«SRMG» تُلهم وتُبدع في «كان ليونز»

الراشد استعرضت أهداف التحول الرقمي في المجموعة

صورة جوية لجناح «SRMG» في «كان ليونز»
صورة جوية لجناح «SRMG» في «كان ليونز»
TT

«SRMG» تُلهم وتُبدع في «كان ليونز»

صورة جوية لجناح «SRMG» في «كان ليونز»
صورة جوية لجناح «SRMG» في «كان ليونز»

حملت مشاركة «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» في مهرجان «كان ليونز» الدولي هذا العام عنوان الإبداع والإلهام. فعلى مدى أسبوع، استضاف جناح «SRMG» على شاطئ «لا كروازيت» صناع التغيير وقادة صناعة الإعلام حول العالم، واستعرض تطورات المشهد الإبداعي والتقني، كما احتضن مواهب عربية ناشئة ألهمت رواد مهرجان الإبداع الأكبر.

الرئيس التنفيذي لـ«SRMG» جمانا الراشد ورئيس «Billboard» مايك فان والمدير التنفيذي لـ«بيلبورد عربية»

وعبر سلسلة من الحوارات والتجارب التفاعلية، سلّطت «SRMG» الضوء على فرص وتطلعات قطاع الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبحثت تأثير الذكاء الاصطناعي على إنتاج المحتوى واستهلاكه، كما استكشفت مستقبل صناعة الأزياء في عصر الرقمنة.

وبشراكة ستُغيّر صناعة الموسيقى في المنطقة، أطلقت «SRMG» و«Billboard» منصة «بيلبورد عربية» لنقل الموسيقى العربية إلى الساحة العالمية.

وتسعى المنصة الجديدة إلى أن تصبح الوجهة العالمية الأولى للفنانين العرب، ومن أصول عربية، عبر عرض أحدث الإصدارات، والتحليلات، والمقابلات، بالإضافة إلى تقديمها محتوى متنوعاً في منصة موحدة، يشمل التغطيات الحصرية للأحداث الإقليمية والعالمية، مدعوماً بتغطيات مرئية متميزة تشمل الصور الفوتوغرافية الأصلية، ومحتوى الفيديو الخاص.

فرص وتوجهات الإعلام

تقود «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» الثورة التي تشهدها صناعة الإعلام في منطقة الشرق الأوسط، باستراتيجية نمو وتحول تواكب التطورات العالمية في التقنية وتستجيب لتطلعات الجمهور. واستعرضت جمانا راشد الراشد، الرئيس التنفيذي لـ«SRMG»، أهداف هذه الاستراتيجية ورؤيتها لمستقبل الإعلام، في جلسة أدارها محمد ناظر، الرئيس التنفيذي للمالية في «SRMG»، واستضافت كذلك إيلي حبيب، المؤسس المشارك لتطبيق «أنغامي»، وإلدا شقير، الرئيس التنفيذي لـ«OMNICOM».

الرئيس التنفيذي لـ«SRMG» جمانا الراشد خلال جلسة حول مستقبل الإعلام في المنطقة

وقالت الراشد إن صناعة الإعلام تمرّ عبر تحولات جوهرية حول العالم، مشددةً على ضرورة إضفاء طابع محلي على المحتوى. وذكرت الراشد أن «SRMG» استبقت هذه التوجهات في المنطقة عبر استراتيجية التحول التي أطلقتها قبل 3 سنوات لرقمنة منصاتها، والاستجابة لتطلعات جمهور يستهلك المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ولفتت الراشد إلى أن استراتيجية المجموعة لا تكتفي بالتركيز على التوجهات العالمية، بل تتفاعل مع الخصائص التي تميّز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل خاص.

ورأت أن أحد أهم مميزات الإعلام في المنطقة هو تركيبة الجمهور، موضحةً: «يشكّل الشباب الأصغر من سن 35 عاماً 70% من إجمالي سكان السعودية، و60% من سكان دول مجلس التعاون الخليجي. هذه الفئة من الجمهور تعيش على منصات التواصل الاجتماعي».

جانب من جلسة حول مستقبل الإعلام في المنطقة

أما العامل الثاني الذي يميز المنطقة، فيتعلق بالاستثمار في الإعلام. وترى الراشد إقبالاً كبيراً من طرف الاستثمار الجريء على الشركات الناشئة، قائلة: «أطلقت (SRMG) ذراعها الاستثمارية (SRMG Ventures) هذه السنة، وقمنا بعدة استثمارات مثل تطبيق فيوز (360VUZ)، وتلفاز11 (Telfaz11)، ونحن فخورون بهذه الشركات الناشئة». أما العامل الثالث، فيتعلق بالتحول الرقمي ورقمنة المنظومة الإعلامية.

واستعرضت الراشد رحلة التحول الرقمي في المجموعة، التي أعادت إطلاق ثلاث منصات إعلامية خلال العام المنصرم. وقالت إن استراتيجية التحول تهدف إلى رقمنة المنصات التقليدية الرئيسية في المجموعة، بهدف تعزيز قدرتها على إنتاج محتوى يجذب الجمهور الشاب، إلى جانب تحديد المواهب الناشئة والأفكار الجديدة والمشاريع الواعدة على منصات مثل «يوتيوب» و«تيك توك» و«تويتر» وغيرها. وأشادت الراشد في هذا الصدد بـ«ثمانية»، معتبرةً أنها واحدة من أكثر الشركات الناشئة نجاحاً في المنطقة.

جسر الثقافات

إلى جانب الإعلام، بحثت جلسة حوارية استضافها جناح «SRMG» دور صناعة السينما والترفيه في تقارب الثقافات. وأدار مو إسلام، مقدم بودكاست «مو شو»، النقاش بمشاركة محمد التركي الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ومايك فان، رئيس «Billboard»، والممثل وصانع المحتوى الفلسطيني – الأميركي مو عامر.

جانب من جلسة حول دور صناعتي الفيلم والترفيه في الربط بين الثقافات

وللحديث عن أهمية السينما في بناء جسور بين الثقافات، سلَّط محمد التركي الضوء على نجاح تجربة مهرجان البحر الأحمر. وقال: «ندعم مواهب متعددة، ويحتضن المهرجان مواهب من مختلف مناطق العالم لمشاركة تجاربهم حول صناعة السينما»، لافتاً إلى مشاركة 7 أفلام دعمها مهرجان البحر الأحمر هذا العام وحده في مهرجان كان السينمائي. كما أشار التركي إلى مشاركة مخرجتين، إحداهما تونسية والأخرى سنغالية، ضمن 9 مخرجات فقط في المنافسة على السعفة الذهبية. وعدّ التركي هذا الإنجاز دليلاً على نجاح العمل الذي يقوم به مهرجان البحر الأحمر في دعم المواهب عبر مختلف الثقافات.

إقبال واسع

لقيت «تجربة شاطئ SRMG» نجاحاً استثنائياً مع إقبال يتجاوز 500 زائر يومياً، كما حققت انتشاراً إيجابياً في وسائل التواصل الاجتماعي بلغ أكثر من 70 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم.

تجربة الواقع الافتراضي المعزز في «شاطئ SRMG»

وتماشياً مع التحول الرقمي الذي تقوده المجموعة، سخّرت «SRMG» أحدث التقنيات في صناعة الإعلام لتقديم تجارب تفاعلية فريدة لزوار جناحها في «كان ليونز». في مسعى لتسليط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام الجديد، تقدم منصّة «الشرق الأوسط» في جناح المجموعة تجربة تفاعلية تختبر قدرة رصد الأخبار الكاذبة.

تجربة رصد الأخبار الكاذبة في منصة «الشرق الأوسط» التفاعلية

أما تجربة قناة «الشرق»، فتسلط الضوء على تحدي الفيديوهات الكاذبة، عبر دعوة الزائر إلى تسجيل نشرة أخبار مختصرة تُنسب لأحد مقدمي أخبار القناة. في حين قدمت مجلة «هي» للمستخدم فرصة ارتداء أزياء افتراضياً، فيما تضع مجلة «مانجا» صور الزوار بأسلوب «الأنيمي» على غلافها.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن شيخوخة الدماغ

صحتك تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسهم في تعزيز فهم صحة الدماغ (جامعة جورجتاون)

الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن شيخوخة الدماغ

تمكن باحثون من معهد كارولينسكا في السويد من تطوير طريقة للكشف المبكر عن العوامل التي تسهم في تسارع شيخوخة الدماغ، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)

بسبب الاحتيال... إيطاليا تغرّم «تشات جي بي تي» 15 مليون يورو

أعلنت هيئة حماية البيانات الإيطالية أنها فرضت غرامة قدرها 15 مليون يورو على شركة «أوبن إيه آي» الأميركية بسبب الاحتيال.

«الشرق الأوسط» (روما)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا كيف أصبح «كلود» روبوت الدردشة المفضل لدى خبراء التكنولوجيا؟

كيف أصبح «كلود» روبوت الدردشة المفضل لدى خبراء التكنولوجيا؟

يقدم الاستجابات مثل إنسان ذكي ومنتبه

كيفن رُوز (سان فرانسيسكو)

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.