مذكرات فانس تعود لقائمة الأفضل مبيعاً بفضل ترمب

موقع «غود ريدز» أوقف نشر التقييمات «مؤقتاً» خشيةَ الآراء السلبية

هانس مع ترمب
هانس مع ترمب
TT

مذكرات فانس تعود لقائمة الأفضل مبيعاً بفضل ترمب

هانس مع ترمب
هانس مع ترمب

نال جيه. دي. فانس شهرة واسعة على الصعيد الوطني بعد نشره كتاب «هيلبيلي إليجي» (Hillbilly Elegy) عام 2021، (مرثية هيلبيلي، وهيلبيلي تعبير يُراد منه السخرية من سكان المناطق الجبلية في غرب البلاد)، واستفاد فانس من شهرته في ترشّحه لعضوية مجلس الشيوخ وفوزه بمقعد به عام 2022.

مذكرات «هيلبيلي إليجي» تدور حول طفولة فانس الفقيرة في أبالاتشيا، ونجحت في إكساب مؤلِّفها شهرة كبيرة في أعقاب فوز دونالد ترمب في الانتخابات عام 2016. في ذلك الوقت كان فانس معادياً بشدة لترمب، ووصف الرئيس السابق بشتى الأوصاف الرديئة، مثل «الأحمق» إلى «هتلر أميركا»، عادّاً إياه بمثابة «كارثة أخلاقية».

واستغل النقاد رواية فانس، وما كشفته عن الفقر وسوء المعاملة والإدمان التي أحاطت بحياته في ميدلتاون بولاية أوهايو، بوصفها دليلاً إرشادياً لفهم محنة الناخبين البِيض من الطبقة العاملة، عبر المنطقة المعروفة باسم «نطاق الصدأ»، الذين أسهموا في فوز ترمب بفترة رئاسته الأولى. وقد وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الكتاب بأنه «تحليل اجتماعي للطبقة الدنيا البيضاء، التي ساعدت في دفع سياسات التمرد»، وبالفعل، أصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً على المستوى الوطني.

بعد 8 سنوات، عادت «هيلبيلي إليجي» إلى قمة قوائم الكتب، أما الاختلاف اليوم فهو أن فانس يترشح على منصب نائب الرئيس مع ترشّح ترمب لمنصب الرئيس، وقد تأتي مراجعات مذكراته اليوم مؤلمة بشدة له.

الأربعاء، احتلّت نُسخ الكتاب ذات الغلاف الورقي والمقوّى المركزَين الأول والثاني في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً عبر موقع «أمازون». وجرى تصنيف الفيلم المقتبَس عن الكتاب الذي صدر عام 2020 -والذي لاقى ردود أفعال شديدة السلبية من النقاد، على عكس الكتاب- ضمن أكثر 10 أفلام جرت مشاهدتها عبر منصة «نتفليكس» داخل الولايات المتحدة، مع وقت المشاهدة خلال يوم فقط من 1.5 مليون دقيقة إلى 19.2 مليون دقيقة، طبقاً للبيانات الصادرة عن مؤسسة «لومينيت».

الواضح أن هناك أموراً كثيرة تبدّلت منذ إصدار الكتاب عام 2016، فقد جرى انتخاب فانس لتمثيل ولاية أوهايو في مجلس الشيوخ عام 2022، بعد حصوله على تأييد ترمب، ودعم مالي من ملياردير التكنولوجيا بيتر ثيل. في الوقت ذاته طرأ انقلاب كامل على آراء فانس تجاه الرئيس الـ45.

وفي فبراير (شباط)، قال السيناتور الجديد إنه لو كان نائباً للرئيس خلال انتخابات 2020 لكان قد فعل ما لم يفعله مايك بنس، تحديداً دعم جهود ترمب لإبطال نتيجة التصويت في الولايات الحاسمة.

واليوم، وفي إطار تطوّر أصبح جزءاً لا يتجزّأ من ثقافة الإنترنت بالقرن الـ21، بدأ معجبو فانس ومنتقِدوه على حد سواء في التعبير عن آرائهم تجاه مذكراته.

وشارك أكثر عن 400.000 في تقييم كتاب «هيلبيلي إليجي» عبر موقع «غود ريدز»، وصوّت نحو 70 في المائة بتقييم 4 أو 5 نجوم. وهذا الأسبوع جرى تعليق التقييمات والمراجعات للكتاب مؤقتاً، في إشارة إلى أن الموقع ربما يحاول منع تعرّض المذكرات لطوفان من التعليقات السلبية، بعد ترشيح فانس لمنصب نائب الرئيس.

واليوم، يحمل موقع «غود ريدز» رسالة تقول: «تقييم هذا الكتاب غير متاح مؤقتاً، يخضع هذا الكتاب لقيود مؤقتة فيما يخصّ نشر التقييمات والمراجعات، قد يكون هذا بسبب رصدنا نمط سلوك غير عادي لا يتبع إرشادات المراجعة الخاصة بنا».

ومع ذلك، فإن المراجعات التي جرى تحديثها في الفترة الأخيرة تكشف أن القراء يتولّون تعديل آرائهم مع تطور مسيرة فانس السياسية.

على سبيل المثال، كتب أحد المعلّقين بتاريخ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، في أعقاب انتخاب فانس بفترة قصيرة: «مؤلف هذا الكتاب أصبح شخصية قميئة... وهو يساعد في خلق ثقافة أزمة داخل ديمقراطيتنا».

يذكر أن 15 يوليو (تموز) كانت آخر مرة ترك أحدهم تعليقاً جديداً على الكتاب، كانت هناك 5 مراجعات؛ 3 إيجابية، واثنتان سلبيتان. وكتب أحد الأشخاص الذين تركوا مراجعة بنجمة واحدة ببساطة «أتمنى لو لم أتمكّن من قراءتها».

وعلى موقع «أمازون»، الذي يملك موقع «غود ريدز»، يبدو أن المراجعات للكتاب قد زادت كذلك، وقالت إحدى القارئات التي تركت مراجعة إيجابية إنها كتبت على منصة التجارة الإلكترونية؛ لأن موقع «غود ريدز» أوقف نشاط التعليق على الكتاب على الموقع، في حين تحدثت قارئتان تركتا تقييماً من فئة الـ5 نجوم عن موافقتهما على اختيار المؤلف لمنصب نائب للرئيس ترمب.

الملاحظ أن هجمات التعليقات السلبية تشكّل صداعاً مستمراً على منصات التصنيف، فقد يستخدمها القراء والمعجبون سلاحاً لإغراق كتب معينة بتعليقات سلبية، وفي بعض الحالات قبل إصدارها.

في هذا الصدد، لفتت فضيحة في ديسمبر (كانون الأول) الأنظار إلى هذه القضية، عندما اعترفت مؤلفة قصص خيالية أصدَرت لتوّها كتابها الأول، وكانت متعاقدة مع «بنغوين راندوم هاوس»، بأنها أنشأت حسابات مزيّفة عبر «غود ريدز» للترويج لكتابها القادم، مع العمل في الوقت ذاته على تخريب جهود العديد من الكُتّاب الآخرين.

وفي الصيف الماضي أجّلت إليزابيث غيلبرت، مؤلّفة كتاب «Eat, Pray and Love»، نشر روايتها الجديدة، التي تدور أحداثها حول سيبريا، لأجَل غير مسمى، بعد أن ترك أكثر عن 500 قارئ عبر موقع «غود ريدز» تقييمات بنجمة واحدة على الكتاب قبل أشهر من نشره، وقالت غيلبرت إنها تلقّت ردود فعل عنيفة من القرّاء الأوكرانيين؛ لأنها ستختار إصدار الكتاب في خضم الصراع الروسي ـ الأوكراني.

* خدمة «نيويورك تايمز».



الرواية الخليجية... بدأت خجولة في الثلاثينات ونضجت مع الألفية

الرواية الخليجية... بدأت خجولة في الثلاثينات ونضجت مع الألفية
TT

الرواية الخليجية... بدأت خجولة في الثلاثينات ونضجت مع الألفية

الرواية الخليجية... بدأت خجولة في الثلاثينات ونضجت مع الألفية

يتناول الناقد والباحث اليمني د. فارس البيل نشأة وجذور السرد الإبداعي في منطقة الخليج وعلاقة النص بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة عبر كتابه «الرواية الخليجية - قراءة في الأنساق الثقافية» الصادر مؤخراً عن دار «الأكاديميون» بعَمّان.

ويشير المؤلف إلى أن بدايات ظهور النص الروائي الخليجي كانت في السعودية، وتمثل تجربة عبد القدوس الأنصاري في «التوأمان» التي صدرت عام 1930 وواكبت بدء تكون المجتمع وبناء مؤسسات الدولة وبداية مرحلة الاستقرار، ثم صدرت رواية «الانتقام الطبيعي» لمحمد نور جوهرجي عام 1935، وشهد عام 1948 صدور عملين هما «فكرة» لأحمد السباعي ﻭ«ﺍﻟﺒﻌث» لمحمد علي المغربي.

ويرى المؤلف أن روايات هذه المرحلة، كما في بدايات أي مرحلة إبداعية؛ تفتقر إلى الجودة الفنية والمعيارية، وانحصرت في ﻗﻀﺎيا ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ محدودة، من حيث استخدامها للسرد بوصفه منبراً للإصلاح، ومن هنا غلب عليها الطابع التعليمي الوعظي، الذي يسعى لتكريس قيم الخير والفضيلة. ويعتبر كثير من النقاد أن رواية «ثمن التضحية» الصادرة عام 1959 لحامد دمنهوري؛ البداية الفنية الحقيقية للرواية السعودية، كما ظهرت الرواية النسوية في بداية الستينات مع سميرة خاشقجي، لتشهد مؤخراً تراكماً إنتاجياً وحضوراً واسعاً واكب الازدهار الاقتصادي، وانتشار التعليم والتثقيف، وازدياد حضور المرأة، ونضالها للتحرر من القيود الاجتماعية وفرض ذاتها، كما أولت الرواية السعودية منذ ثمانينات القرن العشرين عناية واضحة بالخصائص الثقافية.

ويعد الإنتاج الروائي السعودي الأكثر غزارة خليجياً؛ إذ صدر منذ 1930 وحتى 2010 ما يقرب من 500 عمل روائي تتنوع فيها الرؤى من الرواية الإصلاحية التعليمية في البداية، إلى الرواية الفنية الكلاسيكية، والواقعية، والرومانسية، والرواية الرمزية، والرواية الجديدة. وتدرجت الرواية شكلاً؛ من الشكل الروائي الكلاسيكي منذ 1959 إلى الشكل الروائي الجديد مع التسعينات والألفية الثالثة، كما توزعت الرواية السعودية من الرواية المحافظة في النصوص الروائية الأولى، إلى الرواية المنفتحة، التي تتميز بالصراحة والجرأة.

الرواية الكويتية

وتأتي الكويت تالية للسعودية من حيث الإنتاج الروائي والأسبقية؛ فأول نص روائي هو «آلام صديق» لفرحان راشد الفرحان، الصادر 1948، ثم صدرت رواية «قسوة الأقدار» لصبيحة المشاري، 1960، كما صدرت «مُدرّسة من المرقاب» لعبد الله خلف عام 1962، و«الحرمان» لنورية السداني 1968. وتعتبر هذه روايات الريادة والبواكير التي تمثل الإرهاصات الأولى المبشرة بميلاد جنس أدبي جديد. وشكلت القضايا الاجتماعية الموضوعات الأساسية للروايات الأولى في الكويت، متمثلة بنشوء مجتمع حديث بملامح وعاداتٍ جديدة، وما ترتب على ذلك من تغيرات، إلى جانب نزعة الحنين إلى الماضي، بالإضافة إلى تناول عالم المرأة وهمومها في علاقتها بذاتها وبالجنس الآخر وسلطة المجتمع.

وتعد حقبة الثمانينات بداية انطلاقة الرواية الكويتية التي توسعت مع عقد التسعينات، ليسجل مؤشر الإنتاج تراكماً كبيراً ومتميزاً مع سنوات العقد الأول من الألفية الثالثة. وربما كان صراع الحراك الاجتماعي الأكثر تداولاً هنا، كما أن كثيراً من النصوص انتسبت من حيث أسلوبها ولغتها وشكل البناء الفني إلى المدرسة الواقعية. وإذا ما تتبعنا رصد الإنتاج الكمي للرواية الكويتية نجد أن هناك ما يناهز 130 رواية صدرت منذ 1948 حتى عام 2008.

الرواية العمانية

وتعد رواية «ملائكة الجبل الأخضر» لعبد الله الطائي الصادرة عام 1963 أول رواية في سلطنة عمان، إذ نشأ هذا الفن عمانياً بالتزامن مع نشأة القصة القصيرة، بل إن رائدهما واحد هو عبد الله الطائي. وتحكي هذه الرواية تجربة الشعب العماني في مقاومة التدخل الإنجليزي. وللطائي رواية أخرى بعنوان «الشراع الكبير» تتحدث عن كفاح العمانيين ضد المستعمر البرتغالي في القرن السادس عشر. وتقترب هاتان الروايتان من جنس السيرة الأدبية الذاتية، المغلفة بنكهة روائية، وتفتقران للبعد الفني بمفهومه الحديث. لكن التجارب الفعلية لفن الرواية في عمان بدأت في الظهور عندما أصدر سعود المظفر «رجال وجليد» 1988 التي تناولت الأوضاع في البلاد قبل النهضة 1970، وقضايا التطور الاجتماعي الذي مرَّ به المجتمع بعدها، وأصدر سيف السعدي روايتين في العام نفسه هما «خريف الزمن» و«جراح السنين». وتعددت النصوص لكتاب آخرين بين القصص الطويلة والتأليف السردي القائم على الإطالة في السرد وتعدد الشخصيات، من دون أن تحقق الشروط الفنية لكتابة الرواية. وأصدرت بدرية الشحي رواية بعنوان «الطواف حول الجمر»، لتكون أول رواية نسوية عمانية 1999، وهي «صرخة احتجاج ضد تجاهل المرأة في المجتمع».

ويذكر المؤلف أن الرواية العمانية كانت في بداياتها أشبه بسيرٍ ذاتية؛ تلتزم النهج الكلاسيكي، لكن حدث نوع من التمرد على هذه القوالب وبدأ تيار الوعي يتعمق في نصوصها مع بداية الألفية الجديدة. كما أنها رصدت حركة نمو المجتمع وتحوله من طابع تقليدي إلى مجتمع متطور ومنفتح على أشكال الثقافات ومظاهر التطور والمدنية، وانعكست فيها معالم التغير الذي أصاب المكان والإنسان العماني، علاوة على تسجيلها حركة التحول الاقتصادي.

الرواية البحرينية

وتعود بواكير الكتابة الروائية في مملكة البحرين لمنتصف الستينات، فأول نص روائي هو «ذكريات على الرمال» الصادر 1966 للكاتب فؤاد عبيد، وهو أحد رواد القصة القصيرة، والرواية تقوم بسرد عوالم ما قبل النفط، وتظهر شظف العيش بجانب البحر، وتمتلئ بحكايا الحب والطلاق وغيرهما. ثم حدث بعد هذه الرواية انقطاع في المشهد البحريني حتى مرحلة الثمانينات التي فيها بدأ الحراك في مجال الكتابة الروائية من خلال أسماء مثل محمد عبد الملك، الذي بدأ قاصاً أيضاً لكنه أصدر روايته «الجذوة» 1980 التي تعتبر البداية الفعلية للرواية البحرينية. وفي الفترة نفسها، برز عبد الله خليفة الذي صدرت له أعمال كثيرة، وفوزية رشيد وأحمد المؤذن وأمين صالح وغيرهم. وركزت الرواية البحرينية على معاناة الإنسان البحريني قبل مراحل النهوض ولم تغفل قضايا المرأة في المجتمع.

يعد الإنتاج الروائي السعودي الأكثر غزارة خليجياً إذ صدر منذ 1930 وحتى 2010 ما يقرب من 500 عمل روائي

الرواية الإماراتية

تعتبر «شاهندة» لراشد عبد الله، الصادرة 1976، أول رواية مطبوعة إماراتياً، وهي في المنظور الفني حكاية بسيطة كإحدى الحكايات الشعبية التي يسردها راوٍ ماهر بقصد الإمتاع والتسلية. وتطورت الرواية الإماراتية ببطء واضح بين السبعينات والثمانينات، وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود تالية، نجد الشكل الفني للرواية قد قطع شوطاً بعيداً. وإذا كان راشد عبد الله اعتمد شكلاً سردياً بسيطاً يتسم بالحكائية؛ فإن الكتاب اللاحقين قد سعوا إلى تبني الأشكال الفنية المتطورة، إذ تأثر الكتاب الإماراتيون الجدد والمخضرمون منهم بالأشكال الفنية الجديدة، مجارين بذلك النقلات السريعة الجارية على مستوى التطوير العمراني والمؤسسي في البلد؛ حيث جاءت التجارب الروائية اللاحقة متبنية أنماطاً حداثية.

ويُعد علي أبو الريش، الروائي الأول في الإمارات من حيث تراكم إصداراته وجدية تجربته مثل «الاعتراف» 1982، وهناك أسماء أخرى عديدة مثل ثاني السويدي، ومنصور عبد الرحمن، ومحمد غباش وغيرهم ممن تأثروا بالأشكال الفنية الحديثة للسرد الروائي. وأسهمت المرأة الإماراتية في إثراء العملية الإبداعية إذ تبدو هموم المرأة وانكساراتها هاجساً مباشراً في الرواية الإماراتية. وتعد رواية «شجن بنت القدر الحزين» لحصة الكعبي الصادرة 1992 الأولى من نوعها في هذا السياق. ويبرز حضور البيئة في الرواية الإماراتية بوضوح، لا سيما ثنائية البحر والنفط.

في قطر

وتأخر ظهور الرواية القطرية إذ صدرت «أسطورة الإنسان والبحيرة» لدلال خليفة 1993، وبعدها بنحو شهر تقريباً صدر عملان روائيان لشقيقتها شعاع خليفة، وبالإضافة لهما يضم المشهد الروائي القطري عدداً محدوداً من الروائيين من أبرزهم: أحمد عبد الملك، ومريم آل سعد، وزكية مال الله، وهدى النعيمي.