تاريخ موجز لأفلام حول قضية عالقة بين السماء والأرض

تعاملت مع الصور المتعددة للتاريخ الفلسطيني

 فيلم «كتابة على الثلج» لرشيد مشهراوي (تيليسيني فيلم)
فيلم «كتابة على الثلج» لرشيد مشهراوي (تيليسيني فيلم)
TT

تاريخ موجز لأفلام حول قضية عالقة بين السماء والأرض

 فيلم «كتابة على الثلج» لرشيد مشهراوي (تيليسيني فيلم)
فيلم «كتابة على الثلج» لرشيد مشهراوي (تيليسيني فيلم)

الكاميرا الوحيدة التي يستخدمها الفلسطينيون اليوم هي تلك التي يحملها بعض المقاتلين لتسجل وقائع المعارك الجارية. لكن ذات يوم كان للكاميرا الفلسطينية أدوار مختلفة وذات اهتمامات لا تبتعد عن القضية لكنها تعرضها من زوايا متنوّعة.

ذات يوم كان هناك سجل لتاريخ الاحتلال سنة 1948 وللمجازر التي وقعت خلاله وتلك التي تلته. كانت هناك أفلام عشوائية - تجارية تصوّر انتصاراً حتمياً وعاطفياً. وذات يوم أيضاً كان هناك نضج في التعامل مع الشأن الفلسطيني ابتعد عن السذاجة والعاطفية، وسعى لمضمون فكري وموضوعي جاد في إطار سينما جادة، سواء جاءت جيّدة التنفيذ أو لا.

موجات عابرة

تماوج الاتجاهات أمر طبيعي. الأفلام هي نتائج فكرية واختيارات شخصية، مما يعني أنه من حق البعض أن يدلف لتحقيق فيلم فلسطيني الاهتمام أو الموضوع وفي باله توظيف الفيلم لغاية جماهيرية تجلب له ولشركة الإنتاج، التي تولّت الصرف على الفيلم أرباحاً. يعلم أن هناك من الجمهور، شرقاً وغرباً، تبحث عما يترجم لها عاطفتها النبيلة إلى صور من البطولة الوطنية. لكن تلك الموجة، التي عرفتها أفلام لبنانية ومصرية وسورية وأردنية على الأخص انتهت مع نهاية الستينات لأنها كررت نفسها على الشاشة، بينما لم يقع شيء مماثل يواكبها على الأرض.

قبل انتهائها، كانت أنتجت ما لا يقل عن 10 أفلام من بينها «فداك يا فلسطين» لأنطوان ريمي، و«كلنا فدائيون» لغاري غرابتيان، و«الفدائيون» لكرستيان غازي، و«الفلسطيني الثائر» لرضا ميسّر.

ولا بدّ من التذكير أنه في الوقت نفسه حُقّفت أفلام عديدة تتعامل والقضايا بجدّية. كانت بعيدة عن التوظيف التجاري، لكنها كانت في صدد التوظيف العاطفي نفسه. أفلام أنتج معظمها من قبل أحزاب ومؤسسات فلسطينية في لبنان تنطلق وراء كل عملية للموساد أو غارة على جنوب لبنان لتصور الضحايا والأشلاء وتصدح بالشعارات المعادية لإسرائيل والصهيونية.

محمد بكري وابنه صلاح في «واجب» (آب وبيرن)

السينما الجادة فعلاً في رغبتها تقديم أعمال واعية لا تبيع شيئاً في أي سوق، نمت بروية مباشرة بعد انطفاء لهيب الأفلام الدعائية، وعلى قدر من التباعد. من بين الأعمال الأولى فيلم توفيق صالح «المخدوعون» عن رواية «رجال تحت الشمس» لغسان كنفاني. روى الفيلم محاولة ثلاثة فلسطينيين، من ثلاثة أجيال، اللجوء إلى الكويت عن طريق الاختباء في صهريج فارغ. الطريق طويلة والشمس لاهبة وتحقيق أملهم الكبير مستحيل.

أُنتج هذا الفيلم سنة 1972 من قِبل المؤسسة العامة السورية، وكان الأول للمخرج توفيق صالح خارج بلده (الثاني سيكون «الأيام الطويلة» في العراق). بعد عامين حقّق اللبناني برهان علوية فيلمه «كفر قاسم» عن المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية سنة 1965 بحق عمّال فلسطينيين عائدين من أعمالهم إلى قريتهم، كفر قاسم، فإذا بالقوات الإسرائيلية تقبض عليهم وتضعهم أمام جدار وتعدمهم.

حكاية أجيال

في العام نفسه، أخذت السينما المصرية بإنتاج أفلام عن حرب أكتوبر 1973، ومن أولها «أبناء الصمت» لمحمد راضي، و«بدور» لنادر جلال، تبعهما من كثب «الرصاصة لا تزال في جيبي» لحسام الدين مصطفى (1974)، و«على من نطلق الرصاص» (1975).

حرب أكتوبر كانت بمثابة تذويب الحاجة للعودة إلى ماضي القضية كونها حققت انتصار العبور في مصر وخسارة مزيد من الأرض في سوريا. على نحو لا يخلو من المفاجأة جفّت المشاريع الإنتاجية من الرغبة في التعاطي مع الموضوع الفلسطيني باستثناء ما ندر.

من منظور اليوم، هي فترة صمت مهمّة لأنها كانت بمثابة التهيئة لشيء ما في الطريق. وهذا الشيء بدأ فعلاً في السنة الأولى من الثمانينات عندما حقّق الفلسطيني ميشيل خلفيفي فيلمه الجميل «ذكريات خصبة».

هو تسجيل حياة امرأة فلسطينية تملك قطعة أرض هي محط أطماع يهود يريدون شراءها. يلتقط المخرج حياتها وجاراتها العادية. يومياتها فوق أرضها الخضراء وإصرارها على عدم البيع مهما كانت العواقب.

لم يكن خليفي أول مخرج فلسطيني يحقق أفلاماً عن فلسطين، إذ سبقه فلسطينيون آخرون من بينهم هاني جوهرية، ومصطفى أبو علي اللذان عملا في إطار تلك الأفلام الدعائية في لبنان.

المختلف هذه المرّة أن المخرج الفلسطيني خليفي لم يأتِ من مخيمات اللجوء في لبنان أو الأردن أو سواهما، بل كان هاجر من فلسطين إلى الغرب ومن ثَمّ عاد إلى فلسطين نفسها لتحقيق فيلمه الأول هذا. الأمر المهم الثاني في هذا الصدد هو، أنه بدأ مسيرة جيل جديد من المخرجين الفلسطينيين الذين ابتعدوا عن سينما نضال الشعارات وتصوير المآسي بالوثوب فوق الضحايا.

خليفي هو شيخ ذلك الجيل، وبعده مباشرة انطلق رشيد مشهراوي («الانتظار»، «كتابة على الثلج»)، وهاني أبو أسعد («الجنة الآن»، و«عمر»)، وآن ماري جاسر («ملح هذا البحر»)، ونجوى النجار («المر والرمّان») وإيليا سليمان («يد إلهية»).

كل هؤلاء (باستثناء إيليا سليمان) يعيشون في دول غربية تتيح لهم العمل في مناخات أفضل.

نماذج

الموضوعات المثارة لم تعد نارية النبرة ولا هي في ميدان المزايدات ورفع اللافتات. باتت واقعية ومحددة التوجه. لن تعمد إلى اللغة الثورية التي سريعاً ما تُوصف بالإرهابية إذا ما عُرضت على هذا النحو. البديل موضوعات جرى التفكير بها سينمائياً والتخطيط لها لتحمل وجهات نظرها من دون استفزاز. يكفي أن تصوّر الحقائق ومن ثَمّ تتوجه بها إلى المهرجانات وتعرضها كما هي. أحبها من أحبها ورفضها من رفضها.

أكثر من ذلك، بدأت هذه الأفلام بجذب شركات تمويل أوروبية لأول مرّة، فإذا بها فلسطينية كبيت إنتاج أوّل، ومن ثَمّ ألمانية وفرنسية وسويسرية وبلجيكية وبريطانية وحتى أميركية في بعض الحالات.

في «ملح هذا الأرض»، على سبيل المثال، تصل فتاة أميركية (سهير حمّاد) عائدة إلى وطنها فلسطين. المحطة الأولى بالطبع هو المطار حيث تواجه بشتّى أنواع الأسئلة. بعد ذلك هي في بلدتها المحتلة تحاول استرداد مبلغ كان والدها أودعه المصرف البريطاني - الفلسطيني. حين لم يتسنَ لها ذلك، تسرق المصرف بمعاونة شابّين عاطلين عن العمل. يفر الثلاثة إلى يافا حيث تزور البيت الذي وُلدت فيه، والذي آل إلى امرأة يهودية تدّعي حقها فيه.

هذا موضوع بديع يشرح حالات كثيرة من قلب الوضع القائم. الوضع الذي كان لإيليا سليمان فرصة تحويله إلى سخرية لاذعة عبر أفلامه بدءاً من «مفكرة الاختفاء» سنة 1996 ومروراً بـ«يد إلهية» (2002) و«الزمن الباقي» (2009) وصولاً إلى «لا بدّ أنها الجنة» (2019).

إيليا سليمان (آرت فرانس سينما)

أفلام إيليا سليمان كوميديات سوداء تقول الكثير بصرياً وما تقوله يشمل كل شيء من استحالة العيش المشترك، إلى حواجز التفتيش (موجودة في عدّة أفلام فلسطينية أخرى) والحلم بقوى خارقة تقلب الوضع الصعب المجسّد في كل تفاصيل الحياة المعاشة بالنسبة للفلسطينيين.

على الجانب الآخر طرق رشيد مشهراوي في أفلامه الموضوع الفلسطيني على نحو جاد. صوّر القصف على غزّة لكنه وضعه ضمن ثيمة اجتماعية في «كتابة على الثلج» (2017)، حين يحتجز القصف خمس شخصيات في منزل واحد هم، زوج ما زال يؤمن بالزمن، وزوجته، ومسلّح ينتمي إلى المتطرّفين، وآخر جريح، وممرضة تنتظر سيارة إسعاف إذا ما استطاعت الوصول. قبل هذا الفيلم بأحد عشر عاماً قُدّم «الانتظار» عن المخيّمات الفلسطينية ومن يعيش فيها. ينطلق الفيلم من فتحة أمل في واقع مسدود، لكنه يذكّر دوماً بأن القضية الفلسطينية عالقة بين السماء والأرض منذ النكبة وإلى اليوم.

عودة إلى الأرض

في عام 2017 عادت ماري آن جاسر إلى الموضوع الفلسطيني في كوميديا ذات دلالات جادة عنوانها «واجب»، حيث يساعد فلسطيني شاب (صالح بكري) والده (محمد بكري) في توزيع بطاقات دعوة لعرس ابنة العائلة ويختلفان في توجيه دعوة لعميل من الموساد، وبالتالي منظور كل منهما لمستقبل فلسطين. وفي حين دفع ميشيل خليفي بمسيرته لكي تنجز مزيداً من الأفلام التسجيلية (وبعض الروائية)، وعمد رشيد مشهراوي لتقديم درامياته في الوضع، وأخرج إيليا سليمان تلك الكوميديات السوداء عن الوضع نفسه، حثّ هاني أبو أسعد، بنجاح، الغرب على النظر ببعض الاتزان للمسألة من زاوية الوضع الحرج لأبطاله في «الجنّة الآن»، و«عمر»، و«صالون هدى»، ولفهم طبيعة الصراع القائم لإثبات حق الفلسطيني في أرضه.

حروب عربية

نماذج لأفلام تمحورت حول القضية الفلسطينية والحروب العربية - الإسرائيلية عبر التاريخ

> حرب 1948:

- «أرض الأبطال»، إخراج نيازي مصطفى (1953)

- «الأقدار الدامية»، إخراج خيري بشارة (1982)

> حرب 1956:

- «بور سعيد»، إخراج عز الدين ذو الفقار (1957)

- «أرض السلام»، إخراج كمال الشيخ (1957)

> حرب 1967: - «أغنية على الممر» لعلي عبد الخالق (1972)

> حرب 1973 - «أبناء الصمت» لمحمد راضي (1974)

- «حتى الرجل الأخير» لأمين البني

> مجازر إسرائيلية:

- «كفر قاسم» لبرهان علوية (1974)

- «الأبطال يولدون مرتين» لصلاح دهني (1977)


مقالات ذات صلة

محمد سعد يعود إلى الأضواء بـ«الدشاش»

يوميات الشرق محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)

محمد سعد يعود إلى الأضواء بـ«الدشاش»

يجسّد محمد سعد في «الدشاش» شخصية طبيب خلال الأحداث التي تدور في إطار اجتماعي كوميدي تشويقي، ويشاركه البطولة عدد من النجوم.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية

«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

إذا كنت تودُّ معرفة من هو ملك وادي «هيلمز ديب»، فأنت في المكان المناسب.

سارة بار (نيويورك)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

مصر: أفلام «الأوف سيزون» تغادر دور العرض لـ«ضعف الإيرادات»

شهدت عدة أفلام مصرية، تصنف ضمن العرض خلال «الأوف سيزون»، تراجع إيراداتها مما أدى إلى رفعها من دور العرض السينمائي في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بشير الديك مع أحمد زكي وحسين فهمي (حسابه على فيسبوك)

تفاقم الحالة الصحية للسيناريست المصري بشير الديك

أثارت دينا ابنة السينارسيت المصري المعروف بشير الديك حالة واسعة من القلق والجدل في الساعات الأخيرة بشأن صحة والدها.

رشا أحمد (القاهرة )
سينما «إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز - كاليفورنيا)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.