مي نور الشريف: ظلمت نفسي بخجلي الزائد

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها لا تعدّ نفسها ممثلة محترفة... وتسعى لتنوع أدوارها

تتسلم درع تكريم والدها في احتفال جمعية كتاب ونقاد السينما بيوبيلها الذهبي (حسابها على {فيسبوك})
تتسلم درع تكريم والدها في احتفال جمعية كتاب ونقاد السينما بيوبيلها الذهبي (حسابها على {فيسبوك})
TT

مي نور الشريف: ظلمت نفسي بخجلي الزائد

تتسلم درع تكريم والدها في احتفال جمعية كتاب ونقاد السينما بيوبيلها الذهبي (حسابها على {فيسبوك})
تتسلم درع تكريم والدها في احتفال جمعية كتاب ونقاد السينما بيوبيلها الذهبي (حسابها على {فيسبوك})

قالت الفنانة المصرية مي نور الشريف، إن استعادة رشاقتها لم تكن وليدة الآونة الأخيرة، بل حصاد سنوات من المحاولات، مؤكدة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها اشتاقت للتمثيل لكنها تحب أيضاً أن تعيش حياة هادئة بعيدة عن الصخب. وأشارت إلى أنها تعدّ محظوظةً لأنها ابنة الفنانَين نور الشريف وبوسي، مُعبّرة عن سعادتها بتكريم اسم والدها بعد 9 سنوات من وفاته في احتفال «جمعية كتاب ونقاد السينما» بيوبيلها الذهبي.

بمجرد ظهورها قبل أيام لتسلُّم شهادة تكريم والدها أحاطتها الكاميرات بعد فترة طويلة من عدم ظهورها، إضافة إلى غيابها عن الأعمال الفنية منذ مشاركتها في بطولة مسلسل «اللهم إني صائم» عام 2017.

تبرر مي هذا الغياب قائلة: «لم أعتد على الظهور؛ لأنني لا أحب الأماكن المزدحمة، بل أعشق الهدوء وأفضّل أن أكون في حالي».

مع شقيقتها سارة (حسابها على {فيسبوك})

تبدي سعادتها بتكريم الجمعية لاسم والدها، لا سيما أنه كان يحبها ويحترمها، مثلما تقول: «شارك أبي بأفلامه في أغلب دورات مهرجان الإسكندرية الذي تقيمه جمعية كتاب ونقاد السينما»، لافتة إلى أن تكريمه يأتي بعد 9 سنوات من وفاته، مؤكدة أنه «لو كان بيننا أثق في أنه سيكون سعيداً بذلك».

9 سنوات على رحيله تراها بمشاعر مختلطة، تعبّر عنها قائلة: «الأمر يبدو غريباً حقاً، أشعر بأن 9 سنوات تعد فترة طويلة، في الوقت نفسه يعتريني إحساسٌ كأنه رحل بالأمس، وأعتقد بأن هذا الشعور رحمة من ربنا».

تنفي مي تعرضها للظلم بوصفها ممثلةً، بل ترى أنها هي مَن ظلمت نفسها: «أعتقد بأنني صنعت لنفسي مخاوف ليست حقيقية، لكن لن أجلد ذاتي، فقد كنت صغيرة وليست لديّ الخبرة، لكنني أتعلم من أخطائي وأحاول تفاديها وأستفيد من النقد البنّاء، وهناك جزئية ترجع لخجلي الزائد الذي جعلني لا أشارك في مناسبات اجتماعية، وهذا يؤثر بالطبع في التفاعل والحضور، وقد قال لي أحد أصدقاء والدي الذين أثق بهم إن هناك جانباً آخر في شخصيتك لم يره أحد، يقصد أن أوجد بشكل أكبر، وكنت مُقصِّرةً في هذا الأمر».

مع الفنان ماجد الكدواني (حسابها على {فيسبوك})

وظهرت مي ممثلةً وهي طفلة في فيلم «الحكم آخر الجلسة» مع والدتها الفنانة بوسي، ثم توقفت عن التمثيل وعادت مع الفنان نور الشريف في حلقات مسلسل «الدالي»، كما شاركت في مسلسلين من دونه هما «قضية معالي الوزيرة»، و«وادي الملوك»، وكان مسلسل «اللهم إني صائم» العمل الوحيد الذي شاركت به بعد رحيله.

وتبحث مي عن التنوع خلال المرحلة المقبلة: «أتمنى تقديم مختلف الأدوار لكي أستطيع القول إنني ممثلة، ولديّ فضول تجاه الكوميديا، خصوصاً بعد دوري في مسلسل (اللهم إني صائم) الذي فوجئت بأنه أعجب الناس، وكان أبي يقول لي إن الكوميديا أصعب أنواع التمثيل، وأذكر حين كنت طفلة كان حلم حياتي أن أكون مثل شيريهان وأقدم فوازير رمضان».

ولفتت مي الأنظار لرشاقتها، وتكشف أن الوصول للوزن المثالي الذي حققته لم يكن بالأمر السهل، فقد مرّت بمراحل عديدة مثلما تقول: «بعد وفاة أبي بدأتْ محاولاتي؛ لأن أمي كانت تريدني أن أنقص وزني، فأجريت عملية تكميم معدة وخسرت كثيراً من وزني، ثم عُدت للحلويات، وهي نقطة ضعفي، واستعدت تقريباً وزني الأول، ثم بدأت عمل ريجيم قاسٍ وتناولت أدوية عديدة، ثم حصلت على كورسات جعلتني أغيّر شكل علاقتي بالأكل، وبدأت أفكر قبل تناول أي طعام، إلى جانب ممارسة رياضة اليوغا التي تجعل الجسم يبني عضلاته مع الوقت، ولها تأثير إيجابي».

حين كنت طفلة كان حلم حياتي أن أكون مثل شيريهان وأقدم فوازير رمضان

لا تتحمس مي كثيراً لعالم «السوشيال ميديا»، قائلة: «إنه عالم ليس حقيقياً، والناس تعدّه مكاناً للنقد الفني والسياسي، ولا توجد حدود فيه بين الرأي والتجريح والتشهير، والهجوم على الآخرين دون سبب، لذا أشعر بأن الجو العام ليس أجمل شيء». وتعترف: «لا أرى أنني يمكن تحمل كل الضغوط، وأحتاج إلى العيش في سلام».

ورحّبت مي بتقديم سيرة والدها في عمل درامي لثراء رحلتيه الفنية والإنسانية، متسائلة: «هل سيُقدَّم بالطريقة التي كان يتبعها أبي بمذاكرة عشرات الكتب قبل أن يمثل أي شخصية؟، ومَن سيكتب النص، وفترة التحضير والتصوير، وألا يكتبه مَن يدّعون قربهم منه على غير الحقيقة، فالسيرة محكومة بأن تليق باسم نور الشريف، وتاريخه وشخصيته، وموهبته، وعطائه».

وتطارد مي شائعات زواجها، وعن ذلك تقول: «فكرة الزواج أراها رزقاً، ولها موعد بالتأكيد، المهم أن يكون شخصاً مناسباً لي، ففي مرحلة النضج تتغير متطلباتنا في شريك الرحلة، فأنا أريده رفيقاً للحياة، رغبةً في حياة حلوة، نبسط مشكلاتها ونجد حلولاً لها».


مقالات ذات صلة

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».