سيلاوي لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي الجديد يُلخّص عذاب حياتي

المطرب الأردني تحدث عن كواليس أعماله الفنية

سيلاوي استبعد دخوله عالم التمثيل في الفترة الحالية (حسابه على انستغرام)
سيلاوي استبعد دخوله عالم التمثيل في الفترة الحالية (حسابه على انستغرام)
TT

سيلاوي لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي الجديد يُلخّص عذاب حياتي

سيلاوي استبعد دخوله عالم التمثيل في الفترة الحالية (حسابه على انستغرام)
سيلاوي استبعد دخوله عالم التمثيل في الفترة الحالية (حسابه على انستغرام)

أطلق الفنان الأردني سيلاوي ألبومه الجديد (Bipolar) الذي يتضمن مجموعة كبيرة من الأغاني التي قرر جمعها في عمل واحد؛ إيماناً منه بأن الأفكار التي تحملها يجب أن تُروى معاً، وأن التجربة الكاملة ستترك أثراً أقوى لدى الجمهور.

وكشف سيلاوي في حواره مع «الشرق الأوسط» عن تفاصيل ألبومه الجديد، وقصة معاناته مع والدته، وإمكانية دخوله عالم التمثيل.

سيلاوي على غلاف ألبومه الغنائي الجديد (حسابه على انستغرام)

اختيار سيلاوي اسم (Bipolar) أو «مرض اضطراب ثنائي القطب» عنواناً لألبومه، لم يكن صدفة، لكنه يحمل دلالات شخصية عميقة تعكس مشاعر متضاربة وتجربة حياتية مؤلمة مر بها سيلاوي: «الملامح التي عشتها في تلك المرحلة كانت نتيجة لتجربتي مع والدتي، وأنا قررت أخيراً أن أقول الحقيقة، حتى لو أغضب ذلك البعض، هذه هي حياتي التي عانيت فيها كثيراً، وأحببت أن أُظهِر لجمهوري كل ما عانيته في حياتي من عذاب».

وتُعد أغنية «محكمة الدني» الأبرز والأجرأ في الألبوم، إذ تبرز مشاعر الألم والخذلان، التي مر بها خلال حياته، والتي فسرها قائلاً: «كان لا بد أن تُبصر قصة حياتي مع والدتي النور، ورأيت أن أهدي كل أم أو أب ترك أولاده في صغرهم هذه الأغنية، ليروا كيف يمكن أن تدمر حياتهم بسبب هذه المواقف الصعبة».

لا يحمل سيلاوي أي خلافات مع الفنانين ومنفتح دوماً على الغناء المشترك والعمل الفني النزيه (حسابه على انستغرام)

سيلاوي اعترف بأن هذه الأغنية كانت مصدراً لصراع داخلي يعاني منه، مشيراً إلى أن «البوح بالحقيقة كان خطوة صعبة لكنها ضرورية». وأوضح أن «قرار الحديث عنها لم يكن بدافع استدرار العاطفة أو الشفقة، بل لرغبته في عرض الحقيقة كما هي؛ فأنا لا أعرض معاناتي لأكسب تعاطف الناس، بل لأقول الحقيقة». وفق تعبيره.

وتحدث سيلاوي عن ذكريات أليمة رافقته منذ أن كان طفلاً حين غادرت والدته، وتفاقمت العلاقة لاحقاً حتى وصلت إلى أروقة المحاكم: «حين بلغت العشرين من عمري فوجئت بدعوى قضائية ضدي من أُمي، بعد أن تركتني طفلاً رضيعاً، وطيلة سنوات حياتي مررت برحلة عذاب طويلة، لن أتحدث عنها حالياً، تعرضت خلالها لتشخيصات نفسية عديدة، ومن هنا استلهمت اسم الألبوم Bipolar ليحمل كل تلك الاضطرابات والمشاعر المتشابكة».

ورغم «كل هذه التوترات، يظل والدي الداعم الأكبر في حياتي، حيث يشاركني في اختيار الأغنيات، ما يعكس توازناً عاطفياً في ظل هذه التحولات الصعبة».

أُهدي أغنية «محكمة الدني» لكل أُم أو أب ترك أولاده في صغرهم

سيلاوي

أما عن الأغاني الرومانسية في الألبوم، فقد خصّ بها سيلاوي زوجته ساندرا، قائلاً: «كل أغنية حب أغنيها هي بمثابة هدية موجهة إليها. ساندرا هي كل شيء جميل في حياتي، وأهديها كل أعمالي الرومانسية بسبب وقوفها ومساندتها لي دائماً».

سيلاوي أوضح أن «مشاركته لتفاصيل حياته الشخصية في أعماله ليست أمراً جديداً، بل هو ما يميزه ويُقربه من جمهوره الذي اعتاد على هذا الصدق»، مضيفاً: «أنا مختلف، وجمهوري اعتاد أن أشاركه أدق تفاصيل حياتي».

وعن غيابه عن الأغنية المصرية في هذا الألبوم، أكد أنه يكنّ لجمهوره المصري كل التقدير، مشيراً إلى أنه يعمل على مشاريع جديدة تحمل الطابع المصري كما فعل في السابق.

وفيما يخص علاقته بالفنان الشامي، أكد سيلاوي أنه لا يحمل أي خلافات مع أحد، وأنه يعتز بالتعاون مع أي فنان سوري أو عربي، منفتحاً دوماً على الغناء المشترك والعمل الفني النزيه.

وعن إمكانية دخوله عالم التمثيل، نفى الفنان الشاب وجود أي خطط حالياً في هذا الاتجاه، مفضلاً التركيز على مشاريعه الموسيقية، التي يراها الطريق الأقرب للتعبير عن ذاته ومشاعره، قائلاً: «حالياً أركز على الغناء، ولكن التمثيل يعد خطوة ثانية لم أحسم أمرها بعد، ربما لو قمت بتنمية مهاراتي فيها أدخل هذا المجال الذي أحبه، والذي أحاول فيه من خلال تصوير أعمالي الغنائية».


مقالات ذات صلة

«المزيكاتي»... قراءة روائية لدراما حياة بليغ حمدي

يوميات الشرق غلاف الكتاب الجديد «المزيكاتي» (الشرق الأوسط)

«المزيكاتي»... قراءة روائية لدراما حياة بليغ حمدي

يُطل الملحن المصري الراحل بليغ حمدي (1931-1993) في كتاب جديد يمثل سيرة روائية لحياته بعنوان «المزيكاتي».

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق الموسيقى كانت مساحة تتهيّأ فيها الأرواح للسمو (الشرق الأوسط)

«شهرزاد» في «إكسير»: الموسيقى بين الكروم والغروب صلاةٌ للحبّ والحياة

كلّما ارتفعت الموسيقى، بدت الأرض أقل احتمالاً؛ كأنّ النغمة وحدها تُتيح لنا احتمال الحياة. هذا العزف الذي تسلَّل بين الكروم كان معذِّباً بقدر ما كان مُخلّصاً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق يُستعاد صوت فريدي ميركوري فتُضاء الذاكرة (الشرق الأوسط)

«غود سايف ذا كوين» تُحيي روح فريدي ميركوري في لبنان وتستحضر جنون الروك

ما تقدَّم كان طَقْساً روحياً تدفَّقت فيه المشاعر مع كلّ نغمة وكلّ ضربة إيقاع، واستيقظت فيه الروح، وانتفضت القلوب، وتوحَّد الجمهور في حالة جماعية من النشوة...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق المغني البريطاني إد شيران (رويترز)

بنحو 1200 دولار... لوحات فنية بتوقيع إد شيران تُعرض في مزاد بريطاني

تُعرض لوحات تجريدية وسلسلة مطبوعات فنية تحمل توقيع نجم البوب البريطاني إد شيران، في مزاد خيري، على ما أعلنت دار المعارض «هيني» في لندن، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ما يُروَى في حكاية دوللي ديب حايك ليس الصوت وحده: تُروَى التجربة (الشرق الأوسط)

دوللي ديب حايك... أن تُغنّي في الستّين كأنكِ بدأتِ الحياة الآن

هي لحظة درسٍ صافٍ: لا شيء مستحيل. يمكننا أن نحلم حتى لو مرّ منتصف العُمر. أن نتخيَّل أنفسنا في المكان الذي لطالما أردناه. أن نستعيد ما دفنته مشاغل الحياة.

فاطمة عبد الله (بيروت)

أحمد المالكي لـ «الشرق الأوسط» : الكتابة لأكثر من مطرب متعة

الشاعر الغنائي المصري أحمد المالكي (الشرق الأوسط)
الشاعر الغنائي المصري أحمد المالكي (الشرق الأوسط)
TT

أحمد المالكي لـ «الشرق الأوسط» : الكتابة لأكثر من مطرب متعة

الشاعر الغنائي المصري أحمد المالكي (الشرق الأوسط)
الشاعر الغنائي المصري أحمد المالكي (الشرق الأوسط)

يقول الشاعر الغنائي المصري أحمد المالكي إنه يجد في كتابة الأغاني لأكثر من مطرب في الوقت نفسه متعة كبيرة.

وشهدت الفترة الأخيرة تعاوناً بين المالكي ومطربين متنوعين من بينهم: أصالة، ومصطفى حجاج، ورامي جمال، ومصطفى كامل، وكارمن سليمان، وشيرين عبد الوهاب، وآمال ماهر، وتامر حسني، وغيرهم.

وخلال حواره لـ«الشرق الأوسط»، أعرب الشاعر المصري عن سعادته بأحدث إصداراته الغنائية، حيث تعاون مع رامي جمال في أغنيتين هما «ما طلعتش جدع»، و«يا جمالك»، ومع «نقيب الموسيقيين» مصطفى كامل بأغنية «ناقصة سكر»، وقدم لشيرين «عودتني الدنيا»، ولتامر حسني «حلال فيك»، ولمصطفى حجاج «بشكرك».

وأشار المالكي إلى تعاونه مع كارمن سليمان في أحدث ألبوم غنائي لها، الذي سيتم طرح أغنياته تباعاً، وفق قوله، بينما ينتظر طرح أغنية من كلماته بصوت آمال ماهر خلال أيام، بالإضافة لتعاونه المرتقب مع هيفاء وهبي في إحدى الأغنيات.

وقال المالكي إنه لا يكتب لمطرب معين، بل يتعامل مع الأغنية بتلقائية: «وقت الكتابة لا أتخيل أي فنان، بل أكتب في المطلق، عندما تحضرني حالة الأغنية ومشاعرها، حيث أتعامل بصفتي هاوٍ، وبطبيعتي من دون توجيه كلماتي حسب أسلوب أي مطرب، لكن بشكل عام هناك كلمات لا بد أن تقدمها فنانة مثل (عودتني الدنيا) لشيرين، في المقابل توجد كلمات أخرى لا تليق إلا بفنان».

ويؤكد المالكي أنه لا يجد تعارضاً أثناء الكتابة لأكثر من فنان في الوقت نفسه: «حين أكتب الأغنية أتخيل الحالة، وعند انتهاء اللحن، أعرضها على المطربين، والألحان بشكل عام تبحث عمن يليق بها».

وذكر الشاعر المصري أنه لا يخصص وقتاً لكتابة أشعاره الغنائية، بل مشاعره وأحاسيسه هما المرشد الحقيقي، والدافع الوحيد له حينما يكتب، «في الغالب أكتب في المقهى وسط الناس؛ لأن هذه الحالة تمثل لي الكثير».

وكتب المالكي، أخيراً، أغنية «حلال فيك» لتامر حسني، التي طرحها حسني بمصاحبة عدد من مشاهد أحدث أفلامه «ريستارت»، حيث أكد المالكي أن الأغنية لم تكتب خصيصاً ليتم توظيفها بالفيلم: «فقد كتب الأغنية، ولحنها رامي جمال من دون توجيهها لتامر مباشرة، وعندما استمع لها حسني أخذها في اللحظة نفسها، كما أنه ضمها لألبومه القادم (لينا معاد)»، لافتاً إلى أن «كتابة أغنيات يتم توظيفها في عمل فني، لا تتطلب قراءته السيناريو بشكل كامل، بل يكتفي بالملخص».

الشاعر أحمد المالكي مع الفنانة هيفاء وهبي وتعاون فني مرتقب (الشرق الأوسط)

وعن تعاونه أخيراً مع شيرين عبد الوهاب في أغنية «عودتني الدنيا»، قال: «تمنيت العمل معها، والأغنية أحدثت ضجة كبيرة؛ لأنها تليق بصوت شيرين وإحساسها، ووجدت أن الفنان تامر عاشور هو أنسب فنان في هذه المنطقة، حتى إنه عندما استمع لكلماتها انبهر، وقام بتلحينها في اليوم نفسها».

وبالحديث عن شيرين وتعاونه معها، كشف المالكي عن رأيه في جدل حفلها الأخير بختام مهرجان «موازين»، والهجوم عليها بعد غنائها «بلاي باك»، موضحاً أنها في مرحلة عودة، وتعافٍ، ويكفي أنها التزمت بتقديم الحفل، في أول وقوف لها على المسرح بعد فترة غياب، ومهما فعلت فهي نجمة محبوبة، كما أنها قدمت أغنيات «بلاي باك»، وأخرى مباشرة بصوتها أيضاً.

وقال المالكي إنه لا يستطيع كتابة أغنيات بلهجات أخرى غير المصرية، لأنها ليست لهجته أو منطقته، والتعبير عن مشاعره حينها ليس سهلاً، كاشفاً عن تعاون قادم مع المطرب الكويتي علي كاكولي.

وعن آخر مستجدات تعاونه مع إليسا، قال الشاعر المصري إن «هناك أغنيتين لإليسا سيتم طرحهما خلال الفترة القادمة، من بينهما الأغنية الأولى والأخيرة التي تعاونت خلالها مع الملحن الراحل محمد رحيم».

وعن رأيه في الجدل حول لقب «صوت مصر» وهل يجب أن يقتصر على اسم بعينه؟ قال المالكي إن أي فنان صوته مميز، ويغني بشكل رائع هو «صوت مصر».

المالكي أعرب عن سعادته بأحدث إصداراته الغنائية مع الفنانين رامي صبري ومصطفى كامل وشيرين عبد الوهاب (الشرق الأوسط)

وعن الأفكار الغنائية التي تعيش أكثر من غيرها وتدوم لسنوات طويلة، أوضح أنه يقدم أعماله من دون الارتباط بلغة زمن، أو أسلوب بعينه، ويحرص على أن يدوم العمل عبر مصطلحات لا تشيخ، وتدوم وتناسب أجيالاً متتالية، وكلمات مصرية دارجة، وفق قوله، لكنه شدد على أهمية الإحساس والمعنى أكثر من اللفظ نفسه، حتى يصل لكل المستويات الثقافية؛ لإيمانه بأن الأعمال الفنية تسمعها شرائح مجتمعية عدة، ليست على القدر نفسه من الثقافة.

وكشف المالكي أن كل واحد من فريق العمل الفني (الشاعر والملحن والمطرب) يتمتع بمكانة ومنطقة خاصة في العمل، لافتاً إلى أنه «اسم معروف في مجال الكلمة، وله شكل غنائي مميز»، وفق تعبيره، وأضاف: «عندما أكتب لأحد الفنانين تكون ردود الفعل حول الكلمات فقط، من دون الاستعانة بعوامل فنية أخرى لإبرازها، حيث إن هناك كلمات يساهم في إبرازها وشهرتها اللحن والتوزيع أحياناً».