز لما يمكن تسميته بـ: «الممتنع على المحو»، هو هناك دوماً بتصدعاته وغباره، وبإشراق وحداته الزخرفية المتراسلة، في مواجهة الزمن، والوجود «في غير محله»، لمنح عراقة ممتدة في غير اللسان ولا المعتقد.

ومثلما هو ظاهر بجلاء فإن بيّاميل، كشأن عدد من معاصريه، ممن خرجوا عن دوائر مستنسخات الفن المسيحي، فإن عمارة الغازي القديم باتت موضوعاً محلّياً ينتمي إلى «الشرق الإسباني»، مخترقاً عقيدة العداء، ومشاعر الغلبة، بحيث يتجلى ممهوراً بغير قليل من الشغف الجمالي؛ فالجدران والأبراج والأسوار والأقواس وما يتخللها من شروخ ومقدمات تداعٍ، تعيد توجيه وعي العين بالمرئي فيما تبقى من الحكاية القديمة. إنه القصد الذي يومئ له قول موريس ميرلو بونتي: «في أفق كل الرؤى أو ما يشبه الرؤى، يوجد العالم ذاته الذي أقطنه، العالم الطبيعي والتاريخي مع كل الآثار البشرية التي قُدَّ منها».

ومن صلب منحى إعادة امتلاك الأثر، يبرز أسلوب الانطباعيين الإسبان الأوائل، بوصفه النموذج المكتمل لهذا الشغف البصري، ففي لوحة بعنوان «فناء قمارش» لخواكين صورويا (1863- 1923)، تتخلى الجدران عن إهابها الحسي، وتكتسي لحاء بطبقات لونية/ نورانية، تحاكي طبقات الأديم الأرضي المتضاعف عبر الزمن، بقدر جدلها مع متواليات الحجب التي تعترض التقاط الرؤية للسطح الصلب والعريق، يكشف صورويا، فنان الضياء، المنتمي لحساسية ما بعد الرومانسية، في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، عن الاختراق الانطباعي الحاسم في تمثل «اللون» وجعله بؤرة العمل الفني في اللوحة، حين يولّد مع تحولات الضوء المتراكب، عبر ساعات النهار، كيمياء حسية تغلغل في الداخل المعتم والكئيب للسطوح الخرساء.

في هذا العمل المعروض بـ«متحف صوريا» بمدريد، تنهض المعادلة التأويلية للأثر الأندلسي على إيهام ملغز بما يهبه سطح الأقواس السبعة للنظر، في اللحظة التي تنعكس في بركة الفناء المفتوح لقاعة السفراء، تنمحي الزخرفات الجبسية في جنبات الأقواس وامتداداتها نحو السقف، وتتداخل في تشكيل إيقاعات البياض نحو الوردي الخافت، وفي العمق تتجاور تقويسة الضوء مع ظلها الداكن، بينما تنعكس في البركة الظلال المنطفئة وحدها، في مساحة الوردي المرقش بالبياض، وخضرة الحواف المزهرة. تبدو الأقواس المتناظرة في وضع تحاك ملتبس وكان الأصل يُردّ إلى النسخة المائية، ويتشرب ملامحها المركبة؛ صيغة من صيغ تناظر الانعكاس، حيث بالرغم من وجود كثير من الأشياء اللا متغيرة عند إجراء الانعكاسات، فهناك أيضاً أشياء عديدة ليست صامدة عند عكسها؛ وهو ما ينشأ في اشتغال «صورويا» بالتكييف الضوئي للمرجع المرئي، الذي يضحى متحولاً حتى قبل أن يخلق نظيره في صفحة المرايا المائية.

يُشخّصُ اشتغال «خواكين صورويا» في «فناء قمارش»، كما في عدد من لوحاته المتصلة بقصر الحمراء، رغبة الانزياح عن استعادة الأثر الأندلسي المبهر إلى خلق معادل يشتغل على منواله، كما تشير عبارة ماتيس في إحدى محاوراته لبيكاسو: «إنني لا أحاول أن أصور الطبيعة، وإنما، على حد تعبير الصينيين، أعمل كما تعمل الطبيعة، وإنني أريد لتلك الموجة الداخلية - وهي طاقتي الإبداعية الحية - أن تكشف عن نفسها للمشاهد بصيغة لوحة تقليدية منتهكة؛ إن مسألة الاستقلالية في التأويل الفني تحضر هنا بالنظر إلى كونها تنتج معنى خاصاً، بصرف النظر عن المعنى الأصلي، إذ لا يمكن استيعاب القصد في هذا المقام باستعمال كلمات من قبيل «تمثُّل» أو «محاكاة» أو «ترجمة» أو «إعادة تشكيل»...، فالتأويل الانطباعي أقرب ما يكون إلى خلق مجال حسي ودلالي مبتكر للمرجع، أو بالأحرى خلق نظير موازٍ له، يزيح الحجب عن اللامرئي في التكوين الجمالي للمعمار الكامل. إنه الإدراك الأكثر تجرداً من أحاسيس الغلبة أو التمجيد أو الامتلاك أو الاستعادة، أو حتى التسامح، هو تشوف إلى كشف المعنى، وخلق ما ينفذ أثره.


مقالات ذات صلة

جدارية هندية أُهمِلت لعقود سعرها 13.8 مليون دولار

يوميات الشرق تاريخ في لوحة (كريستيز)

جدارية هندية أُهمِلت لعقود سعرها 13.8 مليون دولار

بعد عقود من النسيان، أُعيد اكتشاف تحفة زيتية على القماش للرسام الهندي مقبول فيدا حسين، مما أدّى إلى تحطيم الأرقام القياسية للفنّ الهندي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي يصافح الزعيم الليبي معمر القذافي لدى وصول الأول في زيارة رسمية إلى ليبيا في 25 يوليو 2007 (أ.ف.ب)

فرنسا: ساركوزي كان «صاحب القرار الفعلي» في الصفقة المبرمة مع القذافي

أكّدت النيابة المالية الفرنسية أن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي كان «صاحب القرار والراعي الفعلي» لصفقة الفساد التي أبرمها معاونان له مع القذافي سنة 2005.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الكشف قد يُغيِّر فَهْم التاريخ (جامعة دورهام)

كنز من العصر الحديدي قد يُغيّر تاريخ بريطانيا

كُشِف عن أحد أكبر وأهم كنوز العصر الحديدي التي عُثر عليها في المملكة المتحدة على الإطلاق، مما قد يُغيّر فهمنا للحياة في بريطانيا قبل 2000 عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي يلقي كلمة خلال احتفال في سانت بطرسبرغ بروسيا 29 يونيو 2022 (رويترز)

روسيا: ميدفيديف يشبّه المستشار الألماني المحتمل ميرتس ﺑ«غوبلز» النازي

شبّه الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، اليوم الخميس، المستشار الألماني المحتمل فريدريش ميرتس بوزير الدعاية النازي السابق جوزيف غوبلز.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق الأطفال أكثر الدفنات الموجودة بجبانة كانت ورشة للفخار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني في سوهاج

البعثة الأثرية المصرية - الأميركية من جامعة بنسلفانيا عثرت على المقبرة الملكية بجبانة «جبل أنوبيس» بأبيدوس في سوهاج.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

الموسيقى والغناء في السينما العالمية

الموسيقى والغناء في السينما العالمية
TT
20

الموسيقى والغناء في السينما العالمية

الموسيقى والغناء في السينما العالمية

في كتابه «فالس إيدا» الصادر عن دار «إشراقة» بالقاهرة، يبعث الناقد والباحث إسحاق بندري برسائل إلى حبيبة متخيلة تدعى «إيدا»، لكنها لا تتعلق بلوعة الغرام أو الهوى المشبوب، وإنما بسحر الموسيقى وأسرار الغناء كما ظهرت في روائع السينما العالمية.

وتتناول الرسائل تحليلاً دقيقاً لمقطوعات موسيقية مثل السيمفونية والكونشيرتو والرباعيات الوترية ورقصات الفالس، فضلاً عن عدد من الأغنيات الشهيرة وشرح لموسيقاها التصويرية.

ويركز المؤلف في هذا السياق على أغنية «via en rose» أو «الحياة من منظور وردي» كما جاءت في نهاية فيلم «القبلة الفرنسية» بصوت مطرب الجاز الأشهر لويس أرمسترونغ. إنها الأغنية التي شدت بها في الأصل باللغة الفرنسية إديث بياف وذاع صيتها في أربعينيات القرن الماضي، ثم تلا ذلك تقديم نسختها الإنجليزية وإن اختلفت الكلمات بعض الشيء بين النسختين.

في نسختها الفرنسية تقول كلماتها:

«عن عينيه اللتين تجعلانني أخفض عيني/ عن الضحكة الضائعة على شفتيه/ عن البورتريه الذي لم يمسه التعديل/ عن هذا الرجل الذي أنتمي إليه/ عندما يأخذني بين ذراعيه/ يحدثني في رقة/ فأرى الحياة من منظور وردي»

أما النسخة الإنجليزية فتقول كلماتها:

«ضميني بقربك ضميني بقوة/ سحرك الذي يخلب اللب/ هذه هي الحياة من منظور وردي/ حينما تقبلينني/ تتنهد السماء».

هذه الموسيقى الباريسية الحالمة والتي كثيراً ما صاحبت مشاهد وحوارات الكثير من الأفلام مثل فيلم «سابرينا» في نسختيه الأولى التي تعود لعام 1954 من بطولة أودري هيبيورن وهمفري بوجارت، إخراج بلي وايلدر. والثانية في عام 1995 من بطولة جوليا أرمند وهاريسن فورد، إخراج سيدني بولك. كما وردت نفس الأغنية في «القبلة الفرنسية»، 1995، بطولة ميج ريان، كيفن كلاين، إخراج لورانس كيسدن.

ويعود نجاح الأفلام التي وظفت تلك الأغنية بصوت بياف إلى تلك المطربة الفرنسية ذات الصوت العاصف كبركان دائم الثورة والانفجار، صاحبة الجسد النحيل حتى أن لقب «بياف» يعني في العامية الفرنسية «العصفور الصغير». صوت يبعث إحساساً غامضاً بعجز الإنسانية في عالم مجرد من الشفقة والرحمة، كما أن مسيرة حياتها لم تكن «وردية» إطلاقاً، على عكس عنوان الأغنية.

فقدت إديث بياف ابنتها «سيسيل» التي أنجبتها وهي في سن السابعة عشرة وبعدها بعامين لقيت الطفلة نحبها لإصابتها بحمى الالتهاب السحائي، ثم فقدت بعدها حبها الأعظم «مارسيل سيردا»، بطل الملاكمة الذي لقي مصرعه في حادث تحطم طائرة في عام 1949.ألهت المطربة الشهيرة نفسها بالإدمان على الكحول والمخدرات وجربت محاولات فاشلة للهروب من الألم بالاستغراق في متع مدمرة، كمحاولة يائسة لصرف الذهن عن التفكير في المصائب، لدرجة أنها قالت فيما بعد عبارتها الشهيرة: «لا بد وأن ندفع ثمن كل فعل أحمق نرتكبه في الحياة».

ويرتبط فيلم «دكتور جيفاغو»، 1965، المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب بوريس باسترناك، في ذهن المؤلف بموسيقى «مقطوعة لارا»، التي يعتبرها نوعاً من السحر العجيب المنبعث من أوتار آلة «البالالايكا» على نحو يجمع بين ثلوج الشتاء الروسي القارص وجذوة الإلهام التي لا تخبو في نفوس الشعراء والعشاق معاً.

طلب مخرج الفيلم السير ديفيد لين من الموسيقار الفرنسي موريس جار، بعد نجاح تعاونهما في فيلم «لورانس العرب»، أن يؤلف الموسيقى التصويرية لفيلم «دكتور جيفاغو. حاول الموسيقار المبدع مراراً دون جدوى وتسرب اليأس إلى نفسه، فاقترح عليه ديفيد لين اقتراحاً، أثبت صحته، بأن يمضي بعض الوقت مع حبيبته في ربوع الجبال والثلوج ويعتبر أنه يؤلف الألحان لها خصيصاً». داعب الإلهام مخيلة «جار» وانسابت ألحانه في أكثر من مقطوعة، ولكن بسبب تأثر ديفيد لين، ومعه كارلو بونتي منتج الفيلم، بمقطوعة «لارا» ركزا عليها فقط، وكانت النتيجة أن سحرت كل من استمع إليها كتعويذة خلابة تنساب عبر أوتار «البالالايكا».

ولم يتوقف النجاح عند هذا الحد، فها هو الشاعر الغنائي الأشهر في تاريخ هوليوود فرانسيس بول ويبستر يصوغ كلمات أغنية على موسيقى «ثيمة لارا»، التي حملت عنوان «في مكان ما يا حبيبتي» وشدا بها مطربون كبار مثل فرانك سيناترا، وآندي ويليامز، وكيتي روجرز.

تقول كلمات ويبستر:

«في مكان ما يا حبيبتي ستغدو هناك أغنيات لنشدو بها/ رغم أن الثلج يغطي أمل الربيع/ في مكان ما يزهر تل بألوان الخضرة والذهب/ وثمة أحلام/ كل ما يمكن لقلبك أن يحويه/ في يوم ما سنلتقي مجدداً يا حبيبتي/ في يوم حينما يشق الربيع طريقه/ ستأتين إليّ من البعيد/ دافئة كالرياح، ناعمة كقبلة الثلج/ لارا يا حبيبتي، فكري بي من حين لآخر».

ترى هل طاف بخيال الأديب الروسي بوريس باسترناك أن شخصية «لارا» الجميلة الرقيقة ذات الحظ العاثر والحياة القاسية، من تجرعت الألم وشظف العيش وظلت روحها نقية تقاوم الأحقاد والضغائن، سوف تُكتب لها الشهرة عبر الأجيال على هذا النحو الفريد؟