إياد نصار لـ«الشرق الأوسط»: أتحمس للأدوار «النفسية المعقدة»

قال الفنان الأردني إياد نصار إن الهدف الأساسي من خطته كفنان هو «معالجة قضايا جدلية شائكة من دون تجريح أو إيذاء»، مؤكداً أنه «يتحمس للأدوار النفسية المعقّدة والمركّبة»، ورأى أن الهدف من اختياره مسلسل «صلة رحم» الذي عُرض خلال رمضان الجاري هو «فتح الأبواب المغلقة حول قضية تأجير الأرحام».

وأوضح نصار لـ«الشرق الأوسط» أن «دور العمل الفني هو فتح نقاش حول الموضوعات الشائكة أو محل الخلاف، ومنح المجتمع فرصة لبحث أسبابها ومحاولة التوصل لحلول لها».

وانتهى أخيراً عرض مسلسل «صلة رحم» للفنان إياد نصار بمشاركة يسرا اللوزي وأسماء أبو اليزيد ومحمد جمعة، سيناريو وحوار محمد هشام عبية، وإخراج تامر نادي، وطرح المسلسل قضية تأجير الأرحام، وصدامها مع التقاليد الدينية والقانونية والمجتمعية.

يَعد إياد نصار البطولة مصطلحاً فضفاضاً (الشركة المنتجة لمسلسل «صلة رحم»)

وعن ميله لتجسيد الأدوار ذات الأبعاد النفسية المعقدة، سواء من خلال شخصية (حسام) في «صلة رحم» وقبلها شخصية (جمال) في «وش وضهر»، يرى نصار أن «الممثل الذي لم يقرأ لدوستويفسكي يفقد الكثير من القدرة على التحليل النفسي للشخصيات التي يجسدها».

معتبراً أن «شخصيات دوستويفسكي كانت مدخله لفهم التمثيل والتعلق بالأدوار المركّبة، فكلها شخصيات غير سويّة نفسياً ومحمَّلة باضطرابات وعُقد، وهذه التناقضات هي محور الشخصية الإنسانية، وبالتالي أميل لتجسيد الشخصيات التي تعاني ولديها ما يُقلقها وما يكشف ضعفها، لأن تقديم شخصية من دون اضطرابات أو مشكلات يعني تقديم شخصية سطحية من دون أعماق، لا تضيف جديداً».

وعدَّ نصار «البطولة مصطلحاً فضفاضاً»، مشيراً إلى أن «مشاركته في أعمال لا يكون بطلها الوحيد، شيء طبيعي وصحي، فالقصة يجب أن تكون هي البطل، طبعاً هناك شخصية محورية تدور حولها الأحداث، لكن في الوقت نفسه لا بد من وجود قصص أخرى بشخوص آخرين، كل منهم بطل حكايته وتدعم هذه الخطوط الحكاية الأصلية، لذلك أسعى دائماً وراء القصة وليس حجم الدور».

وفي حين راكم نصار رصيداً كبيراً من الأعمال على مستوى الدراما، فإنه لا يحقق الحضور نفسه على مستوى السينما، وعزا ذلك إلى أن «السينما لا تحظى بنفس التنوع الموجود في الدراما، حيث تمر بطفرات تظهر بقوة ثم تخفت وتعود لتسير في اتجاه واحد».

الفنان الأردني إياد نصار (حسابه على «فيسبوك»)

من الصعب عليَّ تقديم دور يقوم على «الإفيهات» أو كوميديا الموقف

وأضاف: «عندما شهدت السينما المصرية طفرة وأنتجت أفلاماً مهمة مثل (الممر، وأولاد رزق، والفيل الأزرق، وكازابلانكا)، كنت موجوداً ومشاركاً، ولكن للأسف هذه الطفرة لا تستمر، وأنا لا أستطيع المشاركة في أعمال سينمائية لا تقدم جديداً، ولا تثير نقاشاً، وبالتالي عملي في السينما مرهون دائماً بوجود مشاريع خارج الصندوق».

وشارك إياد نصار أخيراً بدور كوميدي في فيلم «المطاريد»، كما ظهر قبل عامين ضيف شرف في الجزء السادس من مسلسل «الكبير»، وعن تفكيره في تقديم أعمال كوميدية الفترة المقبلة، استبعد نصار الأمر، معتبراً أن دوره في مسلسل «وش وضهر» الذي عُرض العام الماضي «كان نوعاً من الكوميديا السوداء التي يفضّلها ويراها النوع الكوميدي الأقرب له».

وتابع: «من الصعب علي تقديم دور يقوم على الإفيهات أو كوميديا الموقف».

برأي نصار الممثل الذي لم يقرأ لدوستويفسكي يفقد الكثير من القدرة على التحليل النفسي للشخصيات التي يجسدها (حسابه على «فيسبوك»)

 

العمل في السينما العالمية يخضع لقواعد خاصة... و«التجربة الأميركية» كانت مهمة

إياد نصار في لقطة من مسلسل «صلة رحم» (الشركة المنتجة)

واستبعد نصار تقديمه أعمالاً في الدراما الأردنية، مؤكداً أنه «بعيد منذ سنوات طويلة عن الشارع الأردني وطبيعة الدراما في الأردن، في حين بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري، وعلى دراية بما يحتاج إليه المشاهد بشكل عميق».

وعدَّ نصار مشاركته بالأداء الصوتي لشخصية «باسم بن إسحاق» في لعبة «Assassin’s Creed Mirage» أواخر العام الماضي، «فرصة جيدة لتقديم التاريخ بشكل مبسط ومسلٍّ يساعد الشباب والأجيال الجديدة على فهم حقبة مهمة كالعصر العباسي عبر لعبة فيديو».

وعن تفكيره في تكرار تجربته في الدراما العالمية بعد دوره في المسلسل الأميركي «The Looming Tower» عام 2017، قال نصار إن «العمل في السينما العالمية يخضع لقواعد خاصة»، مؤكداً أن تجربته في المسلسل الأميركي كانت مهمة لـ«التعرف على طريقة العمل في الغرب وكيفية معالجة القصص درامياً، فضلاً عن مستويات التصوير والإخراج والتعامل مع الممثلين»، لافتاً إلى أنه «يأمل في تكرار التجربة مرة أخرى».

إياد نصار: رفضتُ المشاركة في مسلسلات عدة تقديراً لـ«الاختيار 2»

قال الفنان الأردني إياد نصار في حواره مع «الشرق الأوسط»، إنه رفض المشاركة في عدة مسلسلات عُرضت عليه لموسم رمضان 2021 تقديراً واحتراماً لشخصية الضابط المصري الراحل محمد مبروك التي جسدها بمسلسل «الاختيار 2»، مشيراً إلى أنه واجه صعوبات عدة خلال تصوير مشاهده في المسلسل بسبب إجراءات الجائحة وظروف التصوير، ولفت إلى وجود كيمياء فنية تجمعه بالفنان المصري كريم عبد العزيز.
في البداية، تحدث نصار عن مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل «الاختيار» قائلاً: «هي مشاركة مهمة في مسيرتي الفنية، لأنني أجسد خلالها شخصية بطل من أبطال مصر من الذين ضحوا بأنفسهم من أجل مصر، فعندما رُشحت لتجسيد شخصية الضابط محمد مبروك كنت أعرف الاسم فقط، ولكن بعد موافقتي على الدور، بدأت بالبحث عن تلك الشخصية، وذهبت إلى أسرته وجلست معها، وكل من يشاهد حلقات المسلسل سيتأكد من فدائية وبطولة الضابط الراحل».
وعن عدم مشاركته في أي عمل درامي آخر في شهر رمضان الجاري، أسوة بعدد كبير من الفنانين المصريين والعرب، قال: «بعد موافقتي على تجسيد شخصية (محمد مبروك) في (الاختيار 2)، وجدت أنه من غير المناسب تقديم أي دور ثان بجانبه، وذلك حتى لا تؤثر على تركيزي في أثناء تصوير مشاهدي بالمسلسل، وأيضاً احتراماً وتكريماً لهذا الضابط الشجاع، لدرجة أنني تحدثت مع زوجتي، وقلت لها: أنا لديّ مسؤولية كبيرة تجاه المصريين من خلال تجسيد هذه الشخصية».
مسلسل «الاختيار 2» الذي يُعرض حالياً عبر إحدى القنوات الفضائية المصرية يحمل عنوان «رجال الظل» ويتحدث عن بطولات رجال الشرطة المصرية خلال الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013 والتي شهدت الكثير من الأعمال الإرهابية.
وأشار الفنان الأردني إلى أن «جميع فناني المسلسل كان لديهم حماس كبير خلال التصوير. هذه ليست المرة الأولى التي أقف فيها أمام عدسة المخرج المصري بيتر ميمي، فقد تعاونّا من قبل في فيلم (كازابلانكا)، أحد أهم الأفلام المصرية التي قدمتها طيلة مشواري الفني، والذي اكتشفت من خلاله عبقرية بيتر ميمي كمخرج، وفهمت لماذا يحقق هذا المخرج الشاب كل تلك النجاحات، رغم صغر سنه، فهو لديه طاقة كبيرة من الصدق والإيمان في عمله، ومن تلك اللحظة أصبحت مؤمناً بموهبته، ولا أجادله كثيراً في أثناء التصوير».
ويعد «الاختيار 2» العمل الثاني الذي يجمعه بالفنان المصري كريم عبد العزيز، وعن ذلك يقول: «اجتمعنا لأول مرة عبر فيلم (الفيل الأزرق 2)، وخلال التصوير كانت هناك كيمياء قوية بيننا، كما أنني وجدته صديقاً عزيزاً، وأظن أن السبب الرئيسي الذي سيكون وراء نجاح مسلسل (الاختيار 2) هو أن الجميع كان يعمل بدافع من الوطنية رغم المجهود الشاق الذي واجهناه خلال التصوير».
وأشاد نصار بالدور الذي يقدمه الفنان المصري أحمد مكي في المسلسل: «هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في عمل مع أحمد مكي، وأراه فناناً موهوباً ومتنوعاً، فهو ليس فناناً كوميدياً فقط، لكنه يفهم جيداً ما يريده ولديه مشروع ومنهج مميز».
وعدّ نصار مشاركته في النسخة العربية من الفيلم الإيطالي «Perfect Strangers» تجربة مهمة في مشواره الفني: «لا أستطيع أن أقول إنها خطوة للعالمية، ولكن الفيلم سيتم عرضه ومقارنته بالنسخ الأجنبية، وكل ما أتمناه هو أن تحقق النسخة المصرية نجاحاً مثلما حققت النسخ الأجنبية»، مشيراً إلى «أنه يوجد عدد كبير من الفنانين المصريين واللبنانيين مشاركين في تلك النسخة، من بينهم الفنانة المصرية منى زكي، وعادل كرم، وجورج خباز، ومن إخراج نادين لبكي».
وكشف نصار عن طبيعة فيلمه الجديد «الكاهن»، قائلاً: «الفيلم يعد نقلة جديدة في نوعية الأفلام المصرية والعربية، لأنه يدور حول فكرة جديدة لم تناقَش في الدراما العربية من قبل، وهو تحول الإنسان أمام التكنولوجيا إلى مستقبل معلومات وبيانات يتم تسعيرها وبيعها في نطاق عالمي، وانتهيت رسمياً من تصوير مشاهدي، وهو حالياً في مرحلة المونتاج، ولم يحدَّد بعد موعد العرض النهائي له، والفيلم من تأليف محمد ناير وإخراج عثمان أبو لبن، ويشارك في بطولته كل من الفنانة التونسية درة والفنان السوري جمال سليمان والفنان المصري حسين فهمي وفتحي عبد الوهاب».

إياد نصار لـ«الشرق الأوسط»: المشاركة في المسلسلات التاريخية تستهويني

أكد الفنان الأردني إياد نصار، أن المشاركة في المسلسلات التاريخية أمر يستهويه بشكل دائم، ولا سيما بعد نجاحه في أدواره السابقة التي حملت أبعاداً درامية واجتماعية وسياسية كانت تدور خلال القرن الماضي، وقال في حواره مع «الشرق الأوسط»، إنه وافق على المشاركة في فيلم «موسى» الذي توقف تصويره أخيراً بسبب جائحة كورونا، بسبب ابنه آدم الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، والذي يحب مشاهدة أعماله بشكل دائم.
ووصف مشاركته في بطولة مسلسلين رمضانيين هذا العام «ليالينا 80»، «الخوابي» بأنه أمر رائع جداً، وقال إن تجربة مسلسل «الاختيار» مهمة جداً؛ لأنها توثق بطولات الجيش المصري ضد العناصر الإرهابية المتطرفة.
وأوضح نصار، أنه حرص على مشاهدة أعمال المخرجين محمد خان وعاطف الطيب لمذاكرة فترة الثمانيات جيداً. ولفت إلى أنه اتخذ الاحتياطات اللازمة كافة خلال التصوير خوفاً من عدوى فيروس «كورونا»، وإلى نص الحوار:
> تهتم بشكل لافت بتقديم الأعمال التاريخية... لماذا؟
- أحب دائماً البحث عن أصول مراحل حياتنا، فعبر مشواري الفني قدمت عدداً كبيراً من الأعمال التي دارت أحداثها خلال مراحل زمنية مختلفة، على غرار شخصية «حسن البنا» في مسلسل «الجماعة»، ثم مسلسل «حواديت الشانزليزيه»، الذي كان يتحدث عن فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي بمصر، وعندما عرضت عليّ فكرة مسلسل «ليالينا 80»، أحببت الفكرة كثيراً؛ نظراً لأن فترة الثمانينات بمصر لم يتم التركيز عليها بشكل كبير في الدراما المصرية والعربية، رغم أنها فترة مليئة بالأحداث ومشوقة للغاية، وأكثر ما أحببته في المسلسل هو أنه يركز على الطبقة المتوسطة والتغيرات التي حدثت لها في تلك الفترة، فالطبقة المتوسطة دوماً هي رمانة ميزان المجتمع، والتركيز سيكون شديداً على شخصيات تلك الطبقة التي تسعى للوصول إلى القمة وحصد المال.
> وهل كان لديك تخوف من صعوبة إعادة تجسيد تلك المرحلة الزمنية في المرحلة الحالية؟
- قبل قبولي مسلسل «ليالينا 80»، عُرض عليّ عدد كبير من الأفكار والتي لم أتحمس لها لأنها لم تؤثر في مشاعري، لكن عندما قرأت سيناريو «ليالينا»، قلت لنفسي: هذه هي المنطقة التي أحبها وأحتاج إليها؛ وذلك بسبب سهولة طرح الفكرة وكتابتها على الورق، رغم معرفتي بأن تنفيذ هذا العمل سيكون معقداً ومرهقاً جداً من الناحية الإنتاجية، ربما تكون الأدوات التي كنا نستخدمها في الثمانينات موجودة حتى الآن في بيوتنا مثل الهاتف ذي الأقراص وجهاز الفيديو وأيضاً المسجل، لكن تم تصنيع بعض الأجهزة والأدوات خصيصاً للاستعانة بها في تصوير المسلسل.
> هل شخصية «هشام» التي تجسدها في المسلسل مقتبسة من الواقع أم حقيقية؟
-الشخصية التي أجسدها موجودة بين كل الأسر المصرية، وحينما تشاهد حلقات المسلسل كافة سيقول المشاهد لنفسه: أنا أعرف هذا الشخص.
> وكيف قمت بالاستعداد لتجسيد هذه الشخصية؟
- قبل بدء التصوير، كنت أواظب على مشاهدة عدد كبير من أفلام المخرجين الراحلين عاطف الطيب، ومحمد خان، ومن بين أهم تلك الأعمال التي ساعدتني على تجسيد شخصيتي في المسلسل، فيلم «عودة مواطن» للفنان يحيى الفخراني والذي أخرجه محمد خان، ربما لأن العمل كان يناقش المرحلة الزمنية نفسها التي نناقشها في المسلسل، كما أنني ذاكرت جيداً طريقة الحوار وأسلوب الكلام والمفردات التي كان يتم استخدامها بشكل يومي في تلك الفترة.
> وكيف كانت أجواء كواليس تصوير المسلسل؟
- بالنسبة لي كانت رائعة للغاية، لأني تعاملت مع كل زملاء العمل من قبل، فهذا ثاني عمل فني يجمعني بالفنانة المصرية غادة عادل بعد أن تقابلنا في مسلسل «سر علني»، وثاني مرة أيضاً مع خالد الصاوي بعد أن شاركنا في فيلم «أدرينالين»، ورغم أننا شاركنا في فيلم «الفيل الأزرق 2» فإنه لم تكن هناك مشاهد تجمعنا معاً، كما أنها المرة الثانية لي مع صابرين بعد مسلسل «أفراح القبة»، ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تجمعني بالمخرج أحمد صالح والكاتب أحمد عبد الفتاح، لكنهما تعاونا مع بعضهما في أكثر من مرة من قبل؛ لذلك لم يشعر أحد من طاقم العمل بأي اختلاف.
> معظم مسلسلات رمضان تم تصويرها في ظل حظر «كورونا»... هل تعرضتم لصعوبات بسبب ذلك خلال التصوير؟
- جميع العاملين في المسلسل كان لديهم وعي كبير من مخاطر الفيروس؛ ولذلك كانوا يرتدون الكمامات في المشاهد التي لا يظهرون فيها، والشخصيات التي كانت خلف الكاميرات كانت ترتديه أيضاً، كما تم توفير أفراد متخصصين في التطهير والتعقيم من قبل الشركة المنتجة للعمل.
> وهل تسبب الخوف من فيروس كورونا في إنهاء تصوير المسلسل سريعاً؟
- إطلاقاً، نحن ما زال أمامنا أسبوع تصوير، كما أن هذا العمل بشكل خاص لن يُقبل فيه التسرع لأنه قائم على التفاصيل الدقيقة، وفي النهاية الجمهور سيحاسبنا لو قصرنا في عملنا.
> وما هو الشيء الذي أضافه المخرج أحمد صالح لإياد نصار؟
- كل مخرج تعاملت معه أضاف لي أبعاداً وسمات فنية جديدة في شخصيتي الدرامية، لكن أحمد صالح يتميز بقدرته على الملاحظة واهتمامه بأدق التفاصيل التي ربما لا تشغل أي شخص آخر، وهو ما ينعكس بشكل جيد على العمل الدرامي.
> هل أنت متخوف من المنافسة القوية في الموسم الجاري؟
- لا أعترف أساساً بفكرة المنافسة في هذا الموسم، فالأعمال الفنية الدرامية لا تتنافس مع بعضها؛ لأنها مختلفة في أفكارها وطرق معالجتها، فهناك أعمال كوميدية وتاريخية وأخرى خيال علمي، كما أن النجاح ليس عبارة عن قالب من الحلوى يتم تقسيمه على عدد من الأفراد، فربما تنجح كل الأعمال وتحقق مردوداً قوياً مع الجماهير، فأنا أرى أن منطق المنافسة هو منطق أناني من يطلقه هم أنانيون، فأنا أتمنى النجاح لي وللكل لأن النجاح مادة لا تنتهي.
> شاركت كضيف شرف في مسلسل «الاختيار» كيف تقيم هذه التجربة؟
- «الاختيار» تجربة مهمة جداً في تاريخ الدراما المصرية والعربية، لأنها تجسد واقع حقيقي، وهو بمثابة تأكيد على البطولات التي يحققها ضباط وجنود الجيش المصري ضد الفكر الإرهابي في سيناء؛ لذلك أشكر بشكل خاص المخرج المتميز بيتر ميمي على ما فعله من أجل خروج المسلسل بهذا الشكل للنور، فهو مخرج رائع ويتطور بشكل مذهل.
ورغم أنني شاركت في المسلسل كضيف شرف مجسداً شخصية «ضابط مصري»، فإنني لا أنكر الصعوبات التي يواجهها أبطال العمل في التصوير، الأمر شاق للغاية؛ لذلك كنت حريصاً للغاية على التحدث مع الفنان أمير كرارة باستمرار لتشجيعه على مواصلة التألق لأنه يقدم عملاً مهماً للمصريين والعرب.
> وكيف ترى قيمة مشاركتك بالمسلسل الأردني الجديد «الخوابي»؟
- يعيدني من جديد للدراما الأردنية بعد فترة غياب طويلة، لكن تصويره كان قبل تصوير مسلسل «ليالينا 80»، وهو عمل فني ذو قيمة فردية ويناقش قضايا عربية مهمة؛ لذلك أنا سعيد جداً بهذا العمل.
> سينمائياً... لماذا وافقت على المشاركة في فيلم «موسى»؟
- سبب موافقتي عليه هو ابني آدم الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، فلأنه يحب مشاهدة أعمالي بشكل دائم رغم أنها تكون أكبر من عقله وإدراكه، قررت المشاركة في هذا العمل الذي يدور في إطار تطور المجتمع، وأجسد فيه دور دكتور «ميكاترونكس». لكن بسبب جائحة كورونا توقف تصوير الفيلم بشكل مؤقت حتى انتهاء الأزمة.

إياد نصار: أعشق الأدوار الواقعية... وعمر الشريف رمز الوصول إلى العالمية

بات وجه الفنان الأردني، إياد نصار، مألوفاً للمشاهدين من أنحاء العالم العربي كافة، بعدما نجح بقوة في أداء أدوار متنوعة ومختلفة بشكل جيد جداً، نال عليها إشادات خاصة من الجمهور والنقاد. فهو صاحب بصمة قوية في كل الأعمال التي يشارك فيها؛ لأنه يختار أدواره بذكاء شديد. وأكد نصار انضمامه لفيلم «الممر»، الذي يلعب بطولته الفنان أحمد عز، والمقرر عرضه الفترة المقبلة، وهو من إخراج شريف عرفة، ويجسد إياد إحدى الشخصيات المهمة في أحداث الفيلم. وتحدث نصار، الذي قام ببطولة مسلسلات «أريد رجلا»، و«أفراح القبة»، و«هذا المساء»، و«حجر جهنم»، لـ«الشرق الأوسط» عن أحدث أعماله السينمائية «تراب الماس» الذي شارك به في موسم عيد الأضحى السينمائي، وحقق نجاحاً كبيراً من خلاله.
يقول إياد نصار: عندما عُرض عليّ الاشتراك في بطولة فيلم «تراب الماس» لم أتردد لحظة في قبول هذا العمل؛ نظراً للكثير من العوامل، لعل أهمها أنني قد قرأت الرواية التي تحمل الاسم نفسه للكاتب الروائي أحمد مراد منذ صدورها، وأعجبت بها كثيراً، كما أن العمل من إخراج مروان حامد، وهو مخرج معروف بأنه بارع في توظيف الفنان حسب قدراته الفنية، ويستطيع أن يخرج ما بداخله من طاقة فنية. ولفت إلى أن العمل يشارك في بطولته مجموعة مختلفة من النجوم الكبار، أمثال الفنان عزت العلايلي، وآسر ياسين، ومنة شلبي، ومحمد ممدوح، وصابرين، وماجد الكدواني.
> قدمت في الفيلم دوراً غير موجود في الرواية، ما هي تفاصيله؟
- قدمت دور الإعلامي «شريف مراد»، وهو إعلامي ناجح ومشهور، ويعتبر نجم إعلام «توك شو»، وهي شخصية يتم التعرف عليها وفهمها مع الأحداث، فلا يمكن اعتباره إعلامياً فاسداً، بل مثل أي إنسان يمر بالكثير من التطورات و«المطبات» في حياته، ولا يمكن الحكم عليه حكماً صريحاً منذ أن تراه مع بداية الفيلم؛ فهو يظهر في بداية الأحداث مسانداً للبسطاء والفقراء، ومدافعاً عن حقوقهم، ثم مع مرور الأحداث تتعرف على شخصيته الحقيقية التي تكون عكس ما ظهر على الإطلاق.
> وهل تخوفت من تقديم دور غير موجود بالرواية؟
- فكرة تحويل رواية إلى فيلم تعتبر بمثابة علم، وليس كل كاتب قادراً على تحويل الرواية إلى فيلم؛ لأن هذا الأمر يحتاج إلى الكثير من التقنيات، والمخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد تعاملا مع التقنيات الصحيحة، ففيلم «تراب الماس» حافظ على نجومية الرواية، في الوقت الذي لم تؤثر فيه الرواية على نجاح الفيلم، فعندما تشاهد الفيلم تستمتع به وكأنك لم تقرأ الرواية، وذلك لأن تقنية تحويل الرواية إلى فيلم تمت بالشكل الصحيح، وفكرة إضافة شخصيات جديدة للفيلم هي من ضمن تلك التقنيات التي أتحدث عنها؛ لذا لم أخشَ تماماً من ذلك.
> دور «شريف مراد» كان واقعياً... هل تأثرت بأحد الإعلاميين الموجودين على الساحة؟
- بالعكس، حاولت ألا أتأثر بأي منهم، وحاولت أن أبني شكلاً جديداً لشخصية جديدة، فاستعدادي لدور «شريف مراد» أخذ مني وقتاً كبيراً، وبخاصة في كيفية إظهار ملامح وجهي لتكون مغايرة تماماً عما أُبطن، وكان ذلك أصعب شيء واجهني أثناء تصوير الفيلم.
> هل هذا يعني أنك تفضل تقديم الأدوار المركبة والصعبة؟
لا أفضل الأدوار المركبة بقدر تفضيلي للشخصية الواقعية، وأي دور واقعي يكون مركباً؛ لأنه لا توجد شخصية واضحة وثابتة، لكن يوجد شخصية تشعر بصدقها نظراً لملامستها للواقع، تلك هي الشخصية التي تستهويني لتقديمها، وعندما أقدم شخصية بعيدة عن الواقع لا أستمتع بتقديمها على الإطلاق.
> هل الإيرادات تعد مؤشراً لنجاح أي عمل سينمائي، أم إشادة النقاد والمتخصصين في وجهة نظرك؟
- الاثنان معاً، النجاح الجماهيري مهم جداً والمتمثل في الإيرادات، والنجاح النقدي أيضاً مهم جداً، فلا يمكن فصلهما عن بعضهما؛ ليتم تقييم أي عمل سينمائي بشكل سليم.
> ألم يزعجك التصنيف العمري الذي وضعته الرقابة لفيلم «تراب الماس»؟
- لا على الإطلاق لم يزعجني، وأنا مع التصنيف العمري للأعمال السينمائية والدرامية، فالتصنيف ليس ضد الفيلم أو يقلل من شأنه؛ فالرقابة تضع التصنيف وتترك المسؤولية على المشاهد، فكل شخص يختلف رأيه عن الآخر عندما يشاهد الفيلم، فمنهم من يؤكد أن الفيلم بالفعل لا يمكن مشاهدته لمن أصغر من 18 عاماً، ومنهم من يرى الأمر طبيعياً.
> ما تعليقك على المنافسة القوية بين أفلام موسم عيد الأضحى السينمائي؟
- المنافسة موجودة في أي موسم سينمائي وليست مخيفة، لكن المميز في هذا الموسم السينمائي أنه يوجد به تنوع في الأفلام المتنافسة، وهذا أمر جيد لأنه من خلال ذلك يتم استقطاب فئات متنوعة من الجمهور إلى السينما، وأتمنى بالفعل أن ننجح في إعادة الجمهور للسينما مرة أخرى. وأعتقد أن طرح فيلم «تراب الماس» في موسم عيد الأضحى هو التوقيت السليم له، حيث إن هذا الموسم معروف بالأفلام القوية التي تحمل مضموناً جيداً ومتنوعاً، وما دام أن العمل يتوفر به جميع عناصر النجاح فلا يمكن أن نقلق على الإطلاق، بل كان لدينا إيمان قوي بنجاحه، وبالفعل تحقق ذلك.
> ما الدور الذي قدمته في الدراما والسينما وتعتز به حتى الآن؟
- أكثر من عمل، وليس عملاً واحداً، فأنا من النوع الذي أتأثر كثيراً بالشخصية التي أقدمها وأظل أتعايش معها لفترة، فعلى سبيل المثال شخصية «سليم» في مسلسل «أريد رجلاً» تأثرت بها كثيراً، وكذلك دوري في مسلسل «هذا المساء»، وكذلك مسلسل «حجر جهنم».
> ولماذا لم تقدم عملاً أردنياً حتى الآن؟
المشروع موجود وقائم في ذهني ولم أنسه، فقط أبحث عن عمل جيد، وإذا وجدت عملاً جيداً سأقدمه على الفور.
> هل تفكر في الوصول إلى العالمية، مثل بعض زملائك بالعالم العربي؟
- بالنسبة للأعمال العالمية، سينمائياً لم أقدم أي أفلام عالمية، لكني شاركت في مسلسل أميركي يحمل اسم «The looming tower»، من تأليف دان فوترمان وإخراج أليكس جيبني، وشارك به مجموعة من النجوم العالميين مثل أليك بالدوين وجيف دانيلز، ومجموعة من الفنانين العرب مثل الفنان الجزائري طاهر رحيم، والفنان التونسي ظافر عابدين. وهذه التجربة كانت مهمة جداً بالنسبة لي؛ لأنه لأول مرة يتم تناول أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، بطريقة موضوعية من خلال عمل فني، ويتحدث العمل عن فكرة الخلاف بين مكتب التحقيقات الفيدرالية والمخابرات المركزية، وأن هذا الخلاف يعد سبباً في حدوث المشكلة الرئيسية، وكنت سعيداً جداً لهذه التجربة مع فريق موجود في قلب الصناعة، وأسعى أن يكون هناك تجربة ثانية قريباً، ولم أسمِ هذا دخولاً إلى العالمية؛ فالعالمية بمعناها الحقيقي تعني عمر الشريف، فلو قمت أنا بتحقيق عدد أدوار هذا الفنان العظيم وقتها سأكون وصلت إلى العالمية، وخلاف ذلك يعد الأمر مجرد تجارب وليس أكثر من ذلك.
> إذن، مَن المخرج أو الفنان العالمي الذي تتمنى العمل معه؟
- أتمنى العمل مع الكثير من المخرجين العالميين، لكني أتمنى بشكل خاص العمل مع المخرج العالمي مارتن سكور سيزي؛ لأن مادة الممثل مهمة جداً بالنسبة له، ولو اشتركت معه في أي عمل سأتطور كثيراً.
> تغيبت عن الموسم الرمضاني الماضي، فهل تعاقدت على عمل درامي للموسم المقبل؟
سأتواجد في رمضان المقبل، إن شاء الله، لكن لا أستطيع الإفصاح عن طبيعة العمل، لأنني لم أتعاقد عليه بشكل رسمي، حتى الآن.