«الشارقة الثقافية» تضيء شمعتها الثامنة في عددها الجديد

تحتفي بالقاهرة وشبابها الذي يتجدد منذ ألف عام

«الشارقة الثقافية» تضيء شمعتها الثامنة في عددها الجديد
TT

«الشارقة الثقافية» تضيء شمعتها الثامنة في عددها الجديد

«الشارقة الثقافية» تضيء شمعتها الثامنة في عددها الجديد

صدر العدد «85»، لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري من مجلة «الشارقة الثقافية»، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وتشير الافتتاحية إلى أن المجلة بهذا العدد تضيء شمعتها الثامنة، وتواصل مسيرتها ونهجها في تقديم محتوى جاد، وإبراز القضايا الثقافية المهمة، ومناقشتها بموضوعية وجدية ووضوح، مع إضاءة الموروث الحضاري الإسلامي العريق والاحتفاء به، وتستكمل جهودها في إيصال رسالة الشارقة الثقافية، والتعريف بمنجزاتها ومبادراتها، إلى جانب مدّ جسور التواصل الثقافي والتبادل المعرفي عربياً وعالمياً.

وأكد مدير التحرير نواف يونس؛ في مقالته «مصريون كتبوا وأبدعوا باللغة الفرنسية» أنّ النقاد والأدباء يرون في دراساتهم وقراءاتهم، أن جانباً كبيراً من الأدباء والكتاب، ينحازون إلى القول بالأثر الفاعل والكبير، الذي أحدثته الحملة الفرنسية في المشهد الثقافي المصري، خصوصاً بعد ذلك التلاقح اللغوي، وازدياد مساحة التواصل الأدبي والفكري والفني، وهو ما أوجد تلك العلاقة المتينة والمتنوعة، التي أثّرت في الحركة الإبداعية عموماً، إما بطريقة غير مباشرة، عبر الاطلاع على المدارس والتيارات التجديدية، أو بطريقة مباشرة، ومن خلال اللغة الفرنسية.

وفي العدد، يكتب يقظان مصطفى عن الساعاتي، وابنه رضوان، رائدي هندسة الساعات وصناعتها. وتتناول وراد عدنان خضر منجز الشاعر الكوبي خوسيه مارتي وتأثره بالثقافة العربية. فيما يقف رامي فارس الهركي عند دور القاهرة في التاريخ الإنساني، وكيف أن شبابها يتجدد منذ ألف عام. ويأخذنا حسن بن محمد في رحلة إلى مدينة توزر، موطن أبي القاسم الشابي، التي توجد بها أشهر الواحات في العالم، وتزيّنها الشلالات وبساتين الفاكهة.

في باب «أدب وأدباء»؛ يتابع عبد العليم حريص فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المفرق للشعر العربي. وتقرأ هناء عادل سيرة الكاتب والمفكر السيد ياسين، الذي يعدّ من أشهر كتّاب الأدب الاجتماعي. ويستعرض صابر خليل مسيرة القاص عبد الرحمن الربيعي، ومكانته في المشهد السردي. فيما تقف سالي علي عند رواية «ابنة الحظ» لإيزابيل الليندي، وسبرها خفايا النفس البشرية. ويرصد محمد زين العابدين بعض النماذج البارزة للمبدعين، الذين جمعوا بين الإبداع والأعمال المهنية. أما سناء أحمد محمد فتكتب عن «ماما لبنى» رائدة أدب الطفل في مصر. ويحاور أحمد اللاوندي الروائي أزهر جرجيس، الذي أكد أنه تأثر في كتاباته بالواقعية السحرية. وتطل د.بهيجة إدلبي على عالم محمد عز الدين التازي، الذي رسم المسافة بين الكلمة والمعنى. ويحاور حمدي المليجي الروائي هاني نقشبندي قبل رحيله. ويكتب د.محمد خليل محمود عن الأديب عبد الحميد إبراهيم، الذي ارتقى بالنقد متساوياً مع الإبداع. ويتوقف عبد العليم حريص عند كتاب «وجوه للمرأة الثائرة في إبداع د.سلطان القاسمي» للكاتبة الدكتورة أمل الجمل، التي نجحت في سبر أبعاد الشخصيات النسوية في أدبيات سلطان القاسمي. وتبحث نجوى بركات عن الصوت الداخلي، الذي لا يسكت فينا أبداً في قلب روايات يون فوسيه، صاحب نوبل. ويلحظ موسى أبو رياش أن روايات زياد قاسم لامست روح المكان والتاريخ والإنسان، ويقدم وفيق صفوت مختار مداخلةً حول صورة الأم في أعمال أدبية باهرة وخالدة. ويكتب د.هانئ محمد عن تجربة الشاعر نزار الحر. فيما يُجري هشام أزكيض استطلاعاً يحتفي بالسنة الثامنة على انطلاقة مجلة «الشارقة الثقافية»، وذلك في عيون المثقفين والكتاب العرب. ويبيّن محمد صلاح غازي أن كل حركة أدبية تمثل نتاج فترة زمانية معينة. وأخيراً يقدم عزت عمر قراءة في رواية «دحّان» للكاتب محمد ولد سالم، التي تنطلق من الانفتاح ما بين ثقافتي الشرق والغرب.

في باب «فن. وتر. ريشة»؛ الموضوعات الآتية: فاطمة أسبر تسعى إلى التعبير عن دلالات الأشياء – بقلم رولا حسن. سحر الأمير تتكئ على مخيلة الطفولة – بقلم محمد العامري. هشام شربتجي... احترم عقل المشاهد العربي – بقلم د.لمى طيارة. أبو العلا السلاموني وظَّف التراث في قالب مسرحي عربي – بقلم أنور الدشناوي. «الشارقة للفنون» تُحيى ذاكرة الأمكنة التراثية عبر برنامج الموسم الثاني لـعروض الشارقة. هل تُنصف «الأوسكار» الأفلام العربية – بقلم أسامة عسل. السينما العربية تؤرّخ للتحولات المجتمعية المؤثرة «زمن حاتم زهران» نموذجاً – بقلم عماد يوسف.

وتضمّن العدد مجموعة من المقالات: مثقف أغفله التاريخ... ونقاد الأدب – بقلم د.محمد صابر عرب. رسائل «الزرزوريات» الأندلسية أو البلاغة الساخرة – بقلم خوسيه ميغيل بويرتا. المدن... بين المحبة والوفاء – بقلم رعد أمان. معنى أن تكون أستاذاً باحثاً – بقلم د.سعيد يقطين. تشابهات... تطابقات – بقلم عبد الواحد لؤلؤة. واقع وراهن الدرس المقارن للأدب – بقلم عبد النبي اصطيف. اليوميات... مدرسة للسرد ورافد ثقافي – بقلم الأمير كمال فرج. كتاب «الإيميو الداكن» يُعيد لسكان أستراليا ثقافتهم الحضارية المغيبة – بقلم علي كنعان. دراسة في النقد الثقافي – بقلم اعتدال عثمان. شعر البساطة الخلاقة – بقلم د.حاتم الصكر. العزة... والسيف – بقلم مازن العليوي. «الرائحة» بين الكتاب والمعجم – بقلم مصطفى عبد الله. «باينكي» تحتفي بالذكرى الستين لافتتاحها – بقلم محمد م. الأرناؤوط. الشعر الإحيائي العربي ما بين أمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم – بقلم د.بديعة الهاشمي. المكان ومخيلة الشاعر – بقلم ذكاء ماردلي. تربية الطفل... وثقافة المجتمع – بقلم أحمد رضا عوض قاسم. المعرب في «شرح كتاب القوافي للأخفش» – بقلم إيمان محمد أحمد. شخصيات أدبية فكاهية أثْرت التراث الإنساني – بقلم د.بن الطالب دحماني. منجز المتنبي... وأثره شعرياً – بقلم علاء زريفة. الدلالة التشكيلية – بقلم نجوى المغربي. الدراما... ودورها في حفظ التراث – بقلم زياد الريس. ملامح من نجومية الأمومة في الدراما العربية – بقلم مروان ناصح. المسرح التفاعلي... والعلاقة بين الممثل والجمهور – بقلم سوسن محمد كامل. السينما العربية... مناخ ثقافي وفني متميز – بقلم يحيى السيد النجار. التأطير السينمائي ومرتكزاته التقنية – بقلم محمد فاتي.

وفي باب «تحت دائرة الضوء» قراءات وإصدارات: الحوار مع الآخر... وأزمة الفكر الاجتماعي – بقلم نجلاء مأمون. التراث في المسرح المصري المعاصر – بقلم ناديا عمر. بلاغة النثر العربي القديم – بقلم أبرار الآغا. حوارية القيم وإيجابية الألوان في ديوان «أمطري يا سماء» – بقلم مصطفى غنايم. نصوص بصرية تحتفي بسيرة النهر للشاعر حسن نجمي – بقلم أشرف الحساني. «المدينة الغول» رواية أليخاندرا ألغورتا عن رحلة النسيان – بقلم سعاد سعيد نوح. ديوان «يا تاركاً للريح قلبي»... تطواف في عوالم التأويل – بقلم محمد عبد الرحمن. كتاب «المعرفة من منظور نقدي» – بقلم انتصار عباس.

ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب،، إضافةً إلى تراثيات عبد الرزاق إسماعيل، و«أدبيات» فواز الشعار.


مقالات ذات صلة

«مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

يوميات الشرق «مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

«مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

تختتم «نتفليكس» عامها بمسلسل من الطراز الرفيع يليق باسم الأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز ورائعتِه «مائة عام من العزلة».

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون عبد الرحمن شلقم وأجواء الحب والفروسية في «القائد العاشق المقاتل»

عبد الرحمن شلقم وأجواء الحب والفروسية في «القائد العاشق المقاتل»

بأسلوب شيّق، وحبكات متتالية، يسرد عبد الرحمن شلقم المسار الاستثنائي للقائد العسكري الإيطالي أميديو جوليت، الذي عرف ببطولاته، وانتصاراته

سوسن الأبطح (بيروت)
ثقافة وفنون مي التلمساني وإيهاب الخراط... وفي الوسط الكاتب أحمد رمضان الفائز بالجائزة

أحمد رمضان يحصد «جائزة إدوار الخراط» الأدبية

بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيله (1926 - 2015)، وفي احتفالية رائعة تليق بعطائه المتنوع المغامر واجتراحه آفاقاً جديدة للكتابة.....

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
ثقافة وفنون  أرسطو

لماذا نقرأ للقدماء؟

أثارت أستاذة الفلسفة آغنيس كالارد البروفيسورة في جامعة شيكاغو في مقالة لها نشرتها «ذا ستون/ نيويورك تايمز» قضية جدوى قراءة أرسطو اليوم

خالد الغنامي
يوميات الشرق من «الأطلال» إلى «واللهِ أبداً»... جواهر اللغة العربية بأصوات أجيالٍ من المطربين

من «الأطلال» إلى «واللهِ أبداً»... جواهر اللغة العربية بأصوات أجيالٍ من المطربين

من أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب، مروراً بماجدة الرومي وكاظم الساهر، وصولاً إلى عمرو دياب. كيف أسهمَ نجوم الأغنية في إحياء اللغة العربية الفصحى؟

كريستين حبيب (بيروت)

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية
TT

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

صانع محتوى شاب يحتل بروايته الجديدة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا، الخبر شغل مساحات واسعة من وسائل الإعلام، ولفت الانتباه؛ لأن رواية المانجا «أنستان» أو «الغريزة» لصاحبها المؤثر أنس بن عزوز، الملقب بـ«إنوكس تاغ» باعت أكثر من 82 ألف نسخة خلال 4 أيام. وهو إنجاز كبير؛ لأن القصّة الموجهة إلى جمهور من القرّاء الشباب قد خطفت المرتبة الأولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً من «الحوريات»، الرواية الفائزة بجائزة «الغونكور» لهذه السنة.

ولمن يستغرب هذا الرواج أو اهتمام دور النشر بالكُتاب المبتدئين من صنّاع المحتوى، فإن الظاهرة ليست بالجديدة؛ حيث إن كثيراً من المكتبات والمواقع أصبحت تخصّص رفوفاً كاملة لهذه النوعية من الكتب، كسلسلة «#فولوي مي» التابعة لدار «أشيت»، والتي تضم أعمالاً للمؤثرين تتوزع بين السّير الذاتية والقصص المصوّرة والتنمية البشرية والأسفار، وحتى الطبخ.

في فرنسا، أول تجربة من هذا القبيل كانت عام 2015، بكتاب «إنجوي ماري»، وهو السيرة الذاتية للمؤثرة ماري لوبيز المعروفة بـ«إنجوي فنيكس» (6 ملايين متابع على إنستغرام). وإن كان البعض لا يستوعب أن تكتب فتاة في سن العشرين سيرتها الذاتية، فقد يستغرب أيضاً النجاح التجاري الكبير الذي حصل عليه هذا الكتاب؛ حيث باع أكثر من 250 ألف نسخة، رغم الهجوم الشديد على الأسلوب الكتابي الرديء، حتى لقَّبتها مجلة «لي زنكوريبتبل» الثقافية متهكمة بـ«غوستاف فلوبير الجديد». شدّة النقد لم تمنع زملاءها في المهنة من خوض التجربة نفسها بنجاح؛ المؤثرة ناتو (5 ملايين متابع على يوتيوب) نشرت مع مؤسسة «روبرت لافون» العريقة رواية «أيقونة»، قدمت فيها صورة ساخرة عن عالم المجلات النسوية، وباعت أكثر من 225 ألف نسخة. وتُعدُّ دار نشر «روبرت لافون» بالذات الأكثر تعاوناً مع صناع المحتوى؛ حيث نشرت لكثير منهم.

في هذا السياق، الأكثر نجاحاً حتى اليوم كان كتاب التنمية البشرية «الأكثر دائماً+» لصاحبته لينا محفوف، الملقبة بـ«لينا ستواسيون» (5 ملايين متابع على إنستغرام) وباع أكثر من 400 ألف نسخة.

مجلة «لي زيكو» الفرنسية، تحدثت في موضوع بعنوان «صناع المحتوى؛ الدجاجة التي تبيض ذهباً لدور نشر» عن ظاهرة «عالمية» من خلال تطرقها للتجارب الناجحة لمؤثرين من أوروبا وأميركا، حملوا محتواهم إلى قطاع النشر، فكُلّلت أعمالهم بالنجاح في معظم الحالات. المجلة استشهدت بالتجربة الأولى التي فتحت الطريق في بريطانيا، وكانت بين دار نشر «بانغوين بوكس» والمؤثرة زوي سوغ (9 ملايين متابع على إنستغرام) والتي أثمرت عن روايتها الناجحة «فتاة على الإنترنت» أو «غور أون لاين»؛ حيث شهدت أقوى انطلاقة في المكتبات البريطانية بـ80 ألف نسخة في ظرف أسبوع، متفوقة على سلسلة «هاري بوتر» و«دافنشي كود».

المجلة نقلت بهذه المناسبة حكاية طريفة، مفادها أن توم ويلدون، مدير دار النشر، كان قد تعاقد مع المؤثرة بنصيحة من ابنته البالغة من العمر 12 سنة، والتي كانت متابعة وفيّة لها.

ومما لا شك فيه هو أن اهتمام دور النشر بأعمال المؤثرين يبقى مدفوعاً بالأرباح المادية المتوقعة، وهو ما أكده موضوع بمجلة «لوبوان» بعنوان «المؤثرون آلة لصنع النجاحات التجارية في قطاع النشر». كشف الموضوع عن أن تحويل المحتوى السمعي البصري لصناع المحتوى إلى الكتابي، أصبح بمثابة الورقة الرابحة للناشرين، أولاً لأنه يوفر عليهم عناء الترويج الذي تتكفل به مجتمعات المشتركين والمتابعين، وكل وسائل التواصل التابعة للمؤثرين، والتي تقوم بالعمل بدل الناشر، وهو ما قد يقلّل من خطر الفشل؛ بل قد يضمن الرواج الشعبي للعمل. ثم إنها الورقة التي قد تسمح لهم في الوقت نفسه بالوصول إلى فئات عمرية لم تكن في متناولهم من قبل: فجمهور المراهقين -كما يشرح ستيفان كارير، مدير دار نشر «آن كاريير» في مجلة «ليفر إيبدو»: «لم يكن يوماً أقرب إلى القراءة مما هو عليه اليوم. لقد نشرنا في السابق سِيَراً ذاتية لشخصيات من كل الفضاءات، الفرق هذه المرة هو أن المؤثرين صنعوا شهرتهم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، ولهم جمهور جاهز ونشيط، وإذا كانت هذه الشخصيات سبباً في تقريب الشباب إلى القراءة، فلمَ لا نشجعهم؟».

شريبر: الكتاب بعيد كل البعد عن مستوى «الغونكور» وبأن كاتبته لم تقرأ في حياتها كتاباً باستثناء الكتاب الذي كتبته

هذه المعطيات الجديدة جعلت الأوضاع تنقلب رأس على عقب، فبينما يسعى الكتاب المبتدئون إلى طرق كل الأبواب أملاً في العثور على ناشر، تأتي دور نشر بنفسها إلى صناع المحتوى، باسطة أمامهم السّجاد الأحمر.

وإن كان اهتمام دور النشر بصنّاع المحتوى لاعتبارات مادية مفهوماً -بما أنها مؤسسات يجب أن تضمن استمراريتها في قطاع النشر- فإن مسألة المصداقية الأدبية تبقى مطروحة بشدّة.

بيار سوفران شريبر، مدير مؤسسة «ليامون» التي أصدرت مذكرات المؤثرة الفرنسية جسيكا تيفنو (6 ملايين متابع على إنستغرام) بجزأيها الأول والثاني، رفض الإفصاح عن كم مبيعات الكتاب، مكتفياً بوصفه بالكبير والكبير جداً؛ لكنه اعترف في الوقت نفسه بلهجة ساخرة بأن الكتاب بعيد كل البعد عن مستوى «الغونكور» وبأن كاتبته لم تقرأ في حياتها كتاباً باستثناء الكتاب الذي كتبته؛ لكنها لم تدَّعِ يوماً أنها تكتب بأسلوب راقٍ، وكل ما كانت تريده هو نقل تجاربها الشخصية إلى الجمهور ليأخذ منها العبَر.

الناقد الأدبي والصحافي فريديك بيغ بيدر، كان أكثر قسوة في انتقاده لكتاب المؤثرة لينا ستواسيون، في عمود بصحيفة «الفيغارو» تحت عنوان: «السيرة الذاتية لمجهولة معروفة»؛ حيث وصف العمل بـ«المقرف» و«الديماغوجية»، مضيفاً: «بين الأنا والفراغ اختارت لينا ستواسيون الخيار الثاني». كما وصف الكاتبة الشابة بـ«بالجاهلة التي تعترف بجهلها»، منهياً العمود بالعبارة التالية: «147 صفحة ليس فيها سوى الفراغ، خسرتُ 19 يورو في لا شيء».

أما الناشر بيار سوفران شريبر، فقد قال في مداخلة لصحيفة «لوبوان»: «اتهمونا بنشر ثقافة الرداءة؛ لكن هذه النوعية من الكتب هي هنا لتلتقي بقرائها. إنهما عالمان بعيدان استطعنا تقريبهما بشيء سحري اسمه الكتاب. فلا داعي للازدراء».