قال الفنان المصري «أبو» إن فكرة ألبومه الجديد «توبة» جاءت من رغبته في تقديم تجربة موسيقية مختلفة تحمل روح الصيف وبهجته، موضحاً أنه منذ البداية كان يخطط لأن يطرح الألبوم بالتتابع لتصدر أغنية كل عشرة أيام، بحيث يعيش الجمهور حالة مستمرة من التفاعل والتجدد مع كل إصدار، إلا أن حركة السوق الموسيقية هذا العام، وما شهدته من عودة قوية للألبومات الكاملة، جعلته يعيد التفكير في استراتيجيته.

وأضاف «أبو» في حواره لـ«الشرق الأوسط»: «قررت طرح الألبوم دفعة واحدة بعد أن قدّمت أغنية (أحلى حاجة) بوصفها المقدمة الأولى التي تمهّد للألبوم وتمنح الجمهور فكرة عن روحه ومزاجه العام، لإحساسي أن طرح الألبوم كاملاً سيكون أكثر ملاءمة، خصوصاً مع ازدحام الموسم الغنائي بعدد كبير من الألبومات في حراك موسيقي إيجابي».
وأوضح «أبو» أن ألبومه ضم ست أغنيات، وهو عدد مناسب لطبيعة موسم الصيف، و«كل أغنية تحمل مساحة تجريب لشكل موسيقي مختلف بين الكلمات والألحان والتوزيع»، على حد تعبيره. مؤكداً قناعته وحرصه على أن يتضمن كل ألبوم له أشكالاً موسيقية مختلفة.

ولفت إلى أن أغنية «توبة»، التي يحمل الألبوم اسمها، تمثل بالنسبة له نقطة تحول موسيقية، موضحاً: «ليس فقط لأنها الأغنية الرئيسية في العمل، بل لأنها تعكس جانباً مختلفاً من شخصيتي الغنائية، كما أن المخرج عمر دونجا قدم تصوراً عند تقديمها بطريقة (الميوزك فيديو) بطريقة أضافت لها الكثير».
وأشار «أبو» إلى أن أغنية «أحلى حاجة» كانت أول ما أطلق من الألبوم؛ لأنها بدت له الأقرب لروح الصيف، ولكونها تحمل نغمة خفيفة ومتفائلة تصل بسهولة إلى الجمهور، مشيراً إلى أنه كان يرى أن البدء بها سيشكل مدخلاً جيداً للألبوم، ويمنح المستمع إحساساً بالبهجة والطاقة الإيجابية.

وأضاف أن النجاح السريع الذي حققته الأغنية منذ صدورها جعله يزداد حماساً لإطلاق باقي الأغنيات في وقت قصير، حتى يواكب هذا التفاعل الكبير الذي شعر به من الجمهور عبر المنصات المختلفة.
وبيّن الفنان أن ردود الفعل التي تلقاها بعد طرح الألبوم كانت دافئة ومشجعة للغاية، مؤكداً أن «الجمهور أصبح أكثر وعياً بالاختلاف في التجارب الموسيقية، وتقديراً للتنوع في الأصوات والأساليب»، مشيراً إلى أنه اكتفى بتلحين أغنيتين فقط في الألبوم.
وحول طرح عدد كبير من الألبومات خلال موسم الصيف بالتزامن مع ألبومه الجديد، قال «أبو» إنه «يرحب بالمنافسة ويراها عاملاً إيجابياً للغاية، سواء للجمهور الذي يستمع لأغانٍ كثيرة جديدة ومختلفة مبذول فيها مجهود كبير، أو للصناع الذين يقومون بتطوير أنفسهم باستمرار ليقدموا الأفضل للجمهور»، مشيراً إلى أنه يراها دائماً من منظور إيجابي.

وأكد «أبو» أن الاستمرارية تتطلب جهداً متواصلاً وحرصاً على الجودة، مشيراً إلى أن النجاح الكبير الذي حققه في بداياته جعله يتعرض لما وصفه بـ«الحرب» لكنه اختار أن يواجهها بالصمت والعمل الجاد، وقال: «لا أحب الشكوى أو الحديث عن الصعوبات التي تعترض طريقي؛ لأن كل مهنة فيها مشقة بطبيعتها، والمهم هو أن يحتفظ الفنان بإيمانه بما يفعل، وأن يستمد طاقته من حبه للفن».
وقال إنه بدأ بالفعل التحضير لألبوم جديد سيصدر في الشتاء المقبل، يختلف تماماً في طابعه عن «توبة»، موضحاً أنه «يركّز على الإحساس الدافئ والكلمات الوجدانية التي تناسب الشتاء مع اختيارات فنية بالأغنيات تحمل طابعاً أكثر عمقاً»، لافتاً إلى أن «اختيارات الألبوم الجديد ستكون مختلفة بشكل كامل عن اختياراتي في (توبة)».
لا أحب الحديث عن الصعوبات التي تعترض طريقي... والمهم أن يحتفظ الفنان بإيمانه بما يفعل ويستمد طاقته من حبه للفن
أبُو
وعن علاقته بمواقع التواصل، قال «أبو» إنه يفضل التواصل من خلالها بجديده الفني مع الجمهور ويشارك أخباره ومشاريعه الفنية المقبلة.
ولفت «أبو» إلى أن زوجته نهال تشارك في بعض مراحل اختيار الأغنيات، حيث قال: «أعتز برأيها لأنها تمتلك حساً فنياً صادقاً وبعيداً عن المجاملة»، مشيراً إلى أنها تدعمه باستمرار وتحمست لكل أغنيات «توبة» بشكل كبير بعد الاستقرار على اختيار الأغنيات التي تضمنها الألبوم.
وتطرق «أبو» إلى إمكانية اتجاهه للتمثيل، مشيراً إلى أنه لا يستبعد خوض التجربة في المستقبل، مستدركاً: «لكنني أنتظر الدور الذي أشعر بأنه مناسب لي بعد تجارب ظهرت فيها بشخصيتي الحقيقية باعتباري ضيف شرف، آخرها فيلم (السيستم) الذي وافقت على الظهور فيه؛ نظراً للعلاقة الطيبة التي تجمعني مع بطله أحمد الفيشاوي»، ولفت إلى أنه شارك في عدد من ورش التمثيل خلال الفترة الماضية، بهدف تطوير أدواته والتعرّف إلى خصوصية الأداء أمام الكاميرا.









