رولا بقسماتي لـ«الشرق الأوسط»: الفرصة تُعطى مرة واحدة عند الخيانة

في «الخائن» تجسد دوراً يشبهها بفائض عاطفة

تتميز بأدائها العفوي والأنيق معاً (رولا بقسماتي)
تتميز بأدائها العفوي والأنيق معاً (رولا بقسماتي)
TT

رولا بقسماتي لـ«الشرق الأوسط»: الفرصة تُعطى مرة واحدة عند الخيانة

تتميز بأدائها العفوي والأنيق معاً (رولا بقسماتي)
تتميز بأدائها العفوي والأنيق معاً (رولا بقسماتي)

جرعة تألق إضافية تزوّدك بها الممثلة رولا بقسماتي في كل مرة أطلت بها في عمل درامي. تسرق انتباه المشاهد بحرفيتها وأناقة أدائها، والأهم هو تمتعها بعفوية في تمثيلها فتقنع ناظرها من دون أي جهد. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أنا هكذا في حياتي العادية حقيقية، ولا أحب اللف والدوران. وقد اجتهدت كي أصل إلى ما أنا عليه اليوم».

في مسلسل «الخائن» الذي تطل فيه أخيراً تجسد شخصية «نادين». فتفوح منها مشاعر مختلطة وفيض من أحاسيس الأمومة. وتعلق: «بالفعل نادين تشبهني بغزارة أحاسيسها تجاه الأولاد، خصوصاً وأنها كما ينص المسلسل محرومة من الأمومة. كما أن تركيبة الشخصية مميزة وغنية. نلاحظ عند نادين خلطة مشاعر جياشة، فهي وبلحظات تظهرها مجتمعة، من حزن وقلق وخوف وانزعاج وهدوء». وعن تطور دورها في الحلقات المقبلة تقول: «نادين التي تتابعونها اليوم لا تشبه تلك التي سترونها في الحلقات الأخيرة من العمل. وهذه التطورات ستبرز مع الوقت ومع تسلسل الحلقات».

{عرابة بيروت} من الأعمال الجديدة التي تشارك فيها (رولا بقسماتي)

تصف التجربة التي خاضتها في «الخائن» بالممتعة. وفي الوقت نفسه لها حسناتها وسيئاتها. وكي تخفف من ثقل طعم الهجرة عليها حملت ابنتها كايلي معها. «لقد سجلتها بمدرسة في تركيا. لم أرغب في الابتعاد عنها طيلة أشهر طويلة. كنت أفرح عندما أتفرغ لها ونترافق معاً في النزهات».

بشكل عام، حصدت رولا بقسماتي من هذه التجربة صداقات تفتخر بها. «تحولنا إلى عائلة حقيقية ووُلدت بيننا جميعاً علاقات وطيدة وحلوة. نادراً ما أخرج من عمل ما حاصدة معه رفقة قريبة من قلبي. اليوم أعتز بصداقتي بسلافة معمار؛ فهي امرأة حقيقية أستمتع بحديثها، وكذلك بتلك التي تربطني بباقي الممثلين. فهذا التناغم الذي خيّم على علاقتنا كان حاضراً بقوة. صحيح أن التجربة كانت صعبة بعيداً عن أهالينا وأحبابنا، ولكنها حفرت إيجاباً عندنا، سيما وأننا كنا يداً واحدة. فالجميع بذل الجهد كي ينجح العمل، ونحن سعداء بأنه يحصد حالياً المرتبة الأولى بنسبة المشاهدة».

مع الممثل قيس الشيخ نجيب خلال تصوير {الخائن} (رولا بقسماتي)

تبدي رولا إعجابها بالمسلسلات المعربة وبالحبكة الأصلية للعمل. «قد ينتقد البعض المماطلة والدخول بتفاصيل صغيرة في هذا النوع من الأعمال. ولكن هذه الطريقة تشبّع أحاسيس المشاهِد. وهو ما يجعله يتماهى مع العمل وأبطاله إلى آخر حدود وكأنه واحد منهم. فتحفر في ذهنه المشاهَد وتصرفات الممثلين لشعوره بأنها حقيقية».

في سياق قصة «الخائن» تتعرض بطلة المسلسل سلافة معمار (أسيل) إلى الخيانة من قِبل زوجها. وكذلك الأمر نادين التي تجسد دورها رولا بقسماتي. فما رأيها بالخيانة عامة وكيف تتلقفها؟ «برأيي، أن الخيانة يمكن إعطاؤها فرصة واحدة كي يلتئم جرحها. وهو ما يتطلب وعياً ونضجاً كبيرين من الطرفين. الأمر فيه صعوبة كبيرة ولكنها تسنح مرات للثنائي أن يفلش أوراقه على الطاولة، فيعودان إلى نقطة الصفر كي يقفا على الأسباب التي أدت إلى الخيانة».

حملت ابنتها كايلي معها إلى تركيا كي لا تبتعد عنها (رولا بقسماتي)

تجد رولا أن مجتمعنا يشوبه القمع والاستهتار بإحساس نسائه. «دائماً ما يعذر الرجل لخيانته زوجته، أما العكس فهو غير مقبول بتاتاً. يغفرون له ويحاسبون المرأة وكأنها خالية من الانفعالات والأحاسيس. هناك وقاحة في هذا الموضوع لا تحتمل. أنا ضد تصرف (أسيل) تجاه خيانة زوجها؛ لأنها تعاملت معها من منطلق خاطئ. ولكنني في الوقت نفسه أتعاطف معها لأنها تعرّضت إلى الأذية. وكان المفروض عليها كامرأة مثقفة ومتعلمة تعمل طبيبة أن تكون أكثر عقلانية. فتصرفاتها أودت إلى خسارات كبيرة لها ولغيرها. ففي أوقات الخسارات يجب البحث عمن يسهم في البناء، خصوصاً أن الأولاد هم من يضرسون دائماً».

تؤكد رولا بأنها لا تقبل لابنتها بأن تتأثر بأي خطأ قد يصدر عنها في حياتها الشخصية. «يجب أن يوضع وجود الولد في الحسبان، وأن يلاقي كل الحب من والديه. فالانفصال قد يحصل، ولكن الاحترام مطلوب، وقلة من الناس تفكر بهذه الطريقة. وإذا ما كان الزوجان المنفصلان أنانيين إلى هذا الحد، فالأجدر بهما ألا ينجبا».

تربطها اليوم علاقة وطيدة بالممثلة سلافة معمار (رولا بقسماتي)

يحمل «الخائن» رسائل مباشرة للمرأة والرجل معاً، ويضعهما أمام مسؤولية كبيرة اسمها الارتباط والزواج. وعلى الرغم من نقاشات طويلة تدور عادة حول موضوع الخيانة من قِبل الرجل أو المرأة، فإنه يضع الإصبع على الجرح. فيروي قصة حياة يمكن أن تصادف أي اثنين، ويأخذها من أبعاد مختلفة كي يدرك الزوجان عمق ما يقترفانه من أخطاء. فالنزوة والغريزة والحب وما هنالك من مشاعر يتسلحان بها قد تفسد حياة آخرين وبمقدمهم الأولاد.

وتعلق رولا: «برأيي، هذا المسلسل يترك علامات استفهام كثيرة عند متابعه. وأتخيل أن أي زوجين يحضرانه ومن دون أن يتحدثا بموضوع الخيانة صراحة يلمسهما عن قرب. فهذا الصمت الذي يخيم على جلستهما وهما يتابعانه يترك عندهما مساحة للتفكير ومراجعة حساباتهم. فهناك نساء تغض النظر عن خيانة الزوج ويتألمن بصمت. ويأتي هذا المسلسل كي يحكي بلسانهن ويمثلهن».

وهنا توجه رولا رسالة مباشرة: «رجاء لا تنسوا أولادكم الذين يترنحون وسط مشكلاتكم، فأنتم تعرضونهم إلى الأذية. وإذا ما فشلتما سوياً، وانتهت مشاعر الحب بينكما، تذكروا أن ولدكما لا ناقة ولا جمل له في هذا الموضوع. فامتنعوا عن ممارسة الحرب بينكما، وابحثا عما يختم علاقتكما بسلام».

مجتمعنا يشوبه القمع والاستهتار بإحساس نسائه

لم يتسن لرولا متابعة أعمال درامية في الفترة الأخيرة لانشغالها بتصوير «الخائن» من ناحية وبـ«عرابة بيروت» أخيراً. «حاولت قدر الإمكان الاطلاع على مسلسلات كثيرة، ولا سيما المعرّبة منها. ويمكنني القول بأننا حققنا قفزة كبيرة في هذا المجال. قد لا نستوعب الأمر بداية، ولكن مع ارتفاع نسب المشاهدة التي تحققها تلك المسلسلات ندرك أهمية ما قمنا به حتى اليوم».

تنفصل أحياناً رولا بقسماتي عن عالمها اليومي طالبة الهدوء لإعادة ترتيب أفكارها. فهي تركن إلى الصمت وتعيش مع نفسها لفترة. «بهذه الطريقة يمكنني أن أستعيد قوتي وطاقتي لأنني أهدرهما بسبب طبيعة عملي. لا أحب الانخراط بمجتمع يرتكز على الاستهلاك السريع. أرى نفسي حقيقية مع حالي، ولا أنجرف وراء ما لا يقنعني. والأهم هو أني أكنّ احتراماً كبيراً لنفسي».

«عرابة بيروت» سيأخذ متابعه إلى عالم جديد بكل تفاصيله

قريبا يبدأ عرض مسلسل «عرابة بيروت» من إنتاج «إيغل فيلمز». وتلعب فيه رولا بقسماتي دور امرأة الليل باتريسيا. فماذا تخبرنا عنه؟ «هي شخصية خالية من الأحاسيس، أهدافها هي التي تحركها فقط. أما القصة فتدور أحداثها في السبعينات ضمن مجموعة قصص مختلفة لأبطال المسلسل. ويبرز تأثير السياسة على العلاقات الاجتماعية. فتحضر خلاله موضوعات عدة حول الجشع والنفوذ وحب السلطة. ونتعرف على أشخاص يلهثون وراءها وبأبشع الأساليب وكذلك بطرق حلوة».

يتألف «عرابة بيروت» من 10 حلقات وهو من كتابة مازن طه ونور شيشكلي وإخراج فيليب أسمر. ويشارك فيه مجموعة من الممثلين اللبنانيين والعرب، وبينهم نادين الراسي، وجوليا قصار، ورندة كعدي، وبديع أبو شقرا، وكارول عبود ونور الغندور، وغيرهم.

وتختم رولا: «سيأخذ المسلسل متابعه إلى عالم جديد بكل تفاصيله. تخيلي أنني وللوهلة الأولى لم أستطع التعرف على نفسي ولا على باقي الممثلين. فهناك تغيير جذري تعرضنا له بسبب الأزياء والماكياج وتسريحات الشعر الرائجة في تلك الحقبة». وعما إذا ينتظرنا جزء ثان منه، ترد: «لا أستطيع الجزم بذلك، ولكنه يتحمل تكملة له على ما أعتقد».


مقالات ذات صلة

الفنانة السورية يارا صبري: «العميل» أعاد اكتشافي درامياً

يوميات الشرق يارا صبري في مسلسل «العميل» (إنستغرام)

الفنانة السورية يارا صبري: «العميل» أعاد اكتشافي درامياً

عادت الفنانة السورية يارا صبري إلى الدراما العربية من جديد بعد فترة غياب لنحو 4 سنوات، بتجسيد شخصية الأم «ميادة» في مسلسل «العميل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق الفنان تامر حسني (حسابه بموقع فيسبوك)

تامر حسني يرحب بتقديم «السيرة الذاتية» للفنان حسن يوسف

بعد أيام قليلة من رحيل الفنان المصري حسن يوسف، الملقب بـ«الولد الشقي»، أبدى الفنان المصري تامر حسني ترحيبه بتقديم السيرة الذاتية للفنان الراحل.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان محمد القس لعب أدواراً درامية متنوعة (صفحته على «فيسبوك»)

محمد القس لـ«الشرق الأوسط»: أمي تكره اختياراتي الفنية

قال الفنان السعودي محمد القس إنه لم يتوقع النجاح الكبير الذي تحقق له في مسلسل «برغم القانون»، لأنه يشعر دائماً في كل عمل أنه لن ينجح.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة المصرية وفاء عامر (حساب وفاء عامر على «فيسبوك»)

وفاء عامر لتدشين مشروع «أكل بيتي» لدعم الأرامل والمطلقات

أثارت تصريحات الفنانة المصرية وفاء عامر الاهتمام بعد حديثها عن تدشين مشروع «أكل بيتي»، لدعم «الأرامل والمطلقات» بهدف مساعدتهن.

داليا ماهر (القاهرة )

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم