«أوبنهايمر» الأوفر حظاً لحصد أكبر عدد من الترشيحات لجوائز الأوسكار

مشهد من فيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)
مشهد من فيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)
TT
20

«أوبنهايمر» الأوفر حظاً لحصد أكبر عدد من الترشيحات لجوائز الأوسكار

مشهد من فيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)
مشهد من فيلم «أوبنهايمر» (أ.ب)

يُتوقع أن يتكرر في الترشيحات التي تُعلَن الثلاثاء لجوائز الأوسكار سيناريو إدراج «باربي» و«أوبنهايمر» ضمن قوائم المتنافسين في عدد كبير من الفئات، من بينها أفضل فيلم، بعدما حققا إيرادات ضخمة صيفاً.

فهذان الفيلمان اللذان حققا مجتمعَين إيرادات بلغت 2.4 مليار دولار وشكّلا ظاهرة أطلقت عليهما شبكات التواصل الاجتماعي تسمية «باربنهايمر» لتزامن طرحهما في الصالات، يطمح كل منهما إلى نحو 12 ترشيحاً. وقال الكاتب في موقع «ديدلاين» المتخصص بيت هاموند لـ«وكالة فرانس برس»: «إنها سنتهما، ويُتوقع أن يهيمنا على الترشيحات».

ويحظى فيلم كريستوفر نولان عن سيرة مبتكر القنبلة النووية بحظوظ كبيرة لنيل نصيب الأسد من الترشيحات بعدما حصل على خمس جوائز «غولدن غلوب». أما فيلم غريتا غيرويغ عن اكتشاف الدمية البلاستيكية الشهيرة مدى الكراهية في حق النساء في العالم الحقيقي، فيسعى إلى إثبات قدرته على تحويل الاتجاه التجاري على شباك التذاكر إلى ذهب هوليوودي.

ولاحظ هاموند أن «الأفلام الكوميدية (...) تحظى عادة بحظوظ أقل في حصد الجوائز من الأفلام الأكثر جدية قليلاً». وأضاف: «في عالم باربنهايمر، من الواضح أن أوبنهايمر يتمتع بالأفضلية لأن طابعه أكثر جدية، ويبدو مهماً». وفرض نجما الفيلمين، إي كيليان مورفي في دور جاي روبرت أوبنهايمر، ومارغو روبي في دور باربي، نفسيهما كمرشحين أساسيين لجائزتَي التمثيل.

وينطبق الواقع نفسه على المرشحين من الفيلمين لجائزتي الأدوار المساندة، إذ برع روبرت داوني جونيور في تجسيده شخصية بيروقراطي محافظ يشكّل إقصاء أوبنهايمر المتعاطف مع الشيوعية هاجساً له، في حين يتألق راين غوسلينغ في شخصية كين الذي انجرف في الذكورية.

منافسة فرنسية محتملة

وإلى جانب هذين الفيلمين اللذين حققا نجاحاً كبيراً في الصيف، «يبدو من السهل التنبؤ» بالمنافسين الآخرين على جائزة أوسكار أفضل فيلم هذه السنة، بحسب هاموند.

وتتجه الأنظار في هذه الفئة إلى «كيلرز أوف ذي فلاور مون» التاريخي لمارتن سكورسيزي، و«بور ثينغز»، الذي نال الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، والقصة الميلادية الناعمة للبالغين «وينتر برايك»، و«مايسترو» للأميركي برادلي كوبر إخراجاً وتمثيلاً في دور قائد الأوركسترا ليونارد برنستين.

وشملت التوقعات أيضاً الفيلم الفرنسي الحائز السعفة الذهبية في مهرجان كان «أناتومي دون شوت» (Anatomie d'une chute").

وفاز الفيلم بجائزتي «غولدن غلوب» في مطلع يناير (كانون الثاني)، ويمكن أن يُرشح أيضاً لأوسكار أفضل سيناريو، وأن تنافس في فئة أفضل ممثلة بطلته ساندرا هولر، التي تؤدي كذلك دور البطولة في منافس جدي آخر «زون أوف إنترست»، الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان، عن يوميات قائد معسكر الإبادة النازي في أوشفيتز.

لكن «أناتومي دون شوت»، الذي تجسّد فيه هولر دور كاتبة متهمة بقتل زوجها، لن يتمكن من الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية. فقد اختارت فرنسا لتمثيلها في السباق إلى الأوسكار فيلم «لا باسيون دو دودان بوفّان» (La Passion de Dodin Bouffant)، وهو قصة حب تاريخية بين اثنين من عشاق الطعام.

وتعليقاً على الجدل الذي أثاره هذا الاختيار، قال أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن هذا القرار شارل جيليبير لـ«وكالة فرانس برس» «من الواضح تماماً أننا لم نرسل الفيلم المناسب إلى احتفال توزيع جوائز الأوسكار». وطالب المنتج بإصلاح الهيئة التي تتولى الترشيح، لجهة زيادة عدد الناخبين فيها.

سنة المُخرجات؟

وبين «أناتومي دون شوت» لجوستين ترييه، و«باربي» للمخرجة غريتا غيرويغ، و«باست لايفز»، وهو فيلم أميركي كوري لسيلين سونغ، يمكن أن تشمل المنافسة على أوسكار أفضل فيلم ثلاثة أعمال من إخراج نساء، وهي سابقة في تاريخ هذه الجوائز.

فطوال 95 عاماً من وجود جوائز الأوسكار التي تعرضت طويلاً لانتقادات بسبب افتقارها إلى التنوع، لم يُرشَح لمكافآتها الأبرز سوى 19 فيلماً روائياً طويلاً لمخرجات. وقال هاموند: «قد تكون هذه السنة الأهمّ بالنسبة للنساء في السباق إلى جائزة أفضل فيلم». أما بالنسبة إلى فئة أفضل مخرج، فاكتفى بالقول: «سنرى».

ففي ظل التنافس الشديد بين الذكور، وفي مقدمهم تضم كريستوفر نولان ومارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر، تبدو غريتا غيرويغ الأوفر حظاً بين النساء لتحقيق اختراق، في حين سيُحدث ترشيح جوستين ترييه، لو حصل، دوياً كبيراً. وتشهد فئات التمثيل على اختلافها منافسة محتدمة أيضاً؟

ففي فئة أفضل ممثلة، يبدو أن اللقب سيكون موضع مبارزة بين إيما ستون، التي تجسّد نسخة أنثوية من فرانكنشتاين في «بور ثينغز»، وليلي غلادستون، التي تؤدي في «كيلرز أوف ذي فلاور مون» دور أميركية من الهنود الحمر الأميركيين حققت ثروة من النفط، تُواجه سلسلة جرائم قتل قبيلتها من سكان أميركا الأصليين.

وفي المقابل، قد يُستبعَد من الترشيحات لفئة أفضل ممثل ليوناردو دي كابريو، الذي يؤدي في الفيلم دور زوجها، نظراً إلى كون المنافسة شديدة جداً.

ويُتوقع أن تشمل قائمة المرشحين، بالإضافة إلى كيليان مورفي وبرادلي كوبر، كلاً من بول جياماتي عن دوره كأستاذ تاريخ في «وينتر برايك»، وجيفري رايت «أميركان فيكشن» وكولمان دومينغو «بايارد راستين».

ويقام احتفال توزيع جوائز الأوسكار السادس والتسعون في العاشر من مارس (آذار) المقبل، بعد عام شهد إضراباً تاريخياً للممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود.


مقالات ذات صلة

لأول مرة... «أفلام السعودية» يفتتح دورته الـ11 بفيلم روائي طويل

يوميات الشرق بوستر فيلم «سوار»... (إدارة المهرجان)

لأول مرة... «أفلام السعودية» يفتتح دورته الـ11 بفيلم روائي طويل

في عرض عالمي أول، يفتتح «مهرجان أفلام السعودية» دورته الحادية عشرة بفيلم روائي طويل لأول مرة في تاريخه.

المشرق العربي الممثلة الإسرائيلية غال غادوت خلال حفل في سانتا مونيكا بكاليفورنيا الولايات المتحدة - 5 أبريل 2025 (رويترز)

لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إسرائيلية بالفيلم

أعلنت السلطات اللبنانية، الاثنين، أنها حظرت عرض فيلم «سنو وايت» (Snow White) من إنتاج «ديزني» في دور السينما اللبنانية بسبب مشاركة ممثلة إسرائيلية به.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
سينما  تشهد الدورة الثانية عشرة من المهرجان حضوراً دولياً كثيفاً (الشرق الأوسط)

من جدة إلى العالم... «شوريل 12» يُوسّع حدود السينما الطلابية

في مهرجان «شوريل» السينمائي، لا أحد ينتظر سجادة حمراء أو صورة مع نجم، لأن الكاميرا نفسها بيد الطلاب في هذا المهرجان الذي بدأ فكرة طلابية بسيطة.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق يأتي فيلم «شباب البومب 2» بعد نجاح المسلسل التلفزيوني الذي أكمل عامه الـ13 (الشرق الأوسط)

«شباب البومب 2» يواصل تصدر شباك التذاكر السعودي للأسبوع الثالث

يواصل الفيلم السعودي «شباب البومب 2»، تربّعه على صدارة شباك التذاكر في المملكة، محققاً إيرادات بلغت نحو 5.3 مليون ريال خلال الأسبوع الثاني من أبريل.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
يوميات الشرق تو عدّ البلاد العربية ملهمة لتصوير أعماله (المركز الإعلامي لقمرة السينمائي)

المخرج الصيني جوني تو: البلاد العربية مُلهِمة سينمائياً

قال المخرج الصيني جوني تو، خلال مشاركته بالنسخة الـ11 من ملتقى «قمرة السينمائي» القطري، إن الفعاليات والملتقيات الفنية الدولية تعدّ فرصةً لتبادل الآراء البناءة.

داليا ماهر (الدوحة)

من جدة إلى العالم... «شوريل 12» يُوسّع حدود السينما الطلابية

 تشهد الدورة الثانية عشرة من المهرجان حضوراً دولياً كثيفاً (الشرق الأوسط)
تشهد الدورة الثانية عشرة من المهرجان حضوراً دولياً كثيفاً (الشرق الأوسط)
TT
20

من جدة إلى العالم... «شوريل 12» يُوسّع حدود السينما الطلابية

 تشهد الدورة الثانية عشرة من المهرجان حضوراً دولياً كثيفاً (الشرق الأوسط)
تشهد الدورة الثانية عشرة من المهرجان حضوراً دولياً كثيفاً (الشرق الأوسط)

​ في مهرجان «شوريل» السينمائي، لا أحد ينتظر سجادة حمراء، أو صورة مع نجم، لأن الكاميرا نفسها بيد الطلاب في هذا المهرجان الذي بدأ فكرة طلابية بسيطة في جامعة عفت بجدة، عام 2014، باسم «مهرجان عفت السينمائي الدولي لأفلام الطلاب»، ثم أصبح اليوم منصة سينمائية مميزة لإنتاج الأفلام القصيرة، وفي الدورة الثانية عشرة التي تنعقد في الفترة من 13 إلى 15 أبريل (نيسان)، تحت عنوان «من الحلم إلى الفيلم»، يعزز المهرجان مكانته باعتباره الأول من نوعه لأفلام الطلاب على مستوى الدول العربية.

وفي دورة هذا العام، يضم «شوريل» وجوهاً من بريطانيا وأميركا واليابان، ومشاركين من أكثر من 90 دولة حول العالم، في المهرجان الذي يحتفي بصنّاع أفلام ما زالوا على مقاعد الدراسة، بالإضافة إلى تكريمه عدداً من الشخصيات البارزة في صناعة السينما المحلية والعالمية، مثل المستشار عبد الله المحيسن، والفنان حسن عسيري، والمخرج خالد الحربي، وفنانة التحريك البريطانية جوانا كوين، ورئيس أكاديمية الفنون المصرية غادة جبارة.

المهرجان هو الأول من نوعه لأفلام الطلبة على مستوى الدول العربية (الشرق الأوسط)
المهرجان هو الأول من نوعه لأفلام الطلبة على مستوى الدول العربية (الشرق الأوسط)

توسّع دولي

وخلال حديث له مع «الشرق الأوسط»، كشف الدكتور محمد غزالة، رئيس مدرسة الفنون السينمائية ومدير المهرجان، أن عام 2014 شهد انطلاق الدورة الأولى للمهرجان، التي كانت تقتصر حينها على أفلام طلبة جامعة عفت في قسم الإنتاج المرئي والرقمي، قبل أن يتحوّل اسمه لاحقاً إلى «مدرسة الفنون السينمائية»، وبعدها بدأ المهرجان يتوسع تدريجياً ليأخذ طابعاً دولياً.

ويوضح غزالة أن دورة هذا العام جذبت أكثر من 2200 فيلم، بالإضافة إلى مشاركات طلابية متنوعة من 10 جامعات سعودية. وتابع: «هذا رقم كبير جداً، لدرجة أننا استغرقنا في القسم نحو 4 أشهر، لمشاهدة جميع هذه الأفلام، ثم انتقينا أفضل 89 فيلماً، من 28 دولة، تتنافس جميعها على جوائز مالية تتجاوز 50 ألف ريال»، مضيفاً أن «هذه الدورة تمتاز بأنها ذات قيمة فنية عالية».

مشاركات سينمائية متنوعة وجلسات حوارية مكثفة ممتدة على أيام المهرجان الثلاثة (الشرق الأوسط)
مشاركات سينمائية متنوعة وجلسات حوارية مكثفة ممتدة على أيام المهرجان الثلاثة (الشرق الأوسط)

ومضى غزالة إلى القول: «إننا نحرص على تأهيل الجيل القادم لإنتاج أعمال سينمائية تُمثل السعودية بأفضل صورة، وتُظهر الوجه الحقيقي للبلاد، في الداخل والخارج، خصوصاً أننا عانينا على مدى سنين طويلة من التنميط، ولذا أرى في هذا المهرجان فرصة لفسح المجال السينمائي لصناع الأفلام من الطلاب، كي يُظهروا أعمالهم للجمهور العالمي، من خلال مهرجان يضم لجان تحكيم مختلفة من دول عدة من حول العالم».

وبسؤاله إن كان يعتقد أن حماس الطلبة لخوض غمار صناعة الأفلام دائم أو مؤقت، أجاب بأن «نحو 80 في المائة من الطلاب المشاركين حوّلوا من أقسام دراسية أخرى، وهذا يؤكد شغفهم وإيمانهم الكبير بدراسة شيء يعبرون من خلاله عن أنفسهم، وهو بالضبط ما تقدمه لهم السينما... فالسينما تتطلب جهداً جماعياً، وتُكسب الفرد سمات مثل التواضع والتركيز، كما أن القدرة على صناعة أعمال تنال استحسان الجمهور، ليست سهلاً».

يرى مدير المهرجان أن صنّاع الأفلام من الطلاب يميلون للتجريب والجرأة في أفلامهم (الشرق الأوسط)
يرى مدير المهرجان أن صنّاع الأفلام من الطلاب يميلون للتجريب والجرأة في أفلامهم (الشرق الأوسط)

متعة التجريب

ويرى غزالة أن «السينما وسيلة لتشكيل الأفكار وبلورتها بصرياً»، مؤكداً أن الطالب يخضع لمجموعة اختبارات قبل قبوله في القسم، بعدها يستمر من يستطيع تحمّل متطلبات الدراسة. وفيما يتعلق بالسمة السائدة للأفلام التي يرغب الطلاب في صناعتها، مقارنة بصناع الأفلام المتمرسين، يقول: «التجريب وطزاجة الأفكار، إلى جانب التنوع في الطرح، هي السائدة، ولأن الطالب ليس لديه ما يخسره، فإن هذا يجعله أكثر جرأة من المحترفين».

يركز المهرجان على الأفلام القصيرة بالدرجة الأولى التي تجذب الطلاب للمشاركة (الشرق الأوسط)
يركز المهرجان على الأفلام القصيرة بالدرجة الأولى التي تجذب الطلاب للمشاركة (الشرق الأوسط)

جدير بالذكر أن فعاليات المهرجان تتضمن مجموعة من الندوات وورش العمل التي يقدمها خبراء صناعة السينما، من مؤسسات رائدة مثل «نتفليكس» و«سوني» و«أكاديمية MBC» و«توون بوم» للرسوم المتحركة.

كما تقام فيه محاضرات لأكاديميين من مدرسة السينما في جامعة جنوب كاليفورنيا، وجامعة الاتصالات في الصين. إلى جانب عروض وورش أخرى متخصصة في التصوير السينمائي والإخراج وإنتاج الصوت والتوزيع السينمائي. وكجزء من الفعاليات المصاحبة، تستضيف الإعلامية سهى الوعل، ندوة حوارية مفتوحة مع الفنان والمنتج حسن عسيري، في سينما حي جميل الثقافي بجدة، حيث سيتم تكريمه عن مسيرته الفنية في مجال الدراما والإنتاج. كما يتضمن المهرجان جلسة نقاشية بعنوان «ماذا يحب أن يشاهد السعوديون؟»، بحضور عدد من صناع الأفلام والمنتجين ومديري دور العرض السينمائي.